قصة اسلام الملك أوفا ركس .. ملك مرسيا وإنجلترا بقلم منصور عبد الحكيم

بقلم منصور عبد الحكيم
------------------------------------------------------------------









أوفا ركس Offa Rex ملك مرسيا وإنجلترا بين عامي 757 - 796م-- كان من أعظم حكام أوربا بالقرون الوسطى، ولكن الكنيسة جعلت المؤرخين يتجاهلونه بسبب إسلامه؛ مما تسبب في قلة المصادر التي تتحدَّث عنه, رغم مساهمته في توحيد الممالك الأنجلوساكسونية السبع, وجهوده في الإنعاش الاقتصادي ونشر الأمن.
تولَّى أوفا ركس مُلك مرسيا ببريطانيا في عام 757م بعدما قُتل ابن عمه إيزلبالد من أعدائهما، وقيام حرب أهلية بسبب تدخُّل أحد مجهول الهوية مدعي أحقيته المُلك, فانتصر أوفا عليه, ولكن هذه الحرب سببت صدعًا داخليًّا, كلَّف الملك لرأبه مدة سبع سنوات, بعد ذلك استعدَّ لتوحيد الممالك السبع تحت حكمه--
كانت علاقات الملك أوفا ركس مع الدولة العباسية قوية؛ مما مهَّد لإسلامه، وإن كنا لا نعرف كيف دخل في الإسلام هو ملك مرسيا بين عامي 757 - 796وقصة إسلامه بالتفصيل؛ وذلك لإخفائه الأمر في البداية، ثم لحرص الفاتيكان والمؤرخين الصليبيين على إخفاء الحقيقة بعد ذلك بتجاهلها، بل وتجاهل شخص الملك نفسه رغم عظمته في تاريخهم.

قصة اسلامه على عملة النقود
----------------------------------------------
فى الموسوعة البريطانية أو الموسوعة الفرنسية "لاروس" كلمة "أوفا" (OFFA) تقرأ تاريخ هذا الملك الأنجلوسكسوني الذي حكم إنجلترا 39 عامًا (اعتبارًا من 757م حتى 796م)، وكان من أقوى ملوكها في ذلك العهد المبكر من تاريخ إنجلترا
. كان ملكًا أول الأمر على "مارسيا" (Mercia)، أو ما يُطلق عليه اسم "إنجلترا الوسطى" (Middle England) التي كانت مملكة ملكية ضمن 7 ملكيات كانت موجودة آنذاك.
وقد وسّع مملكته بعد أن فتح هذه الملكيات الصغيرة حوله أمثال "كنت" (Kent) و"وست" (West) و"ساكسونس" (Saxons) و"ولش" (Welsh)، كما قام بتزويج بناته من حاكم "وساكس" (Wessex)، وحاكم "نورثومبيا" (Northumbia)؛ فوسع بذلك دائرة نفوذه حتى شمل كل أجزاء إنجلترا تقريبًا، ودخل في معاهدات مع ملك فرنسا "شارلمان" ومع البابا "أندريان الأول"والأثر المهم الباقي من عهده هو السور أو السد الذي بناه بين "مارسيا" و"واش" الذي يُعرف حتى الآن بـ"سور أوفا". وفي عام 1841م حمل معه مفاجأة كبيرة للمؤرخين؛ فقد تم العثور فيه على قطعة نقد ذهبية غريبة تمامًا تعود لعهد هذا الملك الإنجليزي القوي.

و هذه القطعة الذهبية المحفوظة الآن في شعبة النقود القديمة في المتحف البريطاني لكي تُعدّ مفاجأة؟ الغرابة أننا نجد كلمة الشهادة وآية قرآنية مكتوبة باللغة العربية على وجهي هذه القطعة النقدية. عملة الملك أوفا ومكتوب في وسطها لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ففي أحد وجهي القطعة توجد كتابة باللغة العربية وهي "لا اله إلا الله وحده لا شريك له"، وفي الحافة كتبت عبارة "محمد رسول الله"،
ثم الآية الكريمة "أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله". أما في وسط الوجه الثاني فنجد كتابة عربية أخرى وهي "محمد رسول الله". وفي وسط هذه الجملة سجل اسم الملك "أوفا" باللغة الإنجليزية. أما في الحافة فقد كتب باللغة العربية: "بسم الله.. ضرب هذا الدينر سبع وخمسين ومائة". وكما يفهم من إمضاء الملك أوفا فإن هذه القطعة ضربت خلال الأعوام "757 - 796"م، وسنة 157 هجرية الواردة في قطعة النقد تصادف عام 774م، وهي ضمن فترة حكم الملك "أوفا". لقد كتبت بحوث عديدة حول هذه القطعة النقدية، وألقيت محاضرات كثيرة حولها، وقدم المؤرخون فرضيات ونظريات عديدة لتفسير لغز هذه القطعة النقدية. أهم هذه الفرضيات هي: ان الملك "أوفا" اعتنق الإسلام،

أما الفرضية الثانية: ان الملك "أوفا" استعمل هذه الجمل والكلمات العربية والآيات كزخرفة أو كزينة دون أن يفهم معناها، والثالثة: كان الملك "أوفا" قد عقد سنة 787م معاهدة مع البابا "أندريان الأول" تقضي بقيام الملك بدفع فدية سنوية إليه؛ فقد تكون هذه القطع الذهبية قد سُكّت خصيصًا لهذا الغرض.
ورابع الفرضيات:ان الملك "أوفا" سكّ هذه النقود لمساعدة الحجاج من مواطنيه من الراغبين في زيارة القدس لكي تستعمل من قبلهم من أجل تأمين سهولة السفر إلى هذه الديار.. أي أن السبب كان سياسيًّا. وعندما نناقش هذه الفرضيات يتضح لنا أن الفرضية الثانية لا تتفق مع المنطق الإنساني السليم؛ إذ من المستحيل أن يقوم أي ملك بكتابة جمل لا يعرف معناها على النقود التي يقوم بسكها ومن أجل الزينة فقط، علمًا بأن هذه الجمل هي كلمة الشهادة التي تلخص أساس العقيدة الإسلامية، وكلمة الشهادة هذه هي التي تجعل الشخص مسلمًا؛ أي ليست أي عبارة يمكن أن تكتب من أجل الزينة.

والله اعلم