ملخص كتاب الحرب السابعة - اقتربت نهاية اليهود وزوال اسرائيل- لمنصور عبدالحكيم
صفحة 1 من اصل 1
ملخص كتاب الحرب السابعة - اقتربت نهاية اليهود وزوال اسرائيل- لمنصور عبدالحكيم
كتاب الحرب السابعة -اقتربت نهاية اليهود لمنصور عبدالحكيم
ملخص كتاب الحرب السابعة - اقتربت نهاية اليهود وزوال اسرائيل- لمنصور عبدالحكيم 1
----------------------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا ً كبيرا ً ؛ فإذا جاء وعد ُ أولاهما بعثنا عليكم عبادا ًلنا
أولي بأس شديد فجاسُوا خلال الديار وكان وعدا ً مفعولا ؛ ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ً ؛
إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا
ما علوا تتبيرا ؛ عسى ربكم أن يرحمكم وإن عُدتم عُدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ً؛ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر
المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا ً كبيرا ً ؛ وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا ً أليما ً ) 0
( الإسراء : 4 – 10 )
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الحرب السابعة ونهاية اليهود
==================
القرار ( 1701 ) ونهاية الحرب السادسة مقدمة لدخول القوات والجيوش الصليبية التي
ستقود الحرب الأخيرة
انتهت الحرب السادسة التي خاضها جيش حزب الله أو بمعنى أدق قوات المقاومة وهي جيش غير نظامي مع إسرائيل بعد واحـــد وثلاثين يوما ً بقبول إسرائيل وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 0
وكان قبول إسرائيل لقرار وقف إطلاق النار أو كما جاء في القرار وقف العمليات الحربية بعد أن لاقى الجيش الإسرائيلي هزيمـــة موجعة لم يتوقعها من قوات المقاومة , وقد اعترفت إسرائيل بهزيمتها العسكرية وأصدر رئيس الوزراء قرارا ً بتشكيل لجنة لمعرفـة
أسباب الهزيمة 0
ويقضي القرار 1701 بأن يحل الجيش اللبناني الذي لا حول له ولا قوة مكان قوات حزب الله على الحدود مباشرة مع إسرائيل 0 وأيضا ً وجود قوات دولية من دول العالم أطلق عليها اسم ( اليونيفيل ) كي تقف حائلا ً ومراقبا ً بين إسرائيل ولبنان داخل الحدود اللبنانية !! 0 واشترطت إسرائيل أن تكون هذه القوات من دول صديقة لإسرائيل قد اعترفت بوجودها من قبل حتى تضمن ولاءهــا
للهيمنة الصهيونية وهي تؤدي عملها وهو حماية إسرائيل من عدوان قوات حزب الله عليهم بالرغم أن إسرائيل دوما ً هي الدولة التي
تقوم بالاعتداء على جيرانها 0
وفكرة قوات ( اليونيفيل ) أو القوات الدولية لإحلال السلام هي فكرة صهيونية أمريكية مشتركة هدفها إشعال حرب أخرى في المنطقة
تنطلق من الأراضي اللبنانية لمهاجمة الأراضي السورية لتحقيق النبوءات التوارتية التي يؤمن بها قادة التحالف الصهيو- أمريكاني الجديد , والذي يريد إشعال حرب ضروس يهلك فيها المسلمون قربانا ً لنزول مسيحهم السفاح وجلوسه على عرش داوود 0
وأيضا ً لكي تشعل الشمعة السابعة في الشمعدان الإسرائيلي الصهيوني فهل يتحقق لهم ذلك ؟ 0
إنهم يمكرون , لكن مكر الله غالب فوقهم لأنهم سيقعون في حفرة المؤامرة التي دبروها بليل 0 ( ويمكرون ويمكر الله والله خيرُ الماكرين ) 0 الأنفال : 30 – يجازيهم على سوء مكرهم , إن من مكرهم الخائب أنهم يخططون ويسعون لامتلاك الأرض كل الأرض
وإحكام السيطرة عليها , ويتناسون أن من فوقهم ربا ً قادرا ً قاهرا ً فوق عباده وأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده 0
قال تعالى : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) 0 الأنبياء : 105
لكن الغفلة التي جعلتهم يعتقدون أن كل شيء بأيديهم وحسبما تقتضي به عقولهم , ولا سيما وأنهم حرفوا كتبهم المقدسة بأيديهم وقالوا
هي من عند الله واشتروا بها ثمنا ً قليلا ً , ثم صدقوا أنفسهم واعتقدوا يقينا ً أنها من عند الله ألا ساء ما يحكمون 0
قال تعالى : ( فويل ٌ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا ً قليلا ً فويل ٌ لهم مما كتبت أيديهم وويل ٌ
لهم مما يكسبون ) 0 البقرة : 79
والانتصار الذي حققته إسرائيل من هذه الحرب بالنسبة لها استطاعت جلب قوات اليونيفيل إلى لبنان لمحاصرته ومنع وصول السلاح
إليه , أو بمعنى أدق إلى حزب الله 0
وجعل لبنان محمية لحلف الأطلسي الذي يعمل لصالح إسرائيل منذ إنشائه 0 وبالتالي يكون عزل لبنان عن العالم وتحييده وجعله أحد حدود إسرائيل الآمنة هو هدف استراتيجي حققته إسرائيل تمهيدا ً للنقلة القادمة وهي الحرب الأخيرة في ظنهم على العرب وهــي
ما تسمى الحرب السابعة 0
ودور لبنان هنا هو جعلها معسكرا ً للقوات الدولية الصليبية التي سوف تشارك في هذه المعركة القادمة أو على الأقل تمنع وصـول
الإمدادات العسكرية والمعونات لبلاد الشام خلال الحرب القادمة 0
------------------------------------------
نبوءة بنيامين فرانكلين عن اليهود
=======================
بداية استهلالية
- انتبهوا أيها السادة !!
- نبوءة سياسية لفرانكلين تتحقق مؤخرا ً 0
- فماذا قال ؟ وماذا تحقق ؟
- وماذا قال الرئيس الأمريكي ( إبراهام لينكولن ) محذرا ًالأمريكيين من خطر اليهود , وكيف أدى موقفه هذا من اغتياله
بواســـتطهم 0
نبوءة بنيامين فرانكلين عن اليهود
بنيامين فرانكلين أحد قواد الثورة الأمريكية ومؤسس الولايات المتحدة الأمريكية مع توماس جفرسون وجيمس ماديسون وجورج واشنطن وجون آدمز 0
ولد فرانكلين عام 1706 م وتوفى عام 1790 وكان سياسيا ً بارعا ً ومخترعا ً وكاتبا ً ومفكرا ً , مثل بلاده كمندوب سام ٍ أو سفير
غير عادي في فرنسا التي كان يعشقها , وكان له الدور الأكبر في نيل الولايات المتحدة الأمريكية استقلالها من الإمبراطورية البريطانية 0 كان رجلا ً متسامحا ً رقيقا ً متدينا ً قرأ التوراة والإنجيل ودرسهما وأدرك خطورة اليهود على أي مجتمع يحلون فيه 0
وكان يؤمن بوجود إله وخالق للكون يتولاه بعناية ولا يؤمن بألوهية المسيح عليه السلام ولذلك قال : أنا أؤمن بإله واحد خال في الكون
والذي يتولاه بعنايته الإلهية وهو وحده المستحق للعبادة 0
وإن أفضل ما نقدمه له هو تقديم الخير لعباده الآخرين , كما أؤمن أن روح الإنسان خالدة , وسوف تعامل بعدل في الحياة الأخرى ,
حسب سلوكها في الحياة الدنيا 0
وفي خطابه أمام الكونجرس الأمريكي عام 1789 أوضح ( فرانكلين ) مخاوفه من الخطر اليهودي على بلاده , وتنبأ بوقوع الولايات
المتحدة فريسة سهلة للسيطرة اليهودية إذا لم يتم التصدي لهم ومنعهم من الهجرة إلى لأمريكا حسب رأيه وقتها وإلا فسوف يلعنهــم
أحفادهم فقال : أيها السادة هناك خطر كبير يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية , وهذا الخطر هو اليهود , ففي أرض يحل بها اليهود يعملون على تدني المستوى الأخلاقي والتجاري فيها 0
وعلى مدى تاريخهم الطويل ظلوا متقوقعين على أنفسهم في معزل عن الأمم التي يعيشون فيها ولم يندمجوا في حضارتها بل كانوا يعملون دوما ً على إثارت الأزمات المالية وخنق اقتصادها كما حصل في البرتغال وأسبانيا 0 لأكثر من 1700 سنة وهم يبكون على
قدرهم ومصيرهم المحزن , أعني طرهم ونفيهم من وطنهم الأم , ولو أن العالم المتحضر أعاد لهم فلسطين الآن فإنهم على الفور سيخلقون الأعذار والحجج الواهية ليبرروا عدم رغبتهم في العودة إليها لماذا ؟ 0
لأنهم كائنات طفيلية أخرى 0 فهم لا يستطيعون العيش مع بعضهم البعض مما يستدعي تواجدهم بين المسيحيين من غير جنسهم 0
ثم يضيف بصراحة ووضح وتحذير :
وإن لم يطردوا من الولايات المتحدة بموجب الدستور فإنهم وخلال مائة عام على الأقل من الآن سيتوافدون إلى هذه البلاد بأعداد كبيرة وبتلك الأعداد سوف يحكموننا ويدمروننا من خلال أنظمة الحكم لدينا والتي بذلنا نحن الأمريكيين من أجل تطويرها على مر السنين الغالي والنفيس من دمائنا وأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا 0
وإن لم يتم طردهم فبعد مائتي سنة من الآن فإن أحفادنا سيعملون في الحقول ليل نهار من أجل إشباع بطونهم وجيوبهم بينما يجلسون هم في قصورهم يفركون أيديهم فرحا ً واغتباطا ً مما حصدوه من أرباح ومكاسب 0
وها أنا أحذركم أيها السادة إن لم تطردوا اليهود من هذا البلد إلى الأبد فإن أولادكم وأحفادكم سيلعنونكم في قبوركم , ومع أنهم بيننا منذ
أجيال فإن مثلهم العليا ما زالت تختلف كليا ً عما يتحلى به الشعب الأمريكي من مُثل 0 فالفهد الأرقط لا يمكنه تغيير جلده 0 سوف يعرضون مؤسساتنا ومقوماتنا الاجتماعية للخطر 0 لذلك يجب طردهم بنص الدستور 0 (1)
هكذا حذر فرانكلين السياسي والكاتب والثائر الأمريكي شعبه من خطر اليهود وحدد أسباب تخوفه منهم , فسوابقهم التاريخية في أوروبا وما فعلوه من فساد وإفساد كان معلوما ً للجميع , وهذا ما أخبر به وذكر به فرانكلين أعضاء الكونجرس الأمريكي وقتها في أواخر القرن الثامن عشر 0
لكن المد الصهيوني وكانت وقتها يخطو خطواته الأولى والهامة في السياسة الأمريكية , استطاع امتصاص هذه الآراء التي آمن بها بعض كبار الساسة الأمريكيين وقتها 0 إلا أن فرانكلين كان يرى أن منع اليهود من الهجرة إلى الولايات المتحدة هو الحل الأمثل لمنع
خطرهم 0 لكن هذا ليس بحل , لأن أعداد المهاجرين اليهود وقتها وحتى الآن لم تمثل (3%) من مجموع الشعب الأمريكي إلا أنهم يسيطرون على مجريات الأمور السياسية والاقتصادية والإعلامية وكل شيء 0 ؟
والسبب أن اليهود كانوا وما زالوا يملكون المال والفكر ألتوراتي الذي تم تأصيله في نفوس وعقيدة الأمريكيين البروتستانت وهم الأغلبية الساحقة في الولايات المتحدة الأمريكية وهم الامتداد الطبيعي للمهاجرين الأوائل للقارة الأمريكية (2) 0
ومن الرؤساء الأمريكيين الذين حذروا الشعب الأمريكي من خطر اليهود ( إبراهام لينكولن ) والذي تم اغتياله بواسطة الماسون اليهود
في بداية فترة رئاسته الثانية في أبريل عام 1865 م 0
ومنذ اغتيال ( لينكولن ) والرؤساء الأمريكان ألعوبة في أيدي الماسون اليهود يتم اختيارهم من خلال منظماتهم السرية مثل ( الهيئة الثلاثية ) التي تمثل الحكومة العالمية الخفية 0 وأهم فروع الحكومة العالمية اليهودية بورصة المال في ( وول ستريت ) فقد أعــلن
( جون 0ف 0 هيلان ) عام 1942 م , أن ( وول ستريت ) مقر المشاريع والمؤامرات السياسية والمالية للسيطرة على كل شيء من
خبز الناس إلى ملابسهم 0 ويضيف جون 0ف 0هيلان أن الخطر الحقيقي على جمهوريتنا هو ( الحكومة الخفية ) 0 فهي كالإخطبوط
الذي التف على كل مدينة وولاية , وقيادة هذا الأخطبوط مجموعة صغيرة من أرباب البنوك يُعرفون عموما ً بأصحاب البنوك العالمية
وهم الذين يُسيرون حكومتنا لغاياتهم الأنانية (3) 0
إنه رأس المال اليهودي الذي يشكل الأفعى اليهودية الملتفة حول العالم والذي نسميه باللوبي اليهودي الصهيوني 0 وما كان يخشــاه
_ فرانكلين ) وتنبأ به حدث ووقع مؤخرا ً في أمريكا من سيطرة اليهود على القرار السياسي الأمريكي , وبدأت المخططات الصهيونية
تظهر بشكل واضح على أرض الواقع , والهدف هو إعادة المملكة اليهودية بشكلها الجديد 0
إنها مملكة عالمية من خلالها يتم حكم العالم كله وليس من النيل إلى الفرات , أو لعل من النيل إلى الفرات هي الأرض التي ستقام عليها أرض المملكة أم الكرة الأرضية فهي الهدف الأسمى ليهود القرن الواحد والعشرين 0
إنها العولمة اليهودية الأمريكية 0 أما ( الرئيس ) أو بمعنى أصح وأدق ( الملك ) فهو الملك اليهودي المنتظر , الذي ينتظره اليهود
والأمريكان معا ً لحكم العالم وقيادته في الظاهر بعد أ، قاده في الخفاء فترة من الزمن 0
وهكذا الحال حاليا ً فقد أصبح الشعب الأمريكي يزرع ويحصد ويعمل ويكد من أجل عيون اليهود الصهاينة في إسرائيل , واقترب اليوم الذي سوف يلعن فيه الأحفاد الأمريكانيون أجدادهم في قبورهم 0 وهذا اليوم ليس ببعيد إنه قريب جدا ً وقد لاحت بشــائره
في الأفق القريب 00 ؟
---------------------------------------------------------------
(1) انظر كتاب أحجار على رقعة الشطرنج – وليام كاي 0
(2) اقرأ كتاب الإمبراطورية الأمريكية , البداية والنهاية , ففيه المزيد عن هذا الموضوع وموضوعات أخرى هامة , الناشر: دار الكتاب العربي 0
(3) انظر حكومة العالم الخفية لسيبروفتش
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هل إسرائيل هي أرض الكتاب المقدس ؟!
===========================
هل إسرائيل هي أرض الكتاب المقدس ؟!
إنه اعتقاد أساسي وإيمان راسخ لدى الإنجيليين الجدد في أمريكا , إن إسرائيل هي أرض الكتاب المقدس وإن عليهم دعمها وتأييدها وبذل الغالي والنفيس م، أجلها وهذا ما كان يخشاه مؤسسو الولايات المتحدة الآباء والمؤسسون قديما ً0
يقول ( تيم لاهاي ) : ليست هذه سوى البداية , لدينا الآن وسائل إعلام لم يكن لدينا مثلها في السابق أبدا ً , وسائل الإعلام والإنترنت
وفوكس نيوز 0 وأصبح في الجنوب الأمريكي وحده نحو 56 ألف شخص يخدمون أكثر من 700 كنيســة 0
وهناك أشرطة سينمائية خاصة بالمسيحيين المتدينين ومخيمات لأطفالهم في الصيف ومسابقات بوكر مسيحية , وجلســات إرشـاد
للإنجيليين في الزواج لقد أصبح للتيار الجديد واقعا ً وأرضية عريضة من الشعب 0
وأصبح التوجه الديني نحو إسرائيل أمرا ً لا جدال فيه لأنه مرتبط بالدين لديهم 0 وأصبح الفكر الديني في أمريكا يملى حبا ً لإسرائيل
حتى أن سيدة أمريكية عجوز تقول : لم أكن أعلم أن اليهود موجودون على وجه الأرض , بل كنتم أحسبهم لم يعيشوا إلا في الزمـان
ألتوراتي , كانوا إخواني وأخواتي في الله , ولكني لم أكن أعلم أنهم لا يزالون موجودين 0
وبدأت الرحلة الدينية السياحية للإنجيليين الجدد على أرض التوارة في إسرائيل وخاصة أرض ( مجيدو ) التي يقولون إنها معركة آخر الزمان 0 ولاقت تلك الرحلات ترحيبا ً من جانب اليهود في إسرائيل , فمن وجهة نظر إسرائيل هناك أسباب كثيرة للترحيب بالإنجيليين الجدد بصرف النظر عن مدى عمق معرفتهم وإطلاعهم الديني , فقد زار أكثر من 400 ألف سائح مسيحي أمريكي إسرائيل وأنفقوا أكثر من 4.1 مليار دولار 0 وظل هؤلاء السياج الإنجيليون يترددون على أرض التوارة في إسرائيل رغم الانتفاضة
الفلسطينية , فقلد أصبح هؤلاء الإنجيليون يهودا ً صهاينة أكثر من اليهود أنفسهم وفي هذا يقول ( أوزى أراد ) مستشار السياســـة
الخارجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ( نتنياهو ) عندما تتمتع إسرائيل بالتأييد لأنها أرض الكتاب المقدس , فلماذا نرفض ذلك ؟
وساء كان الأمر بسبب النفعية أو على أساس كوننا متحابين ومتعاطفين معا ً على مستوى ما فإن كل طرف يقدم للطرف الآخر شيئا ً يريده , واليمين المسيحي قوة سياسية يجب أن يحسب لها حساب في أمريكا 0
واللافت للنظر أن هؤلاء الإنجيليين الجدد استطاعوا تخريب عملية السلام في الشرق الأوسط لأنها ضد مصالحهم الدينية القائمة عـلى
تحقيق نبوءات الكتاب المقدس , ومحاولاتهم تسريع عجلة الزمان نحو نهاية العالم 0
يقول ايتامار رابينوفتش وهو سفير إسرائيل في أمريكا بين عامي 1993 – 1996 أيام حكومة رابين وشيمون بيريز ( لقد كنت سفيراً
على مدى أريع سنوات من عملية السلام , وكان الأصوليون المسيحيون معارضين بشدة لهذه العملية , وهم يعتقدون بأن الأرض ملك
لإسرائيل بموجب حق إلهي , ولذلك أصبحوا على الفور جزءا ً من حملة لليمين الإسرائيلي لتقويض عملية السلام 0
وبالفعل جاءت حكومة ( نتنياهو ) لهدم عملية السلام وقامت بالضغط على حكومة الرئيس ( كلينتون ) الذي حاول إتمام عملية السلام
في عهده ولم يفلح بفضل علاقة نتنياهو مع جيري فالويل أحد زعماء اليمين المسيحي الأصولي الأمريكي 0 ففي عام 1998 اجتمـع
نتنياهو مع فالويل في فندق ( مايفلور ) في الليلة السابقة على لقائه بالرئيس كلينتون وعن هذا اللقاء يقول ( فالويل ) : لقد جمعت ألف
شخص للالتقاء مع بيبي – يقصد بنيامين نتنياهو – وتحدث إلينا في تلك الليلة وكان كل ذلك مخططا ً من قبل نتنياهو على سبيل توجيه
الإهانة إلى السيد ( كلينتون ) 0
وفي هذا اللقاء وعد ( فالويل ) نتنياهو بتعبئة القساوسة في جميع أنحاء الولايات المتحدة لمقاومة إعادة أجزاء من أراضي الضفة الغربية المحتلة للفلسطينيين 0 وقام السيد ( جون هاجي ) مقدم الخدمة الدينية التلفزيونية مبلغ مليون دولار لمنظمة ( يونايتد جويش أبيل ) اليهودية الخيرية وقال للجمهور : إن عودة اليهود إلى الأراضي المقدسة تشير إلى اللحظات الأخيرة من التاريخ التي تقترب بسرعة 0 وكان حمس الجمهور شديدا ً حين هتفوا : ( ولا بوصة واحدة ) إشارة إلى رفضهم إعطاء الفلسطينيين أي أرض قد وضعت
إسرائيل يدها عليها 0 نشرت صحيفة ( دي فيليج فويس ) في مارس عام 2004 م , أن وفدا ً من المؤتمر الرسوبي وهو جماعة دينية
تؤمن بالاختطاف مع ( اليوت أبرامز ) الذي كان يعمل وقتها مدير شؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ى مجلس الأمن القومي لمناقشة موضوع الساعة وقتها وهو فك الارتباط الإسرائيلي مع غزة وأن هذا الاتجاه نحو فك الارتباط سوف ينتهك عهد الله مع إسرائيل , وأبدى الوفد ألرسولي رفضه لفك الارتباط وتأييده لموقف نتنياهو وهو في صفوف المعارضة وقتها حيث استقال من حكومة
شارون وتعهد بمحاربته وتحديه على منصب رئيس الوزراء لكن لم يفلح في تحقيق ذلك لأن الذي مضى لا يعود 0 ويقول صاحب كتاب ( نهاية الأيام ) جيرشوم جورنبيرج وهو صحافي من القدس : ( الذي يشكل تاريخا ً للمسيحيين واليهود المسيانيين وصراعهم مع
الأصوليين المسلمين على جبل الهيكل , أن هذا خطير على إسرائيل على نحو لا يصدق إنهم غير معنيين ببقاء دولة إسرائيل , بل هم
معنيون بالاختطاف وتحقيق أسطورة نهاية الأيام الكونية لإثبات أنهم على حق , وما نحن إلا ممثلون في مسرحية أحلامهم , ويقوم تصور ( لاهاي ) على أن اليهود سوف يغيرون دينهم أو يموتون ويذهبون إلى الجحيم , وإذا قرأت كتبه رأيت أنه يتطلع إلى الرب بشوق , إنه ليس حليفا ً في العمل على سلامة إسرائيل 0
وهذا الكلام للصحفي الإسرائيلي حقيقة واضحة لمن يقرأ ما كتبه الإنجيليون الجدد , فهم يسعون إلى تحقيق نبوءات الكتاب المقدس من
خلال عودة اليهود إلى أرض فلسطين وقيام دولتهم الأخيرة ثم عودة المسيح بدمار العالم ونجاة المسيحيين أتباعه بعد أن يقوم باختطافهم إلى السماء الدنيا ويقوم بتدمير كل من يخالفهم , ولا يسع اليهود وقتها إلا الدخول في دين المسيح حتى يعفو عنهم أو يهلكوا
مع الهالكين 0 أن اليهود يدركون ذلك ويتحالفون مع هؤلاء الحمقى , لأن كل منهم يغني على ليلاه كما يقول المثل المعروف 0
لقد صور هؤلاء الإنجيليون الجدد المسيح في كتبهم وخاصة سلسلة ( المخلفون ) باعتباره مسيحا ً حاقدا ً شرها ً لشرب الدماء وليس
متسامحا ً كما كان في عهده الأول على الأرض , حتى أنه في هذه المرة الثانية يجعل الموت والدمار على كل من لا يدخل في المسيحية وهذا واضح جلي في كتبهم
0
ففي كتاب ( الظهور المجيد ) مثلا ً نجد أن المسيح يظهر على مسرح الأحداث ولا يتكلم , والرجال والنساء والجنود والخيل يتفجرون
حيث يقفون , وبدا وكأن كلمات الرب بعينها قد أججت النار في دمائهم وجعلتها تنفجر في شرايينهم وجلودهم 0
ويكتب ( لاهاي ) إن عشرات الألوف من الجنود التابعين للمسيح الدجال عدو المسيح الحقيقي أصبحوا على الفور يموتون بأبشع طريقة تجمد الدم في عروقهم وأحشائهم وأعضائهم الداخلية , ودمائهم تتجمع في برك وتنهض تحت سطوع مجد المسيح الذي لا يرحم
وهكذا يعود المسيح حسي تصورهم وحشا ً لا يرحم , سفاكا ً للدماء وليس كما كان في سابق عهده الأول حملا ً وديعا ً يبارك من يلعنه ويؤذيه ويقول أدر خدك الأيسر لمن ضربك على خدك الأيمن 0
ويقول : ( لاهاي ) إن إرادة الله أن تبدأ الألفية بداية جديدة وبسجل نظيف وبالتقتيل الجماعي الذي يفوق ما حدث في المحرقة – إن كان لها وجود – مئات المرات , يضمن الرب لا المسيح الدجال موت جميع الكفار على الفور 0
هكذا يفكرون , فماذا نحن فاعلون ؟! 0000
-------------------------------------------------------------------------------------------------
خطوات نحو النهاية 00 أهم أهداف ( الحركة التدبيرية )
أقرأوا
خطوات نحو النهاية 00 أهم أهداف ( الحركة التدبيرية )
وآليات التفعيل
كما ذكرنا فإن ( تيم لاهاي ) يعتبر أهن زعماء الأصوليين الجدد في أمريكا في القرن العشرين , إلا أن ( سايروس سكوفيلد ) قد سبقه إلى ذلك في نهاية القرن التاسع عشر 0
فقد كانت بذور تلك الطائفة الإنجيلية الصهيونية التي تسعى إلى دمار ونهاية العالم من أجل نزول المسيح وسيادة الدين المسيحي عـلى
الأرض كما تخبر بذلك نبوءات الكتاب المقدس أو كما يقولون هم حين وضعوا تفسيراتهم لتلك النبوءات فكان أول مرجع لهم تفسـير
( سكوفيلد ) للكتاب المقدس الذي طبع عام 1909 م , ووضع فيه أساس النظرية التدبيرية ومنهاج وفكر الإنجيليين الجدد والحركـة
التدبيرية في أمريكا وبريطانيا وأصبح أنصار هذه الحركة في أمريكا وحدها أكثر من 40 مليونا ً 0
وقد ذكرت الكاتبة الأمريكية الراحلة ( جريس هالس ) خطر تلك الحركة وتأثيرها في صناعة القرار السياسي الأمريكي والعالمي في
كتابها الشهير ( النبوءة والسياسة ) 0 واعتنق أصحاب النظرية التدبيرية مبادىء أساسية لولادة المسيح من جديد , أهمها :
الإيمان بعودة المسيح آخر الزمان , وأن تحقيق ذلك يأتي بعودة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولتهم على أرضها , وأن أساس الدين المسيحي هو التوراة ثم الإنجيل وهو ما يسمى بالكتاب المقدس أو العهد القديم والعهد الجديد 0
وتعتقد الحركة التدبيرية أن الله وضع في الكتاب المقدس نبوءات صريحة حول كيفية تدبيره لشؤون الكون ونهايته تبدأ بعودة اليهـود
لأرض الميعاد وقيام دولتهم عليه ثم محاربة أعداء الله وهم المسلمون وقتلهم في معركة نووية تسمى ( هرمجدون ) على أرض فلسطين , ثم انتشار الدمار على الكرة الأرضية وظهور المسيح لتخليص أنصاره من المؤمنين وهو ما يسمى بعملية الاختطاف كي ينجو من هذا الدمار الشامل 0 ثم دخول من بقى من اليهود في المسيحية ثم انتشار السلام بعد هلاك أعداء المسيحية وجلوس المسيح على كرسي الحكم لكل الكرة الأرضية لمدة ألف عام 00 تسمى الألفية السعيدة 0
ولكي يتحقق ذلك يجب تفعيل تلك النبوءات عن طريق دولة إسرائيل التي نشأت على أرض فلسطين كي تقوم بإضعاف وهلاك العرب
المسلمين , ويأتي ذلك بدعم الدولة بالأسلحة الفتاكة الحديثة وإثارة الحروب في المنطقة من وقت لآخر حتى تصل إلى المعركة الحاسمة ( هرمجدون ) 0 يقول ( سكوفيلد ) راهب هذا الفكر ألتدميري : عام بعد عام كان يُردد التحذير بأن عالمنا سيصل إلى نهايته
بكارثة ودمار ومأساة عالمية نهائية 0 ويضيف : إن المسيحيين المخلصين يجب أن يرحبوا بهذه الحادثة , لأنه مجرد ما أن تبدأ المعركة النهائية , فإن المسيح سوف يرفعهم فوق السحاب وسينقذون وأنهم لن يواجهوا شيئا ً من المعاناة التي تجري لغيرهم (1) 0
إنهم يؤمنون بأرض جديدة بعد تدمير الأرض الحالية بمن عليها , ولأن المعركة الأخيرة ( هرمجدون ) هي معركة نووية فإنهم يؤمنون بأن المسيح سوف يرفع أتباعه فوق السحاب كي ينجوا منها !! 0
وهذا ما أكده استقصاء للرأي عام 1984 م , أجرته مؤسسة ( باتكيلوفيتش ) أوضح أن 39% من الأمريكيين مؤمنون بأنه حين يتم
تدمير الأرض , فإن ذلك يعني أنهم هم الذين سيدمرونها في معركة ( هرمجدون ) النووية 0 ولهذا فإن أمريكا تسعى لعدم امتـلاك
غيرها وخاصة المسلمين القنبلة النووية , وهذا واضح من موقفها ضد إيران حين أرادت أنتاج السلاح النووي , واستعدادها للسيطرة
على القنبلة النووية الباكستانية 0
والمحطات التلفزيونية الدينية في أمريكا وهي ما تسمى بالكنائس التلفزيونية كثيرة جدا ً يسيطر عليها قسس مبشرون بهذا الفكر الجديد
أمثال روبرتسون وفالويل وجيم بيكر , وأورال روبرتس وجيمي سواجرات وكوبلاند الذي يقول لمشاهديه إن الله أقام إسرائيل , إننا
نشاهد الله يتحرك من أجل إسرائيل 0
وأيضا ً المبشر ( ريكس همبرد ) الذي يقوم بنشر تعاليم ( سكوفيلد ) وتفسيرات لنبوءات الكتاب المقدس التي تبشر بتدمير الأرض ومن عليها بواسطة أتباع المسيح ومن أقوال ( سكوفيلد ) : إن الله كان يعرف منذ البداية الأولى أننا نحن الذين نعيش اليوم سوف ندمر
الكرة الأرضية 0
فهناك أكثر من 1400 محطة وكنيسة تلفزيونية لكل محطة قسيس , وكلهم يبشرون بتلك الأفكار التي يدعو إليها ( سكوفيلد ) 0
وجوهر أفكارهم أنه لا سلام في أرض التوراة أرض الشرق الإسلامي حتى يتم قتل العرب والمسلمين ويأتي المسيح بعد معركـــة
(هرمجدون ) 0 ويقولون إن أي تبشير بالسلام قبل تلك العودة للمسيح هي كفر بما جاء بالكتاب المقدس وضد المسيح
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
دولة إسرائيل والخط التاريخي الفاصل بين الحاضر والنهاية المرتقبة للعالم
========================================
دولة إسرائيل والخط التاريخي الفاصل بين الحاضر والنهاية المرتقبة للعالم
في الواقع أن كلا من المسيحيين الإنجيليين أصحاب الرؤى الجديدة لنبوءات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد , واليهود أصحاب الفكر الصهيوني الذي استوحى أفكاره من نبوءات العهد القديم فقط , لا يؤمن بالعهد الجديد , قد وقع الطرفان في مشكلة عقائديــة
جوهرية هامة لا يمكن أن نغفل عنها ونحن نناقش أفكارهم حول نهاية العالم وعودة المسيح للأرض مرة ثانية 0
المشكلة هي أن اليهود لا تعترف بالمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام 0
والمسيحيون يؤمنون بالتوارة ويطلقون عليها اسم العهد القديم حيث يطلقون على الإنجيل العهد الجديد ؛ واليهود يؤمنون بأن هنـاك
مسيحا ً سوف يرسله الله كي يقودهم إلى حكم العالم والقضاء على أعدائهم من الأمميين , وحين جاءهم عيسى بن مريم عليه السلام
رفضوه لأنه دعاهم إلى التسامح ونبذ العنف والإيمان بالله الواحد الأحد مثله مثل باقي أنبياء الله ورسله 0
وتآمر اليهود على قتل عيسى ابن مريم عليه السلام ؛ كما ذكر لنا ذلك القرآن الكريم , وحاولوا – ولكنهم فشلوا – في تحقيق هدفهم
من قتل المسيح وصلبه , قال تعالى : ( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا ً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوارة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ ُ فيها فتكون طيرا ُ بإذني وتبرىء الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت ُ بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر ٌ مبين ٌ , وإذا أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون ) 0
( المائدة : 110 – 111 ) 0 وقوله تعالى : ( وإذ كففت ُ بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحرٌ مبين ٌ ) 0 المائدة : 110 – أي حين أرادوا صلبه وقتله فرفعه الله إليه وأنقذه من بين أظهرهم صيانة لجانبه الكريم عن الأذى
وسلامة له من الردى (1)
قال تعالى : ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ؛ إذ قال يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل ُ
الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ) 0 ( آل عمران 54 – 55 )
ثم يوضح الحق جل وعلا أن الذي قتله اليهود وصلبوه هو شبه المسيح عليه السلام وليس المسيح نفسه في قوله تعالى : ( وبكفرهم
وقولهم على مريم بهتانا ً عظيما ً ؛ وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن
الذين اختلفوا فيه لفي شك ٍمنه مالهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا ً ؛ بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا ً حكيما ً ) 0
( النساء : 156 – 158 ) 0
فأخبر الحق سبحانه وتعالى صراحة أنه رفعه بعدما توفاه بالنوم الصحيح المقطوع به في رأي أهل التفسير وخلصه مما أراد به اليهود
من إذائه بعد أن وشوا به إلى بعض الملوك الكفرة في ذلك الزمان (2) 0
وقد استدل أهل العلم من المسلمين بنزول عيسى ابن مريم آخر الزمان قبل الساعة بقوله تعالى : ( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون ُ عليهم شهيدا ً ) 0 ( النساء : 159 ) 0
وقالوا كما جاء في الأحاديث الصحيحة النبوية أنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام 00 ولا وقت لذكر
ذلك الموضوع هنا حيث ذكرناه في إصدارات أخرى (3) 0
المهم أن اليهود لا يؤمنون بالمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام , وأن المسيحيين يضعون دم المسيح في عنق اليهود , ومن هنا
جاء اضطهادهم لليهود عبر القرون الماضية حتى القرن التاسع عشر وما بعده حين قرر ( بابا الفاتيكان ) تبرئة اليهود من دم المسيح
عليه السلام , بحجة أن يهود اليوم لا يتحملون أخطاء يهود الماضي البعيد 0
ولكن قد فات عليه أن اليهود هم اليهود وأن كفرهم بالمسيح عيسى ابن مريم لا يزال قائما ً ولأنهم ينتظرون مسيحا ً آخر دمويا ً يقتل
ثلثي العالم ويدمر الأرض من أجل عيون اليهود , كما أنهم يؤمنون بإله غير الذي يؤمن به المسيحيون والمسلمون وأهل الأرض , يؤمنون بإله خاص بهم يطلقون عليه اسم ( يهوه ) يدافع ويحارب من أجلهم البشر 0
ونأتي إلى ما خلص إليه المسيحيون المتحالفون مع اليهود بعد الصلح الزائف بينهما وذلك من خلال ما يقولونه ويكررونه في كتبهم وخطبهم 0 فمثلا ً القس الكبير ( جيري فالويل ) الذي تصل دروسه التبشيرية إلى أكثر من ستة ملايين منزل في أمريكا ويملك محطة
الحرية للبث بالكابل وهو من صناع القرار السياسي في أمريكا بعد وصول أتباعه إلى كرسي الرئاسة مثل ريجان وبوش الأب والأبن
هذا القس يؤمن بمعركة ( هرمجدون ) النووية التي تدمر العالم كي يعود المسيح مرة أخرى ويقول بعد عرضه لما يحدث في هذه المعركة : ( ما أعظم أن نكون مسيحيين , إن أمامنا مستقبلا ً رائعا ً ) (4) 0
ويقول أيضا ً في أحدى خطبه المسجلة : وهكذا ترون أن هرمجدون حقيقة , إنها حقيقة مركبة , ولكن نشكر الله لأنها ستكون نهاية العامة , لأنه بعد ذلك سيكون المسرح معدا ً لتقديم الملك الرب المسيح بقوة وعظمة 0
ويضيف : ( إن كل المبشرين بالكتاب المقدس يتوقعون العودة الحتمية للإله00 وأنا نفسي أصدق , بأننا جزء من جيل النهاية الذي لن
يغادر قبل أن يأتي المسيح ) (5) 0
وهكذا يتنبأ فالويل بحدوث هرمجدون ونهاية إسرائيل وإقامة دولة المسيح الرب الملك بدلا ً منها في هذا الجيل الحالي , ولذلك يسعى هو وأتباعه وأنصاره من أجل تحقيق ذلك بالحروب الطاحنة في الشرق الأوسط الإسلامي , ووصول رؤساء لأمريكا من نوعية بوش
الأب وريجان وبوش الابن الذين يؤمنون بحتمية وقوع معركة هر مجدون , وقد كان ريجان يظن أنه أحد قواد تلك المعركة 0
ورغم أن معركة هر مجدون لم يأت ذكرها إلا مرة في نبوءات العهد الجديد ولم تشر النبوءة إلى وقوعها في آخر الزمان الذي لم يأت
بعد إلا أن المبشرين المسيحيين أمثال فالويل قد روجوا لها بأنها ستقع في آخر الزمان الحالي , وجرى ورائهم بعض مدعي العلم من
المسلمين وأصدروا مؤلفات بهذا المعنى لإثارة الرعب في نفوس المسلمين بدعوى تحذيرهم , وهم لا يسعون إلا للشهرة والكسب المادي والله أعلم 0
ونعود إلى ما بدأنا الحديث عنه من اختلاف الرؤى اليهودية حول أحداث نهاية العالم وإسرائيل ونزول المسيح والحكم الألفي 0
فالمشكلة الأساسية : ترجه إلى عدم أيمان اليهود بالمسيح عيسى ابن مريم وانتظارهم لمسيح آخر , ثم اعتقاد المسيحيين بأن المسيح عيسى سوف ينزل آخر الزمان لتدمير العالم بما فيه اليهود الذين يصرون على عدم الدخول في الدين المسيحي 0
أما اليهود فإنهم ينتظرون مسيحهم الذي سيخرج إليهم لأول مرة ويدمر ويقتل كل من يخالفه من المسيحيين والمسلمين ولا يهمه أن يدخل أحد الدين اليهودي , وإنما هو الإيمان به واتباعه والسير وراءه 0(6)
ففي كتاب ( آخر أعظم كرة أرضية ) لمؤلفه ( هال لندسي ) الذي صدر في السبعينيات من القرن الماضي وبيع منه أكثر من 12 مليون نسخة , فقد أشار الكاتب إلى أن دولة إسرائيل هي الخط الفاصل بين الحاضر والمستقبل وأن النصارى الأمريكان يجب أن يقدسوا إسرائيل وأن ذلك من موجبات الإيمان بالله 0
ويقول لندسي في هذا الكتاب : إن الجيل الذي ولد عام 1948 سوف يشهد العودة الثانية للمسيح , ولكن قبل هذا الحدث علينا أن نخوض حربين , الأولى ضد يأجوج ومأجوج والثانية في هرمجدون , والمأساة ستبدأ هكذا : كل العرب بالتحالف مع السوفييت سوف
يهاجمون إسرائيل 0 ويأجوج ومأجوج في نظر الكاتب الاتحاد السوفييتي , وكان يرى أن العرب سوف يقدمون مناصرة الاتحاد السوفييتي وأن الغرب والأمريكان سوف يتدخلون لحماية إسرائيل ويقضون على الشيوعية الروسية والعرب في ضربة واحدة 0
والعجيب أن بعض المؤلفين قد صدقوا تلك الترهات وأسقطوها على أحاديث نبوية صحيحة تتحدث عن تحالف المسلمين مع الروم آخر
الزمان لحرب عدو مشترك ثم غدر الروم ثم حربهم للمسلمين 0
وغالبية الشعب الأمريكي ومثلها من الشعوب الأوروبية , يؤمنون بما يقوله هؤلاء الكتاب الأمريكان من ضرورة نصرة دولة إسرائيل
حتى تتحقق نبوءات عودة المسيح والإسراع في تجهيز المنطقة لمعركة وهمية لا أساس لها من الدين 0
فأصوات اليمين المسيحي الأمريكي المسمى بالإنجيليين الجدد تدوي في أسماع الشعب الأمريكي , وهم يرددون ما جاء في سفر الرؤيا
في العهد الجديد ( الإنجيل ) قائلين : إن الله قد قضى علينا أن نخوض حربا ً نووية مع روسيا 0 وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي كان العدو المفترض البديل هو الإسلام , ومن أجل ذلك جاءت الحرب الصليبية على بلاد الإسلام والعرب معا ً تحقيقا ً لنبوءات الكتاب المقدس كما يدعون 0
وعلينا أن نعلم أن الملف الأمريكي الإسرائيلي أساسه الدين والنبوءات , وأن على أمريكا مساندة إسرائيل ومساندتها حتى تحقيق النبوءات ونزول المسيح كي يدخل اليهود في المسيحية ويهلك من يرفض ذلك , وهذا حسب ظن واعتقاد اليمين المسيحي الجديد المتحالف مع الصهيونية العالمية 0 وهذا الكلام يؤيده معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى عام 2001 م قبل الغزو الأمريكي للعراق
والذي نشر على شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) والذي أنجز في 12/12/2000 م 0
جاء في التقرير أن مصير هذه المنطقة مرهون بما جاء من نبوءات في الكتب المقدسة ومرهون أيضا ً بكيفية تفسيرها 0 ويوضح التقرير السياسة التي يجب على الرئيس الأمريكي إتباعها للسيطرة على شعوب تلك المنطقة , ودرء الخطر المتوقع على الدولة العبرية
اليهودية (7) 0
ومعهد واشنطن الذي أصدر هذا التقرير تابع للجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية الذي يطلق عليه اسم ( إيباك ) وهي منظمة
صهيونية ذات تأثير قوي في أمريكا وهي خط الدفاع الأول لإسرائيل 0
وقد حث التقرير في فصوله الخمسة على منع العراق وإيران من امتلاك أي اسلحة نووية وكذلك دول المنطقة عدا إسرائيل 0
وإنه ينبغي على أمريكا إعلان الحرب على الإرهاب , وذلك بالطبع نهاية عام 2000م قبل أحداث سبتمبر 2001 م ومحاربة الدول
التي تأوي الإرهابيين مثل إيران وباكستان واليمن وأفغانستان 0
وحث التقرير على مهاجمة العراق وإيران , وقبل الغزو المسلح لهاتين الدولتين يجب فرض الحصار الاقتصادي أولا ً عليهما , وهذا
ماحدث قبل غزو العراق ويتم ترتيبه الآن في مواجهة إيران حيث تسعى أمريكا لإصدار قرار دولي من مجلس الأمن بفرض عقوبات
على إيران لشروعها في امتلاك السلاح النووي 0
وحث التقرير الإدارة الأمريكية على التصدي لنظام صدام حسين في العراق بإرسال قوات عسكرية لغزو بلاده واستخدام كل الأسلحة
بما فيها النووية ضده , وهذا ما حدث بالفعل عام 2003 م 0
وحث التقرير الإدارة الأمريكية بالتدخل لتغيير منظومة التعليم في البلاد العربية والمسلمة , بثقافة تتفق مع سياسة الولايات المتحدة , محو معاداة الإسلام لأمريكا وإسرائيل من الكتب الدراسية , بدعوى تطوير التعليم وتنقية المناهج الدراسية 0
وأما عن الخلاف المسمى الأزلي مع اليهود ومحاولة الإنجيليين الجدد طمس الخلاف وإرجائه حتى ينزل المسيح بنفسه لإزالته والحكم
فيه يقول أحد اليهود الأمريكان وعضو حركة ( بناي برث ) الصهيونية في أمريكا 0 إن الأصوليين الإنجيليين يفسرون نصوص الكتاب المقدس بالقول : أن على جميع اليهود أن يؤمنوا بالمسيح أو أن يقتلوا في معركة هرمجدون , ولكن في الوقت نفسه نحن نحتاج
إلى كل الأصدقاء لدعم إسرائيل , وعندما يأتي المسيح فسوف نفكر في خياراتنا آنذاك , أما الآن دعونا نصلي ونرسل الأسلحة !!
ومن أجل الدعم الأمريكي لإسرائيل وتشجيعها على العدوان على الدول المجاورة , قال فالويل لرئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن
حين ضرب المفاعل النووي العراقي :
( السيد رئيس الوزراء , أريد أن أهنئك على المهمة , التي جعلتنا فخورين جدا ً بإنتاج طائرات ف 16 ) 0 وفي خطاب فالويل عام 1978 ألقاه في إسرائيل قال : إن الله يحب أمريكا لأن أمريكا تحب اليهود !! 0
ونصح ( فالويل ) قومه بقوله : إن قدر الأمة يتوقف على الاتجاه الذي يتخذونه من إسرائيل , وإذا لم يظهر الأمريكيون رغبة جازمة
في تزويد إسرائيل بالمال والسلاح فإن أمريكا ستخسر الكثير 0
وهناك فرق واضح بين عقلاء أمريكا المؤسسين أمثال فرانكلين وهؤلاء المهوسين الذين جاءت بهم الصهيونية العالمية لقيادة الولايات المتحدة 0 ومن حماقات فالويل وسوء فهمه لنصوص التوراة أنه تنبأ في كتابه ( الحرب النووية والمجيء الثاني للمسيح ) أن هناك حربا ً قادمة مع روسيا بعد أن تقوم روسيا بغزو إسرائيل , وفي نهاية هذه المعركة سيسقط خمسة أسداس الجنود الروس , ويبدأ بذلك
أول احتفال للرب ثم يجري بعد احتفال آخر بعد معركة هرمجدون , وأن الوقت الذي سيستغرقه دفن الموتى بعد المعركة مدة سبعة أشهر 0 وكان الرئيس الأمريكي السابق ريجان من أشد المؤمنين بما يقولوه فالويل , حتى أنه رتب له حضور اجتماع مجلس الأمن القومي ( البنتاجون ) ليناقش مع أعضائه احتمال نشوب حرب نووية مع روسيا 0
ويقول لندسي في كتابه ( آخر أعظم كرة أرضية ) وهو يتحدث عن معركة هرمجدون : والمأساة ستبدأ هكذا : كل العرب بالتحالف مع السوفييت سوف يهاجمون إسرائيل 0
ويضيف إن كل مدنية غي العالم سيتم تدميرها في الخروب النووية الأخيرة ويقول : إن القوة الشرقية سوف تزيل ثلث العالم 0 وعندما تصل الحرب الكبرى إلى هذا المستوى بحيث يكون كل شخص تقريبا ً قد قتل , ستحين ساعة اللحظة العظيمة , فينقذ المسيح الإنسانية
من الاندثار الكامل 0ثم يضيف : وفي هذه الساعة سيتحول اليهود , الذين نجوا من الذبح إلى المسيحية 00 سيبقى 144 ألف يهودي
فقط على قيد الحياة بعد معركة هرمجدون 0 هكذا تم وضع السيناريو نهاية الكرة الأرضية بكل بساطة بعودة المسيح الدموي , المسيح اليهودي الأمريكي 0
قال تعالى : ( وقالت اليهودُ ليست النصارى على شيء ٍ وقالت النصارى ليست اليهودُ على
شيء ٍ وهم يتلون الكتاب ) 0 ( البقرة : 113 )
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) انظر قصص الأنبياء لابن كثير وتفسير القرآن العظيم لابن كثير الآية 110 سورة المائدة 0
(2) ذكر ابن كثير في القصص عن الحسن البصري ومحمد بن إسحاق : كان اسمه داود بن نورا = فأمر بقتله وصلبه فحصروه في دار بيت المقدس , وذلك عشية الجمعة ليلة السبت , فلما حان وقت دخولهم ألقى شبهه على بعض أصحابه الحاضرين عنده ورفع عيسى ابن مريم من روزنة – فتحة -
من ذلك البيت إلى السماء , وأهل البيت ينظرون , ودخل الشرط فوجدوا ذلك الشاب الذي ألقى عليه شبهه فأخذوه ظانين أنه عيسى فصلبوه ووضعوا
الشوك على رأسه إهانة له , وسلم اليهود عامة النصارى الذين لم يشاهدوا ما كان من أمر عيسى أنه صلب وضلوا بسبب ذلك ضلالا ً مبينا ًكثيرا ُ فاحشا ً بعيدا ُ 0
(3) انظر كتابنا عشرة ينتظرها العالم ففيه المزيد عن هذا الموضوع وغيره من العلامات الكبرى العشرة للساعة , الناشر دار الكتاب العربي 0
(4) انظر النبوءة والسياسة 0
(5) انظر كتابنا المهدي في مواجهة الدجال وأيضا ً كتابنا عشرة ينتظرها العالم . الناشر : دار الكتاب العربي
(6) نشر التقرير مترجما ً في جريدة العرب اليوم الأردنية على حلقات في شهر مارس عام 2001 م وعلى الإنترنت :
( .www.washingtoninstitute.org/pubs/psg2000.htm
المصدر : دار الكتاب العربي - الحرب السابعة - اقتربت نهاية اليهود وزوال دولة إسرائيل 0
تأليف : منصور عبد الحكيم
------------------------------------------
ملخص كتاب الحرب السابعة - اقتربت نهاية اليهود وزوال اسرائيل- لمنصور عبدالحكيم 1
----------------------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا ً كبيرا ً ؛ فإذا جاء وعد ُ أولاهما بعثنا عليكم عبادا ًلنا
أولي بأس شديد فجاسُوا خلال الديار وكان وعدا ً مفعولا ؛ ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ً ؛
إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا
ما علوا تتبيرا ؛ عسى ربكم أن يرحمكم وإن عُدتم عُدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ً؛ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر
المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا ً كبيرا ً ؛ وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا ً أليما ً ) 0
( الإسراء : 4 – 10 )
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الحرب السابعة ونهاية اليهود
==================
القرار ( 1701 ) ونهاية الحرب السادسة مقدمة لدخول القوات والجيوش الصليبية التي
ستقود الحرب الأخيرة
انتهت الحرب السادسة التي خاضها جيش حزب الله أو بمعنى أدق قوات المقاومة وهي جيش غير نظامي مع إسرائيل بعد واحـــد وثلاثين يوما ً بقبول إسرائيل وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 0
وكان قبول إسرائيل لقرار وقف إطلاق النار أو كما جاء في القرار وقف العمليات الحربية بعد أن لاقى الجيش الإسرائيلي هزيمـــة موجعة لم يتوقعها من قوات المقاومة , وقد اعترفت إسرائيل بهزيمتها العسكرية وأصدر رئيس الوزراء قرارا ً بتشكيل لجنة لمعرفـة
أسباب الهزيمة 0
ويقضي القرار 1701 بأن يحل الجيش اللبناني الذي لا حول له ولا قوة مكان قوات حزب الله على الحدود مباشرة مع إسرائيل 0 وأيضا ً وجود قوات دولية من دول العالم أطلق عليها اسم ( اليونيفيل ) كي تقف حائلا ً ومراقبا ً بين إسرائيل ولبنان داخل الحدود اللبنانية !! 0 واشترطت إسرائيل أن تكون هذه القوات من دول صديقة لإسرائيل قد اعترفت بوجودها من قبل حتى تضمن ولاءهــا
للهيمنة الصهيونية وهي تؤدي عملها وهو حماية إسرائيل من عدوان قوات حزب الله عليهم بالرغم أن إسرائيل دوما ً هي الدولة التي
تقوم بالاعتداء على جيرانها 0
وفكرة قوات ( اليونيفيل ) أو القوات الدولية لإحلال السلام هي فكرة صهيونية أمريكية مشتركة هدفها إشعال حرب أخرى في المنطقة
تنطلق من الأراضي اللبنانية لمهاجمة الأراضي السورية لتحقيق النبوءات التوارتية التي يؤمن بها قادة التحالف الصهيو- أمريكاني الجديد , والذي يريد إشعال حرب ضروس يهلك فيها المسلمون قربانا ً لنزول مسيحهم السفاح وجلوسه على عرش داوود 0
وأيضا ً لكي تشعل الشمعة السابعة في الشمعدان الإسرائيلي الصهيوني فهل يتحقق لهم ذلك ؟ 0
إنهم يمكرون , لكن مكر الله غالب فوقهم لأنهم سيقعون في حفرة المؤامرة التي دبروها بليل 0 ( ويمكرون ويمكر الله والله خيرُ الماكرين ) 0 الأنفال : 30 – يجازيهم على سوء مكرهم , إن من مكرهم الخائب أنهم يخططون ويسعون لامتلاك الأرض كل الأرض
وإحكام السيطرة عليها , ويتناسون أن من فوقهم ربا ً قادرا ً قاهرا ً فوق عباده وأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده 0
قال تعالى : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) 0 الأنبياء : 105
لكن الغفلة التي جعلتهم يعتقدون أن كل شيء بأيديهم وحسبما تقتضي به عقولهم , ولا سيما وأنهم حرفوا كتبهم المقدسة بأيديهم وقالوا
هي من عند الله واشتروا بها ثمنا ً قليلا ً , ثم صدقوا أنفسهم واعتقدوا يقينا ً أنها من عند الله ألا ساء ما يحكمون 0
قال تعالى : ( فويل ٌ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا ً قليلا ً فويل ٌ لهم مما كتبت أيديهم وويل ٌ
لهم مما يكسبون ) 0 البقرة : 79
والانتصار الذي حققته إسرائيل من هذه الحرب بالنسبة لها استطاعت جلب قوات اليونيفيل إلى لبنان لمحاصرته ومنع وصول السلاح
إليه , أو بمعنى أدق إلى حزب الله 0
وجعل لبنان محمية لحلف الأطلسي الذي يعمل لصالح إسرائيل منذ إنشائه 0 وبالتالي يكون عزل لبنان عن العالم وتحييده وجعله أحد حدود إسرائيل الآمنة هو هدف استراتيجي حققته إسرائيل تمهيدا ً للنقلة القادمة وهي الحرب الأخيرة في ظنهم على العرب وهــي
ما تسمى الحرب السابعة 0
ودور لبنان هنا هو جعلها معسكرا ً للقوات الدولية الصليبية التي سوف تشارك في هذه المعركة القادمة أو على الأقل تمنع وصـول
الإمدادات العسكرية والمعونات لبلاد الشام خلال الحرب القادمة 0
------------------------------------------
نبوءة بنيامين فرانكلين عن اليهود
=======================
بداية استهلالية
- انتبهوا أيها السادة !!
- نبوءة سياسية لفرانكلين تتحقق مؤخرا ً 0
- فماذا قال ؟ وماذا تحقق ؟
- وماذا قال الرئيس الأمريكي ( إبراهام لينكولن ) محذرا ًالأمريكيين من خطر اليهود , وكيف أدى موقفه هذا من اغتياله
بواســـتطهم 0
نبوءة بنيامين فرانكلين عن اليهود
بنيامين فرانكلين أحد قواد الثورة الأمريكية ومؤسس الولايات المتحدة الأمريكية مع توماس جفرسون وجيمس ماديسون وجورج واشنطن وجون آدمز 0
ولد فرانكلين عام 1706 م وتوفى عام 1790 وكان سياسيا ً بارعا ً ومخترعا ً وكاتبا ً ومفكرا ً , مثل بلاده كمندوب سام ٍ أو سفير
غير عادي في فرنسا التي كان يعشقها , وكان له الدور الأكبر في نيل الولايات المتحدة الأمريكية استقلالها من الإمبراطورية البريطانية 0 كان رجلا ً متسامحا ً رقيقا ً متدينا ً قرأ التوراة والإنجيل ودرسهما وأدرك خطورة اليهود على أي مجتمع يحلون فيه 0
وكان يؤمن بوجود إله وخالق للكون يتولاه بعناية ولا يؤمن بألوهية المسيح عليه السلام ولذلك قال : أنا أؤمن بإله واحد خال في الكون
والذي يتولاه بعنايته الإلهية وهو وحده المستحق للعبادة 0
وإن أفضل ما نقدمه له هو تقديم الخير لعباده الآخرين , كما أؤمن أن روح الإنسان خالدة , وسوف تعامل بعدل في الحياة الأخرى ,
حسب سلوكها في الحياة الدنيا 0
وفي خطابه أمام الكونجرس الأمريكي عام 1789 أوضح ( فرانكلين ) مخاوفه من الخطر اليهودي على بلاده , وتنبأ بوقوع الولايات
المتحدة فريسة سهلة للسيطرة اليهودية إذا لم يتم التصدي لهم ومنعهم من الهجرة إلى لأمريكا حسب رأيه وقتها وإلا فسوف يلعنهــم
أحفادهم فقال : أيها السادة هناك خطر كبير يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية , وهذا الخطر هو اليهود , ففي أرض يحل بها اليهود يعملون على تدني المستوى الأخلاقي والتجاري فيها 0
وعلى مدى تاريخهم الطويل ظلوا متقوقعين على أنفسهم في معزل عن الأمم التي يعيشون فيها ولم يندمجوا في حضارتها بل كانوا يعملون دوما ً على إثارت الأزمات المالية وخنق اقتصادها كما حصل في البرتغال وأسبانيا 0 لأكثر من 1700 سنة وهم يبكون على
قدرهم ومصيرهم المحزن , أعني طرهم ونفيهم من وطنهم الأم , ولو أن العالم المتحضر أعاد لهم فلسطين الآن فإنهم على الفور سيخلقون الأعذار والحجج الواهية ليبرروا عدم رغبتهم في العودة إليها لماذا ؟ 0
لأنهم كائنات طفيلية أخرى 0 فهم لا يستطيعون العيش مع بعضهم البعض مما يستدعي تواجدهم بين المسيحيين من غير جنسهم 0
ثم يضيف بصراحة ووضح وتحذير :
وإن لم يطردوا من الولايات المتحدة بموجب الدستور فإنهم وخلال مائة عام على الأقل من الآن سيتوافدون إلى هذه البلاد بأعداد كبيرة وبتلك الأعداد سوف يحكموننا ويدمروننا من خلال أنظمة الحكم لدينا والتي بذلنا نحن الأمريكيين من أجل تطويرها على مر السنين الغالي والنفيس من دمائنا وأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا 0
وإن لم يتم طردهم فبعد مائتي سنة من الآن فإن أحفادنا سيعملون في الحقول ليل نهار من أجل إشباع بطونهم وجيوبهم بينما يجلسون هم في قصورهم يفركون أيديهم فرحا ً واغتباطا ً مما حصدوه من أرباح ومكاسب 0
وها أنا أحذركم أيها السادة إن لم تطردوا اليهود من هذا البلد إلى الأبد فإن أولادكم وأحفادكم سيلعنونكم في قبوركم , ومع أنهم بيننا منذ
أجيال فإن مثلهم العليا ما زالت تختلف كليا ً عما يتحلى به الشعب الأمريكي من مُثل 0 فالفهد الأرقط لا يمكنه تغيير جلده 0 سوف يعرضون مؤسساتنا ومقوماتنا الاجتماعية للخطر 0 لذلك يجب طردهم بنص الدستور 0 (1)
هكذا حذر فرانكلين السياسي والكاتب والثائر الأمريكي شعبه من خطر اليهود وحدد أسباب تخوفه منهم , فسوابقهم التاريخية في أوروبا وما فعلوه من فساد وإفساد كان معلوما ً للجميع , وهذا ما أخبر به وذكر به فرانكلين أعضاء الكونجرس الأمريكي وقتها في أواخر القرن الثامن عشر 0
لكن المد الصهيوني وكانت وقتها يخطو خطواته الأولى والهامة في السياسة الأمريكية , استطاع امتصاص هذه الآراء التي آمن بها بعض كبار الساسة الأمريكيين وقتها 0 إلا أن فرانكلين كان يرى أن منع اليهود من الهجرة إلى الولايات المتحدة هو الحل الأمثل لمنع
خطرهم 0 لكن هذا ليس بحل , لأن أعداد المهاجرين اليهود وقتها وحتى الآن لم تمثل (3%) من مجموع الشعب الأمريكي إلا أنهم يسيطرون على مجريات الأمور السياسية والاقتصادية والإعلامية وكل شيء 0 ؟
والسبب أن اليهود كانوا وما زالوا يملكون المال والفكر ألتوراتي الذي تم تأصيله في نفوس وعقيدة الأمريكيين البروتستانت وهم الأغلبية الساحقة في الولايات المتحدة الأمريكية وهم الامتداد الطبيعي للمهاجرين الأوائل للقارة الأمريكية (2) 0
ومن الرؤساء الأمريكيين الذين حذروا الشعب الأمريكي من خطر اليهود ( إبراهام لينكولن ) والذي تم اغتياله بواسطة الماسون اليهود
في بداية فترة رئاسته الثانية في أبريل عام 1865 م 0
ومنذ اغتيال ( لينكولن ) والرؤساء الأمريكان ألعوبة في أيدي الماسون اليهود يتم اختيارهم من خلال منظماتهم السرية مثل ( الهيئة الثلاثية ) التي تمثل الحكومة العالمية الخفية 0 وأهم فروع الحكومة العالمية اليهودية بورصة المال في ( وول ستريت ) فقد أعــلن
( جون 0ف 0 هيلان ) عام 1942 م , أن ( وول ستريت ) مقر المشاريع والمؤامرات السياسية والمالية للسيطرة على كل شيء من
خبز الناس إلى ملابسهم 0 ويضيف جون 0ف 0هيلان أن الخطر الحقيقي على جمهوريتنا هو ( الحكومة الخفية ) 0 فهي كالإخطبوط
الذي التف على كل مدينة وولاية , وقيادة هذا الأخطبوط مجموعة صغيرة من أرباب البنوك يُعرفون عموما ً بأصحاب البنوك العالمية
وهم الذين يُسيرون حكومتنا لغاياتهم الأنانية (3) 0
إنه رأس المال اليهودي الذي يشكل الأفعى اليهودية الملتفة حول العالم والذي نسميه باللوبي اليهودي الصهيوني 0 وما كان يخشــاه
_ فرانكلين ) وتنبأ به حدث ووقع مؤخرا ً في أمريكا من سيطرة اليهود على القرار السياسي الأمريكي , وبدأت المخططات الصهيونية
تظهر بشكل واضح على أرض الواقع , والهدف هو إعادة المملكة اليهودية بشكلها الجديد 0
إنها مملكة عالمية من خلالها يتم حكم العالم كله وليس من النيل إلى الفرات , أو لعل من النيل إلى الفرات هي الأرض التي ستقام عليها أرض المملكة أم الكرة الأرضية فهي الهدف الأسمى ليهود القرن الواحد والعشرين 0
إنها العولمة اليهودية الأمريكية 0 أما ( الرئيس ) أو بمعنى أصح وأدق ( الملك ) فهو الملك اليهودي المنتظر , الذي ينتظره اليهود
والأمريكان معا ً لحكم العالم وقيادته في الظاهر بعد أ، قاده في الخفاء فترة من الزمن 0
وهكذا الحال حاليا ً فقد أصبح الشعب الأمريكي يزرع ويحصد ويعمل ويكد من أجل عيون اليهود الصهاينة في إسرائيل , واقترب اليوم الذي سوف يلعن فيه الأحفاد الأمريكانيون أجدادهم في قبورهم 0 وهذا اليوم ليس ببعيد إنه قريب جدا ً وقد لاحت بشــائره
في الأفق القريب 00 ؟
---------------------------------------------------------------
(1) انظر كتاب أحجار على رقعة الشطرنج – وليام كاي 0
(2) اقرأ كتاب الإمبراطورية الأمريكية , البداية والنهاية , ففيه المزيد عن هذا الموضوع وموضوعات أخرى هامة , الناشر: دار الكتاب العربي 0
(3) انظر حكومة العالم الخفية لسيبروفتش
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هل إسرائيل هي أرض الكتاب المقدس ؟!
===========================
هل إسرائيل هي أرض الكتاب المقدس ؟!
إنه اعتقاد أساسي وإيمان راسخ لدى الإنجيليين الجدد في أمريكا , إن إسرائيل هي أرض الكتاب المقدس وإن عليهم دعمها وتأييدها وبذل الغالي والنفيس م، أجلها وهذا ما كان يخشاه مؤسسو الولايات المتحدة الآباء والمؤسسون قديما ً0
يقول ( تيم لاهاي ) : ليست هذه سوى البداية , لدينا الآن وسائل إعلام لم يكن لدينا مثلها في السابق أبدا ً , وسائل الإعلام والإنترنت
وفوكس نيوز 0 وأصبح في الجنوب الأمريكي وحده نحو 56 ألف شخص يخدمون أكثر من 700 كنيســة 0
وهناك أشرطة سينمائية خاصة بالمسيحيين المتدينين ومخيمات لأطفالهم في الصيف ومسابقات بوكر مسيحية , وجلســات إرشـاد
للإنجيليين في الزواج لقد أصبح للتيار الجديد واقعا ً وأرضية عريضة من الشعب 0
وأصبح التوجه الديني نحو إسرائيل أمرا ً لا جدال فيه لأنه مرتبط بالدين لديهم 0 وأصبح الفكر الديني في أمريكا يملى حبا ً لإسرائيل
حتى أن سيدة أمريكية عجوز تقول : لم أكن أعلم أن اليهود موجودون على وجه الأرض , بل كنتم أحسبهم لم يعيشوا إلا في الزمـان
ألتوراتي , كانوا إخواني وأخواتي في الله , ولكني لم أكن أعلم أنهم لا يزالون موجودين 0
وبدأت الرحلة الدينية السياحية للإنجيليين الجدد على أرض التوارة في إسرائيل وخاصة أرض ( مجيدو ) التي يقولون إنها معركة آخر الزمان 0 ولاقت تلك الرحلات ترحيبا ً من جانب اليهود في إسرائيل , فمن وجهة نظر إسرائيل هناك أسباب كثيرة للترحيب بالإنجيليين الجدد بصرف النظر عن مدى عمق معرفتهم وإطلاعهم الديني , فقد زار أكثر من 400 ألف سائح مسيحي أمريكي إسرائيل وأنفقوا أكثر من 4.1 مليار دولار 0 وظل هؤلاء السياج الإنجيليون يترددون على أرض التوارة في إسرائيل رغم الانتفاضة
الفلسطينية , فقلد أصبح هؤلاء الإنجيليون يهودا ً صهاينة أكثر من اليهود أنفسهم وفي هذا يقول ( أوزى أراد ) مستشار السياســـة
الخارجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ( نتنياهو ) عندما تتمتع إسرائيل بالتأييد لأنها أرض الكتاب المقدس , فلماذا نرفض ذلك ؟
وساء كان الأمر بسبب النفعية أو على أساس كوننا متحابين ومتعاطفين معا ً على مستوى ما فإن كل طرف يقدم للطرف الآخر شيئا ً يريده , واليمين المسيحي قوة سياسية يجب أن يحسب لها حساب في أمريكا 0
واللافت للنظر أن هؤلاء الإنجيليين الجدد استطاعوا تخريب عملية السلام في الشرق الأوسط لأنها ضد مصالحهم الدينية القائمة عـلى
تحقيق نبوءات الكتاب المقدس , ومحاولاتهم تسريع عجلة الزمان نحو نهاية العالم 0
يقول ايتامار رابينوفتش وهو سفير إسرائيل في أمريكا بين عامي 1993 – 1996 أيام حكومة رابين وشيمون بيريز ( لقد كنت سفيراً
على مدى أريع سنوات من عملية السلام , وكان الأصوليون المسيحيون معارضين بشدة لهذه العملية , وهم يعتقدون بأن الأرض ملك
لإسرائيل بموجب حق إلهي , ولذلك أصبحوا على الفور جزءا ً من حملة لليمين الإسرائيلي لتقويض عملية السلام 0
وبالفعل جاءت حكومة ( نتنياهو ) لهدم عملية السلام وقامت بالضغط على حكومة الرئيس ( كلينتون ) الذي حاول إتمام عملية السلام
في عهده ولم يفلح بفضل علاقة نتنياهو مع جيري فالويل أحد زعماء اليمين المسيحي الأصولي الأمريكي 0 ففي عام 1998 اجتمـع
نتنياهو مع فالويل في فندق ( مايفلور ) في الليلة السابقة على لقائه بالرئيس كلينتون وعن هذا اللقاء يقول ( فالويل ) : لقد جمعت ألف
شخص للالتقاء مع بيبي – يقصد بنيامين نتنياهو – وتحدث إلينا في تلك الليلة وكان كل ذلك مخططا ً من قبل نتنياهو على سبيل توجيه
الإهانة إلى السيد ( كلينتون ) 0
وفي هذا اللقاء وعد ( فالويل ) نتنياهو بتعبئة القساوسة في جميع أنحاء الولايات المتحدة لمقاومة إعادة أجزاء من أراضي الضفة الغربية المحتلة للفلسطينيين 0 وقام السيد ( جون هاجي ) مقدم الخدمة الدينية التلفزيونية مبلغ مليون دولار لمنظمة ( يونايتد جويش أبيل ) اليهودية الخيرية وقال للجمهور : إن عودة اليهود إلى الأراضي المقدسة تشير إلى اللحظات الأخيرة من التاريخ التي تقترب بسرعة 0 وكان حمس الجمهور شديدا ً حين هتفوا : ( ولا بوصة واحدة ) إشارة إلى رفضهم إعطاء الفلسطينيين أي أرض قد وضعت
إسرائيل يدها عليها 0 نشرت صحيفة ( دي فيليج فويس ) في مارس عام 2004 م , أن وفدا ً من المؤتمر الرسوبي وهو جماعة دينية
تؤمن بالاختطاف مع ( اليوت أبرامز ) الذي كان يعمل وقتها مدير شؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ى مجلس الأمن القومي لمناقشة موضوع الساعة وقتها وهو فك الارتباط الإسرائيلي مع غزة وأن هذا الاتجاه نحو فك الارتباط سوف ينتهك عهد الله مع إسرائيل , وأبدى الوفد ألرسولي رفضه لفك الارتباط وتأييده لموقف نتنياهو وهو في صفوف المعارضة وقتها حيث استقال من حكومة
شارون وتعهد بمحاربته وتحديه على منصب رئيس الوزراء لكن لم يفلح في تحقيق ذلك لأن الذي مضى لا يعود 0 ويقول صاحب كتاب ( نهاية الأيام ) جيرشوم جورنبيرج وهو صحافي من القدس : ( الذي يشكل تاريخا ً للمسيحيين واليهود المسيانيين وصراعهم مع
الأصوليين المسلمين على جبل الهيكل , أن هذا خطير على إسرائيل على نحو لا يصدق إنهم غير معنيين ببقاء دولة إسرائيل , بل هم
معنيون بالاختطاف وتحقيق أسطورة نهاية الأيام الكونية لإثبات أنهم على حق , وما نحن إلا ممثلون في مسرحية أحلامهم , ويقوم تصور ( لاهاي ) على أن اليهود سوف يغيرون دينهم أو يموتون ويذهبون إلى الجحيم , وإذا قرأت كتبه رأيت أنه يتطلع إلى الرب بشوق , إنه ليس حليفا ً في العمل على سلامة إسرائيل 0
وهذا الكلام للصحفي الإسرائيلي حقيقة واضحة لمن يقرأ ما كتبه الإنجيليون الجدد , فهم يسعون إلى تحقيق نبوءات الكتاب المقدس من
خلال عودة اليهود إلى أرض فلسطين وقيام دولتهم الأخيرة ثم عودة المسيح بدمار العالم ونجاة المسيحيين أتباعه بعد أن يقوم باختطافهم إلى السماء الدنيا ويقوم بتدمير كل من يخالفهم , ولا يسع اليهود وقتها إلا الدخول في دين المسيح حتى يعفو عنهم أو يهلكوا
مع الهالكين 0 أن اليهود يدركون ذلك ويتحالفون مع هؤلاء الحمقى , لأن كل منهم يغني على ليلاه كما يقول المثل المعروف 0
لقد صور هؤلاء الإنجيليون الجدد المسيح في كتبهم وخاصة سلسلة ( المخلفون ) باعتباره مسيحا ً حاقدا ً شرها ً لشرب الدماء وليس
متسامحا ً كما كان في عهده الأول على الأرض , حتى أنه في هذه المرة الثانية يجعل الموت والدمار على كل من لا يدخل في المسيحية وهذا واضح جلي في كتبهم
0
ففي كتاب ( الظهور المجيد ) مثلا ً نجد أن المسيح يظهر على مسرح الأحداث ولا يتكلم , والرجال والنساء والجنود والخيل يتفجرون
حيث يقفون , وبدا وكأن كلمات الرب بعينها قد أججت النار في دمائهم وجعلتها تنفجر في شرايينهم وجلودهم 0
ويكتب ( لاهاي ) إن عشرات الألوف من الجنود التابعين للمسيح الدجال عدو المسيح الحقيقي أصبحوا على الفور يموتون بأبشع طريقة تجمد الدم في عروقهم وأحشائهم وأعضائهم الداخلية , ودمائهم تتجمع في برك وتنهض تحت سطوع مجد المسيح الذي لا يرحم
وهكذا يعود المسيح حسي تصورهم وحشا ً لا يرحم , سفاكا ً للدماء وليس كما كان في سابق عهده الأول حملا ً وديعا ً يبارك من يلعنه ويؤذيه ويقول أدر خدك الأيسر لمن ضربك على خدك الأيمن 0
ويقول : ( لاهاي ) إن إرادة الله أن تبدأ الألفية بداية جديدة وبسجل نظيف وبالتقتيل الجماعي الذي يفوق ما حدث في المحرقة – إن كان لها وجود – مئات المرات , يضمن الرب لا المسيح الدجال موت جميع الكفار على الفور 0
هكذا يفكرون , فماذا نحن فاعلون ؟! 0000
-------------------------------------------------------------------------------------------------
خطوات نحو النهاية 00 أهم أهداف ( الحركة التدبيرية )
أقرأوا
خطوات نحو النهاية 00 أهم أهداف ( الحركة التدبيرية )
وآليات التفعيل
كما ذكرنا فإن ( تيم لاهاي ) يعتبر أهن زعماء الأصوليين الجدد في أمريكا في القرن العشرين , إلا أن ( سايروس سكوفيلد ) قد سبقه إلى ذلك في نهاية القرن التاسع عشر 0
فقد كانت بذور تلك الطائفة الإنجيلية الصهيونية التي تسعى إلى دمار ونهاية العالم من أجل نزول المسيح وسيادة الدين المسيحي عـلى
الأرض كما تخبر بذلك نبوءات الكتاب المقدس أو كما يقولون هم حين وضعوا تفسيراتهم لتلك النبوءات فكان أول مرجع لهم تفسـير
( سكوفيلد ) للكتاب المقدس الذي طبع عام 1909 م , ووضع فيه أساس النظرية التدبيرية ومنهاج وفكر الإنجيليين الجدد والحركـة
التدبيرية في أمريكا وبريطانيا وأصبح أنصار هذه الحركة في أمريكا وحدها أكثر من 40 مليونا ً 0
وقد ذكرت الكاتبة الأمريكية الراحلة ( جريس هالس ) خطر تلك الحركة وتأثيرها في صناعة القرار السياسي الأمريكي والعالمي في
كتابها الشهير ( النبوءة والسياسة ) 0 واعتنق أصحاب النظرية التدبيرية مبادىء أساسية لولادة المسيح من جديد , أهمها :
الإيمان بعودة المسيح آخر الزمان , وأن تحقيق ذلك يأتي بعودة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولتهم على أرضها , وأن أساس الدين المسيحي هو التوراة ثم الإنجيل وهو ما يسمى بالكتاب المقدس أو العهد القديم والعهد الجديد 0
وتعتقد الحركة التدبيرية أن الله وضع في الكتاب المقدس نبوءات صريحة حول كيفية تدبيره لشؤون الكون ونهايته تبدأ بعودة اليهـود
لأرض الميعاد وقيام دولتهم عليه ثم محاربة أعداء الله وهم المسلمون وقتلهم في معركة نووية تسمى ( هرمجدون ) على أرض فلسطين , ثم انتشار الدمار على الكرة الأرضية وظهور المسيح لتخليص أنصاره من المؤمنين وهو ما يسمى بعملية الاختطاف كي ينجو من هذا الدمار الشامل 0 ثم دخول من بقى من اليهود في المسيحية ثم انتشار السلام بعد هلاك أعداء المسيحية وجلوس المسيح على كرسي الحكم لكل الكرة الأرضية لمدة ألف عام 00 تسمى الألفية السعيدة 0
ولكي يتحقق ذلك يجب تفعيل تلك النبوءات عن طريق دولة إسرائيل التي نشأت على أرض فلسطين كي تقوم بإضعاف وهلاك العرب
المسلمين , ويأتي ذلك بدعم الدولة بالأسلحة الفتاكة الحديثة وإثارة الحروب في المنطقة من وقت لآخر حتى تصل إلى المعركة الحاسمة ( هرمجدون ) 0 يقول ( سكوفيلد ) راهب هذا الفكر ألتدميري : عام بعد عام كان يُردد التحذير بأن عالمنا سيصل إلى نهايته
بكارثة ودمار ومأساة عالمية نهائية 0 ويضيف : إن المسيحيين المخلصين يجب أن يرحبوا بهذه الحادثة , لأنه مجرد ما أن تبدأ المعركة النهائية , فإن المسيح سوف يرفعهم فوق السحاب وسينقذون وأنهم لن يواجهوا شيئا ً من المعاناة التي تجري لغيرهم (1) 0
إنهم يؤمنون بأرض جديدة بعد تدمير الأرض الحالية بمن عليها , ولأن المعركة الأخيرة ( هرمجدون ) هي معركة نووية فإنهم يؤمنون بأن المسيح سوف يرفع أتباعه فوق السحاب كي ينجوا منها !! 0
وهذا ما أكده استقصاء للرأي عام 1984 م , أجرته مؤسسة ( باتكيلوفيتش ) أوضح أن 39% من الأمريكيين مؤمنون بأنه حين يتم
تدمير الأرض , فإن ذلك يعني أنهم هم الذين سيدمرونها في معركة ( هرمجدون ) النووية 0 ولهذا فإن أمريكا تسعى لعدم امتـلاك
غيرها وخاصة المسلمين القنبلة النووية , وهذا واضح من موقفها ضد إيران حين أرادت أنتاج السلاح النووي , واستعدادها للسيطرة
على القنبلة النووية الباكستانية 0
والمحطات التلفزيونية الدينية في أمريكا وهي ما تسمى بالكنائس التلفزيونية كثيرة جدا ً يسيطر عليها قسس مبشرون بهذا الفكر الجديد
أمثال روبرتسون وفالويل وجيم بيكر , وأورال روبرتس وجيمي سواجرات وكوبلاند الذي يقول لمشاهديه إن الله أقام إسرائيل , إننا
نشاهد الله يتحرك من أجل إسرائيل 0
وأيضا ً المبشر ( ريكس همبرد ) الذي يقوم بنشر تعاليم ( سكوفيلد ) وتفسيرات لنبوءات الكتاب المقدس التي تبشر بتدمير الأرض ومن عليها بواسطة أتباع المسيح ومن أقوال ( سكوفيلد ) : إن الله كان يعرف منذ البداية الأولى أننا نحن الذين نعيش اليوم سوف ندمر
الكرة الأرضية 0
فهناك أكثر من 1400 محطة وكنيسة تلفزيونية لكل محطة قسيس , وكلهم يبشرون بتلك الأفكار التي يدعو إليها ( سكوفيلد ) 0
وجوهر أفكارهم أنه لا سلام في أرض التوراة أرض الشرق الإسلامي حتى يتم قتل العرب والمسلمين ويأتي المسيح بعد معركـــة
(هرمجدون ) 0 ويقولون إن أي تبشير بالسلام قبل تلك العودة للمسيح هي كفر بما جاء بالكتاب المقدس وضد المسيح
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
دولة إسرائيل والخط التاريخي الفاصل بين الحاضر والنهاية المرتقبة للعالم
========================================
دولة إسرائيل والخط التاريخي الفاصل بين الحاضر والنهاية المرتقبة للعالم
في الواقع أن كلا من المسيحيين الإنجيليين أصحاب الرؤى الجديدة لنبوءات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد , واليهود أصحاب الفكر الصهيوني الذي استوحى أفكاره من نبوءات العهد القديم فقط , لا يؤمن بالعهد الجديد , قد وقع الطرفان في مشكلة عقائديــة
جوهرية هامة لا يمكن أن نغفل عنها ونحن نناقش أفكارهم حول نهاية العالم وعودة المسيح للأرض مرة ثانية 0
المشكلة هي أن اليهود لا تعترف بالمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام 0
والمسيحيون يؤمنون بالتوارة ويطلقون عليها اسم العهد القديم حيث يطلقون على الإنجيل العهد الجديد ؛ واليهود يؤمنون بأن هنـاك
مسيحا ً سوف يرسله الله كي يقودهم إلى حكم العالم والقضاء على أعدائهم من الأمميين , وحين جاءهم عيسى بن مريم عليه السلام
رفضوه لأنه دعاهم إلى التسامح ونبذ العنف والإيمان بالله الواحد الأحد مثله مثل باقي أنبياء الله ورسله 0
وتآمر اليهود على قتل عيسى ابن مريم عليه السلام ؛ كما ذكر لنا ذلك القرآن الكريم , وحاولوا – ولكنهم فشلوا – في تحقيق هدفهم
من قتل المسيح وصلبه , قال تعالى : ( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا ً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوارة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ ُ فيها فتكون طيرا ُ بإذني وتبرىء الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت ُ بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر ٌ مبين ٌ , وإذا أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون ) 0
( المائدة : 110 – 111 ) 0 وقوله تعالى : ( وإذ كففت ُ بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحرٌ مبين ٌ ) 0 المائدة : 110 – أي حين أرادوا صلبه وقتله فرفعه الله إليه وأنقذه من بين أظهرهم صيانة لجانبه الكريم عن الأذى
وسلامة له من الردى (1)
قال تعالى : ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ؛ إذ قال يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل ُ
الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ) 0 ( آل عمران 54 – 55 )
ثم يوضح الحق جل وعلا أن الذي قتله اليهود وصلبوه هو شبه المسيح عليه السلام وليس المسيح نفسه في قوله تعالى : ( وبكفرهم
وقولهم على مريم بهتانا ً عظيما ً ؛ وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن
الذين اختلفوا فيه لفي شك ٍمنه مالهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا ً ؛ بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا ً حكيما ً ) 0
( النساء : 156 – 158 ) 0
فأخبر الحق سبحانه وتعالى صراحة أنه رفعه بعدما توفاه بالنوم الصحيح المقطوع به في رأي أهل التفسير وخلصه مما أراد به اليهود
من إذائه بعد أن وشوا به إلى بعض الملوك الكفرة في ذلك الزمان (2) 0
وقد استدل أهل العلم من المسلمين بنزول عيسى ابن مريم آخر الزمان قبل الساعة بقوله تعالى : ( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون ُ عليهم شهيدا ً ) 0 ( النساء : 159 ) 0
وقالوا كما جاء في الأحاديث الصحيحة النبوية أنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام 00 ولا وقت لذكر
ذلك الموضوع هنا حيث ذكرناه في إصدارات أخرى (3) 0
المهم أن اليهود لا يؤمنون بالمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام , وأن المسيحيين يضعون دم المسيح في عنق اليهود , ومن هنا
جاء اضطهادهم لليهود عبر القرون الماضية حتى القرن التاسع عشر وما بعده حين قرر ( بابا الفاتيكان ) تبرئة اليهود من دم المسيح
عليه السلام , بحجة أن يهود اليوم لا يتحملون أخطاء يهود الماضي البعيد 0
ولكن قد فات عليه أن اليهود هم اليهود وأن كفرهم بالمسيح عيسى ابن مريم لا يزال قائما ً ولأنهم ينتظرون مسيحا ً آخر دمويا ً يقتل
ثلثي العالم ويدمر الأرض من أجل عيون اليهود , كما أنهم يؤمنون بإله غير الذي يؤمن به المسيحيون والمسلمون وأهل الأرض , يؤمنون بإله خاص بهم يطلقون عليه اسم ( يهوه ) يدافع ويحارب من أجلهم البشر 0
ونأتي إلى ما خلص إليه المسيحيون المتحالفون مع اليهود بعد الصلح الزائف بينهما وذلك من خلال ما يقولونه ويكررونه في كتبهم وخطبهم 0 فمثلا ً القس الكبير ( جيري فالويل ) الذي تصل دروسه التبشيرية إلى أكثر من ستة ملايين منزل في أمريكا ويملك محطة
الحرية للبث بالكابل وهو من صناع القرار السياسي في أمريكا بعد وصول أتباعه إلى كرسي الرئاسة مثل ريجان وبوش الأب والأبن
هذا القس يؤمن بمعركة ( هرمجدون ) النووية التي تدمر العالم كي يعود المسيح مرة أخرى ويقول بعد عرضه لما يحدث في هذه المعركة : ( ما أعظم أن نكون مسيحيين , إن أمامنا مستقبلا ً رائعا ً ) (4) 0
ويقول أيضا ً في أحدى خطبه المسجلة : وهكذا ترون أن هرمجدون حقيقة , إنها حقيقة مركبة , ولكن نشكر الله لأنها ستكون نهاية العامة , لأنه بعد ذلك سيكون المسرح معدا ً لتقديم الملك الرب المسيح بقوة وعظمة 0
ويضيف : ( إن كل المبشرين بالكتاب المقدس يتوقعون العودة الحتمية للإله00 وأنا نفسي أصدق , بأننا جزء من جيل النهاية الذي لن
يغادر قبل أن يأتي المسيح ) (5) 0
وهكذا يتنبأ فالويل بحدوث هرمجدون ونهاية إسرائيل وإقامة دولة المسيح الرب الملك بدلا ً منها في هذا الجيل الحالي , ولذلك يسعى هو وأتباعه وأنصاره من أجل تحقيق ذلك بالحروب الطاحنة في الشرق الأوسط الإسلامي , ووصول رؤساء لأمريكا من نوعية بوش
الأب وريجان وبوش الابن الذين يؤمنون بحتمية وقوع معركة هر مجدون , وقد كان ريجان يظن أنه أحد قواد تلك المعركة 0
ورغم أن معركة هر مجدون لم يأت ذكرها إلا مرة في نبوءات العهد الجديد ولم تشر النبوءة إلى وقوعها في آخر الزمان الذي لم يأت
بعد إلا أن المبشرين المسيحيين أمثال فالويل قد روجوا لها بأنها ستقع في آخر الزمان الحالي , وجرى ورائهم بعض مدعي العلم من
المسلمين وأصدروا مؤلفات بهذا المعنى لإثارة الرعب في نفوس المسلمين بدعوى تحذيرهم , وهم لا يسعون إلا للشهرة والكسب المادي والله أعلم 0
ونعود إلى ما بدأنا الحديث عنه من اختلاف الرؤى اليهودية حول أحداث نهاية العالم وإسرائيل ونزول المسيح والحكم الألفي 0
فالمشكلة الأساسية : ترجه إلى عدم أيمان اليهود بالمسيح عيسى ابن مريم وانتظارهم لمسيح آخر , ثم اعتقاد المسيحيين بأن المسيح عيسى سوف ينزل آخر الزمان لتدمير العالم بما فيه اليهود الذين يصرون على عدم الدخول في الدين المسيحي 0
أما اليهود فإنهم ينتظرون مسيحهم الذي سيخرج إليهم لأول مرة ويدمر ويقتل كل من يخالفه من المسيحيين والمسلمين ولا يهمه أن يدخل أحد الدين اليهودي , وإنما هو الإيمان به واتباعه والسير وراءه 0(6)
ففي كتاب ( آخر أعظم كرة أرضية ) لمؤلفه ( هال لندسي ) الذي صدر في السبعينيات من القرن الماضي وبيع منه أكثر من 12 مليون نسخة , فقد أشار الكاتب إلى أن دولة إسرائيل هي الخط الفاصل بين الحاضر والمستقبل وأن النصارى الأمريكان يجب أن يقدسوا إسرائيل وأن ذلك من موجبات الإيمان بالله 0
ويقول لندسي في هذا الكتاب : إن الجيل الذي ولد عام 1948 سوف يشهد العودة الثانية للمسيح , ولكن قبل هذا الحدث علينا أن نخوض حربين , الأولى ضد يأجوج ومأجوج والثانية في هرمجدون , والمأساة ستبدأ هكذا : كل العرب بالتحالف مع السوفييت سوف
يهاجمون إسرائيل 0 ويأجوج ومأجوج في نظر الكاتب الاتحاد السوفييتي , وكان يرى أن العرب سوف يقدمون مناصرة الاتحاد السوفييتي وأن الغرب والأمريكان سوف يتدخلون لحماية إسرائيل ويقضون على الشيوعية الروسية والعرب في ضربة واحدة 0
والعجيب أن بعض المؤلفين قد صدقوا تلك الترهات وأسقطوها على أحاديث نبوية صحيحة تتحدث عن تحالف المسلمين مع الروم آخر
الزمان لحرب عدو مشترك ثم غدر الروم ثم حربهم للمسلمين 0
وغالبية الشعب الأمريكي ومثلها من الشعوب الأوروبية , يؤمنون بما يقوله هؤلاء الكتاب الأمريكان من ضرورة نصرة دولة إسرائيل
حتى تتحقق نبوءات عودة المسيح والإسراع في تجهيز المنطقة لمعركة وهمية لا أساس لها من الدين 0
فأصوات اليمين المسيحي الأمريكي المسمى بالإنجيليين الجدد تدوي في أسماع الشعب الأمريكي , وهم يرددون ما جاء في سفر الرؤيا
في العهد الجديد ( الإنجيل ) قائلين : إن الله قد قضى علينا أن نخوض حربا ً نووية مع روسيا 0 وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي كان العدو المفترض البديل هو الإسلام , ومن أجل ذلك جاءت الحرب الصليبية على بلاد الإسلام والعرب معا ً تحقيقا ً لنبوءات الكتاب المقدس كما يدعون 0
وعلينا أن نعلم أن الملف الأمريكي الإسرائيلي أساسه الدين والنبوءات , وأن على أمريكا مساندة إسرائيل ومساندتها حتى تحقيق النبوءات ونزول المسيح كي يدخل اليهود في المسيحية ويهلك من يرفض ذلك , وهذا حسب ظن واعتقاد اليمين المسيحي الجديد المتحالف مع الصهيونية العالمية 0 وهذا الكلام يؤيده معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى عام 2001 م قبل الغزو الأمريكي للعراق
والذي نشر على شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) والذي أنجز في 12/12/2000 م 0
جاء في التقرير أن مصير هذه المنطقة مرهون بما جاء من نبوءات في الكتب المقدسة ومرهون أيضا ً بكيفية تفسيرها 0 ويوضح التقرير السياسة التي يجب على الرئيس الأمريكي إتباعها للسيطرة على شعوب تلك المنطقة , ودرء الخطر المتوقع على الدولة العبرية
اليهودية (7) 0
ومعهد واشنطن الذي أصدر هذا التقرير تابع للجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية الذي يطلق عليه اسم ( إيباك ) وهي منظمة
صهيونية ذات تأثير قوي في أمريكا وهي خط الدفاع الأول لإسرائيل 0
وقد حث التقرير في فصوله الخمسة على منع العراق وإيران من امتلاك أي اسلحة نووية وكذلك دول المنطقة عدا إسرائيل 0
وإنه ينبغي على أمريكا إعلان الحرب على الإرهاب , وذلك بالطبع نهاية عام 2000م قبل أحداث سبتمبر 2001 م ومحاربة الدول
التي تأوي الإرهابيين مثل إيران وباكستان واليمن وأفغانستان 0
وحث التقرير على مهاجمة العراق وإيران , وقبل الغزو المسلح لهاتين الدولتين يجب فرض الحصار الاقتصادي أولا ً عليهما , وهذا
ماحدث قبل غزو العراق ويتم ترتيبه الآن في مواجهة إيران حيث تسعى أمريكا لإصدار قرار دولي من مجلس الأمن بفرض عقوبات
على إيران لشروعها في امتلاك السلاح النووي 0
وحث التقرير الإدارة الأمريكية على التصدي لنظام صدام حسين في العراق بإرسال قوات عسكرية لغزو بلاده واستخدام كل الأسلحة
بما فيها النووية ضده , وهذا ما حدث بالفعل عام 2003 م 0
وحث التقرير الإدارة الأمريكية بالتدخل لتغيير منظومة التعليم في البلاد العربية والمسلمة , بثقافة تتفق مع سياسة الولايات المتحدة , محو معاداة الإسلام لأمريكا وإسرائيل من الكتب الدراسية , بدعوى تطوير التعليم وتنقية المناهج الدراسية 0
وأما عن الخلاف المسمى الأزلي مع اليهود ومحاولة الإنجيليين الجدد طمس الخلاف وإرجائه حتى ينزل المسيح بنفسه لإزالته والحكم
فيه يقول أحد اليهود الأمريكان وعضو حركة ( بناي برث ) الصهيونية في أمريكا 0 إن الأصوليين الإنجيليين يفسرون نصوص الكتاب المقدس بالقول : أن على جميع اليهود أن يؤمنوا بالمسيح أو أن يقتلوا في معركة هرمجدون , ولكن في الوقت نفسه نحن نحتاج
إلى كل الأصدقاء لدعم إسرائيل , وعندما يأتي المسيح فسوف نفكر في خياراتنا آنذاك , أما الآن دعونا نصلي ونرسل الأسلحة !!
ومن أجل الدعم الأمريكي لإسرائيل وتشجيعها على العدوان على الدول المجاورة , قال فالويل لرئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن
حين ضرب المفاعل النووي العراقي :
( السيد رئيس الوزراء , أريد أن أهنئك على المهمة , التي جعلتنا فخورين جدا ً بإنتاج طائرات ف 16 ) 0 وفي خطاب فالويل عام 1978 ألقاه في إسرائيل قال : إن الله يحب أمريكا لأن أمريكا تحب اليهود !! 0
ونصح ( فالويل ) قومه بقوله : إن قدر الأمة يتوقف على الاتجاه الذي يتخذونه من إسرائيل , وإذا لم يظهر الأمريكيون رغبة جازمة
في تزويد إسرائيل بالمال والسلاح فإن أمريكا ستخسر الكثير 0
وهناك فرق واضح بين عقلاء أمريكا المؤسسين أمثال فرانكلين وهؤلاء المهوسين الذين جاءت بهم الصهيونية العالمية لقيادة الولايات المتحدة 0 ومن حماقات فالويل وسوء فهمه لنصوص التوراة أنه تنبأ في كتابه ( الحرب النووية والمجيء الثاني للمسيح ) أن هناك حربا ً قادمة مع روسيا بعد أن تقوم روسيا بغزو إسرائيل , وفي نهاية هذه المعركة سيسقط خمسة أسداس الجنود الروس , ويبدأ بذلك
أول احتفال للرب ثم يجري بعد احتفال آخر بعد معركة هرمجدون , وأن الوقت الذي سيستغرقه دفن الموتى بعد المعركة مدة سبعة أشهر 0 وكان الرئيس الأمريكي السابق ريجان من أشد المؤمنين بما يقولوه فالويل , حتى أنه رتب له حضور اجتماع مجلس الأمن القومي ( البنتاجون ) ليناقش مع أعضائه احتمال نشوب حرب نووية مع روسيا 0
ويقول لندسي في كتابه ( آخر أعظم كرة أرضية ) وهو يتحدث عن معركة هرمجدون : والمأساة ستبدأ هكذا : كل العرب بالتحالف مع السوفييت سوف يهاجمون إسرائيل 0
ويضيف إن كل مدنية غي العالم سيتم تدميرها في الخروب النووية الأخيرة ويقول : إن القوة الشرقية سوف تزيل ثلث العالم 0 وعندما تصل الحرب الكبرى إلى هذا المستوى بحيث يكون كل شخص تقريبا ً قد قتل , ستحين ساعة اللحظة العظيمة , فينقذ المسيح الإنسانية
من الاندثار الكامل 0ثم يضيف : وفي هذه الساعة سيتحول اليهود , الذين نجوا من الذبح إلى المسيحية 00 سيبقى 144 ألف يهودي
فقط على قيد الحياة بعد معركة هرمجدون 0 هكذا تم وضع السيناريو نهاية الكرة الأرضية بكل بساطة بعودة المسيح الدموي , المسيح اليهودي الأمريكي 0
قال تعالى : ( وقالت اليهودُ ليست النصارى على شيء ٍ وقالت النصارى ليست اليهودُ على
شيء ٍ وهم يتلون الكتاب ) 0 ( البقرة : 113 )
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) انظر قصص الأنبياء لابن كثير وتفسير القرآن العظيم لابن كثير الآية 110 سورة المائدة 0
(2) ذكر ابن كثير في القصص عن الحسن البصري ومحمد بن إسحاق : كان اسمه داود بن نورا = فأمر بقتله وصلبه فحصروه في دار بيت المقدس , وذلك عشية الجمعة ليلة السبت , فلما حان وقت دخولهم ألقى شبهه على بعض أصحابه الحاضرين عنده ورفع عيسى ابن مريم من روزنة – فتحة -
من ذلك البيت إلى السماء , وأهل البيت ينظرون , ودخل الشرط فوجدوا ذلك الشاب الذي ألقى عليه شبهه فأخذوه ظانين أنه عيسى فصلبوه ووضعوا
الشوك على رأسه إهانة له , وسلم اليهود عامة النصارى الذين لم يشاهدوا ما كان من أمر عيسى أنه صلب وضلوا بسبب ذلك ضلالا ً مبينا ًكثيرا ُ فاحشا ً بعيدا ُ 0
(3) انظر كتابنا عشرة ينتظرها العالم ففيه المزيد عن هذا الموضوع وغيره من العلامات الكبرى العشرة للساعة , الناشر دار الكتاب العربي 0
(4) انظر النبوءة والسياسة 0
(5) انظر كتابنا المهدي في مواجهة الدجال وأيضا ً كتابنا عشرة ينتظرها العالم . الناشر : دار الكتاب العربي
(6) نشر التقرير مترجما ً في جريدة العرب اليوم الأردنية على حلقات في شهر مارس عام 2001 م وعلى الإنترنت :
( .www.washingtoninstitute.org/pubs/psg2000.htm
المصدر : دار الكتاب العربي - الحرب السابعة - اقتربت نهاية اليهود وزوال دولة إسرائيل 0
تأليف : منصور عبد الحكيم
------------------------------------------
توفيق- المساهمات : 626
تاريخ التسجيل : 18/04/2016
رد: ملخص كتاب الحرب السابعة - اقتربت نهاية اليهود وزوال اسرائيل- لمنصور عبدالحكيم
رؤيا إسرائيل عن الحرب السادسة
والسابعة
============================
تنظر إسرائيل إلى الشرق كجهة يقدم منها أعداؤها وهكذا ترى رؤيا يوحنا اللاهوتي التي تحدثت عن الهرمجدون حيث ذكرت أن الملاك السادس يصب جام غضبه على القادمين من الشرق (1) 0
( ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات فنشف ماؤه لكن يعد طريق الملوك من مشرق الشمس 000 ) 0
ويرى الكثيرون من محققي ومفسري الكتاب المقدس أن نصوص سفر يوحنا اللاهوتي قد تعرض للحذف والإضافة بواسطة اليهود كما يوافق ما دونوه في نبوءاتهم بالعهد القديم ( التوارة ) , ولا عجب في ذلك فقد طالت التوراة التحريف بأيدي اليهود وكذلك الإنجيل بأيدي النصارى 0
قال تعالى : ( فويل ٌ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا ً قليلا ً فويل ٌ لهم مما كتبت أيديهم وويل ٌ لهم مما يكسبون ) 0 البقرة : 79 0
وهنا تجدر الإشارة إلى أن رؤيا يوحنا تتحدث عن الرقم سبعة باعتباره رقم النهاية للصراع الصهيوني العربي بوضوح , وفي نفـس
الإصحاح الذي تحدثت الرؤيا فيه عن حرب هرمجدون التي تأتي بعد القضاء على العراق , ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر
الكبير الفرات فنشف ماؤه لكي يعد طريق الملوك من مشرق الشمس 00
ثم تستطرد الرؤيا : ثم سكب الملاك السابع جامه على الهواء فخرج صوت عظيم من هيكل السماء من العرش قائلا ً : قد تم 0
فحدثت أصوات ورعود وبروق وحدثت زلزلة عظيمة لم يحدث مثلها منذ صار الناس على الأرض , زلزلة بمقدارها عظيمة هكذا 0
وتشير الرؤيا إلى سقوط أرض بابل وهي أرض العراق وتقسيم مدنها إلى ثلاثة أقسام 00 ( وصارت المدينة العظيمة ثلاثة أقسام ومدن
) 0
وهذا ما يدعو إليه المشروع الأم
ريكي الصهيوني من تقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام أو دول , دولة سنية ودولة شيعية وثالثة كردية 0
ولأجل تحقيق ذلك يتم إذكاء نار الفتنة الطائفية في العراق بين الطوائف الثلاث , وقد نجح المخطط في تحقيق ذلك في الآونة الأخيرة
حيث يقوم الأطراف الثلاثة بقتل بعضهم البعض , ثم عرض الجانب الشيعي في البرلمان العراقي المسمى الجمعية الوطنية مشروع تقسيم البلاد والمدن على أساس الفيدرالية 0
فهل ينجح المخطط الصهيوني الرامي إلى تقسيم العراق لتحقيق نبوءاتهم الكاذبة وأحلامهم الخادعة !! 0
إن الأرض ممهدة إلى تحقيق ذلك لكن نصر الله آت ٍ وقد لاحت في الأفق البعيد بوادره 0 ونعود إلى رؤيا يوحنا اللاهوتي التي هي محور العقيدة الصهيونية المسيحية المشتركة , فبداية النهاية هي تجمع قوات دولية على أرض لبنان تمهيدا ً للهرمجدون 0
وسفر رؤيا يوحنا بعد المقدمة والتحية ينقسم إلى أقسام رئيسية سبع مراحل , وأقسام السفر السبعة الرئيسية :
1 – رؤيا المسيح وسط كنيسة ويتبعها سبع رسائل إلى السبع كنائس في آســـيا 0 ( رؤيا 1 : - 3 – 22 ) 0
2 – رؤيا الله يسيطر على مصير الكون ورؤيا حمل الله بيده السفر المختوم بسبعة أختام المتضمن الأوامر الإلهية 0 وسبع رؤى تعلن
قصد الله من خروج المسيح ليغلب إلى يوم الدينونة ( ص 6 – 8 : 1 ) 0 والختم السادس والختم السابع يوضح السفر سلامــة
شعب الله – اليهود طبعا ً – من الحرب الأخيرة الكونية المسماة هرمجدون 0
3 – رؤية السبعة من الملائكة الذين أعطوا سبعة أبواق ( ص 8 : 2 – 11 : 19 ) 0 ونر أن كل بوق يشمل ويمثل مرحلة وحربـا ً
في حياة بني إسرائيل تنهى بالحرب السابعة التي تسبق القيامة وفيها يخرج المسيح اليهودي الدجال والذي يظنه أهل الإنجيل أنه
المسيح ابن مريم في المجيء الثاني 0 وبين البوق السادس والسابع في هذا السفر توجد رؤيا أخرى تعلن حفظ الكنيسة المسيحية
( ص 10 : 1 – 11 – 14 ) 0
4 – رؤيا الكنيسة ترمز إليها بامرأة تلد المسيح ويشهر عليها التنين الذي يرمز إلى الشيطان حربا ً ثم يتبع ذلك رؤى الوحشين أعوان
الشــيطان 0 ورؤيا الكنيسة التي تحارب مع المسيح ضد الشيطان 0
5 – رؤيا الجامات المحتوية للضربات الأخيرة وهي سبعة جامات تمثل ضربات الله السبع على العالم الشرير (ص16) والإصحاح15
6 – رؤيا المدينة الزانية بابل وكيف تسقط وتنتهي والمراد ببابل حسب اعتقاد اليهود والمسيحيين هي بلاد العراق , لكننا نرى أن
الرؤيا والنبوءات في العهدين القديم والجديد تشير إلى بابل القديمة – العراق حاليا ً – وبابل الجديدة وهي تمثل الولايات المتحدة
(2) 0
7 – رؤيا الكنيسة المثالية ويقصد بها أورشليم الجديدة 0
------------------------------------------------
(1) راجع نص الرؤيا 00
(2) اقرأ كتاب ( نيويورك وسلطان الخوف ) وأيضا ً كتاب ( الإمبراطورية الأمريكية البداية والنهاية ففيهما المزيد عن النهاية لتلك الإمبراطورية
الأخيرة – الناشر : دار الكتاب العربي 0
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أسرار الرقم سبعة
========================================
- الرقم سبعة في سفر الرؤيا 0
- الرقم سبعة في أسفار العهد القديم وعند المسيحيين 0
- الرقم سبعة في الحضارات القديمة والأديان الأخرى 0
- الرقم سبعة في القرآن الكريم 0
- الرقم سبعة في السنة النبوية 00
تتبع هذه المواضيع 00 ؟
الرقم سبعة في سفر الرؤيا 00
يشير الكتاب المقدس إلى الرقم سبعة على أنه رمز الكمال والنهاية , وجاء ذكر الرقم سبعة كثيرا ً في سفر الرؤيا وغيره : سبع كنائس
سبعة ملائكة يحملون أبواقا ً , سبعة جامات , سبعة ختوم 0
ومن المعلوم أن كاتب سفر الرؤيا وهو السفر الأخير في العهد الجديد هو يوحنا اللاهوتي أو الإنجيلي , رغم أن البعض يرون أنه ليس
يوحنا اللاهوتي وإنما هو يوحنا آخر 0
وكان يوحنا هذا قد كتبه عام 95 م قرب نهاية حكم ( دوميتاس ) الذي اضطهد المسيحيين في عهده , وقد كتبه في جزيرة ( بطمس )0
إحدى جز بحر اليونان وهي تبعد نحو 24 ميلا ً عن شاطىء آسيا الصغرى (1) 0
ويتضمن السفر حسب تعبير كاتبه إعلان المسيح الذي أعطاه إياه الله ليرى عبيده من لا بد أن يكون عن قريب ( الإصحاح الأول ) 0
وقد ذكري يوحنا هذا أن المسيح أرسل إليه ملاكا ً بهذا السفر والرؤيا ككي ينقلها إلى الكنيسة ( رؤيا 1:1-2 ) 0
ويشتمل هذا السفر على مقدمة ( ص1:1-2 ) والتحية ( الإصحاح 1:4-8 ) وينقسم إلى سبعة أقسام رئيسية تنتهي في ( الإصحاح 22:7 ) يعقبها خاتمة 0 وكل هذه الأقسام يشمل رؤيا مستقلة أو سلسلة رؤى ً , ثم ينقسم إلى سبعة أقسام فرعية وقد ذكرنا الأقســام
السبعة باختصار 0 وقد جاء الرقم سبعة أيضا ً في الأكاليل السبعة , والتي هي مكافأة الله لعباده في العهد الجديد في رسائل بولــس لأهل كورنثوس الأول ( 1- كو 25:9 ) : ( وكل من يجاهد نفسه في كل شيء أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلا ً يفنى وأما نحن فإكليلا ً
لا يفنى ) 0 وأما الثاني فهو إكليل الفرح 00 وجاء ذكره في رسالة بولس الرسول إلى أهل تسالونيكي الأولى 0
( لأن من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا ) 0 ( تس1 الإصحاح الثاني : 19 ) 0 والإكليل الثالث إكليل البر , وجاء ذكره في رسالة بولس إلى ( تيطس 2 الإصحاح الثاني : 4:8 ) 0 وإكليل الحياة في رسالة يعقوب ( 2:1 , وسفر الرؤيا 10:2 ) 0
وإكليل المجد في رسالة ( بطرس 4:5 ) 0 وإكليل من ذهب في ( سفر الرؤيا 4:40 ) 0
والإكليل السابع هو إكليل الغالبين في ( سفر الرؤيا 11:3 ) 0
جاء في سفر الرؤيا 6:3 ( وإذا عرش موضوع في السماء وعلى العرش جالس وكان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب والعقيق وقوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد وحول العرش أربعة وعشرون عرشا ً ورأيت على العروش أربعة وعشرين شيخا ً
جالسين متسربلين بثياب بيض على رؤوسهم أكاليل من ذهب ومن العرش يخرج بروق ورعود وأصوات وأمام العرش سبعة مصابيح
نار متقدة في سبعة أرواح الله 00 ) 0
ويلاحظ هنا ذكر الرقم سبعة والرقم أربعة وعشرين , ويرى مفسرو الكتاب المقدس أن الأربعة وعشرين شيخا ً هم قديسو السماء أي
القديسين السماويين وأنهم سيتخذون مكانهم على العروش حول الرب في وسط السماء ويطرحون أكاليلهم عند قدم الرب 0
وفي سفر الرؤيا أيضا ً ( الإصحاح الخامس (14:5 ) : ( والشيوخ الأربعة والعشرون خروا وسجدوا للحي إلى أبد الآبدين )
:----------------------------------------------
الرقم سبعة في أسفار العهد القديم وعند المسيحيين 0 ؟
===================================================================
ومما جاء عن الرقم سبعة في العهد القديم أيضا ً :
( سفر التكوين 15:4 ) 0 ( فقال له الرب لذلك كل قتل ( قابين ) فسبعة أضعاف ينتقم منه , وجعل الرب ( لقابين ) علامة لكي لا يقتله كل من وجده 0 ( وقابين ) هو ( قابيل ) أخو هابيل أبنا آدم عليه السلام 0
وجاء ذكر البهائم وطيور السماء التي دخلت سفينة نوع أن عددها سبعة , وأن الرب أحدث الفيضان بعد سبعة أيام من دخول ( نوح )
الفلك هو وأهله 0 ( الإصحاح السابع سفر التكوين ) : ( وقال الرب لنوح أدخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك لأنس إياك رأيت ُ بارا ً لدي في هذا الجيل من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكرا ً وأنثى لاستبقاء نسل على وجه كل الأرض , لأني بعد سبعة
أيام أيضا ً أمطر الأرض أربعين يوما ً وأربعين ليلة وأمحو عن وجه الأرض كل قائم عملته , ففعل نوح حسب كل ما أمره الرب ) 0
( سفر التكوين 1:7-5 ) 0
وجاء أيضا ً في نفس السفر أن سفينة نوح استقرت على الأرض في الشهر السابع على جبال أراراط , وأنه لبث سبعة أيام قبل أن يطلق الجماعة : ( فلبث أيضا ً سبعة أيام أُخر وعاد فأرسل الحمامة من الفلك , فأتت الحمامة عند المساء وإذا ورقة زيتون خضراء في فمها , فعلم نوح أن المياه قد قلت عن الأرض , فلبث أيضا ً سبعة أيام أخر وأرسل الحمامة فلم تعد ترجع إليه أيضا ً ) 0
( سفر التكوين :8: 10-12 ) 0
وبعد مائة وخمسين يوما ً نقصت المياه واستقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال أراراط ) 0
( سفر التكوين 4:8 ) 0
وفي سفر العدد جاء ذكر الرقم سبعة في الإصحاح الثامن حين أمر الرب هارون أن يضيء في وجه المنارة سبعة سرج : ( وكلم الرب موسى قائلا ً : كلمه هارون وقل له متى رفعت السرج فإلى قدم المنارة تضيء السرج السبعة , ففعل هارون هكذا إلى قدام المنارة رفع سرجها كما أمر الرب موسى ) 0
( سفر العدد 8: 1-4 ) 0
وجاء في سفر ( يشوع ) إن سور أريحا سقط بعد ما طاف حوله بنو إسرائيل سبع مرات في اليوم السابع والكهنة يحملون سبعة أبواق:
كما في الإصحاح السادس : ( وداروا بالمدينة في اليوم الثاني مرة واحدة ثم رجعوا إلى المحلة , هكذا فعلوا ستة أيام , وكان في اليوم السابع أنهم , بكروا عند طلوع الفجر وداروا دائرة المدينة على هذا المنوال سبع مرات وكان في المرة السابعة عند ما قرب الكهنة الأبواق أن ( يشوع ) قال لشعبي اهتفوا لأن الرب أعطاكم المدينة ) 0 ( سفر يشوع 15:6 ) 0
وفي سفر القضاة الإصحاح الرابع عشر أعطى شمشون الإسرائيلي للفلسطينيين في صحة سبعة أيام لمعرفة وحل لغزه :
( فقال لهم شمشون لأحاجينكم أحجية فإذا دللتموها في سبعة أيام الوليمة وأصبتموها أعطيتكم ثلاثين قميصا ً وثلاثين حلة ثياب 00 ) 0
( سفر قضاة 12:14 ) 0
وفي نفس السفر وقصة شمشون ودليلة أن دليلة جاءت برجل من قومها فحلق سبع خصل من رأس زوجها شمشون :
( ولما رأت دليلة أنه قد أخبرنا بكل ما بقلبه أرسلت فدعت أقطاب الفلسطينيين وقالت اصعدوا هذه المرة فإنه قد كشف لي كل قلبه , فصعد إليها أقطاب الفلسطينيين وأصعدوا الفضة بيدهم وأنامته على ركبتها ودعت رجلا ً وحلقت سبع خصل رأسه وابتدأت بإذلاله وفارقته قوته ) 0 ( سفر قضاة 16 : 18-19 ) 0
وفي سفر الملوك الثاني جاء ذكر الرقم سبعة :
وفي السنة السابعة أرسل يهويا داع فأخذ رؤساء مئات الجلادين والسعاة وأدخلهم في بيت الرب وقطع معهم عهدا ً واستحلفهم في بيت الرب وأراهم دين الملك ) 0 ( سفر الملوك الثاني (4:11 ) 0
وفي سفر الملوك الأول في قصة سليمان جاء أن سليمان تزوج سبعمائة امرأة : ( وكانت له سبع مائة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فأمالت نساؤه قلبه 00 ) 0 ( سفر الملوك 3:11 ) 0
وعن بناء سليمان هيكله جاء في سفر الملوك الأول أنه تم بناؤه في سبع سنوات ! ( وفي السنة الحادية عشرة في شهر بول وهو الشهر الثامن أكمل البيت في جميع أموره وإحكامه فبناه في سبع سنسن ) 0 ( سفر الملوك الأول 38:6 ) 0
وفي سفر الملوك الأول أيضا ً الإصحاح الثامن أن سليمان قام بإصعاد تابوت العهد من مدينة داود :
( حينئذ جمع سليمان شيوخ إسرائيل وكل رؤوس الأسباط الآباء من بني إسرائيل إلى الملك سليمان حتى أورشليم لإصعاد تابوت عهد الرب من مدينة داود هي صهيون , فاجتمع إلى الملك سليمان جميع رجال بني إسرائيل في العيد في شهر ايثانيم هو الشهر السابع ) 0
( سفر الملوك الأول 8 : 1-3 ) 0
وجاء في سفر أخبار الأيام الثاني الإصحاح السابع أن سليمان احتفل بتدشين الهيكل لمدة سبعة أيام :
( وقدس سليمان في وسط الدار التي أمام بيت الرب لأنه قرب هناك المحرقات وشحم ذبائح السلامة لأن مذبح النحاس الذي عمله سليمان لم يكف يسع المحروقات والتقدمات والشحم , وعيد سليمان العيد في ذلك الوقت سبعة أيام وكان إسرائيل معه وجمهور عظيم
جدا ً من مدخل حماة إلى وادي مهر , وفي اليوم الثامن اعتكافا ً لأنهم عملوا تدشين المذبح سبعة أيام والعيد سبعة أيام ) 0 ( سفر الأخبار الثاني 10:7 ) 0
وفي سفر التكوين الإصحاح 41 في قصة يوسف جاء أن الملك رأى في حلمه سبع سنابل وسبع بقرات :
( ثم نام فحلم ثانية وهو ذا سبع سنابل طالعة في ساق واحدة سمينة وحسنة ثم هو ذا سبع سنابل رقيقة وملقوحة بالريح الشرقية نابتة وراءها فابتلعت السنابل الرقيقة السنابل السبع السمينة الممتلئة : ( سفر التكوين 41 : 7-8 ) 0
( وفي ذكر السبع بقرات في أول الحلم : وحدث من بعد سنتين من الزمان أن فرعون رأى حلما ً وإذا هو واقف عند النهر وهو ذا سبع بقرات طالعة من النهر حسنة المنظر وسمينة اللحم فارتعت في روضة , ثم هو ذا سبع بقرات أخرى طالعة وراءها من النهر قبيحة المنظر ورقيقة اللحم , فوقفت بجانب البقرات الأولى على شاطىء النهر فأكلت البقرات القبيحة المنظر والرقيقة اللحم البقرات السبع الحسنة المنظر والسمينة واستيقظ فرعون ) 0 ( سفر التكوين 41 : 1- 5 ) 0
وفي سفر الأمثال 26 :
( الكسلان أوفر حكمة في عيني نفسه من السبعة المجيبين بعقل ) 0
وعند اليهود أيضا ً يتم الاحتفال باليوم السابع للعبادة والسنة السابعة وكانت سنة اليوبيل عندهم سبع سنين سبع مرات , وأعياد الفطير والمظال تدوم سبعة أيام وكانت الذبائح فيها سبعة 0 وحفلات الزواج تدوم والمآتم سبعة أيام 0
وفي سفر الرؤيا ليوحنا اللاهوتي تجد أيضا ً الرقم سبعة واضحا ً فقد كتب يوحنا في السفر إلى سبعة أرواح وسبعة ختوم وسبعة أبواق
وسبعة رعود وسبعة جامات وسبع ضربات وهكذا 0
ويرمز العدد سبعة عندهم إلى الكثرة وفي إنجيل مرقس أخرج يسوع سبعة شياطين من مريم المجدلية ( مرقس : 11:16 ) :
( وبعد ما قام باكرا ً في أول أسبوع ظهر أولا ً لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون , فلما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته لم يصدقوا ) 0
ويعتقد القديس ( أمبروسيوس ) أن الرقم السبعة هو رمز للعذرية 0
ويرى القديس ( أغوسطينوس ) أنه رمز الكمال وعدد الخلق 0
ويرى تريكيانوس اللاهوتي أنه رمز الراحة الخالدة والقيامة 0
ويقسم أهل النصرانية العالم إلى سبعة عصور :
الأول : من آدم إلى الطوفان 0
الثاني : من الطوفان إلى إبراهيم 0
الثالث : من إبراهيم إلى موسى 0
الرابع : من موسى إلى داوود 0
الخامس : من داوود إلى نهاية دولة اليهود في القدس يهوذا والجلاء إلى بابل 0
السادس : من جلاء بابل إلى عصر المسيح 0
السابع : من المسيح حتى نهاية العالم وهو عصر النعمة 0
وتقسيم الصلاة عندهم إلى سبع صلوات: ثلاث منها تنتسب إلى الله 0 والباقي للبشر 0
وعندهم أيضا ً أن الأسرار المقدسة سبعة :
العمودية , الافخارستيا , الكهنوت والتثبيت والزواج والتوبة والمسحة الأخيرة
وأيضا ً الفضائل سبعة : الإيمان والرجاء والمحبة والصبر والقناعة والعدالة والحكمة 0
والخطايا الكبرى سبعة : الكبرياء والكسل والشهوة والغضب والفجور والشراسة والبخل 0
وأفضل الأعمال سبعة : التواضع , والنشاط , ومحبة القريب , والوداعة , والتسامح , والقناعة , والتجرد 0
ومزامير التوبة سبعة , والأسابيع الفاصلة بين الفصح والعنصرة وعلى الصليب تكلم المسيح سبع مرات كما جاء في الأناجيل : في إنجيل لوقا (23 – 24 ) :
فقال يسوع يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون 0
والثانية : في إنجيل لوقا ( 23 : 43 ) :
قال ليسوع اذكرني يا ربي متى جئت في ملكوتك فقال له يسوع الحق أقول لك اليوم تكون مرعيا في الفردوس 0
والثالثة في إنجيل يوحنا ( 19 : 26 ) :
( فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا ً قال لأمه : يا امرأة هو ذا ابنك ثم قال للتلميذ هي ذي أمك ) 0
والمرة الرابعة في إنجيل يوحنا ( 19 : 28 ) :
( قال أنا عطشان ) 0
والخامسة في إنجيل مرقس ( 15 : 34 ) :
( وفي الساعة التاسعة خرج يسوع بصوت عظيم قائلا ً : ألوى ألوى لما شبقتني 0 الذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني ) 0
والسادسة في إنجيل لوقا ( 23 : 46 ) :
( ونادى يسوع الصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي ولما قال هذا أسلم الروح ) 0
والسابعة في إنجيل يوحنا ( 19 : 20 ) :
( فلما أخذ يسوع الخل قال : قد أكمل , ونكس رأسه وأسلم الروح ) 0
---------------------------------------------------------------------------------------------------
والسابعة
============================
تنظر إسرائيل إلى الشرق كجهة يقدم منها أعداؤها وهكذا ترى رؤيا يوحنا اللاهوتي التي تحدثت عن الهرمجدون حيث ذكرت أن الملاك السادس يصب جام غضبه على القادمين من الشرق (1) 0
( ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات فنشف ماؤه لكن يعد طريق الملوك من مشرق الشمس 000 ) 0
ويرى الكثيرون من محققي ومفسري الكتاب المقدس أن نصوص سفر يوحنا اللاهوتي قد تعرض للحذف والإضافة بواسطة اليهود كما يوافق ما دونوه في نبوءاتهم بالعهد القديم ( التوارة ) , ولا عجب في ذلك فقد طالت التوراة التحريف بأيدي اليهود وكذلك الإنجيل بأيدي النصارى 0
قال تعالى : ( فويل ٌ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا ً قليلا ً فويل ٌ لهم مما كتبت أيديهم وويل ٌ لهم مما يكسبون ) 0 البقرة : 79 0
وهنا تجدر الإشارة إلى أن رؤيا يوحنا تتحدث عن الرقم سبعة باعتباره رقم النهاية للصراع الصهيوني العربي بوضوح , وفي نفـس
الإصحاح الذي تحدثت الرؤيا فيه عن حرب هرمجدون التي تأتي بعد القضاء على العراق , ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر
الكبير الفرات فنشف ماؤه لكي يعد طريق الملوك من مشرق الشمس 00
ثم تستطرد الرؤيا : ثم سكب الملاك السابع جامه على الهواء فخرج صوت عظيم من هيكل السماء من العرش قائلا ً : قد تم 0
فحدثت أصوات ورعود وبروق وحدثت زلزلة عظيمة لم يحدث مثلها منذ صار الناس على الأرض , زلزلة بمقدارها عظيمة هكذا 0
وتشير الرؤيا إلى سقوط أرض بابل وهي أرض العراق وتقسيم مدنها إلى ثلاثة أقسام 00 ( وصارت المدينة العظيمة ثلاثة أقسام ومدن
) 0
وهذا ما يدعو إليه المشروع الأم
ريكي الصهيوني من تقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام أو دول , دولة سنية ودولة شيعية وثالثة كردية 0
ولأجل تحقيق ذلك يتم إذكاء نار الفتنة الطائفية في العراق بين الطوائف الثلاث , وقد نجح المخطط في تحقيق ذلك في الآونة الأخيرة
حيث يقوم الأطراف الثلاثة بقتل بعضهم البعض , ثم عرض الجانب الشيعي في البرلمان العراقي المسمى الجمعية الوطنية مشروع تقسيم البلاد والمدن على أساس الفيدرالية 0
فهل ينجح المخطط الصهيوني الرامي إلى تقسيم العراق لتحقيق نبوءاتهم الكاذبة وأحلامهم الخادعة !! 0
إن الأرض ممهدة إلى تحقيق ذلك لكن نصر الله آت ٍ وقد لاحت في الأفق البعيد بوادره 0 ونعود إلى رؤيا يوحنا اللاهوتي التي هي محور العقيدة الصهيونية المسيحية المشتركة , فبداية النهاية هي تجمع قوات دولية على أرض لبنان تمهيدا ً للهرمجدون 0
وسفر رؤيا يوحنا بعد المقدمة والتحية ينقسم إلى أقسام رئيسية سبع مراحل , وأقسام السفر السبعة الرئيسية :
1 – رؤيا المسيح وسط كنيسة ويتبعها سبع رسائل إلى السبع كنائس في آســـيا 0 ( رؤيا 1 : - 3 – 22 ) 0
2 – رؤيا الله يسيطر على مصير الكون ورؤيا حمل الله بيده السفر المختوم بسبعة أختام المتضمن الأوامر الإلهية 0 وسبع رؤى تعلن
قصد الله من خروج المسيح ليغلب إلى يوم الدينونة ( ص 6 – 8 : 1 ) 0 والختم السادس والختم السابع يوضح السفر سلامــة
شعب الله – اليهود طبعا ً – من الحرب الأخيرة الكونية المسماة هرمجدون 0
3 – رؤية السبعة من الملائكة الذين أعطوا سبعة أبواق ( ص 8 : 2 – 11 : 19 ) 0 ونر أن كل بوق يشمل ويمثل مرحلة وحربـا ً
في حياة بني إسرائيل تنهى بالحرب السابعة التي تسبق القيامة وفيها يخرج المسيح اليهودي الدجال والذي يظنه أهل الإنجيل أنه
المسيح ابن مريم في المجيء الثاني 0 وبين البوق السادس والسابع في هذا السفر توجد رؤيا أخرى تعلن حفظ الكنيسة المسيحية
( ص 10 : 1 – 11 – 14 ) 0
4 – رؤيا الكنيسة ترمز إليها بامرأة تلد المسيح ويشهر عليها التنين الذي يرمز إلى الشيطان حربا ً ثم يتبع ذلك رؤى الوحشين أعوان
الشــيطان 0 ورؤيا الكنيسة التي تحارب مع المسيح ضد الشيطان 0
5 – رؤيا الجامات المحتوية للضربات الأخيرة وهي سبعة جامات تمثل ضربات الله السبع على العالم الشرير (ص16) والإصحاح15
6 – رؤيا المدينة الزانية بابل وكيف تسقط وتنتهي والمراد ببابل حسب اعتقاد اليهود والمسيحيين هي بلاد العراق , لكننا نرى أن
الرؤيا والنبوءات في العهدين القديم والجديد تشير إلى بابل القديمة – العراق حاليا ً – وبابل الجديدة وهي تمثل الولايات المتحدة
(2) 0
7 – رؤيا الكنيسة المثالية ويقصد بها أورشليم الجديدة 0
------------------------------------------------
(1) راجع نص الرؤيا 00
(2) اقرأ كتاب ( نيويورك وسلطان الخوف ) وأيضا ً كتاب ( الإمبراطورية الأمريكية البداية والنهاية ففيهما المزيد عن النهاية لتلك الإمبراطورية
الأخيرة – الناشر : دار الكتاب العربي 0
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أسرار الرقم سبعة
========================================
- الرقم سبعة في سفر الرؤيا 0
- الرقم سبعة في أسفار العهد القديم وعند المسيحيين 0
- الرقم سبعة في الحضارات القديمة والأديان الأخرى 0
- الرقم سبعة في القرآن الكريم 0
- الرقم سبعة في السنة النبوية 00
تتبع هذه المواضيع 00 ؟
الرقم سبعة في سفر الرؤيا 00
يشير الكتاب المقدس إلى الرقم سبعة على أنه رمز الكمال والنهاية , وجاء ذكر الرقم سبعة كثيرا ً في سفر الرؤيا وغيره : سبع كنائس
سبعة ملائكة يحملون أبواقا ً , سبعة جامات , سبعة ختوم 0
ومن المعلوم أن كاتب سفر الرؤيا وهو السفر الأخير في العهد الجديد هو يوحنا اللاهوتي أو الإنجيلي , رغم أن البعض يرون أنه ليس
يوحنا اللاهوتي وإنما هو يوحنا آخر 0
وكان يوحنا هذا قد كتبه عام 95 م قرب نهاية حكم ( دوميتاس ) الذي اضطهد المسيحيين في عهده , وقد كتبه في جزيرة ( بطمس )0
إحدى جز بحر اليونان وهي تبعد نحو 24 ميلا ً عن شاطىء آسيا الصغرى (1) 0
ويتضمن السفر حسب تعبير كاتبه إعلان المسيح الذي أعطاه إياه الله ليرى عبيده من لا بد أن يكون عن قريب ( الإصحاح الأول ) 0
وقد ذكري يوحنا هذا أن المسيح أرسل إليه ملاكا ً بهذا السفر والرؤيا ككي ينقلها إلى الكنيسة ( رؤيا 1:1-2 ) 0
ويشتمل هذا السفر على مقدمة ( ص1:1-2 ) والتحية ( الإصحاح 1:4-8 ) وينقسم إلى سبعة أقسام رئيسية تنتهي في ( الإصحاح 22:7 ) يعقبها خاتمة 0 وكل هذه الأقسام يشمل رؤيا مستقلة أو سلسلة رؤى ً , ثم ينقسم إلى سبعة أقسام فرعية وقد ذكرنا الأقســام
السبعة باختصار 0 وقد جاء الرقم سبعة أيضا ً في الأكاليل السبعة , والتي هي مكافأة الله لعباده في العهد الجديد في رسائل بولــس لأهل كورنثوس الأول ( 1- كو 25:9 ) : ( وكل من يجاهد نفسه في كل شيء أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلا ً يفنى وأما نحن فإكليلا ً
لا يفنى ) 0 وأما الثاني فهو إكليل الفرح 00 وجاء ذكره في رسالة بولس الرسول إلى أهل تسالونيكي الأولى 0
( لأن من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا ) 0 ( تس1 الإصحاح الثاني : 19 ) 0 والإكليل الثالث إكليل البر , وجاء ذكره في رسالة بولس إلى ( تيطس 2 الإصحاح الثاني : 4:8 ) 0 وإكليل الحياة في رسالة يعقوب ( 2:1 , وسفر الرؤيا 10:2 ) 0
وإكليل المجد في رسالة ( بطرس 4:5 ) 0 وإكليل من ذهب في ( سفر الرؤيا 4:40 ) 0
والإكليل السابع هو إكليل الغالبين في ( سفر الرؤيا 11:3 ) 0
جاء في سفر الرؤيا 6:3 ( وإذا عرش موضوع في السماء وعلى العرش جالس وكان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب والعقيق وقوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد وحول العرش أربعة وعشرون عرشا ً ورأيت على العروش أربعة وعشرين شيخا ً
جالسين متسربلين بثياب بيض على رؤوسهم أكاليل من ذهب ومن العرش يخرج بروق ورعود وأصوات وأمام العرش سبعة مصابيح
نار متقدة في سبعة أرواح الله 00 ) 0
ويلاحظ هنا ذكر الرقم سبعة والرقم أربعة وعشرين , ويرى مفسرو الكتاب المقدس أن الأربعة وعشرين شيخا ً هم قديسو السماء أي
القديسين السماويين وأنهم سيتخذون مكانهم على العروش حول الرب في وسط السماء ويطرحون أكاليلهم عند قدم الرب 0
وفي سفر الرؤيا أيضا ً ( الإصحاح الخامس (14:5 ) : ( والشيوخ الأربعة والعشرون خروا وسجدوا للحي إلى أبد الآبدين )
:----------------------------------------------
الرقم سبعة في أسفار العهد القديم وعند المسيحيين 0 ؟
===================================================================
ومما جاء عن الرقم سبعة في العهد القديم أيضا ً :
( سفر التكوين 15:4 ) 0 ( فقال له الرب لذلك كل قتل ( قابين ) فسبعة أضعاف ينتقم منه , وجعل الرب ( لقابين ) علامة لكي لا يقتله كل من وجده 0 ( وقابين ) هو ( قابيل ) أخو هابيل أبنا آدم عليه السلام 0
وجاء ذكر البهائم وطيور السماء التي دخلت سفينة نوع أن عددها سبعة , وأن الرب أحدث الفيضان بعد سبعة أيام من دخول ( نوح )
الفلك هو وأهله 0 ( الإصحاح السابع سفر التكوين ) : ( وقال الرب لنوح أدخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك لأنس إياك رأيت ُ بارا ً لدي في هذا الجيل من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكرا ً وأنثى لاستبقاء نسل على وجه كل الأرض , لأني بعد سبعة
أيام أيضا ً أمطر الأرض أربعين يوما ً وأربعين ليلة وأمحو عن وجه الأرض كل قائم عملته , ففعل نوح حسب كل ما أمره الرب ) 0
( سفر التكوين 1:7-5 ) 0
وجاء أيضا ً في نفس السفر أن سفينة نوح استقرت على الأرض في الشهر السابع على جبال أراراط , وأنه لبث سبعة أيام قبل أن يطلق الجماعة : ( فلبث أيضا ً سبعة أيام أُخر وعاد فأرسل الحمامة من الفلك , فأتت الحمامة عند المساء وإذا ورقة زيتون خضراء في فمها , فعلم نوح أن المياه قد قلت عن الأرض , فلبث أيضا ً سبعة أيام أخر وأرسل الحمامة فلم تعد ترجع إليه أيضا ً ) 0
( سفر التكوين :8: 10-12 ) 0
وبعد مائة وخمسين يوما ً نقصت المياه واستقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال أراراط ) 0
( سفر التكوين 4:8 ) 0
وفي سفر العدد جاء ذكر الرقم سبعة في الإصحاح الثامن حين أمر الرب هارون أن يضيء في وجه المنارة سبعة سرج : ( وكلم الرب موسى قائلا ً : كلمه هارون وقل له متى رفعت السرج فإلى قدم المنارة تضيء السرج السبعة , ففعل هارون هكذا إلى قدام المنارة رفع سرجها كما أمر الرب موسى ) 0
( سفر العدد 8: 1-4 ) 0
وجاء في سفر ( يشوع ) إن سور أريحا سقط بعد ما طاف حوله بنو إسرائيل سبع مرات في اليوم السابع والكهنة يحملون سبعة أبواق:
كما في الإصحاح السادس : ( وداروا بالمدينة في اليوم الثاني مرة واحدة ثم رجعوا إلى المحلة , هكذا فعلوا ستة أيام , وكان في اليوم السابع أنهم , بكروا عند طلوع الفجر وداروا دائرة المدينة على هذا المنوال سبع مرات وكان في المرة السابعة عند ما قرب الكهنة الأبواق أن ( يشوع ) قال لشعبي اهتفوا لأن الرب أعطاكم المدينة ) 0 ( سفر يشوع 15:6 ) 0
وفي سفر القضاة الإصحاح الرابع عشر أعطى شمشون الإسرائيلي للفلسطينيين في صحة سبعة أيام لمعرفة وحل لغزه :
( فقال لهم شمشون لأحاجينكم أحجية فإذا دللتموها في سبعة أيام الوليمة وأصبتموها أعطيتكم ثلاثين قميصا ً وثلاثين حلة ثياب 00 ) 0
( سفر قضاة 12:14 ) 0
وفي نفس السفر وقصة شمشون ودليلة أن دليلة جاءت برجل من قومها فحلق سبع خصل من رأس زوجها شمشون :
( ولما رأت دليلة أنه قد أخبرنا بكل ما بقلبه أرسلت فدعت أقطاب الفلسطينيين وقالت اصعدوا هذه المرة فإنه قد كشف لي كل قلبه , فصعد إليها أقطاب الفلسطينيين وأصعدوا الفضة بيدهم وأنامته على ركبتها ودعت رجلا ً وحلقت سبع خصل رأسه وابتدأت بإذلاله وفارقته قوته ) 0 ( سفر قضاة 16 : 18-19 ) 0
وفي سفر الملوك الثاني جاء ذكر الرقم سبعة :
وفي السنة السابعة أرسل يهويا داع فأخذ رؤساء مئات الجلادين والسعاة وأدخلهم في بيت الرب وقطع معهم عهدا ً واستحلفهم في بيت الرب وأراهم دين الملك ) 0 ( سفر الملوك الثاني (4:11 ) 0
وفي سفر الملوك الأول في قصة سليمان جاء أن سليمان تزوج سبعمائة امرأة : ( وكانت له سبع مائة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فأمالت نساؤه قلبه 00 ) 0 ( سفر الملوك 3:11 ) 0
وعن بناء سليمان هيكله جاء في سفر الملوك الأول أنه تم بناؤه في سبع سنوات ! ( وفي السنة الحادية عشرة في شهر بول وهو الشهر الثامن أكمل البيت في جميع أموره وإحكامه فبناه في سبع سنسن ) 0 ( سفر الملوك الأول 38:6 ) 0
وفي سفر الملوك الأول أيضا ً الإصحاح الثامن أن سليمان قام بإصعاد تابوت العهد من مدينة داود :
( حينئذ جمع سليمان شيوخ إسرائيل وكل رؤوس الأسباط الآباء من بني إسرائيل إلى الملك سليمان حتى أورشليم لإصعاد تابوت عهد الرب من مدينة داود هي صهيون , فاجتمع إلى الملك سليمان جميع رجال بني إسرائيل في العيد في شهر ايثانيم هو الشهر السابع ) 0
( سفر الملوك الأول 8 : 1-3 ) 0
وجاء في سفر أخبار الأيام الثاني الإصحاح السابع أن سليمان احتفل بتدشين الهيكل لمدة سبعة أيام :
( وقدس سليمان في وسط الدار التي أمام بيت الرب لأنه قرب هناك المحرقات وشحم ذبائح السلامة لأن مذبح النحاس الذي عمله سليمان لم يكف يسع المحروقات والتقدمات والشحم , وعيد سليمان العيد في ذلك الوقت سبعة أيام وكان إسرائيل معه وجمهور عظيم
جدا ً من مدخل حماة إلى وادي مهر , وفي اليوم الثامن اعتكافا ً لأنهم عملوا تدشين المذبح سبعة أيام والعيد سبعة أيام ) 0 ( سفر الأخبار الثاني 10:7 ) 0
وفي سفر التكوين الإصحاح 41 في قصة يوسف جاء أن الملك رأى في حلمه سبع سنابل وسبع بقرات :
( ثم نام فحلم ثانية وهو ذا سبع سنابل طالعة في ساق واحدة سمينة وحسنة ثم هو ذا سبع سنابل رقيقة وملقوحة بالريح الشرقية نابتة وراءها فابتلعت السنابل الرقيقة السنابل السبع السمينة الممتلئة : ( سفر التكوين 41 : 7-8 ) 0
( وفي ذكر السبع بقرات في أول الحلم : وحدث من بعد سنتين من الزمان أن فرعون رأى حلما ً وإذا هو واقف عند النهر وهو ذا سبع بقرات طالعة من النهر حسنة المنظر وسمينة اللحم فارتعت في روضة , ثم هو ذا سبع بقرات أخرى طالعة وراءها من النهر قبيحة المنظر ورقيقة اللحم , فوقفت بجانب البقرات الأولى على شاطىء النهر فأكلت البقرات القبيحة المنظر والرقيقة اللحم البقرات السبع الحسنة المنظر والسمينة واستيقظ فرعون ) 0 ( سفر التكوين 41 : 1- 5 ) 0
وفي سفر الأمثال 26 :
( الكسلان أوفر حكمة في عيني نفسه من السبعة المجيبين بعقل ) 0
وعند اليهود أيضا ً يتم الاحتفال باليوم السابع للعبادة والسنة السابعة وكانت سنة اليوبيل عندهم سبع سنين سبع مرات , وأعياد الفطير والمظال تدوم سبعة أيام وكانت الذبائح فيها سبعة 0 وحفلات الزواج تدوم والمآتم سبعة أيام 0
وفي سفر الرؤيا ليوحنا اللاهوتي تجد أيضا ً الرقم سبعة واضحا ً فقد كتب يوحنا في السفر إلى سبعة أرواح وسبعة ختوم وسبعة أبواق
وسبعة رعود وسبعة جامات وسبع ضربات وهكذا 0
ويرمز العدد سبعة عندهم إلى الكثرة وفي إنجيل مرقس أخرج يسوع سبعة شياطين من مريم المجدلية ( مرقس : 11:16 ) :
( وبعد ما قام باكرا ً في أول أسبوع ظهر أولا ً لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون , فلما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته لم يصدقوا ) 0
ويعتقد القديس ( أمبروسيوس ) أن الرقم السبعة هو رمز للعذرية 0
ويرى القديس ( أغوسطينوس ) أنه رمز الكمال وعدد الخلق 0
ويرى تريكيانوس اللاهوتي أنه رمز الراحة الخالدة والقيامة 0
ويقسم أهل النصرانية العالم إلى سبعة عصور :
الأول : من آدم إلى الطوفان 0
الثاني : من الطوفان إلى إبراهيم 0
الثالث : من إبراهيم إلى موسى 0
الرابع : من موسى إلى داوود 0
الخامس : من داوود إلى نهاية دولة اليهود في القدس يهوذا والجلاء إلى بابل 0
السادس : من جلاء بابل إلى عصر المسيح 0
السابع : من المسيح حتى نهاية العالم وهو عصر النعمة 0
وتقسيم الصلاة عندهم إلى سبع صلوات: ثلاث منها تنتسب إلى الله 0 والباقي للبشر 0
وعندهم أيضا ً أن الأسرار المقدسة سبعة :
العمودية , الافخارستيا , الكهنوت والتثبيت والزواج والتوبة والمسحة الأخيرة
وأيضا ً الفضائل سبعة : الإيمان والرجاء والمحبة والصبر والقناعة والعدالة والحكمة 0
والخطايا الكبرى سبعة : الكبرياء والكسل والشهوة والغضب والفجور والشراسة والبخل 0
وأفضل الأعمال سبعة : التواضع , والنشاط , ومحبة القريب , والوداعة , والتسامح , والقناعة , والتجرد 0
ومزامير التوبة سبعة , والأسابيع الفاصلة بين الفصح والعنصرة وعلى الصليب تكلم المسيح سبع مرات كما جاء في الأناجيل : في إنجيل لوقا (23 – 24 ) :
فقال يسوع يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون 0
والثانية : في إنجيل لوقا ( 23 : 43 ) :
قال ليسوع اذكرني يا ربي متى جئت في ملكوتك فقال له يسوع الحق أقول لك اليوم تكون مرعيا في الفردوس 0
والثالثة في إنجيل يوحنا ( 19 : 26 ) :
( فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا ً قال لأمه : يا امرأة هو ذا ابنك ثم قال للتلميذ هي ذي أمك ) 0
والمرة الرابعة في إنجيل يوحنا ( 19 : 28 ) :
( قال أنا عطشان ) 0
والخامسة في إنجيل مرقس ( 15 : 34 ) :
( وفي الساعة التاسعة خرج يسوع بصوت عظيم قائلا ً : ألوى ألوى لما شبقتني 0 الذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني ) 0
والسادسة في إنجيل لوقا ( 23 : 46 ) :
( ونادى يسوع الصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي ولما قال هذا أسلم الروح ) 0
والسابعة في إنجيل يوحنا ( 19 : 20 ) :
( فلما أخذ يسوع الخل قال : قد أكمل , ونكس رأسه وأسلم الروح ) 0
---------------------------------------------------------------------------------------------------
توفيق- المساهمات : 626
تاريخ التسجيل : 18/04/2016
رد: ملخص كتاب الحرب السابعة - اقتربت نهاية اليهود وزوال اسرائيل- لمنصور عبدالحكيم
الرقم سبعة في الحضارات القديمة والأديان الأخرى
==================================
---------------------------------------------------------
يمثل الرقم سبعة رمزا ً هاما ً في الحضارات القديمة وأديانها أيضا ً
في الحضارة الصينية رقم أربعة هو عدد الأرض , والثلاثة عدد السماء فيكون الرقم سبعة هو مجموع الأرض والسماء 0 والبوذيـة
والطاوية والكونفوشيوسية وهي ديانات قديمة وثنية لا يزال لها أتباع حنى الآن في تلك البلاد نرى أن تنظيم الكون حصل على يــد سبعة آلهة 0 والمصباح الأحمر للجمعيات السرية الصينية له سبعة فروع مثل الشمعدان الصهيوني رمز الصهيونية اليهودية 0
وتعتقد الطاوية والبوذية في الصين بوجود سبعة مبادىء في الإنسان ك النفس والنور والفكر والإرادة والجسد والدم والحركة 0 وفي الديانة الجينية : ينقسم الجحيم إلى سبعة أقسام كل نوع منها يختلف عن الآخر وأقلها وأدناها هي أكثر ظلاما ً والعليا وهــــي أول الطبقات تسمى الجوهرة والثانية الذي يليه يسمى السكر والثالثة تسمى الرمل والرابعة تسمى الطين والخامسة الدخان والسادسة الظلام
والسابعة هي الظلام الأعظم 0 ومن أجل الفوز بالسعادة يجب أن يتحلى متبع الديانة من الهنود بصفات المبادىء السبعة لطهارة الروح
الأول : أخذ العهود والمواثيق 0
الثاني : المحافظة على الورع وتجنب الأذى والضرر لأي كائن حي 0
الثالث : التقليل من الحركة البدنية والاستغراق في التفكير في غير أمور الدنيا 0
الرابع : التحلي بخصال الفضائل العشر وهي : العفو والصدق والاستقامة والتواضع والنظافة وضبط النفس والتقشف الظاهـــر
والباطن والزهد والإيثار واعتزال النساء 0
الخامس : التفكير في حقائق الكون والنفس البشرية 0
السادس : عدم الاهتمام بمتاعب الحياة والسيطرة عليها 0
السابع : القناعة الكاملة والطمأنينة والخلق الحسن 0
وعند البوذيين أن ( بوذا ) ماتت أمه , بعد ولادته بسبعة أيام وتربى سبع سنوات في حضانة عمته وفي إنجيل ( بوذا ) أنه اختلى سبع
مرات , وكل مرة مدتها سبعة أيام 0 وأنه بعد سبع سنوات من التأمل أدرك فيها أن نهاية العالم تتم عن طريق الوعي الفردي وكانـت
شعارات بوذا سبعة وكان يحتفل بالأعياد في اليوم السابع من الشهر 0 وفي البوذية الحكمة لها سبع درجات , ودرجة الكمال هـــي السابعة , وعندهم أن الناسك يقضي سبع سنوات في العزلة ويبقى سبعة أيام تحت الشجرة سبع مرات ويصوم سبعة أيام سبع مرات ولما مات بوذا بكاه تلاميذه سبعة أيام !!
وفي بلاد فارس القديمة كان الملك الفارسي ( أرعششتا ) سبعة مستشارين و ذكر ذلك سفر ( عزرا في العهد القديم الإصحاح السـابع (14:7) 0 وفي عهد الملك أحشوروس الذي ملك بلاد فارس حتى الهند كان يوجد سبعة رؤساء هم : كرشنا , شيستار , أدماتا , ترشيش , مارتس , شوشن , العاصمة 0
ويتألف الكهنوت الفارسي من سبع درجات هي : الغراب والزوجة والجندي , الأشد والفارس , ورسول الشمس والأب 0 وفي عيــد
النيروز عندهم يبذر كل فرد سبعة أنواع من الحبوب في جرة واحدة كي يدرك الخصب والنماء 0 وفي أمور الزواج تذهب العـروس
إلى النهر فتملأ أبريقها وتفرغه سبع مرات ثم ترمي في المياه سبعة أنواع من البذور وهذا رمز للخصوبة 0 وعند ولادة الطفل تضاء
شمعة ويوضع على السجادة سبعة أنواع من الفواكه وسبعة أنواع من الحبوب ويسمى المولود في اليوم السابع 0
وفي روما القديمة بنى الرومان معبد الإله ( برياب ) تمثالا ً أطلقوا عليه اسم تمثال الآلهة السبعة 0 وفي اليابان يسمى قوس قزح الألوان السبعة التي يستخدمها ( بوذا ) عند نزوله للأرض 0 وآلهة الخطر عندهم سبعة وهي مجموعة من ستة آلهة وربة واحده هـي
( بينيسي ) و( بيشامون ) و( ديكوكو ) و( إبيسو ) و( فوكورركوجو ) و( هوقي ) و( جوروجين ) 0
وفي المكسيك أثناء احتفالهم بطقس الأذرة تتقدم سبع فتيات إلى معبد آلهة الذرة وتقدم كل واحدة سنبلة أذرة من الموسم السابق 0 وفـي
أفريقيا يرمز الرقم أربعة إلى الأنوثة والرقم ثلاثة إلى الذكورة ومجموعهم سبعة يرمز إلة الخصوبة والكمال الإنساني 0 وتعتقد قبائـل
الدوغون أن الإله ( خارو ) يسكن السماء السابعة وأن الشمس تهاج من السماء السابعة وأن الأرض لها سبع طبقات مثل السماء 0
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
: الرقم سبعة في القرآن الكريم 0 والرقم سبعة في السنة النبوية 0 ؟
==============================================================
:
الرقم سبعة في القرآن الكريم
=======================
جاء ذكر الرقم سبعة في القرآن الكريم والسنة النبوية أيضا ً وأيضا ً مضاعفات الرقم واستكمالا ً للفائدة نذكر أيضا ً الآيات التي ورد فيها هذا الرقم دون التعليق عليها :
1- ( إن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء ٍ قديرٌ وأن الله قد أحاط بكل شيء ٍ
علما ً ) 0 ( الطلاق : 12 )
2- ( تسبح له السمواتُ السبع ُ والأرض ُ ومن فيهن وإن من شيء ٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنهُ كان حليما ًغفورا ً )
( الإسراء : 44 )
3- ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ٍ وهو بكل شيء ٍ عليم ) 0 ( البقرة : 29 )
4- ( ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين ) 0 ( المؤمنون : 17 )
5- ( قال الملكُ إني أرى سبع بقرات سمان ٍ يأكلهن سبع ٌ عجاف ٌ وسبع سنبلات ٍ خضر وأخر يابسات ٍ يا أيها الملأ ُ أفتوني في
رءياي إن كنتم للرؤيا تعبرون ) 0 ( يوسف : 43 )
6- ( قال تزرعون سبع سنين دأبا ً فما حصدتم فذروه ُ في سُنبله إلا قليلا ً مما تأكلون , ثم يأتي من بعد ذلك سبع ٌ شداد ٌ يأكلن
ما قدمتم لهن إلا قليلا ً مما تحصنون ) 0 ( يوسف : 47-48 )
7- ( مثلُ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة ٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة ُ حبة ٍ والله يضاعف ُ لمن يشاء ُ والله ُ
واسع ٌ عليم ) 0 ( البقرة : 261 )
8- ( وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله ُ فمن كان منكم مريضا ً
أو به أذى من رأسه ففدية ٌ من صيام ٍ أو صدقة ٍ أو نسك ٍ فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم
يجد فصيام ُ ثلاثة أيام ٍ في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة ٌ كاملة ٌ ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله
واعلموا أن الله شديد ُ العقاب ) 0 ( البقرة : 196 )
9- ( وأما عاد ٌ فأهلكوا بريح ٍ صرصر ٍ عاتية ٍ , سخرها عليهم سبع ليال ٍ وثمانية أيام ٍ حسوما ً فترى القوم فيها صرعى كأنهم
أعجاز ُ نخل ٍ خاوية ٍ ) 0 ( الحاقة : 6-7 )
10- ( ولقد أتيناك سبعا ً من المثاني والقرآن العظيم ) 0 ( الحجر : 87 )
11- ( ولو أنما في الأرض من شجرة ٍ أقلام ٌ والبحرُ يمده ُ من بعده سبعة ُ أبحر ٍ ما نفذت كلماتُ الله إن الله عزيزٌ حكيم ) 0
( لقمان : 27 )
12- ( وإن جهنم لموعدهم أجمعين , لها سبعة ُ أبواب ٍ لكل باب ٍ منهم جزء ٌمقسوم ٌ ) 0 ( الحجر : 43-44 )
13- ( سيقولون ثلاثة ٌ رابعهم كلبهم ويقولون خمسة ٌ سادسهم كلبهم رجما ً بالغيب ويقولون سبعة ٌ وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم
ما يعلمهم إلا قليلا ٌ فلا تمار فيهم إلا مراء ً ظاهرا ً ولا تستفت فيهم منهم أحدا ً ) 0 ( الكهف : 22 )
ثم سورة الفاتحة وهي مكونة من سبع آيات وتسمى السبع المثاني وهي أم الكتاب 0
------------------------------------------------------------------------------------------
الرقم سبعة في السنة النبوية
================================================
ورد ذكر الرقم سبعة في أحاديث نبوية كثيرة نذكر منها :
1- قال (ص) : الغلام مرتهن بعقيقته يذبح عنه يوم السابع ويسمى , ويحلق رأسه (1)
2- قال (ص) : اجتنبوا السبع الموبقات 0 قيل : يا رسول الله وما هن ؟ قال : الشرك بالله , والسحر وقتل النفس التي حرم الله
إلا بالحق , وأكل مال اليتيم , وأكل الربا , والتولي يوم الزحف , وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات (2)
3- قال (ص) : المهدي مني أجلى الجبهة , أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا ً وعدلا ً كما ملئت جورا ً وظلما ً, ويملك سبع سنين
(3)
4- قال (ص) : مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعا ً واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا ً وفرقوا بينهم في المضاجع (4)
5- قال (ص) : ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ً0 وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد
وأحاذر 0
6- قال (ص) : طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب (5)
7- قال (ص) : من عاد مريضا ً لم يحضر أجله فقال سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله
من ذلك المرض (6)
8- قال (ص) : لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال , لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان (7)
9- قال (ص) : أقرأني جبريل – أي القرآن – على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف
( رواه البخاري )
10- قال (ص) : أمرت أن أسجد على سبع , ولا اكفت ( الشعر , ولا الثياب : الجبهة والأنف واليدين والركبتين والقدمين 0
( رواه مسلم والنسائي )
11- قال (ص) : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العادل , وشاب نشأ في عبادة الله , ورجل قلبه معلق في
المساجد , ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه , ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال :
إني أخاف الله , ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه , , ورجل ذكر الله خاليا ً ففاضت عيناه
(5)
وقال أيضا ً عن معركة آخر الزمان الملحمة الكبرى :
الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر ( 0 ومن مناسك الحج والعمرة الطواف حول الكعبة سبعة أشواط
والسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط 0 وكذلك رمي الجمرات في الحج أول أيام العيد بعد الوقوف بعرفة سبع جمرات العقبة الكبرى , ثم اليومين التاليين سبع جمرات ثلاث مرات في اليوم , للعقبة الصغرى ثم العقبة الوسطى ثم العقبة الكبرى أي إحدى
وعشرين حصاة في اليوم فيكون المجموع : (7) في اليوم الأول , ثم (21) في اليوم الثاني , ثم (21) في اليوم الثالث لمن كان
متعجلا ً فيكون المجموع (49) 0
ويزيد غير المتعجل (21) حصاة أخرى في اليوم الرابع فيكون المجموع له سبعين حصاة والكل من مضاعفات الرقم سبعة 0
قال تعالى : ( واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا
أنكم إليه تحشرون ) 0 ( البقرة : 203 )
ونكتفي بهذا القدر , ولله في خلقه شؤون وأسرار القرآن والسنة النبوية لا تنتهي والحمد لله أولا ً وآخرا ً 0
---------------------------------------
(1) أنظر فقه السنة – السيد سابق 0
(2) البخاري – فتح الباري حديث 2766,6857 , وانظر كتاب مفاتيح القاري لأبواب فتح الباري ( فهارس البخاري ) من وضع الشيخ طه عبد الرءوف سعد 0
(3) رواه أبو داود والحاكم 0
(4) رواه أحمد في المسند وأبو داود والحاكم وقال صحيح على شرط مسام 0
(5) رواه مسلم والبخاري – أنظر فهارس فتح البخاري 0
(6) رواه ابن ماجه ومسلك 0
(7) البخاري : فتح الباري 0
( انظر الفتن والملاحم لابن كثير – وأما حديث : بين الملحمة وفتح القسطنطينية ست سنوات ويخرج الدجال في السابعة والذي رواه أحمد وأبو داود ونعيم بن حماد فهو ضعيف ؟
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
--------------------------
==================================
---------------------------------------------------------
يمثل الرقم سبعة رمزا ً هاما ً في الحضارات القديمة وأديانها أيضا ً
في الحضارة الصينية رقم أربعة هو عدد الأرض , والثلاثة عدد السماء فيكون الرقم سبعة هو مجموع الأرض والسماء 0 والبوذيـة
والطاوية والكونفوشيوسية وهي ديانات قديمة وثنية لا يزال لها أتباع حنى الآن في تلك البلاد نرى أن تنظيم الكون حصل على يــد سبعة آلهة 0 والمصباح الأحمر للجمعيات السرية الصينية له سبعة فروع مثل الشمعدان الصهيوني رمز الصهيونية اليهودية 0
وتعتقد الطاوية والبوذية في الصين بوجود سبعة مبادىء في الإنسان ك النفس والنور والفكر والإرادة والجسد والدم والحركة 0 وفي الديانة الجينية : ينقسم الجحيم إلى سبعة أقسام كل نوع منها يختلف عن الآخر وأقلها وأدناها هي أكثر ظلاما ً والعليا وهــــي أول الطبقات تسمى الجوهرة والثانية الذي يليه يسمى السكر والثالثة تسمى الرمل والرابعة تسمى الطين والخامسة الدخان والسادسة الظلام
والسابعة هي الظلام الأعظم 0 ومن أجل الفوز بالسعادة يجب أن يتحلى متبع الديانة من الهنود بصفات المبادىء السبعة لطهارة الروح
الأول : أخذ العهود والمواثيق 0
الثاني : المحافظة على الورع وتجنب الأذى والضرر لأي كائن حي 0
الثالث : التقليل من الحركة البدنية والاستغراق في التفكير في غير أمور الدنيا 0
الرابع : التحلي بخصال الفضائل العشر وهي : العفو والصدق والاستقامة والتواضع والنظافة وضبط النفس والتقشف الظاهـــر
والباطن والزهد والإيثار واعتزال النساء 0
الخامس : التفكير في حقائق الكون والنفس البشرية 0
السادس : عدم الاهتمام بمتاعب الحياة والسيطرة عليها 0
السابع : القناعة الكاملة والطمأنينة والخلق الحسن 0
وعند البوذيين أن ( بوذا ) ماتت أمه , بعد ولادته بسبعة أيام وتربى سبع سنوات في حضانة عمته وفي إنجيل ( بوذا ) أنه اختلى سبع
مرات , وكل مرة مدتها سبعة أيام 0 وأنه بعد سبع سنوات من التأمل أدرك فيها أن نهاية العالم تتم عن طريق الوعي الفردي وكانـت
شعارات بوذا سبعة وكان يحتفل بالأعياد في اليوم السابع من الشهر 0 وفي البوذية الحكمة لها سبع درجات , ودرجة الكمال هـــي السابعة , وعندهم أن الناسك يقضي سبع سنوات في العزلة ويبقى سبعة أيام تحت الشجرة سبع مرات ويصوم سبعة أيام سبع مرات ولما مات بوذا بكاه تلاميذه سبعة أيام !!
وفي بلاد فارس القديمة كان الملك الفارسي ( أرعششتا ) سبعة مستشارين و ذكر ذلك سفر ( عزرا في العهد القديم الإصحاح السـابع (14:7) 0 وفي عهد الملك أحشوروس الذي ملك بلاد فارس حتى الهند كان يوجد سبعة رؤساء هم : كرشنا , شيستار , أدماتا , ترشيش , مارتس , شوشن , العاصمة 0
ويتألف الكهنوت الفارسي من سبع درجات هي : الغراب والزوجة والجندي , الأشد والفارس , ورسول الشمس والأب 0 وفي عيــد
النيروز عندهم يبذر كل فرد سبعة أنواع من الحبوب في جرة واحدة كي يدرك الخصب والنماء 0 وفي أمور الزواج تذهب العـروس
إلى النهر فتملأ أبريقها وتفرغه سبع مرات ثم ترمي في المياه سبعة أنواع من البذور وهذا رمز للخصوبة 0 وعند ولادة الطفل تضاء
شمعة ويوضع على السجادة سبعة أنواع من الفواكه وسبعة أنواع من الحبوب ويسمى المولود في اليوم السابع 0
وفي روما القديمة بنى الرومان معبد الإله ( برياب ) تمثالا ً أطلقوا عليه اسم تمثال الآلهة السبعة 0 وفي اليابان يسمى قوس قزح الألوان السبعة التي يستخدمها ( بوذا ) عند نزوله للأرض 0 وآلهة الخطر عندهم سبعة وهي مجموعة من ستة آلهة وربة واحده هـي
( بينيسي ) و( بيشامون ) و( ديكوكو ) و( إبيسو ) و( فوكورركوجو ) و( هوقي ) و( جوروجين ) 0
وفي المكسيك أثناء احتفالهم بطقس الأذرة تتقدم سبع فتيات إلى معبد آلهة الذرة وتقدم كل واحدة سنبلة أذرة من الموسم السابق 0 وفـي
أفريقيا يرمز الرقم أربعة إلى الأنوثة والرقم ثلاثة إلى الذكورة ومجموعهم سبعة يرمز إلة الخصوبة والكمال الإنساني 0 وتعتقد قبائـل
الدوغون أن الإله ( خارو ) يسكن السماء السابعة وأن الشمس تهاج من السماء السابعة وأن الأرض لها سبع طبقات مثل السماء 0
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
: الرقم سبعة في القرآن الكريم 0 والرقم سبعة في السنة النبوية 0 ؟
==============================================================
:
الرقم سبعة في القرآن الكريم
=======================
جاء ذكر الرقم سبعة في القرآن الكريم والسنة النبوية أيضا ً وأيضا ً مضاعفات الرقم واستكمالا ً للفائدة نذكر أيضا ً الآيات التي ورد فيها هذا الرقم دون التعليق عليها :
1- ( إن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء ٍ قديرٌ وأن الله قد أحاط بكل شيء ٍ
علما ً ) 0 ( الطلاق : 12 )
2- ( تسبح له السمواتُ السبع ُ والأرض ُ ومن فيهن وإن من شيء ٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنهُ كان حليما ًغفورا ً )
( الإسراء : 44 )
3- ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ٍ وهو بكل شيء ٍ عليم ) 0 ( البقرة : 29 )
4- ( ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين ) 0 ( المؤمنون : 17 )
5- ( قال الملكُ إني أرى سبع بقرات سمان ٍ يأكلهن سبع ٌ عجاف ٌ وسبع سنبلات ٍ خضر وأخر يابسات ٍ يا أيها الملأ ُ أفتوني في
رءياي إن كنتم للرؤيا تعبرون ) 0 ( يوسف : 43 )
6- ( قال تزرعون سبع سنين دأبا ً فما حصدتم فذروه ُ في سُنبله إلا قليلا ً مما تأكلون , ثم يأتي من بعد ذلك سبع ٌ شداد ٌ يأكلن
ما قدمتم لهن إلا قليلا ً مما تحصنون ) 0 ( يوسف : 47-48 )
7- ( مثلُ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة ٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة ُ حبة ٍ والله يضاعف ُ لمن يشاء ُ والله ُ
واسع ٌ عليم ) 0 ( البقرة : 261 )
8- ( وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله ُ فمن كان منكم مريضا ً
أو به أذى من رأسه ففدية ٌ من صيام ٍ أو صدقة ٍ أو نسك ٍ فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم
يجد فصيام ُ ثلاثة أيام ٍ في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة ٌ كاملة ٌ ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله
واعلموا أن الله شديد ُ العقاب ) 0 ( البقرة : 196 )
9- ( وأما عاد ٌ فأهلكوا بريح ٍ صرصر ٍ عاتية ٍ , سخرها عليهم سبع ليال ٍ وثمانية أيام ٍ حسوما ً فترى القوم فيها صرعى كأنهم
أعجاز ُ نخل ٍ خاوية ٍ ) 0 ( الحاقة : 6-7 )
10- ( ولقد أتيناك سبعا ً من المثاني والقرآن العظيم ) 0 ( الحجر : 87 )
11- ( ولو أنما في الأرض من شجرة ٍ أقلام ٌ والبحرُ يمده ُ من بعده سبعة ُ أبحر ٍ ما نفذت كلماتُ الله إن الله عزيزٌ حكيم ) 0
( لقمان : 27 )
12- ( وإن جهنم لموعدهم أجمعين , لها سبعة ُ أبواب ٍ لكل باب ٍ منهم جزء ٌمقسوم ٌ ) 0 ( الحجر : 43-44 )
13- ( سيقولون ثلاثة ٌ رابعهم كلبهم ويقولون خمسة ٌ سادسهم كلبهم رجما ً بالغيب ويقولون سبعة ٌ وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم
ما يعلمهم إلا قليلا ٌ فلا تمار فيهم إلا مراء ً ظاهرا ً ولا تستفت فيهم منهم أحدا ً ) 0 ( الكهف : 22 )
ثم سورة الفاتحة وهي مكونة من سبع آيات وتسمى السبع المثاني وهي أم الكتاب 0
------------------------------------------------------------------------------------------
الرقم سبعة في السنة النبوية
================================================
ورد ذكر الرقم سبعة في أحاديث نبوية كثيرة نذكر منها :
1- قال (ص) : الغلام مرتهن بعقيقته يذبح عنه يوم السابع ويسمى , ويحلق رأسه (1)
2- قال (ص) : اجتنبوا السبع الموبقات 0 قيل : يا رسول الله وما هن ؟ قال : الشرك بالله , والسحر وقتل النفس التي حرم الله
إلا بالحق , وأكل مال اليتيم , وأكل الربا , والتولي يوم الزحف , وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات (2)
3- قال (ص) : المهدي مني أجلى الجبهة , أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا ً وعدلا ً كما ملئت جورا ً وظلما ً, ويملك سبع سنين
(3)
4- قال (ص) : مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعا ً واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا ً وفرقوا بينهم في المضاجع (4)
5- قال (ص) : ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ً0 وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد
وأحاذر 0
6- قال (ص) : طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب (5)
7- قال (ص) : من عاد مريضا ً لم يحضر أجله فقال سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله
من ذلك المرض (6)
8- قال (ص) : لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال , لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان (7)
9- قال (ص) : أقرأني جبريل – أي القرآن – على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف
( رواه البخاري )
10- قال (ص) : أمرت أن أسجد على سبع , ولا اكفت ( الشعر , ولا الثياب : الجبهة والأنف واليدين والركبتين والقدمين 0
( رواه مسلم والنسائي )
11- قال (ص) : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العادل , وشاب نشأ في عبادة الله , ورجل قلبه معلق في
المساجد , ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه , ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال :
إني أخاف الله , ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه , , ورجل ذكر الله خاليا ً ففاضت عيناه
(5)
وقال أيضا ً عن معركة آخر الزمان الملحمة الكبرى :
الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر ( 0 ومن مناسك الحج والعمرة الطواف حول الكعبة سبعة أشواط
والسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط 0 وكذلك رمي الجمرات في الحج أول أيام العيد بعد الوقوف بعرفة سبع جمرات العقبة الكبرى , ثم اليومين التاليين سبع جمرات ثلاث مرات في اليوم , للعقبة الصغرى ثم العقبة الوسطى ثم العقبة الكبرى أي إحدى
وعشرين حصاة في اليوم فيكون المجموع : (7) في اليوم الأول , ثم (21) في اليوم الثاني , ثم (21) في اليوم الثالث لمن كان
متعجلا ً فيكون المجموع (49) 0
ويزيد غير المتعجل (21) حصاة أخرى في اليوم الرابع فيكون المجموع له سبعين حصاة والكل من مضاعفات الرقم سبعة 0
قال تعالى : ( واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا
أنكم إليه تحشرون ) 0 ( البقرة : 203 )
ونكتفي بهذا القدر , ولله في خلقه شؤون وأسرار القرآن والسنة النبوية لا تنتهي والحمد لله أولا ً وآخرا ً 0
---------------------------------------
(1) أنظر فقه السنة – السيد سابق 0
(2) البخاري – فتح الباري حديث 2766,6857 , وانظر كتاب مفاتيح القاري لأبواب فتح الباري ( فهارس البخاري ) من وضع الشيخ طه عبد الرءوف سعد 0
(3) رواه أبو داود والحاكم 0
(4) رواه أحمد في المسند وأبو داود والحاكم وقال صحيح على شرط مسام 0
(5) رواه مسلم والبخاري – أنظر فهارس فتح البخاري 0
(6) رواه ابن ماجه ومسلك 0
(7) البخاري : فتح الباري 0
( انظر الفتن والملاحم لابن كثير – وأما حديث : بين الملحمة وفتح القسطنطينية ست سنوات ويخرج الدجال في السابعة والذي رواه أحمد وأبو داود ونعيم بن حماد فهو ضعيف ؟
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
--------------------------
توفيق- المساهمات : 626
تاريخ التسجيل : 18/04/2016
رد: ملخص كتاب الحرب السابعة - اقتربت نهاية اليهود وزوال اسرائيل- لمنصور عبدالحكيم
البداية 00 ؟
==============================================
- التجمع على أرض لبنان عند ( مرج ذي تلول ) وقد حدث !!
- ثم غدر الروم بالمسلمين بعد الصلح الآمن معهم
0
في الأحاديث النبوية فإن بداية النهاية هي التجمع ليوم الملحمة والمواجهة حيث المعركة الفاصلة بين جيش الروم وجيش المسلمين وقد
توحدوا تحت راية واحدة بقيادة القائد المنتظر المهدي 0 قال (ص) فيما رواه أبو داود وأحمد في المسند :
( ستصالحون الروم صلحا ً آمنا ً فتغزون أنتم وهم من ورائكم فتنصرون وتغنمون وتسلمون , ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول
- لبنان - فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول : غلب الصليب 0 فيغضب رجل من المسلمين فيدقه – يقتله – فعند ذلــك
تغدر الروم وتجمع للملحمة ) 0
وتجمع الروم قواتها ليوم الملحمة في أرض لبنان , ويكون معقل المسلمين يومها في دمشق كما جاء ذلك في رواية أبي شيبة مرفوعا ً:
( معقل المسلمين من الملاحم دمشق ومعقلهم من المسيح الدجال بيت المقدس ومعقلهم من يأجوج مأجوج الطور ) 0
وأشار (ص) إلى معسكر المسلمين يوم الملحمة أنه بالغوطة بجانب مدينة دمشق الصامدة خير مدن الشام 0 قال (ص) : ( إن فسطاط
المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها ( دمشق ) من خير مدن الشام (1) 0
وهي الحرب التي أشار إليها التلمود اليهودي حيث يهلك فيها ثلث العالم ويبقى اليهود حسب أحلامهم : قبل أن يحكم اليهود باقي الأمم يجب أن تقوم الحرب على قدم وساق ويهلك ثلث العالم ويبقى اليهود سبع سنوات يحرقون الأسلحة 0
وأما عن ( مرج ذي تلول ) بأرض لبنان فهي الأرض التي تشهد أسباب المعركة الدينية بين المسلمين والنصارى بعد هدنة تكون بينهما وغزوة يقومون بها معا ً ينتصرون فيها ويغنمون , لكن النصارى تعلن أن سبب الانتصار هو عقيدة الصليب , فيغضب لذلـك
المسلمون ويكتشفون أنهم وقعوا في الفخ الصليبي , حيث لا يصح الصلح والتعاون بينهما لاختلاف العقيدة 0
لكنها الإفاقة بعد فوات الآوان 00 فقد أوقع اليهود المسلمين مع الروم في هذا الصلح وتلك المعركة التي خاضوها كي يؤدي الأمر في
النهاية إلى معركة بينهما يهلك فيها من النصارى والمسلمون ويبقى اليهود 0
ذكر وليم غاي كار في كتابه ( أحجار على رقعة الشطرنج ) هذه المعركة وأطلق عليها الحرب العالمية الثالثة فقال : إن الحرب العالمية الثالثة التي ستفوق دمارها كل الحروب , والتي ستنشب نتيجة للصراع مع قادة العالم الإسلامي , سيقتنع العالم بعد هذه المذبحة الكبرى أن الحكم لن يتم إلا بواسطة حكومة محايدة وقوة شرطة عالمية وفي هذه الأثناء ستكون إسرائيل بلدا ً محايدا ً 0 لم يكن ما ذكره وليم غاي كار من النبوءات وإنما من خلال إطلاعه على مخططات اليهود والتلمود والبرتوكولات وأيضا ً نبوءات العهدين القديم والجديد , وهو فغي كتابه يحذر قومه الأمريكان من خطر الصهيونية 0
ود ذكرنا من قبل في أكثر من إصدار وكتاب أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت منذ دخول أمريكا وقوات التحالف أرض العرب حين غزو العراق الكويت 0 ولعل الصلح بين الروم قد وقع وحدث والدليل أننا نحن المسلمون قد خضنا حروبا ً مع الروم ضد العراق حين
غزت الأخيرة الكويت 0 ثم حدث الخلاف بين الشعوب المسلمة والدول الغربية وأمريكا دون قادة الدول التي ما زالت في صلح مع الروم 0 ولعل تجمع قوات ( اليونيفيل ) بعد غزو إسرائيل للبنان وهي الحرب السادسة دليل على تجمع قوات الروم على أرض لبنان0
وهناك أحداث أخرى سوف تحدث قبل الملحمة الكبرى مثل معركة قرقيسيا حيث يظهر السفياني على الشام 0 والسفياني شخصية عربية قد تحدثنا عنها في كتابنا ( نهاية العالم وأشراط الساعة ) 0 وقد أنكرها البعض وأفاض فيها آخرون , وهي شخصية علمانيـة
معادية للإسلام والمهدي آخر الزمان ظنها البعض أنها شخصية صدام حسين الرئيس المخلوع للعراق وقد أتضح سوء فهمهم للنصوص
بعد انتهاء صدام حسين واحتلال العراق 0 وقرقيسيا مدينة تقع على نهر الخابور عند مصب الفرات شمال سوريا على بعد (100 كم) من الحدود العراقية و(200) كم من الحدود التركية غرب مدينة دير الزور 0 وقيل أنها بلدة خربة أظهرت إحدى بعثات الآثار أن بها
كميات من الذهب الخام في قاع نهر الفرات 0
والمعركة ذكرتها مصادر أهل الشيعة الإمامية وأهل الكتاب وهي بين السفياني وأهل الروم والترك على شاطىء الفرات وأن طيور السماء ستشبع من لحوم القتلى في هذه المعركة (2) 0
ولعل هذه المعركة عند أهل السنة هي الصراع على ذهب نهر الفرات الذي أشار إليه النبي (ص) وأشار على المسلم ألا يشترك في الصراع عليه والله أعلم 0 قال (ص) لا تقوم الساعة حتى يحسر ( يُكشف ) الفرات عن جبل من ذهب يقتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون , ويقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا الذي أنجو (3) 0
وقد فهم البعض أن هذا الحدث العظيم من ظهور كنز بقعر نهر الفرات – وهو من علامات الساعة الصغرى سيكون على أرض العراق لغلبة الظن عند البعض أن نهر الفرات خاص بالعراق فقط , بالرغم أنه أي الفرات يمر بالعراق وسوريا وتركيا 0
لذلك يمكن التوفيق بين ما جاء في مصادر أهل الشيعة من وقوع ( قرقيسيا ) آخر الزمان عند مصب نهر الفرات وأن سبب المعركة
هو النزاع على كنز الذهب , ولكن الجديد أن المعركة ستكون بين السفياني وأهل الغرب والترك 0 وبالتالي يمكن أن نفهم أن الغرب سوف يحتلون أرض العراق وجزءا ً من بلاد الشام وينازعهم السفياني وهو حاكم عربي يقوم بالاستيلاء على البلاد المجاورة له من بلاد الشام ويكون ظهوره في عمق الشام أو بالتحديد من عمق دمشق , ثم يحارب هذا السفياني المهدي المنتظر حين يخرج بالمسجد الحرام فلا ينتصر عليه وتكون نهايته على يد المهدي المنتظر (4) 0
ولكن أهل الصليب لا يقدرون على خداع أنفسهم أكثر من سنوات يتشدقون فيها بالسلام والديمقراطية ويعودون لسيرتهم الأولى ألا وهي إشاعة الدمار والخراب في الأرض وخاصة الأرض العربية , فيأتون إليها بدعاوى كثيرة مثل نشر الديمقراطية والقضاء على
الديكتاتورية 0
يقول (ص) : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما ً نعالهم الشعر وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين , حمر الوجوه زلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة 00 (5)
هكذا كتب على أهل الإسلام قتال كل الأشكال والألوان من البشر , المغول والترك والروم أيضا ً , فالكل يسعى لدمار أهل الإسلام 0
وفي الحديث الذي رواه البخاري عن رسولنا (ص) عن غزو الروم لبلاد الإسلام بعد الصلح الآمن : ( ثم هدنة تكون بينهم وبين بني الأصفر – الروم – فيغدرون فيآتونكم تحت ثمانين غاية ( راية ) تحت كل غاية ( راية ) اثنا عشر ألفا ً (6)
والمكان هو ( مرج ذي تلول ) وهي الحرب الصليبية الثامنة والأخيرة على الشرق المسلم والتي يسميها أهل النصرانية بالهرمجدون 0
وقد أشار الحديث الذي في البخاري أن الروم والمسلمين يغزون بلاد فارس : ( يكون بين المسلمين والروم صلح , حتى يقاتلوا معهم عدوهم فيتقاسمون غنائمهم ثم أن الروم يغزون مع المسلمين فارس فيقتلون مقاتلتهم ويسبون ذراريهم ) 0
والحديث يشير إلى أن حروب الروم والمسلمين لبلاد فارس يكون بعد غزوة أخرى تكون بينهما وبين عدو مشترك لهما , فهل تجهر أمريكا اليوم المسلمين لحرب مشتركة ضد إيران التي هي بلاد فارس !! 0
وقد جاء قتال المسلمين لبلاد فارس في حديث يعتبره أهل العلم أنه خاص بغزوات المهدي آخر الزمان , قال (ص) : ( تغزون جزيرة
العرب فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحه الله )0 (7)
ولا شك أن هناك تشابها ً بين قوات ( اليونيفيل ) والقوات الصليبية التي ذكرها الحديث النبوي عند ( مرج ذي تلول ) 0 فكلاهما قوات
دولية مشتركة صليبية وقد ذكر الحديث أنها تحمل ثمانين راية وقد يصل قوامها المليون , ففي رواية أنها 80 غاية * 10 آلاف جندي
= 800000 , وفي رواية أخرى إنها 80 غاية تحت كل راية 12 ألف جندي أي 80* 12 ألف = 960000 , وقد يرمز العدد إلى
الكثرة وليس إلى الحقيقة وقد تتجمع تلك القوات وتصل إلى هذا العدد 0
المهم أن الغاية واحدة وهي التجمع لخوض معركة تريدها إسرائيل كما تقضي بذلك مخططاتهم في التلمود والبرتوكولات الصهيونية
الشهيرة , حيث تكون دولة إسرائيل دولة محايدة , ويهلك أهل الصليب وأهل الإسلام ثم يخرج المسيح اليهودي الصهيوني ويتوج على
عرش داود في القدس 0
تلك أمانيهم وأحلامهم التي لن تتحقق بإذن الله تعالى , لأن النهاية ستكون في تلك الحروب دمارا ً عليهم حين ينطق الحجر والشجر ويلفظهم ويقدمهم طعاما ً سائغا ً لأهل الإسلام آخر الزمان 0 إنهم يعدون العدو ويستعدون كما ذكرنا لتحقيق أحلامهم وأكاذيبهم , فماذا
أعددنا نحن أصحاب الحق ؟! 0 إنه سؤال يتردد كثيرا ً حين نرى أحلامهم الكاذبة يتحقق منها الكثير , ونحت لا نتملك إلا الكلام , بل
ويكذب بعضنا البعض حتى إن بعضا ً يرون أن ما نقوله ليس إلا أوهاما ً , ويرى البعض أنه يمكن التعايش مع الكيان الصهيوني 0
لكن الأمل موجود في طائفة من تلك الأمة المحمدية لا تزال صامدة وصابرة على الحق لا يضرها الباطل حتى يأتي أمر الله تعالى 00
------------------------------------------------
(1) رواه أبو داود 0
(2) انظر عقد الدرر للسلمي 0
(3) رواه البخار ومسلم عن أبو هريرة ورواه أيضا ً أبو داود في سننه كتاب الملاحم والترمذي في سننه كتاب صفة الجنة , وابن ماجه في سننه كتاب الفتن , وأحمد في المسند , وعبد الرزاق في مصنفه في شرح السنة وأبو نعيم في الحلية وتاريخ أصبهان ورواه أيضا ً مسلم عن الصحابي أبي بن كعب (ر) 0
(4) انظر كتابنا نهاية العالم , الناشر دار الكتاب العربي 0
(5) رواه البخاري ومسلم 0
(6) وفي رواية أخرى عشرة ألاف والراية هي علم الجيش 0
(7) رواه مسلم وأحمد وابن ماجه 0
-----------------------------------------------------------------------------------------0
تتبع 000 تشتت اليهود وتجمعهم في التوارة والتلمود ؟
======================================================
تشتت اليهود وتجمعهم في التوراة والتلمود
-------------------------------------------------
- في التوراة : التشتت سر بقاء بني إسرائيل على الأرض 0
- وفي التلمود : التجمع وإقامة دولة لهم هو النهاية المحتومة 0
التوراة لا تدعو لإقامة دولة يهودية على أي أرض , وإنما التلمود والبرتوكولات الصهيونية كانا وراء إقامة الدولة اليهودية 0 الدمار الأول لدولة إسرائيل كما يحكيها العهد القديم في سفر إرميا 0
التشتت أم التجمع وإقامة دولة ؟
( ما هو الأصلح لبني إسرائيل في كلا الأمرين )
لا يؤمن كل يهود العالم بضرورة إقامة وطن لهم على أرض فلسطين , فهناك من يؤمن أن التوراة لا تدعو لإقامة وطن على أرض فلسطين وأنه لا يوجدا ما يسمى بأرض الميعاد التي يدعو إليها الصهاينة اليهود 0
يقول عقلاء اليهود إن الله قد رحم بني إسرائيل بأن شتتهم , فقد ظلوا باقين بفضل هذا التشتت ولم يتمكن أعداؤهم من إبادتهم عن آخرهم , فعندما يضطهد اليهود في بلد فإنهم يجدون المأوى في بلد آخر 0 هكذا يقوله عقلاء وحكماء اليهود الذين درسوا التوراة الحقيقية 0 أما الفكر الصهيوني فإنه يرى أن يبقى الشعب الإسرائيلي في المنفى قلقا ً ينتظر عودة المسيح والسعي وراء الحصول على أرض كي يتم جمع الشعب اليهودي عليه وتكوين دولة ذات سيادة , ولم يحدد الفكر الصهيوني أي دولة أو أرض إنما جاءت فكرة تحديد أرض فلسطين وتسميتها أرض الميعاد عن طريق الصهيوني هرتزل وأعوانه 0
وتوجب الصهيونية اليهودية على اليهود الإيمان بأفكار هرتزل و ( ماكس وردو ) وكي يتم جمع اليهود من المنفى إلى أرض فلسطين
فالصهيونية هي التي جمعت اليهود على أرض فلسطين وهي التي صنعت دولة إسرائيل 0 فقد أقنع قادة الصهيونية العالمية القــادة
الغربيين بضرورة تواجد دولة عبرية صهيونية على أرض فلسطين لتكون شوكة في ظهر العرب حين يخرج المستخرب المسمى المستعمر الإنجليزي والفرنسي في يوم من الأيام , وهذا ما حدث بالفعل 0 فقد كانت فكرة قيام دولة إسرائيل فكرة صهيونية ساعد على قيامها الإنجليز والروس والفرنسيون ثم الأمريكان 0
ويرى عقلاء اليهود أن عودة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة لهم هو ضد مصلحة الشعب اليهودي وأنها النهاية المحتومة لمن جاء إلى هذه الأرض 0 ويرون أن الشتات نعمة على اليهود قد أنعم الله بها عليهم إلا أنهم رفضوا نعمة الله 0 ويقول : ( س0و0بارون ) في كتابه : ( تاريخ إسرائيل ) : ( لم يكن لليهود دولة قائمة إلا لفترة قصيرة نسبيا ً وقد تحررت الأمة اليهودية تدريجيا ً من فكرة وجود الدولة والأرض , وهذا الشعب الذي كان في عهد موسى لا يملك دولة ولا أرض فقد كان حينذاك أسعد حالا ً ) 0
الدمار الأول لدولة إسرائيل كما يحكيه العهد القديم
جاء في سفر إرميا : هكذا قال الرب : ( سوف يموت بالسيف أو بالمجاعة أو بالطاعون كل من يبقى في هذه المدينة أما من خرج وسلم نفسه للكلدانيين فإنه يحيا وتكون له نفسه غنيمة فيحيا ) ( إرميا الاصحاح : 38 )
لقد عاش النبي إرميا فترة الصراع بين البابليين ومملكة إسرائيل والتي انتهى بتدمير مملكة إسرائيل الشمالية والجنوبية على يـــد
نبوخذ نصر ( بختنصر ) ملك بابل , والكلدانيون هم سكان أرض بابل قديما ً 0 فماذا كان رد بني إسرائيل على كرم نبيهم إرميا ونصحه إياهم بناء على كلام الرب له :
هكذا قال الرب : هذه المدينة ستدفع دفعا ً ليد جيش ملك بابل فيأخذها فقال الرؤساء للملك – اليهودي – ليقتل هذا الرجل لأنه بذلك يضعف أيادي رجال الحرب الباقين في هذه المدينة , وأيادي كل الشعب إذ يكلمهم بمثل هذا الكلام , لأن هذا الرجل لا يطلب السلام لهذا الشعب بل الشر 0 فقال الملك صدقيا – ملك اليهود وقتها - : ها هو بيدكم لأن الملك لا يقدر عليكم في شيء فأخذوا إرميا وألقوه
في جب – بئر – ملكيا ابن الملك الذي في دار السجن ودلوا إرميا بحبال ولم يكن في الجب ماء بل وصل فغاص إرميا في الوحل 0
( إرميا الاصحاح : 38 : 2-6 )
وهكذا كان مصير نبي اليهود في عهد الملك صدقيا حين بلغهم أوامر الرب ونصحهم بالخروج من أورشليم وتسليمها للملك البابلي بختنصر وانتهى الأمر بهم في ذلك الزمن إلى القتل والتشريد وهدم دولتهم , وأخذهم الملك البابلي أسرى في بلاده 0
يذكر سفر إرميا سقوط أورشليم في أيدي البابليين فيقول في الاصحاح التاسع والثلاثين :
ولما أخذت أورشاليم في السنة التاسعة لصدقيا ملك يهوذا في الشهر العاشر أتى نبوخذ نصر ملك بابل وكل جيشه إلى أورشاليم وحاصرها , وفي السنة الحادية عشرة لصدقيا في الشهر الرابع في تاسع الشهر فتحت المدينة 0 ودخل كل رؤساء ملك بابل وجلسوا في الباب الأوسط , ترجل شراق وسجرنبق وسرنخيم رئيس الخصيان وترجل شراحر رئيس المجوس وكل بقية رؤساء ملك بابل 0
فلما رآهم صدقيا ملك يهوذا (1) وكل رجال الحرب هربوا وخرجوا ليلا ً من المدينة في طريق صفة الملك من الباب بين السورين وخرج وهو في طريق العربة 0 فسعى جيش الكلدانيين وراءهم فأدركوا صدقيا في عربات أريحا فأخذوه واصعدوه إلى نبوخذ نصر ملك بابل إلى ربلة في أرض حماة فكلمه بالقضاء عليه , فقتل ملك بابل بني صدقيا في ربلة أمام عينيه وقتل ملك بابل كل أشراف يهوذا , وأعمى عيني صدقيا وقيده بسلاسل نحاس ليأتي به إلى بابل 0
أما بيت الملك وبيوت الشعب فأحرقها الكلدانيون بالنار ونقضوا أسوار أورشاليم , وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربون الذين سقطوا له وبقية الشعب الذين سباهم نبوزرادان رئيس الشرط إلى بابل 0 لكن بعض الشعب الفقراء الذين لم يكن لهم شيء تركهــم
نبوزرادان رئيس الشرطة في أرض يهوذا وأعطاهم كروما ً وحقولا ً في ذلك اليوم 0 وأوصى نبوخذ نصر ملك بابل على إرميا نبوزرادان رئيس الشرط قائلا ً : خذه وضع عينيك عليه ولا تفعل به شيئا ً رديئا ً بل كما يكلمك هكذا أفعل معه 0 ( إرميا 39-1 :11 )
وهكذا كانت نهاية دولة إسرائيل الأولى التي كانت عاصمتها القدس , ولم تقم لهم قائمة رغم عودتهم إليها بعد ذلك في عهـــد ملك
فارس كورش , فلم يعد إليهم الحكم والسلطة وإنما عاشوا تحت ظل حكم الفرس ثم الروم الذين طردوهم منها عام 70 م علي يـــد طيطس الروماني بعد رفع المسيح عليه السلام 0
لقد تم هدم المملكة اليهودية الأولى الشمالية والجنوبية , وهدمت أورشاليم وحرقت وقتل سكانها من اليهود ومن بقى أخذ أسيرا ً إلى أرض بابل , لقد نال العاصون جزاءهم حين لم يستمعوا إلى نصح نبيهم إرميا الذي نقل لهم أوامر الرب , فكان جزاؤه أن سجن في بئر حتى جاء ملك بابل وأخرجه من السجن وأكرمه وأحسن معاملته 0 وانتقم الله من قتلة الأنبياء بأن سلط عليهم الكلدانيين وكذلك في عهد الرومان حين سلط عليهم طيطس عام 70 م بعد أن تآمروا على قتل نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام , وهكذا يكون حالهم آخر الزمان بعد أن أقاموا دولة لهم على أرض فلسطين وشردوا أهلها وقتلوهم وحاصروهم 0
قال تعالى : ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا ً كبيرا ً * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم
عليكم عبادا ً لنا أولي بأس ٍ شديد ٍ فجاسُوا خلال الديار وكان وعدا ً مفعولا ً * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ً * إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد ُ الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ٍ وليتبروا ما علوا تتبيرا * ) 0 ( الإسراء : 4-7 )
تتبع 0000 اليهودية والصهيونية
--------------------------------------------------------------------------------------------
-------- اليهودية والصهيونية 0 ؟-----------
=========================================
- دولة إسرائيل والصهيونية صناعة ألمانية 0
- اليهودية ضد الصهيونية آراء وآراء 0
- الصهيونية في الفكر السياسي اليهودي
------------------
دولة إسرائيل والصهيونية
صناعة ألمانية
الصناعة الألمانية من أجود الصناعات على الإطلاق هذا في مجال الصناعة , وكذلك في المجال السياسي أيضا ً فالسياسة الألمانية في
القرن الماضي صنعت الحرب العالمية الأولى والثانية , وأيضا ً أنتجت الصهيونية العالمية والماسونية اليهودية أيضا ً 0
كتب ( إنجيل مارفو ) في كتابه ( الصهيونية ) عام 1911 م : إن الحركة الصهيونية التي أرسى قواعدها أحد النمساويين يتزعمها حتى اليوم ويوجهها ويسيطر عليها ألمان يعملون بوحي من التعصب العنصري وهي فكرة لها قيمتها في البلاد الجرمانية 0 وكانت ألمانيا من وراء إنشاء دولة إسرائيل وإن إسرائيل ليست إلا اسما ً يطلق على مضمون ألماني , فمعظم قادة الصهاينة ومؤسسي الدولة
الصهيونية تقريبا ً من الألمان وقد شهدت مدينة كولونيا الألمانية جريدة الصهاينة الأولى ( داي فيلت ) التي تنطق بلسانها وباللغة الألمانية 0 كتب الصحفي ( أرنولد ماندل ) في مجلة الصندوق الاجتماعي اليهودي الموحد علم 1965 (1) : -
أمن الضروري أن نذكر أن الصهيونية كفكر سياسي هي تصعيد وتحويل يهودي للقومية الحرة الألمانية الحديثة وليدة العصر الرومانتيكي وإنها الباعث والدافع على اليهودية التي جاءت بعد عصر النور اليهودي والتي أدت مع التحول الزمني إلى تطور ألماني صرف ؟ وزعيم الفكر الصهيوني هرتزل كان فكرا ً وروحا ً ولغة ألمانيا يهوديا ً ونمساوي النشأة والميلاد ومثله ( ماكس نوردو ) بل أن الأدب الصهيوني الكلاسيكي بأكمله تقريبا ً هو ألماني وباللغة الألمانية 0 ولذلك تعتبر الصهيونية من الناحية التاريخية ألمانية النشأة
في مجلة العصور الحديثة العدد (158) كتب الصحفي الإسرائيلي ( يوري أفنيري ) : حاول هرتزل قبل موته الحصول على مساعدة من السلطان التركي عبد الحميد , العدو اللدود للقومية , وعندما فشلت حاول الحصول على حماية القيصر , وقابل الإمبراطور غليوم الثاني رسميا ً وعرض عليه نوعا ً من التحالف الواقعي بين طائفة صهيونية من فلسطين تتكلم الألمانية وبين الإمبريالية الألمانية 0
وأما عن سبب تدعيم ألمانيا لقيام دولة إسرائيل واحتضانها للصهيونية فهو التعصب الألماني للجنس الآري وكره الجنس السامي الذي ينتمي إليه الجنس اليهودي 0 فقد أعطت ألمانيا الأسلحة للعرب وإسرائيل في وقت واحد حتى يقتل الطرفان بعضهما البعض لأنهما في
نظرها من الجنس السامي !!
وهكذا كان تأييد ألمانيا للصهيونية وقيام دولة إسرائيل للقضاء على الجنس السامي وإعلاء شأن الجنس الآري !! إنها العنصرية التي قامت عليها الصهيونية ومن قام على تأسيسها وهم الألمان , وكذلك الماسونية وجماعة النورانيين (2) , أيضا ً نشأت في ألمانيا القديمة
في القرن الثامن عشر , وكذلك الشيوعية أيضا ً نشأت في ألمانيا 0
ولهذا فقد باض الشيطان وأفرخ في بلاد الألمان التي قادها هتلر في منتصف القرن الماضي في حرب ضروس قتل فيها نحو ثمانية ملايين من البشر ودمر ألمانيا وما زالت دعوته العنصرية الآرية متواجدة فيها لها من الأنصار والأتباع الكثير في ألمانيا حتى الآن فهي كالنار تحت الرماد تنتظر من يخرجها مرة أخرى للوجود (3) 0
ولهذا كانت ألمانيا أول الدول التي وافقت على إرسال قواتها إلى الجنوب اللبناني ضمن قوات ( اليونيفيل ) الدولية وأعلنت المستشارة
الألمانية أن وظيفة تلك القوات هي حماية دولة إسرائيل !! 0
ويقرر ( ليون تولستوي ) (Leon Tolstoi ) أن الصهيونية هي النزعة الأوروبية المعاصر بلحمها ودمها وأن أوروبا قد اعتقدت
أن قوتها في دستورها 0
وهو دستور القوة ولغة الدافع بكل ما تحويه من بشاعة العسكرية وغلظتها وقد ابتكروا نظاما ً يرتدي فيه شيوخهم زي الجنود ويعطونهم البنادق ليمسكوا بأيديهم , لقد أرادوا أن يخلقوا الدولة اليهودية الجديدة 0 في حين نجد أفضل الناس اليوم في أوروبا وفي أمريكا أصحاب الآراء المخلصة النبيلة قد غضبوا غضبة الثائر على هذا الجنون المندفع بفظاعة نحو الهوة السحيقة التي تتردى فيها
الإنسانية المتوحشة والتي توصف خطأ بالمتحضرة 00
--------------------------------
(1) يطلق عليها اسم السفينة ( L,Arche ) العدد رقم 98 , مارس 1965 م
(2) اقرأ كتابنا العالم رقعة شطرنج , الناشر دار الكتاب العربي
(3) اقرأ كتابنا أسرار الماسونية الكبرى فيه المزيد , الناشر دار الكتاب العربي 0
تتبع 0000 اليهودية ضد الصهيونية
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
اليهودية ضد الصهيونية
======================
قال المؤرخ الشهير (س.و. بارون ) ( s.U.Baron ) في ( تاريخ إسرائيل الجزء الأول ) : استخلص الأنبياء بطريقتهم الخاصة تفسيرا ً للوضع العالمي غير الطبيعي , فقد رأوا دولا ً تختفي ثم تعود فتظهر من جديد , ورأوا سلطة الدول في إسرائيل وفي أرض هود تستخدمها الطبقات الحاكمة كوسيلة لظلم الجماهير ورأوا عددا ً لا يحصى من اليهود ظلوا يهودا ً في بلاد أجنبية فاستخلصوا من ذلك أن هناك وحدة أكثر صلابة من وحدة الدولة المتعاقبة التي خضعوا لسيطرتها تعيش معا ً في سلام نسبي وتحتفظ مددا ً طويـلة
بشخصيتها المميزة وكان من الطبيعي افتراض أنه اختفاء كل الدول نهائيا ً وبإقامة سلام عالمي ستتحقق نفس الظروف ولكن عـلى
نطاق أوسع بكثير 0
إن مبدأ الجنس المجرد يختلف عن مبدأ تكوين الدولة لأنه لا يعادي أحدا ً 0 أنه مبدأ إيجابي بلا سلبية جوهرية , وعلى العكـس فإن مبدأ التمسك بالأرض والحدود في إطار مساحة معينة يؤدي إلى قيام المنازعات فإن مبدأ الأمة يفتح أبعاد التعايش المستديم بيـــن
الأجناس المختلفة مع التعاون الكامل بين المراكز الثقافية المختلفة (1) 0
ولهذا فإن العقيدة اليهودية تخطىء خطأ خطيرا ً حين انزلق بعض شيوخها وحاخاماتها وراء الصهيونية وخضعت للسيطرة وتحكم الدولة الإسرائيلية التي أقيمت على أرض اغتصبت من الشعب الفلسطيني وقامت على أسنة الرماح وطلقات المدافع وســفك الدماء وما زالت تدافع عن وجودها بنفس الطريقة التي تواجدت بها منذ البداية , وتظل هكذا حتى تنتهي بإذن الله 0
لكن الحاخام اليهودي ( جوزى ايزنبرج ) ( josy Eisenberg ) يرى إن فكرة إلغاء الصهيونية تضر بدولة إسرائيل وأن إسرائيل
لا تستطيع البقاء والاستمرار بدون المبادىء اليهودية (2) 0 وفي مقالة أخرى يقول : إن بقاء دولة إسرائيل ليس مرهونا ً بقاء الشعب اليهودي وهذا رأي مؤيدي إسرائيل بل أكثر من ذلك لأنه حدث من الأحداث اليسوعية وفقا ً لمعتقدات الصهيونية المتدينة (3) 0
ويرى الحاخام أن اليهودية بدون دولة إسرائيل مثل المسيحية بلا مسيح وأن اليهودي الذي يرفض دولة إسرائيل يكون في نظر الصهاينة كاليهودي الذي يرفض المسيح في نظر المسيحيين يستحق اللعنات 0
ويرى الكاتب ( فوستيل دى كولانج ) أن أبرز ظاهرة في التاريخ وفي الدين اليهودي هي التناقض بين القومية والدولة إذ لم يكن لليهود
دولة بالمعنى الصحيح إلا لفترة قصيرة نسبيا ً , وتدريجيا ً تحررت الأمة من الدولة ومن الأرض كذلك تحررت الديانة اليهودية شيئا ً
فشيئا ً من كل ما يحاصرها في مكان محدد وقد ازداد يوما ً إثر يوم انفصام الصلة بين الشعب اليهودي وبين الأرض 0 ويضيف : إن الوطنية الحقة ليست في حب الأرض وإنما في حب الماضي وفي تمجيد الأجيال التي ســبقتنا 0
وتملق الحاخام اليهودي ( جوزى ) المسيحيين في مقاله الذي نشرته صحيفة لوموند فيقول إن الأنبياء قد نادوا دائما ً بإنشاء دولة يهودية جديدة كمرحلة ضرورية في التصاعد المسيحي (4) 0 وكلام الحاخام يناقض تعاليم التوراة وأدبيات اليهود , وهذا ما ذكره صاحب كتاب ( نور العادلين ) ( أورلايشاريم ) أنه في كل المؤلفات اليهودية التقليدية لا تجد أي إشارة إلى مشروع لدخول الأرض المقدسة لإقامة دولة إسرائيلية هناك 0 ويضيف : إن عبارة الدولة اليهودية ترجمة لعبارة ألمانية جاءت كعنوان لمؤسس الصهيونية السياسية تيودور هرتزل وهي عبارة ( Dep judensteet ) . والحقيقة أن الكتاب المقدس لم يرد فيه كلمة دولة وإنما ورد فقط
لفظ الشعب أو الأمة والأمم 0
جاء في سفر إشعياء : سيتولى القضاء بين الأمم ويقوم بالتحكيم بين كثير من الشعوب وسوف يصنعون من سيوفهم فئوسا ً ومن رماحهم مناجل فلا تشرع بعد ذلك أية أمة السلاح في وجه أمة أخرى ولن يتدربوا بعد ذلك على الحرب والقتال 0
فإقامة دولة يعني وجود جيش وسلاح وصراع ويؤدي ذلك إلى التصاعد للعنف والقتل , وكل ذلك يتعارض مع بشرية الأنبياء جميعا ً,
وسيؤدي إلى اختفاء الدول والعالم نتيجة هذا الصراع 0
لكن الحاخام ( جوزى إيزنبيرج ) يرى أنه لا غنى عن التأكيد بأن تمسك اليهود بشيء من القومية لا يتعارض مع أكثر اتجاه نحو العالمية اتساعا ً0 ويقول تولستوي إن الفكرة العامة التي تقول إن الصهيونية تساعد على رفع الروح الوطنية 0
وهذا تعبير يستعمله أتباع الصهيونية – لا يوجد في الواقع ما يبرره , فلا يوجد في الصهيونية شيء وطني ولا اهتمام بهذا الموضوع
الذي ضخمته الصحافة 0 فمنذ ألفي سنة يعيش اليهود حياة قومية بغير دولة وبلا أرض , ولم يسعوا إلى امتلاك أرض أو إقامة دولة بعد أن دمر طيطس هيكلهم الثاني وطردهم من أرض فلسطين حين لم تكن لهم دولة وقتها 0
وكان اليهود قد اندمجوا في الشعوب والأعراق المختلفة وأثاروا القلائل والاضطرابات في الدول التي حلوا بها , مما أدى إلى طردهم من تلك البلاد 0
وكانوا يقولون لشعوب الأرض انظروا إلينا فنحن بلا حدود وبلا دولة ومع ذلك فلا يوجد شعب متمسك بدستوره مثلنا 0 وسعى بعضهم
إلى الدعوة لإقامة دولة لهم وشجعهم بعض الأمراء والملوك في أوروبا وخاصة ألمانيا في البحث لهم عن أرض يقيمون عليها كي يتخلصوا منهم ومن شرورهم 0
حتى أن ( بوتاتج ) في كتابه ( الأمة الفرنسية ) يرى إن إقامة دولة لليهود وسيلة أنيقة للتخلص من اليهود وأفضل من معســـكرات الإبادة وأن الدعاية الصهيونية كفيلة بذلك 0 وبالفعل تحقق للقادة الأوربيين ما أرادوا بمساعدة الصهيونية من إقامة دولة على أرض فلســطين 0 وتكفلت الحركة الصهيونية التي نشأت بسبب معاداة السامية والتعصب الديني والسياسي بما أراده أعداء اليهود من التخلص منهم 0
فقد كان اليونانيون يستخدمون طريقة ذكية في القضاء على اليهود وهي طريقة سهلة , فقد كانوا يهاجمونهم ويحاربونهم يوم العطلة اليهودية يوم السبت 0 وكانت الدول الأخرى تطردهم وتحرم عليهم دخولها لسنوات عديدة مثل إنجلترا وفرنسا , حتى جاءت الصهيونية تلك المشكلة اليهودية بإقامة دولة لهم على أرض فلســطين 0
---------------------------------------
(1) تاريخ إسرائيل الجزء الأول 0
(2) مقالة في صحيفة لوموند عدد 30/8/1967 0
(3) مقالة للحاخام نشرت في جريدة لوموند عدد 26/5/1967 بعنوان إسرائيل في العام التاسع عشر 0
(4) نشر المقال في 21/10/1967 0
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
==============================================
- التجمع على أرض لبنان عند ( مرج ذي تلول ) وقد حدث !!
- ثم غدر الروم بالمسلمين بعد الصلح الآمن معهم
0
في الأحاديث النبوية فإن بداية النهاية هي التجمع ليوم الملحمة والمواجهة حيث المعركة الفاصلة بين جيش الروم وجيش المسلمين وقد
توحدوا تحت راية واحدة بقيادة القائد المنتظر المهدي 0 قال (ص) فيما رواه أبو داود وأحمد في المسند :
( ستصالحون الروم صلحا ً آمنا ً فتغزون أنتم وهم من ورائكم فتنصرون وتغنمون وتسلمون , ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول
- لبنان - فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول : غلب الصليب 0 فيغضب رجل من المسلمين فيدقه – يقتله – فعند ذلــك
تغدر الروم وتجمع للملحمة ) 0
وتجمع الروم قواتها ليوم الملحمة في أرض لبنان , ويكون معقل المسلمين يومها في دمشق كما جاء ذلك في رواية أبي شيبة مرفوعا ً:
( معقل المسلمين من الملاحم دمشق ومعقلهم من المسيح الدجال بيت المقدس ومعقلهم من يأجوج مأجوج الطور ) 0
وأشار (ص) إلى معسكر المسلمين يوم الملحمة أنه بالغوطة بجانب مدينة دمشق الصامدة خير مدن الشام 0 قال (ص) : ( إن فسطاط
المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها ( دمشق ) من خير مدن الشام (1) 0
وهي الحرب التي أشار إليها التلمود اليهودي حيث يهلك فيها ثلث العالم ويبقى اليهود حسب أحلامهم : قبل أن يحكم اليهود باقي الأمم يجب أن تقوم الحرب على قدم وساق ويهلك ثلث العالم ويبقى اليهود سبع سنوات يحرقون الأسلحة 0
وأما عن ( مرج ذي تلول ) بأرض لبنان فهي الأرض التي تشهد أسباب المعركة الدينية بين المسلمين والنصارى بعد هدنة تكون بينهما وغزوة يقومون بها معا ً ينتصرون فيها ويغنمون , لكن النصارى تعلن أن سبب الانتصار هو عقيدة الصليب , فيغضب لذلـك
المسلمون ويكتشفون أنهم وقعوا في الفخ الصليبي , حيث لا يصح الصلح والتعاون بينهما لاختلاف العقيدة 0
لكنها الإفاقة بعد فوات الآوان 00 فقد أوقع اليهود المسلمين مع الروم في هذا الصلح وتلك المعركة التي خاضوها كي يؤدي الأمر في
النهاية إلى معركة بينهما يهلك فيها من النصارى والمسلمون ويبقى اليهود 0
ذكر وليم غاي كار في كتابه ( أحجار على رقعة الشطرنج ) هذه المعركة وأطلق عليها الحرب العالمية الثالثة فقال : إن الحرب العالمية الثالثة التي ستفوق دمارها كل الحروب , والتي ستنشب نتيجة للصراع مع قادة العالم الإسلامي , سيقتنع العالم بعد هذه المذبحة الكبرى أن الحكم لن يتم إلا بواسطة حكومة محايدة وقوة شرطة عالمية وفي هذه الأثناء ستكون إسرائيل بلدا ً محايدا ً 0 لم يكن ما ذكره وليم غاي كار من النبوءات وإنما من خلال إطلاعه على مخططات اليهود والتلمود والبرتوكولات وأيضا ً نبوءات العهدين القديم والجديد , وهو فغي كتابه يحذر قومه الأمريكان من خطر الصهيونية 0
ود ذكرنا من قبل في أكثر من إصدار وكتاب أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت منذ دخول أمريكا وقوات التحالف أرض العرب حين غزو العراق الكويت 0 ولعل الصلح بين الروم قد وقع وحدث والدليل أننا نحن المسلمون قد خضنا حروبا ً مع الروم ضد العراق حين
غزت الأخيرة الكويت 0 ثم حدث الخلاف بين الشعوب المسلمة والدول الغربية وأمريكا دون قادة الدول التي ما زالت في صلح مع الروم 0 ولعل تجمع قوات ( اليونيفيل ) بعد غزو إسرائيل للبنان وهي الحرب السادسة دليل على تجمع قوات الروم على أرض لبنان0
وهناك أحداث أخرى سوف تحدث قبل الملحمة الكبرى مثل معركة قرقيسيا حيث يظهر السفياني على الشام 0 والسفياني شخصية عربية قد تحدثنا عنها في كتابنا ( نهاية العالم وأشراط الساعة ) 0 وقد أنكرها البعض وأفاض فيها آخرون , وهي شخصية علمانيـة
معادية للإسلام والمهدي آخر الزمان ظنها البعض أنها شخصية صدام حسين الرئيس المخلوع للعراق وقد أتضح سوء فهمهم للنصوص
بعد انتهاء صدام حسين واحتلال العراق 0 وقرقيسيا مدينة تقع على نهر الخابور عند مصب الفرات شمال سوريا على بعد (100 كم) من الحدود العراقية و(200) كم من الحدود التركية غرب مدينة دير الزور 0 وقيل أنها بلدة خربة أظهرت إحدى بعثات الآثار أن بها
كميات من الذهب الخام في قاع نهر الفرات 0
والمعركة ذكرتها مصادر أهل الشيعة الإمامية وأهل الكتاب وهي بين السفياني وأهل الروم والترك على شاطىء الفرات وأن طيور السماء ستشبع من لحوم القتلى في هذه المعركة (2) 0
ولعل هذه المعركة عند أهل السنة هي الصراع على ذهب نهر الفرات الذي أشار إليه النبي (ص) وأشار على المسلم ألا يشترك في الصراع عليه والله أعلم 0 قال (ص) لا تقوم الساعة حتى يحسر ( يُكشف ) الفرات عن جبل من ذهب يقتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون , ويقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا الذي أنجو (3) 0
وقد فهم البعض أن هذا الحدث العظيم من ظهور كنز بقعر نهر الفرات – وهو من علامات الساعة الصغرى سيكون على أرض العراق لغلبة الظن عند البعض أن نهر الفرات خاص بالعراق فقط , بالرغم أنه أي الفرات يمر بالعراق وسوريا وتركيا 0
لذلك يمكن التوفيق بين ما جاء في مصادر أهل الشيعة من وقوع ( قرقيسيا ) آخر الزمان عند مصب نهر الفرات وأن سبب المعركة
هو النزاع على كنز الذهب , ولكن الجديد أن المعركة ستكون بين السفياني وأهل الغرب والترك 0 وبالتالي يمكن أن نفهم أن الغرب سوف يحتلون أرض العراق وجزءا ً من بلاد الشام وينازعهم السفياني وهو حاكم عربي يقوم بالاستيلاء على البلاد المجاورة له من بلاد الشام ويكون ظهوره في عمق الشام أو بالتحديد من عمق دمشق , ثم يحارب هذا السفياني المهدي المنتظر حين يخرج بالمسجد الحرام فلا ينتصر عليه وتكون نهايته على يد المهدي المنتظر (4) 0
ولكن أهل الصليب لا يقدرون على خداع أنفسهم أكثر من سنوات يتشدقون فيها بالسلام والديمقراطية ويعودون لسيرتهم الأولى ألا وهي إشاعة الدمار والخراب في الأرض وخاصة الأرض العربية , فيأتون إليها بدعاوى كثيرة مثل نشر الديمقراطية والقضاء على
الديكتاتورية 0
يقول (ص) : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما ً نعالهم الشعر وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين , حمر الوجوه زلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة 00 (5)
هكذا كتب على أهل الإسلام قتال كل الأشكال والألوان من البشر , المغول والترك والروم أيضا ً , فالكل يسعى لدمار أهل الإسلام 0
وفي الحديث الذي رواه البخاري عن رسولنا (ص) عن غزو الروم لبلاد الإسلام بعد الصلح الآمن : ( ثم هدنة تكون بينهم وبين بني الأصفر – الروم – فيغدرون فيآتونكم تحت ثمانين غاية ( راية ) تحت كل غاية ( راية ) اثنا عشر ألفا ً (6)
والمكان هو ( مرج ذي تلول ) وهي الحرب الصليبية الثامنة والأخيرة على الشرق المسلم والتي يسميها أهل النصرانية بالهرمجدون 0
وقد أشار الحديث الذي في البخاري أن الروم والمسلمين يغزون بلاد فارس : ( يكون بين المسلمين والروم صلح , حتى يقاتلوا معهم عدوهم فيتقاسمون غنائمهم ثم أن الروم يغزون مع المسلمين فارس فيقتلون مقاتلتهم ويسبون ذراريهم ) 0
والحديث يشير إلى أن حروب الروم والمسلمين لبلاد فارس يكون بعد غزوة أخرى تكون بينهما وبين عدو مشترك لهما , فهل تجهر أمريكا اليوم المسلمين لحرب مشتركة ضد إيران التي هي بلاد فارس !! 0
وقد جاء قتال المسلمين لبلاد فارس في حديث يعتبره أهل العلم أنه خاص بغزوات المهدي آخر الزمان , قال (ص) : ( تغزون جزيرة
العرب فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحه الله )0 (7)
ولا شك أن هناك تشابها ً بين قوات ( اليونيفيل ) والقوات الصليبية التي ذكرها الحديث النبوي عند ( مرج ذي تلول ) 0 فكلاهما قوات
دولية مشتركة صليبية وقد ذكر الحديث أنها تحمل ثمانين راية وقد يصل قوامها المليون , ففي رواية أنها 80 غاية * 10 آلاف جندي
= 800000 , وفي رواية أخرى إنها 80 غاية تحت كل راية 12 ألف جندي أي 80* 12 ألف = 960000 , وقد يرمز العدد إلى
الكثرة وليس إلى الحقيقة وقد تتجمع تلك القوات وتصل إلى هذا العدد 0
المهم أن الغاية واحدة وهي التجمع لخوض معركة تريدها إسرائيل كما تقضي بذلك مخططاتهم في التلمود والبرتوكولات الصهيونية
الشهيرة , حيث تكون دولة إسرائيل دولة محايدة , ويهلك أهل الصليب وأهل الإسلام ثم يخرج المسيح اليهودي الصهيوني ويتوج على
عرش داود في القدس 0
تلك أمانيهم وأحلامهم التي لن تتحقق بإذن الله تعالى , لأن النهاية ستكون في تلك الحروب دمارا ً عليهم حين ينطق الحجر والشجر ويلفظهم ويقدمهم طعاما ً سائغا ً لأهل الإسلام آخر الزمان 0 إنهم يعدون العدو ويستعدون كما ذكرنا لتحقيق أحلامهم وأكاذيبهم , فماذا
أعددنا نحن أصحاب الحق ؟! 0 إنه سؤال يتردد كثيرا ً حين نرى أحلامهم الكاذبة يتحقق منها الكثير , ونحت لا نتملك إلا الكلام , بل
ويكذب بعضنا البعض حتى إن بعضا ً يرون أن ما نقوله ليس إلا أوهاما ً , ويرى البعض أنه يمكن التعايش مع الكيان الصهيوني 0
لكن الأمل موجود في طائفة من تلك الأمة المحمدية لا تزال صامدة وصابرة على الحق لا يضرها الباطل حتى يأتي أمر الله تعالى 00
------------------------------------------------
(1) رواه أبو داود 0
(2) انظر عقد الدرر للسلمي 0
(3) رواه البخار ومسلم عن أبو هريرة ورواه أيضا ً أبو داود في سننه كتاب الملاحم والترمذي في سننه كتاب صفة الجنة , وابن ماجه في سننه كتاب الفتن , وأحمد في المسند , وعبد الرزاق في مصنفه في شرح السنة وأبو نعيم في الحلية وتاريخ أصبهان ورواه أيضا ً مسلم عن الصحابي أبي بن كعب (ر) 0
(4) انظر كتابنا نهاية العالم , الناشر دار الكتاب العربي 0
(5) رواه البخاري ومسلم 0
(6) وفي رواية أخرى عشرة ألاف والراية هي علم الجيش 0
(7) رواه مسلم وأحمد وابن ماجه 0
-----------------------------------------------------------------------------------------0
تتبع 000 تشتت اليهود وتجمعهم في التوارة والتلمود ؟
======================================================
تشتت اليهود وتجمعهم في التوراة والتلمود
-------------------------------------------------
- في التوراة : التشتت سر بقاء بني إسرائيل على الأرض 0
- وفي التلمود : التجمع وإقامة دولة لهم هو النهاية المحتومة 0
التوراة لا تدعو لإقامة دولة يهودية على أي أرض , وإنما التلمود والبرتوكولات الصهيونية كانا وراء إقامة الدولة اليهودية 0 الدمار الأول لدولة إسرائيل كما يحكيها العهد القديم في سفر إرميا 0
التشتت أم التجمع وإقامة دولة ؟
( ما هو الأصلح لبني إسرائيل في كلا الأمرين )
لا يؤمن كل يهود العالم بضرورة إقامة وطن لهم على أرض فلسطين , فهناك من يؤمن أن التوراة لا تدعو لإقامة وطن على أرض فلسطين وأنه لا يوجدا ما يسمى بأرض الميعاد التي يدعو إليها الصهاينة اليهود 0
يقول عقلاء اليهود إن الله قد رحم بني إسرائيل بأن شتتهم , فقد ظلوا باقين بفضل هذا التشتت ولم يتمكن أعداؤهم من إبادتهم عن آخرهم , فعندما يضطهد اليهود في بلد فإنهم يجدون المأوى في بلد آخر 0 هكذا يقوله عقلاء وحكماء اليهود الذين درسوا التوراة الحقيقية 0 أما الفكر الصهيوني فإنه يرى أن يبقى الشعب الإسرائيلي في المنفى قلقا ً ينتظر عودة المسيح والسعي وراء الحصول على أرض كي يتم جمع الشعب اليهودي عليه وتكوين دولة ذات سيادة , ولم يحدد الفكر الصهيوني أي دولة أو أرض إنما جاءت فكرة تحديد أرض فلسطين وتسميتها أرض الميعاد عن طريق الصهيوني هرتزل وأعوانه 0
وتوجب الصهيونية اليهودية على اليهود الإيمان بأفكار هرتزل و ( ماكس وردو ) وكي يتم جمع اليهود من المنفى إلى أرض فلسطين
فالصهيونية هي التي جمعت اليهود على أرض فلسطين وهي التي صنعت دولة إسرائيل 0 فقد أقنع قادة الصهيونية العالمية القــادة
الغربيين بضرورة تواجد دولة عبرية صهيونية على أرض فلسطين لتكون شوكة في ظهر العرب حين يخرج المستخرب المسمى المستعمر الإنجليزي والفرنسي في يوم من الأيام , وهذا ما حدث بالفعل 0 فقد كانت فكرة قيام دولة إسرائيل فكرة صهيونية ساعد على قيامها الإنجليز والروس والفرنسيون ثم الأمريكان 0
ويرى عقلاء اليهود أن عودة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة لهم هو ضد مصلحة الشعب اليهودي وأنها النهاية المحتومة لمن جاء إلى هذه الأرض 0 ويرون أن الشتات نعمة على اليهود قد أنعم الله بها عليهم إلا أنهم رفضوا نعمة الله 0 ويقول : ( س0و0بارون ) في كتابه : ( تاريخ إسرائيل ) : ( لم يكن لليهود دولة قائمة إلا لفترة قصيرة نسبيا ً وقد تحررت الأمة اليهودية تدريجيا ً من فكرة وجود الدولة والأرض , وهذا الشعب الذي كان في عهد موسى لا يملك دولة ولا أرض فقد كان حينذاك أسعد حالا ً ) 0
الدمار الأول لدولة إسرائيل كما يحكيه العهد القديم
جاء في سفر إرميا : هكذا قال الرب : ( سوف يموت بالسيف أو بالمجاعة أو بالطاعون كل من يبقى في هذه المدينة أما من خرج وسلم نفسه للكلدانيين فإنه يحيا وتكون له نفسه غنيمة فيحيا ) ( إرميا الاصحاح : 38 )
لقد عاش النبي إرميا فترة الصراع بين البابليين ومملكة إسرائيل والتي انتهى بتدمير مملكة إسرائيل الشمالية والجنوبية على يـــد
نبوخذ نصر ( بختنصر ) ملك بابل , والكلدانيون هم سكان أرض بابل قديما ً 0 فماذا كان رد بني إسرائيل على كرم نبيهم إرميا ونصحه إياهم بناء على كلام الرب له :
هكذا قال الرب : هذه المدينة ستدفع دفعا ً ليد جيش ملك بابل فيأخذها فقال الرؤساء للملك – اليهودي – ليقتل هذا الرجل لأنه بذلك يضعف أيادي رجال الحرب الباقين في هذه المدينة , وأيادي كل الشعب إذ يكلمهم بمثل هذا الكلام , لأن هذا الرجل لا يطلب السلام لهذا الشعب بل الشر 0 فقال الملك صدقيا – ملك اليهود وقتها - : ها هو بيدكم لأن الملك لا يقدر عليكم في شيء فأخذوا إرميا وألقوه
في جب – بئر – ملكيا ابن الملك الذي في دار السجن ودلوا إرميا بحبال ولم يكن في الجب ماء بل وصل فغاص إرميا في الوحل 0
( إرميا الاصحاح : 38 : 2-6 )
وهكذا كان مصير نبي اليهود في عهد الملك صدقيا حين بلغهم أوامر الرب ونصحهم بالخروج من أورشليم وتسليمها للملك البابلي بختنصر وانتهى الأمر بهم في ذلك الزمن إلى القتل والتشريد وهدم دولتهم , وأخذهم الملك البابلي أسرى في بلاده 0
يذكر سفر إرميا سقوط أورشليم في أيدي البابليين فيقول في الاصحاح التاسع والثلاثين :
ولما أخذت أورشاليم في السنة التاسعة لصدقيا ملك يهوذا في الشهر العاشر أتى نبوخذ نصر ملك بابل وكل جيشه إلى أورشاليم وحاصرها , وفي السنة الحادية عشرة لصدقيا في الشهر الرابع في تاسع الشهر فتحت المدينة 0 ودخل كل رؤساء ملك بابل وجلسوا في الباب الأوسط , ترجل شراق وسجرنبق وسرنخيم رئيس الخصيان وترجل شراحر رئيس المجوس وكل بقية رؤساء ملك بابل 0
فلما رآهم صدقيا ملك يهوذا (1) وكل رجال الحرب هربوا وخرجوا ليلا ً من المدينة في طريق صفة الملك من الباب بين السورين وخرج وهو في طريق العربة 0 فسعى جيش الكلدانيين وراءهم فأدركوا صدقيا في عربات أريحا فأخذوه واصعدوه إلى نبوخذ نصر ملك بابل إلى ربلة في أرض حماة فكلمه بالقضاء عليه , فقتل ملك بابل بني صدقيا في ربلة أمام عينيه وقتل ملك بابل كل أشراف يهوذا , وأعمى عيني صدقيا وقيده بسلاسل نحاس ليأتي به إلى بابل 0
أما بيت الملك وبيوت الشعب فأحرقها الكلدانيون بالنار ونقضوا أسوار أورشاليم , وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربون الذين سقطوا له وبقية الشعب الذين سباهم نبوزرادان رئيس الشرط إلى بابل 0 لكن بعض الشعب الفقراء الذين لم يكن لهم شيء تركهــم
نبوزرادان رئيس الشرطة في أرض يهوذا وأعطاهم كروما ً وحقولا ً في ذلك اليوم 0 وأوصى نبوخذ نصر ملك بابل على إرميا نبوزرادان رئيس الشرط قائلا ً : خذه وضع عينيك عليه ولا تفعل به شيئا ً رديئا ً بل كما يكلمك هكذا أفعل معه 0 ( إرميا 39-1 :11 )
وهكذا كانت نهاية دولة إسرائيل الأولى التي كانت عاصمتها القدس , ولم تقم لهم قائمة رغم عودتهم إليها بعد ذلك في عهـــد ملك
فارس كورش , فلم يعد إليهم الحكم والسلطة وإنما عاشوا تحت ظل حكم الفرس ثم الروم الذين طردوهم منها عام 70 م علي يـــد طيطس الروماني بعد رفع المسيح عليه السلام 0
لقد تم هدم المملكة اليهودية الأولى الشمالية والجنوبية , وهدمت أورشاليم وحرقت وقتل سكانها من اليهود ومن بقى أخذ أسيرا ً إلى أرض بابل , لقد نال العاصون جزاءهم حين لم يستمعوا إلى نصح نبيهم إرميا الذي نقل لهم أوامر الرب , فكان جزاؤه أن سجن في بئر حتى جاء ملك بابل وأخرجه من السجن وأكرمه وأحسن معاملته 0 وانتقم الله من قتلة الأنبياء بأن سلط عليهم الكلدانيين وكذلك في عهد الرومان حين سلط عليهم طيطس عام 70 م بعد أن تآمروا على قتل نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام , وهكذا يكون حالهم آخر الزمان بعد أن أقاموا دولة لهم على أرض فلسطين وشردوا أهلها وقتلوهم وحاصروهم 0
قال تعالى : ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا ً كبيرا ً * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم
عليكم عبادا ً لنا أولي بأس ٍ شديد ٍ فجاسُوا خلال الديار وكان وعدا ً مفعولا ً * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ً * إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد ُ الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ٍ وليتبروا ما علوا تتبيرا * ) 0 ( الإسراء : 4-7 )
تتبع 0000 اليهودية والصهيونية
--------------------------------------------------------------------------------------------
-------- اليهودية والصهيونية 0 ؟-----------
=========================================
- دولة إسرائيل والصهيونية صناعة ألمانية 0
- اليهودية ضد الصهيونية آراء وآراء 0
- الصهيونية في الفكر السياسي اليهودي
------------------
دولة إسرائيل والصهيونية
صناعة ألمانية
الصناعة الألمانية من أجود الصناعات على الإطلاق هذا في مجال الصناعة , وكذلك في المجال السياسي أيضا ً فالسياسة الألمانية في
القرن الماضي صنعت الحرب العالمية الأولى والثانية , وأيضا ً أنتجت الصهيونية العالمية والماسونية اليهودية أيضا ً 0
كتب ( إنجيل مارفو ) في كتابه ( الصهيونية ) عام 1911 م : إن الحركة الصهيونية التي أرسى قواعدها أحد النمساويين يتزعمها حتى اليوم ويوجهها ويسيطر عليها ألمان يعملون بوحي من التعصب العنصري وهي فكرة لها قيمتها في البلاد الجرمانية 0 وكانت ألمانيا من وراء إنشاء دولة إسرائيل وإن إسرائيل ليست إلا اسما ً يطلق على مضمون ألماني , فمعظم قادة الصهاينة ومؤسسي الدولة
الصهيونية تقريبا ً من الألمان وقد شهدت مدينة كولونيا الألمانية جريدة الصهاينة الأولى ( داي فيلت ) التي تنطق بلسانها وباللغة الألمانية 0 كتب الصحفي ( أرنولد ماندل ) في مجلة الصندوق الاجتماعي اليهودي الموحد علم 1965 (1) : -
أمن الضروري أن نذكر أن الصهيونية كفكر سياسي هي تصعيد وتحويل يهودي للقومية الحرة الألمانية الحديثة وليدة العصر الرومانتيكي وإنها الباعث والدافع على اليهودية التي جاءت بعد عصر النور اليهودي والتي أدت مع التحول الزمني إلى تطور ألماني صرف ؟ وزعيم الفكر الصهيوني هرتزل كان فكرا ً وروحا ً ولغة ألمانيا يهوديا ً ونمساوي النشأة والميلاد ومثله ( ماكس نوردو ) بل أن الأدب الصهيوني الكلاسيكي بأكمله تقريبا ً هو ألماني وباللغة الألمانية 0 ولذلك تعتبر الصهيونية من الناحية التاريخية ألمانية النشأة
في مجلة العصور الحديثة العدد (158) كتب الصحفي الإسرائيلي ( يوري أفنيري ) : حاول هرتزل قبل موته الحصول على مساعدة من السلطان التركي عبد الحميد , العدو اللدود للقومية , وعندما فشلت حاول الحصول على حماية القيصر , وقابل الإمبراطور غليوم الثاني رسميا ً وعرض عليه نوعا ً من التحالف الواقعي بين طائفة صهيونية من فلسطين تتكلم الألمانية وبين الإمبريالية الألمانية 0
وأما عن سبب تدعيم ألمانيا لقيام دولة إسرائيل واحتضانها للصهيونية فهو التعصب الألماني للجنس الآري وكره الجنس السامي الذي ينتمي إليه الجنس اليهودي 0 فقد أعطت ألمانيا الأسلحة للعرب وإسرائيل في وقت واحد حتى يقتل الطرفان بعضهما البعض لأنهما في
نظرها من الجنس السامي !!
وهكذا كان تأييد ألمانيا للصهيونية وقيام دولة إسرائيل للقضاء على الجنس السامي وإعلاء شأن الجنس الآري !! إنها العنصرية التي قامت عليها الصهيونية ومن قام على تأسيسها وهم الألمان , وكذلك الماسونية وجماعة النورانيين (2) , أيضا ً نشأت في ألمانيا القديمة
في القرن الثامن عشر , وكذلك الشيوعية أيضا ً نشأت في ألمانيا 0
ولهذا فقد باض الشيطان وأفرخ في بلاد الألمان التي قادها هتلر في منتصف القرن الماضي في حرب ضروس قتل فيها نحو ثمانية ملايين من البشر ودمر ألمانيا وما زالت دعوته العنصرية الآرية متواجدة فيها لها من الأنصار والأتباع الكثير في ألمانيا حتى الآن فهي كالنار تحت الرماد تنتظر من يخرجها مرة أخرى للوجود (3) 0
ولهذا كانت ألمانيا أول الدول التي وافقت على إرسال قواتها إلى الجنوب اللبناني ضمن قوات ( اليونيفيل ) الدولية وأعلنت المستشارة
الألمانية أن وظيفة تلك القوات هي حماية دولة إسرائيل !! 0
ويقرر ( ليون تولستوي ) (Leon Tolstoi ) أن الصهيونية هي النزعة الأوروبية المعاصر بلحمها ودمها وأن أوروبا قد اعتقدت
أن قوتها في دستورها 0
وهو دستور القوة ولغة الدافع بكل ما تحويه من بشاعة العسكرية وغلظتها وقد ابتكروا نظاما ً يرتدي فيه شيوخهم زي الجنود ويعطونهم البنادق ليمسكوا بأيديهم , لقد أرادوا أن يخلقوا الدولة اليهودية الجديدة 0 في حين نجد أفضل الناس اليوم في أوروبا وفي أمريكا أصحاب الآراء المخلصة النبيلة قد غضبوا غضبة الثائر على هذا الجنون المندفع بفظاعة نحو الهوة السحيقة التي تتردى فيها
الإنسانية المتوحشة والتي توصف خطأ بالمتحضرة 00
--------------------------------
(1) يطلق عليها اسم السفينة ( L,Arche ) العدد رقم 98 , مارس 1965 م
(2) اقرأ كتابنا العالم رقعة شطرنج , الناشر دار الكتاب العربي
(3) اقرأ كتابنا أسرار الماسونية الكبرى فيه المزيد , الناشر دار الكتاب العربي 0
تتبع 0000 اليهودية ضد الصهيونية
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
اليهودية ضد الصهيونية
======================
قال المؤرخ الشهير (س.و. بارون ) ( s.U.Baron ) في ( تاريخ إسرائيل الجزء الأول ) : استخلص الأنبياء بطريقتهم الخاصة تفسيرا ً للوضع العالمي غير الطبيعي , فقد رأوا دولا ً تختفي ثم تعود فتظهر من جديد , ورأوا سلطة الدول في إسرائيل وفي أرض هود تستخدمها الطبقات الحاكمة كوسيلة لظلم الجماهير ورأوا عددا ً لا يحصى من اليهود ظلوا يهودا ً في بلاد أجنبية فاستخلصوا من ذلك أن هناك وحدة أكثر صلابة من وحدة الدولة المتعاقبة التي خضعوا لسيطرتها تعيش معا ً في سلام نسبي وتحتفظ مددا ً طويـلة
بشخصيتها المميزة وكان من الطبيعي افتراض أنه اختفاء كل الدول نهائيا ً وبإقامة سلام عالمي ستتحقق نفس الظروف ولكن عـلى
نطاق أوسع بكثير 0
إن مبدأ الجنس المجرد يختلف عن مبدأ تكوين الدولة لأنه لا يعادي أحدا ً 0 أنه مبدأ إيجابي بلا سلبية جوهرية , وعلى العكـس فإن مبدأ التمسك بالأرض والحدود في إطار مساحة معينة يؤدي إلى قيام المنازعات فإن مبدأ الأمة يفتح أبعاد التعايش المستديم بيـــن
الأجناس المختلفة مع التعاون الكامل بين المراكز الثقافية المختلفة (1) 0
ولهذا فإن العقيدة اليهودية تخطىء خطأ خطيرا ً حين انزلق بعض شيوخها وحاخاماتها وراء الصهيونية وخضعت للسيطرة وتحكم الدولة الإسرائيلية التي أقيمت على أرض اغتصبت من الشعب الفلسطيني وقامت على أسنة الرماح وطلقات المدافع وســفك الدماء وما زالت تدافع عن وجودها بنفس الطريقة التي تواجدت بها منذ البداية , وتظل هكذا حتى تنتهي بإذن الله 0
لكن الحاخام اليهودي ( جوزى ايزنبرج ) ( josy Eisenberg ) يرى إن فكرة إلغاء الصهيونية تضر بدولة إسرائيل وأن إسرائيل
لا تستطيع البقاء والاستمرار بدون المبادىء اليهودية (2) 0 وفي مقالة أخرى يقول : إن بقاء دولة إسرائيل ليس مرهونا ً بقاء الشعب اليهودي وهذا رأي مؤيدي إسرائيل بل أكثر من ذلك لأنه حدث من الأحداث اليسوعية وفقا ً لمعتقدات الصهيونية المتدينة (3) 0
ويرى الحاخام أن اليهودية بدون دولة إسرائيل مثل المسيحية بلا مسيح وأن اليهودي الذي يرفض دولة إسرائيل يكون في نظر الصهاينة كاليهودي الذي يرفض المسيح في نظر المسيحيين يستحق اللعنات 0
ويرى الكاتب ( فوستيل دى كولانج ) أن أبرز ظاهرة في التاريخ وفي الدين اليهودي هي التناقض بين القومية والدولة إذ لم يكن لليهود
دولة بالمعنى الصحيح إلا لفترة قصيرة نسبيا ً , وتدريجيا ً تحررت الأمة من الدولة ومن الأرض كذلك تحررت الديانة اليهودية شيئا ً
فشيئا ً من كل ما يحاصرها في مكان محدد وقد ازداد يوما ً إثر يوم انفصام الصلة بين الشعب اليهودي وبين الأرض 0 ويضيف : إن الوطنية الحقة ليست في حب الأرض وإنما في حب الماضي وفي تمجيد الأجيال التي ســبقتنا 0
وتملق الحاخام اليهودي ( جوزى ) المسيحيين في مقاله الذي نشرته صحيفة لوموند فيقول إن الأنبياء قد نادوا دائما ً بإنشاء دولة يهودية جديدة كمرحلة ضرورية في التصاعد المسيحي (4) 0 وكلام الحاخام يناقض تعاليم التوراة وأدبيات اليهود , وهذا ما ذكره صاحب كتاب ( نور العادلين ) ( أورلايشاريم ) أنه في كل المؤلفات اليهودية التقليدية لا تجد أي إشارة إلى مشروع لدخول الأرض المقدسة لإقامة دولة إسرائيلية هناك 0 ويضيف : إن عبارة الدولة اليهودية ترجمة لعبارة ألمانية جاءت كعنوان لمؤسس الصهيونية السياسية تيودور هرتزل وهي عبارة ( Dep judensteet ) . والحقيقة أن الكتاب المقدس لم يرد فيه كلمة دولة وإنما ورد فقط
لفظ الشعب أو الأمة والأمم 0
جاء في سفر إشعياء : سيتولى القضاء بين الأمم ويقوم بالتحكيم بين كثير من الشعوب وسوف يصنعون من سيوفهم فئوسا ً ومن رماحهم مناجل فلا تشرع بعد ذلك أية أمة السلاح في وجه أمة أخرى ولن يتدربوا بعد ذلك على الحرب والقتال 0
فإقامة دولة يعني وجود جيش وسلاح وصراع ويؤدي ذلك إلى التصاعد للعنف والقتل , وكل ذلك يتعارض مع بشرية الأنبياء جميعا ً,
وسيؤدي إلى اختفاء الدول والعالم نتيجة هذا الصراع 0
لكن الحاخام ( جوزى إيزنبيرج ) يرى أنه لا غنى عن التأكيد بأن تمسك اليهود بشيء من القومية لا يتعارض مع أكثر اتجاه نحو العالمية اتساعا ً0 ويقول تولستوي إن الفكرة العامة التي تقول إن الصهيونية تساعد على رفع الروح الوطنية 0
وهذا تعبير يستعمله أتباع الصهيونية – لا يوجد في الواقع ما يبرره , فلا يوجد في الصهيونية شيء وطني ولا اهتمام بهذا الموضوع
الذي ضخمته الصحافة 0 فمنذ ألفي سنة يعيش اليهود حياة قومية بغير دولة وبلا أرض , ولم يسعوا إلى امتلاك أرض أو إقامة دولة بعد أن دمر طيطس هيكلهم الثاني وطردهم من أرض فلسطين حين لم تكن لهم دولة وقتها 0
وكان اليهود قد اندمجوا في الشعوب والأعراق المختلفة وأثاروا القلائل والاضطرابات في الدول التي حلوا بها , مما أدى إلى طردهم من تلك البلاد 0
وكانوا يقولون لشعوب الأرض انظروا إلينا فنحن بلا حدود وبلا دولة ومع ذلك فلا يوجد شعب متمسك بدستوره مثلنا 0 وسعى بعضهم
إلى الدعوة لإقامة دولة لهم وشجعهم بعض الأمراء والملوك في أوروبا وخاصة ألمانيا في البحث لهم عن أرض يقيمون عليها كي يتخلصوا منهم ومن شرورهم 0
حتى أن ( بوتاتج ) في كتابه ( الأمة الفرنسية ) يرى إن إقامة دولة لليهود وسيلة أنيقة للتخلص من اليهود وأفضل من معســـكرات الإبادة وأن الدعاية الصهيونية كفيلة بذلك 0 وبالفعل تحقق للقادة الأوربيين ما أرادوا بمساعدة الصهيونية من إقامة دولة على أرض فلســطين 0 وتكفلت الحركة الصهيونية التي نشأت بسبب معاداة السامية والتعصب الديني والسياسي بما أراده أعداء اليهود من التخلص منهم 0
فقد كان اليونانيون يستخدمون طريقة ذكية في القضاء على اليهود وهي طريقة سهلة , فقد كانوا يهاجمونهم ويحاربونهم يوم العطلة اليهودية يوم السبت 0 وكانت الدول الأخرى تطردهم وتحرم عليهم دخولها لسنوات عديدة مثل إنجلترا وفرنسا , حتى جاءت الصهيونية تلك المشكلة اليهودية بإقامة دولة لهم على أرض فلســطين 0
---------------------------------------
(1) تاريخ إسرائيل الجزء الأول 0
(2) مقالة في صحيفة لوموند عدد 30/8/1967 0
(3) مقالة للحاخام نشرت في جريدة لوموند عدد 26/5/1967 بعنوان إسرائيل في العام التاسع عشر 0
(4) نشر المقال في 21/10/1967 0
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
توفيق- المساهمات : 626
تاريخ التسجيل : 18/04/2016
رد: ملخص كتاب الحرب السابعة - اقتربت نهاية اليهود وزوال اسرائيل- لمنصور عبدالحكيم
الصهيونية في الفكر السياسي اليهودي
===========================================
الصهيونية في الفكر السياسي اليهودي
تتردد دائما ً كلمة الصهيونية مقترنة باليهودية واليهود , رغم اختلافات الفكر والهدف وأيضا َ النشأة . فالصهيونية حركة سياسية قائمة
على العنصرية المتطرفة , تسعى إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين وإن كانت تقبل أن تكون تلك الدولة في مكان آخر كما عرض على هرتزل منطقة شرق أفريقيا فوافق , إلا أن الاستعمار الإنجليزي والفرنسي شجع على إقامة الدولة الصهيونية على أرض فلسطين
لأغراض سياسية بحتة أهمها التخلص من الشعب اليهودي والقومية العربية في آن واحد .
اشتقت الصهيونية اسمها من جبل صهيون . ولكن في كتاب المتصوفة اليهود ( زوهر ) نجد أن صهيون تعني ( سفيرا يزود )
( Sephira yesod ) أي العدل والحق أساس العالم . وترتبط كلمة صهيونية بالقدس في الفكر الصوفي اليهودي حيث أن كلمة القدس عندهم تعني ( سفيرا مالهوث ) ( Sephira Maehout Daera ) . أي الملك والقوة . والفحص الحرفي لكلمة صهيون فهي فكرة يعبر عن الفكرة الجوهرية الأصيلة للرسالة العبرية : ( الخلق ) , الأحرف الثلاثة الأولى من التكوين : ب – ر – أ
وجاء في كتاب زوهار : جعلت أقوالي في فمك وتظل يدي تسترك لنشر السماوات وتأسيس الأرض . وكلمـة صهيـون بالعبريــة
( تسيون ) والمدينة التي تحمل هذا الاسم هي مدينة تتميز بتقواها وتستنير بنور التوراة كما ورد ذكر ذلك في سفر إشعياء الإصحاح الثاني : ( من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشاليم كلمة الرب ) . والقيم العددية للكلمة صهيون هي أرقام 9-1-6-7 , وهي تعني
عندهم أرقام الخلق والتكوين ولا يوجد فيها رقم (4) الذي هو رقم الدولة .
لكن الحركة الصهيونية أخذ اسمها من جبل صهيون بالقدس حيث تريد إقامة هيكل سليمان , وتقيم مملكة عاصمتها القدس . وارتبطت
الحركة الصهيونية باليهودي النمساوي ( هرتزل ) فهو زعيمها ومؤسسها في العصر الحديث .
وتستمد الصهيونية أفكارها من حركة المكابين وحركة باركوخبا وحركة موزس الكريتي وحركة دافيد روبين وحركة شبتاي زفي الذي
ادعى أنه المسيح الموعود المخلص , وأيضا ً الأفكار العنصرية بوجه عام . ومؤسس الصهيونية الحديثة تيودور هرتزل صحفي يهودي ( 1860-1904 ) الذي أقام أول مؤتمر صهيوني عالمي عام 1897 م واستطاع جمع عدد من اليهود حوله .
وقد صاغت الصهيونية العالمية خططها وفكرها في البروتوكولات التي عرفت فيما بعد باسم : ( برتوكولات حكماء صهيون ) .
واستطاعت الصهيونية العالمية ضم أعوان لها من غير اليهود من المسيحيين والمسلمين , ومن ثم السيطرة على عقول الشعوب الأوروبية والأمريكية وظهر ما يعرف بالمسيحية الصهيونية . واستطاعت الصهيونية العالمية السيطرة على وسائل الإعلام بكل أنواعها وعلى أسواق المال العالمية ولم تمض سنوات قليلة على انعقاد أول مؤتمر صهيوني حتى بدأ التخطيط لعودة اليهود لأرض فلسطين بمساعدة الاستعمار الإنجليزي الذي أصدر بلفور وعده الشهير عام 1917 ليعطي لليهود الصهاينة حق إقامة دولة على أرض
فلسطين باعتبارها أرض الميعاد .
وتقوم الصهيونية على التعاليم التوراتية المحرفة وتعاليم التلمود الذي كتبه كهنة اليهود في الأسر البابلي . أما اليهودية فهي ديانة بني إسرائيل المعروفين بالأسباط الاثني عشر وهم أبناء يعقوب عليه السلام ابن إسحاق عليه السلام ابن إبراهيم عليه السلام وهي قائمة على شريعة موسى عليه السلام رسول الله وكليمه .
ونسبت اليهودية إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب . ولكن العرب نطقت الذال دالا ً فعرفوا باليهود (1) وأتباع الديانة اليهودية حاليا ً ليسوا كلهم من اليهود المنحدرين من سلالة بني إسرائيل وإنما الأكثرية والغالبية من يهود الخزر المتهودين الذين تسوقهم دوافع استعمارية
لا أساس لها في التوارة أو الشريعة اليهودية .
أما الصهيوني – كما ذكر- فلها أبعاد سياسية محددة تستند إلى الدين اليهودي , وجل هدفها هو استيطان الشعب اليهودي المنبوذ لأرض يملكها الغير , وكان تحديد أرض فلسطين لأسباب تخدم المستعمر البريطاني والفرنسي وقتها . ولذلك فقد ساهم الصهاينة من غير اليهود في هذا المخطط الصهيوني تحت شعار ( أرض بلا شعب لشعب بلا وطن ) .
وكان من وراء تنفيذ هذا الشعار الماسوني الصهيوني ( لورد شافتسبري ) وهو مسيحي بريطاني في القرن التاسع عشر وكان شقيق زوجة رئيس الوزراء البريطاني ( بالمرستون ) . وكان ( شافتسبري ) زعيم حزب الإنجليين الذي كان هدفه هو تنصير اليهود . ورأى ( شافتسبري ) أن الشيطان اليهود أرض فلسطين سوف تعجل بعودة المسيح مرة ثانية إلى الأرض وخلاص البشر , فرفع شعار
(وطني بلا شعب لشعب بلا وطن) . ورأى أيضا ً أنه يمكن توظيف الشعب اليهودي المنبوذ في خدمة الإمبراطورية البريطانية , وأن
عودتهم لاستعمار فلسطين أرخص الطرق للوفاء باحتياجات المناطق الغير مأهولة في الإمبراطورية كي تكون دولتهم شوكة في ظهر
العرب والمسلمين في تلك المنطقة حتى لا تجتمع كلمة العرب على رأي واحد أو رجل واحد .
وبالتالي تكون دولة اليهود لصالح أوروبا وأهل الغرب كلهم , وكتب شافتسبري أفكاره ونظرياته الصهيونية في مذكرات تفصيلية عرضها على زوج أخته رئيس الوزراء البريطاني وقتها , ونتيجة لذلك تم افتتاح قنصلية بريطانية في القدس .
ومن الشخصيات الصهيونية المسيحية أيضا ً ( لورانس أوليفانت ) (1829-1888) الذي كان يعمل في السلك الدبلوماسي البريطاني
وكان عضوا ً في البرلمان الإنجليزي وكان يرى ضرورة إنقاذ الإمبراطورية العثمانية عن طريق إدخال اليهود وكيانها المريض بتوطينهم في أرض فلسطين , بإنشاء شركة استيطانية لليهود برعاية بريطانيا ويكون مركزها ( استانبول ) التركية .
وعارض ( أوليفانت ) الرأي القائل بتوطين اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية وقام بجمع توقيعات اليهود على عريضة يؤكدون فيها رغبتهم في الهجرة إلى فلسطين . واستطاع بالفعل تهجير نحو سبعين يهوديا ً من أصحاب الحرف إلى فلسطين .
ونشر ( أوليفانت ) أفكاره الاستعمارية الصهيونية في كتابه ( أرض جلعاد ) الذي عبر فيه عن كراهية للعرب الذين يعتبرهم المسئولين
عن إفقار فلسطين باعتبارهم لا يصلحون إلا للإعمال الدنية الحقيرة وأنه يجب استخدامهم كعمالة رخيصة تحت إشراف اليهود . ثم جاء الوزير البريطاني ( لورد بلفور ) الذي ارتبط اسمه بوعد ( بلفور ) الشهير الذي أعطى اليهود الحق في استيطان أرض فلسطين لإقامة دولة لهم على أرضها .
وكان ( بلفور ) يرى أن عودة اليهود إلى أرض فلسطين وإقامة دولة لهم غير العقيدة المسيحية الألفية التي تعتمد بالمجيء الثاني للمسيح والعصر الألفي السعيد , وليس حبا لليهود أنفسهم , لأنه يرى أن ولاء اليهود للدولة التي يعيشون فيها لا وجود له .
وهكذا نجد أن الصهاينة المسيحيين قد استغلوا أفكار ( هرتزل ) اليهودي من أجل إقامة دولة يهودية في أي أرض , فأرادوا الاستفادة من ذلك وجعلوا أفكاره تتجه إلى أرض فلسطين لتحقيق مآرب سياسية ودينية في وقت واحد .
ولذلك فقد فطنت بعض المنظمات اليهودية لهذا الفخ الاستعماري ورفضت فكرة إقامة دولة يهودية أصلا ً , ومن هذه المنظمات اليهودية المعادية للصهيونية وإقامة دولة يهودية مجلس الحاخامات في ألمانيا الذي أعلن أن فكرة الدولة اليهودية يتعارض مع عقيدة الخلاص اليهودية , وأدى هذا الاعتراض إلى نقل المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 من ( ميونيخ ) بألمانيا إلى ( بال ) بسويسرا.
وكذلك أبدت منظمتان يهوديتان في إنجلترا وهما مجلس مندوبي اليهود البريطانيين والهيئة اليهودية الإنجليزية نفس الموقف المعادي لإقامة دولة يهودية في أي مكان , وكذلك المؤتمر المركزي للحاخامات الأمريكان , واللجنة اليهودية الأمريكية التي اتخذت موقفا ً معاديا ً للصهيونية منذ عام 1906 حتى عام 1940 , وقد رفضت وعد بلفور حين صدوره وقدمت عريضة للحكومة الأمريكية تعلن فيه رفضها للوعد وقع عليها نحو 299 يهوديا ً أمريكيا ً .
والحركة الصهيونية مرتبطة ارتباطا ً وثيقا ً بالماسونية العالمية اليهودية فهي الجهاز التنفيذي للصهيونية العالمية (2) , فالصهيونية والماسونية وجهان لعملة واحدة رغم أن الماسونية قد مرت بمراحل كثيرة منذ القرون الأولى وقبل ظهور المسيحية إلا أنها نشأت كحركة عالمية لمحاربة المسيح عليه السلام وأتباعه فيما بعد .
أما الصهيونية الحديثة فقد بدأت نواتها الأولى منذ عام 1806 حين اجتمع المجلس الأعلى اليهودي بدعوة نابليون لاستغلال اليهود وتحريضهم على مساعدته , وقد وعد بإقامة دولة لهم على أرض فلسطين ولكن محاولاته لم تنجح . ثم جاءت حركة هرتزل الذي عقد المؤتمر اليهودي العالمي في مدينة ( بال ) السويسرية عام 1897 وكان هدفه إقامة دولة صهيونية دينية في فلسطين .
ومن أهداف الصهيونية الحديثة إثارة الحماس الديني بين يهود العالم من أجل إقناعهم بالهجرة لأرض فلسطين باعتبارها أرض الميعاد التي وعدهم إياها الرب في التوراة .
ثم هدف آخر يتبع الهدف الأول وهو تهويد أرض فلسطين بطرد أهلها وقتلهم عن طريق المذابح الجماعية التي حدثت قبيل إعلان دولتهم المزعومة عام 1948 مثل مذبحة ( دير ياسين ) الشهيرة .
وقام اليهود الألمان بدور بارز في إحياء اللغة العبرية بشكل عصري وهي لا تمت بأي صلة للغة العبرية الأصلية ذات الأصل الشرقي
القديم ....
---------------------------------------
(1) وقيل نسبة إلى اليهود بشد الدال وهو التوبة والرجوع إلى الله وذلك نسبة إلى قول موسى لربه : ( إنا هدنا إليك ) حين غاب موسى عن بني إسرائيل لميقات ربه فصنعوا عجلا ً من ذهب وعبدوه من دون الله فلما رجع موسى إليهم وغضب منهم وتاب أكثرهم فقال موسى هذه الكلمة لربه عز وجل فسموا هودا ً ثم حولت إلى يهود 0 والله أعلم .
وتقوم عقيدة اليهود الأصلية على التوحيد مثل بقية الشرائع الأخرى السابقة واللاحقة عليها ولكن اليهود حرفوها منذ عهد موسى عليه السلام ثم حين قالوا إن عزيرا ابن الله ثم تحريفهم التوراة واستبدالها بالتلمود فيما بعد 00
(2) اقرأ سلسلة الماسونية للمؤلف , الناشر دار الكتاب العربي
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
)
الصهيونية والصوفية , اليهودية والفرق الأخرى
=================================================
الصهيونية والصوفية
اليهودية والفرق الأخرى
- الفرق اليهودية
- وآراء الحاخامات في الصهيونية السياسية والصهيونية الصوفية
الصهيونية في الفكر الصوفي اليهودي :
الصوفية طريقة تعبدية في كل الأديان والشرائع اتخذها أتباعها طريقا ً إلى الله , فتجدها في المسيحية أخذت شكل الرهبنة وفي اليهودية
كذلك , وفي الإسلام اتخذت الزهد طريقا ً تعبديا ً ومنهجيا ً في الحياة وهي أحد الفرق الإسلامية .
والفرق اليهودية من أهمها :
( الفريسيون ) وهم المتشددون ويسمون بالأحبار أو الربانيين وهم متصوفون رهبانيون لا يتزوجون ويحافظون على مذهبهم عـــن طريق التبني وهم يعتقدون بالبعث والملائكة والعالم الآخر .
( الصديقون ) وهي تسمية تحمل الضد لما يعتقده أصحابهم فهم مشهورون بالإنكار , فينكرون البعث والحساب والجنة والنار وينكرون
أيضا ً التلمود وينكرون الملائكة والمسيح اليهودي المنتظر .
( فرقة السفاكين ) أو المتعصبين أو الإرهابيين , وفكرهم قريب من فكر طائفة الفريسيين , ولكنهم متطرفون أكثر منهم فهم لا يتسامحون ويتسمون بالعدوانية وقد ظهرت هذه الفرقة في مطلع القرن الأول الميلادي بثورة قتلوا فيها الرومان ومل من يتعاون معهم من اليهود .
( فرقة الكتبة ) أو النساخ وعم الوعاظ وكتبة التوراة وناسخوها ويسمون بالحكماء والسادة ولهم مدارس الشريعة يدرسون فيها التوراة
والشريعة اليهودية , وهم من الأثرياء بسبب تكسبهم في مدارسهم .
( طائفة القراءون ) وهم قلة من اليهود لا تعترف إلا بالتوارة التي أنزلت على موسى ولا تعترف بالحق المقدس أو أرض الميعاد ولا يؤمنون بالتلمود , ولا يؤمنون بالتالي بأحقية اليهود في أرض فلسطين ويعتبرون ذلك مخالفا ً لما جاء في التوراة .
( طائفة السامريون ) وهم من اليهود أو المتهودون من غير بني إسرائيل كانوا يسكنون جبال بيت المقدس , أثبتوا نبوة موسى وهارون
ويوشع بن نون دون غيرهم , ولا يؤمنون إلا بتوراة موسى وهي الأسفار الخمسة , قبلتهم جبل يقال له ( غريزيم ) بين بيت المقدس ونابلس ولغتهم غير العبرية , ولا يعترفون بالقدسية للقدس ولا يرون أن لليهود أحقية مقدسة في فلسطين ولا يؤمنون بالتالي بأرض الميعاد .
وبعد هذا العرض الموجز لفرق اليهود يتضح أن الفرقة الغالبية هي الفريسيون وهم الصوفية اليهودية وأن هناك فرقا ً من اليهود لا تؤمن بأرض الميعاد ولا تؤمن بالتلمود ويمثل الفريسيين الحاخامات اليهود .
وفي ضوء كتب التصوف اليهودي وبالرجوع إلى سفر إشعياء الذي يرجع إليه الحاخامات نجد أن كلمة صهيون معناها معبر عن الفكرة الجوهرية والأصلية للرسالة العبرية , فتقرأ في كتاب ( زوهار ) : وجعلت أقوالي في فمك وتظل يدي سترتك لنشر السموات وتأسيس الأرض . وفي نفس السفر من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشاليم كلمة الرب , وقد فسر الحاخامان آية المزامير : أن الرب يحب أبواب صهيون بأن هذه الأبواب هي التي تميزت بالشريعة إذ أن اسم صهيون على ما يتميز به التوراة ولذلك يمكن أن تسمى كل الأماكن الأخرى التي تميزها التوراة ( صهيون ) وليس هذا هو كل شيء فالبشر الذين يدرسون التوراة وينفذون تعاليمها يسمونهم ( صهيون ) كذلك كما جاء في أحد نصوص أرمياء في الإصحاح السادس والثلاثين .
فصهيون حسب رأيهم وتفسيرهم هم الذين ينفذون التوراة وأعمال التقوى وغيرهم هم المخطئون .؟ وهكذا ربط الحاخامات الذين يمثلون الصوفية اليهودية بين أتباع تعاليم التوراة والتلمود والصهيونية التي تعني ذلك في فكرهم , وبالتالي بين أرض الميعاد وحق العودة إلى فلسطين وإقامة دولة لهم فيها .
ومن أفكارهم وتفسيراتهم للتوراة أنه لا يدعى صهيون ولا يمكن أن يسمى صهيون إلا من ينجز التعاليم الثلاثة الآتية :
1- دراسة التوراة .
2- ممارسة الشعائر الدينية .
3- وممارسة الإحسان .
وهي تفسير ما جاء في سفر إشعياء وتلمود أورشاليم : ( وجعلت أقوالي في فمك ) , والتي تعني دراسة التوراة . وأيضا ً ( ويظل يدي تغطيك ) أي ممارسة الإحسان . وثالثا ً : لفرشي السموات وتأسيسي الأرض , معناها ممارسة الشعائر الدينية (1) وفي جبل صهيون
يعيش المتصوفون اليهود وكتابهم يسمى ( زوهار ) . والقيمة العددية لكلمة صهيون هي : 9-1-6-7 , واليهود يحولون الحروف إلى أرقام على طريقة ( أبجد هوز حطي كلمن ) الخ المشهورة .. فالألف له رقم (1) والباء رقم (2) والجيم (3) والدال (4) وهكذا .
والأصل في الفكر الصوفي الصهيوني أن أتباعه لا يؤمنون بالدولة ولا بالحكومة , فصهيون ينكر, وكل دولة إنها مملكة الرب .
أما الصهيونية السياسية فهي عنصرية تختلف عن الصهيونية الحقة , فقد أخذ الصهاينة السياسيون كلمة صهيون على أساس أنها تعني أتباع الشريعة والعمل بتعاليم التوراة والتلمود وانحازوا بها إلى طريق آخر هو طريق الاستيطان والعنصرية , ومن مجموعة الرسائل التي حررها حاخامات كبار عن الصهيونيين نشرها إبراهام باروخ سترانبوج وارسو عام 1902 وذكرها إيمانويل ليفين في كتابه ( اليهودية عدو الصهيونية ) قال : نحن نقر بأن بعض الحاخامات قد وقعوا في الفخ الذي نصب لهم فقد استسلموا للفساد الصهيوني .
يتصرف الصهاينة بدهاء يرسلون خطابات شخصية إلى الحاخامات وقد كتبت بطريقة ملتوية حتى إن الحاخامات دون أن يريدوا ولجهلهم بالأساليب الخبيثة لا يرون الهوة التي حفرها الصهاينة لكي يسقط فيها كل بني إسرائيل والتوراة . ومن ثم يرد هؤلاء المخدعون ردا ً يتفق وأهداف الصهاينة وهو لا يعلمون فينشر الصهاينة لكي يسقط فيها كل بني إسرائيل والتوراة , ومن ثم يرد هؤلاء
المخدعون ردا ً يتفق وأهداف الصهاينة وهم لا يعلمون فينشر الصهاينة هذه الرسائل لتضليل الحاخامات يؤيدون الصهاينة . وقد علمنا أن معظم الحجج التي ساقها هؤلاء الحاخامات قد أخذت عن كتاب ( دراسات صهيونية ) ( لجاوون راتساك بوركن ) إذ أنه كان صادق الإيمان فقد كان يريد أن يضع مؤلفا ً نقيا ً ومقدسا ً تبعا ً للإيمان بالتوراة المكتوبة وبالشريعة ولكن الآخرين قد أخفوا الملابس الصهيونية القذرة والفجة تحت ثياب طاهرة ومقدسة . وهكذا ابتعدوا عن الطريق الذي سار فيه ( راتساك ) .
ويضيف الحاخام : وباسم حاخامات إسرائيل الكبار سألقي كلمة افتتاحية لأن الحقيقة تقتفي خرق جدران بناء الصهيونية المظلم كي ترى من خلال الثوب ماذا يجري في الداخل وإظهار ما فيه من فساد في وضح النهار , فالصهيونية جرح مؤلم ومصيبة تحدث لنـا .
ثم قال : لقد اعتاد عملاء الصهيونية السب والإهانة لكل من تجرأ وعارض مثلهم وأفكارهم , وأنه لشرف عظيم أن يتعرض الإنسان لسبهم وطعنهم وعار لمن يوجهوا إليه المديح والإطراء .
ويختتم الحاخام بقوله : وهكذا يستطيع الشعب أن يحكم وأن يرى أن ( الصهاينة ) ليسوا معنا وإنما أعداء إسرائيل , ومن كان مع الله
فليأت إلينا . ومن رسائل الحاخامات اليهود المناوئين لفكر الصهيونية السياسي الداعي إلى إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين نقرأ:
وعلى أي حال أستحلفكم أن تفكروا جيدا ً وأن تنتبهوا إلى موقعكم إذا تحققت أهداف الصهيونية : ففي الدولة اليهودية يصبح أهل الخطايا ملوكا ً والمحرضون على الذنب أمراء وأبناؤهم الأفاعي يصبحون قادة وسوف يدوسون بأقدامهم على رؤوسكم أقل الموظفين
شأنا ً , وسوف يتحكم فيكم ويحكمكم أعداؤكم الذين يكرهونكم ويحتقرونكم في أعماق قلوبهم .
ويضيف : عليكم ألا تمنوا أنفسكم بالآمال الكاذبة إذا كانوا اليوم يبحثون عنكم ويوجهون لكم كلاما ً معسولا ً , ذلك لأنهم يحتاجون إليكم , إنهم يستخدمونكم لجذب الجماهير ويبهرونه بنوركم الروحاني , ولكنهم لن يلتفتوا إلى ما تذكرونه لهم , فلتفتحوا أعينكم (2) .
ويضيف : إذا كانوا يتلقونكم في العلن ولا يظهرون احتقارهم فذلك لأنهم لا يجدون مصلحة مؤقتة في ذلك ولكني أكرر لكم , لستم بالنسبة لهم سوى خدمة وأداة سياسية . وأخيرا ً ماذا ألم بكم حتى تسلكوا طريقا ً بمثل هذه الخطوة . ؟ هل لمساعدة هؤلاء الخاطئين
ومساندتهم فلتستمعوا إذن لنصحنا , فكروا وتأملوا الموقف فقد قال حكماؤنا : من يتملق الشرير فسينتهي بالوقوع بين يديه لا تغمضوا أعينكم عن النظر إلى موقفكم الذي ترديتم فيه تحت سيطرة الصهيونية , فهكذا تستطيعون العودة والعثور على الطريق حيث السير في أمان من جديد .
الآن يا إخوتي أيها الشعب المقدس من سلالة إبراهيم وإسحاق ويعقوب نحن من بقينا مخلصين للرب والتوراة , أليس علينا أن نحب ونعز أرضنا المقدسة صهيون والقدس هي أقدس الأماكن المقدسة في الماضي والحاضر وفي المستقبل . ؟
في الماضي لأن الوجود الإلهي كان فيها , القدس وجبل صهيون كانت تسمى مدينة الرب وبلد ربنا : ملك الملوك المقدس كان في قصوره ونحن نأمل في أن تشيد من جديد وأن يقيم وسط شعبه وكما جاء : يدعمها الله إلى الأبد .
وفي الحاضر لأن حكماؤنا قالوا لم يترك الوجود الإلهي حائط المبكى أبدا ً , وقد جاء أيضا ً : ( ها هو يقف خلف حائطنا ) , ونرى في التوراة المقدسة أن المقدس المبارك يحب بلدنا في فترات تخريبها , فقد عقد ميثاقا ً مع الأرض المقدسة كما عقد ميثاقا ً مع الأنبياء إذ جاء في سفر اللاويين في الإصحاح السادس والعشرين الآية الثانية والأربعون : ( سوف أذكر ميثاقي مع يعقوب وأذكر ميثاقي مع إسحاق وميثاقي مع إبراهيم وسوف أذكر الأرض ) .
ويضيف في رسالته : وعلينا أن نعتز بتراب الأرض المقدسة ونحب أطلالها ونعتني ببقاياها لأننا دمرناها بذنوبنا وأصبحنا نعيش في المنفى وعلينا أن نعطف عليها ونحرص على أن لا نزيد من خطورة حروبها بزيادة خطايانا وبتمردنا وبتدنيس مجدها وبهائها وجمالها
وما بقى من هذا الجمال إذا اشتركنا فيما يرتكبه الصهاينة الذين يصيحون قائلين : اهدموا ولا تذروا حتى البناء ) .( المذمور 137 : 7 )
فبدلا ً من إعادة بناء صهيون فإنهم يتمنون هدم ما بقى من جدرانه , والحقيقة لا نعرف إلى أين يذهبون ومتى يتوقفون . إن حبنا لصهيون وشفقتنا عليها ورحمتنا بها تدعونا لعدم إشعال النار التي خربتها وألا نستثير مرة أخرى غضب الله الشديد وألا يظل فترة دمارها بذنوب جديدة أكثر خطورة من الذنوب التي سببت شقاءها والتي يسعى القادة أولئك الثعالب الذين يجتاحون كرمة الرب الذين ينصبون الفخاخ في طريق الصهاينة ليوقعونا في الخطايا .
ويستطرد : إن خطورة هؤلاء الأعداء تبين بصفة خاصة في المكر والخبث في أسلوبهم , إنهم يتسللون بين صفوفنا ولا يهاجموننا وجها ً لوجه , يندسون بين صفوفنا ويرتدون ثيابنا ويتكلمون بلغتنا .
----------------------------------------
(1) ذلك تفسير الحاخامات , انظر اليهودية عدو الصهيونية – ايمانويل ليفين .
(2) المصدر السابق .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من خدع من ؟
=======================================
- صهيون وأورشاليم في كتاب ( زوهر ) كتاب المتصوفة اليهود .
- لقد باعوكم وبدون مقابل
صهيون وأورشاليم في كتاب ( زوهر ) كتاب المتصوفة اليهود
وبعد أن تعرفنا على رأي الحاخامات اليهود في الصهيونية السياسية التي جاء بها هرتزل وأتباعه , والفرق بينها وبين الصهيونية عند المتصوفة اليهود , نتوجه إلى كتاب ( زوهر ) الذي هو كتاب المتصوفين اليهود وماذا يقول عن أورشاليم والصهيونية ؟ ! .
في سفر ( زوهر ) تعني كلمة صهيون ( سفير يزود ) ) Sephira Yesod ) أي العدد أو الحق أساس العالم . وكلمة القدس تعني
( سفيرا مالهوت ),( Sephira Meahout Daera ) والوصف الجديد لصهيون هو العدل الذي هو أساس وهو مركز العالم والمكان القدس الذي يتم اتحاد السماء والأرض حسب الرؤية اليهودية الصوفية .
وفي كلمات الحاخام اليهودي مؤلف كتاب حمات يهوشوا ( Houmat yeho-choua ) وهو رئيس المجلس الديني اليهودي بمدينة زيورخ الألمانية يقول : جاء أحد ممثلي الصهاينة والقوميين هنا , وقد أوفد لعرض فلسفتهم وآرائهم المقيمة على الجمهور ومن الكلمات الملحدة التي ذكرها قال :
مثل موسى (1) ( ولم يدعوه سيدنا ) الذي كان يظهر كرجل مصري قد أنقذ إسرائيل مكن ذل مصر , فهكذا هرتزل الذي يبدو اليوم كغريب يمكنه أن ينقذ الشعب اليهودي في عهدنا الحاضر .
يقول الحاخام معلقا ً على تلك الكلمة : من هذه الكلمات الكافرة يتضح تماما ً أن الصهاينة ملحدون وأنهم ينكرون التوراة إذ أن نعمة موسى نعمة مقدسة , الله هو الذي اختاره وأرسله لإنقاذ إسرائيل , ومن يرفض الدين والقدسية ليس من حقه أن يتكلم عن موسى وأن يستشهد به . ويضيف :
وقد تكلم ملحد آخر أمام جمهور من المستمعين يتكون أغلبيته من شباب فقال : إنه قانون في إسرائيل سري منذ الزمن البعيد يلزم كل رجل يبني بيتا ً أن يترك جزءا ً من حائطه أو من سقفه أو من أرضيته ناقصا ً غير كامل فلا يغطيها بالجبس أو الطلاء وذلك لذكرى إحياء هدم المعبد ولنفس السبب عندما يتزوج رجل فعليه أن يكسر كوبا ً , ومن ناحية أخرى فكل بوم يعلن اليهودي في صلاته :
إني أؤمن إيمانا ً تاما ً بعودة المسيح , وهذه هي الخدع التي ابتكرها الحاخامات لتهدئة روح الشعب القلق وجعله يتحمل شقائه وبؤسه , وهذه الطرق تجعل أمله يكبر وإيمانه يقوى إلى درجة تجعله لا يجد ضرورة للقيام بأي عمل ينقذ نفسه فعلا ً فمن العبث التحدث مع الأتقياء الذين يتمسكون بالأفكار القديمة , فإنهم لم يستمعوا لنا وليس هذا فحسب وإنما سوف ينقضون علينا لكي يرجمونا , ولكن أنتم إخواني من الشباب الذين دقتم رحيق الثقافة والأفكار الجديدة إني أسألكم إلى متى تؤمنون بالخرافات ؟ ألا ترون أن مئات وآلاف السنين قد مرت والمسيح ابن داود لم يعد على الرغم من أنكم تقولون كل يوم في صلاتكم :
نحن نؤمن إيمانا ً عميقا ً بأنه سيعود . ولذلك لا تنتظروه فإذا كان قد تأخر كل هذا التأخير فهذه علامة على أنه لن يعود أبدا ً . وباعتمادنا على أنفسنا وعلى جهودنا الخاصة ننقذ أنفسنا فعلينا أن نفعل كل ما في طاقتنا لتحرير الشعب اليهودي . ولكن طالما يستحيل
على أي يهودي أن يقف أمام ملوك ورؤساء الدول لكي يدافع عن قضيتنا ويبين أننا نحن أيضا ً لنا الحق في المطالبة بدولة ذات سيادة فعلينا أن ننصب قادة وحكاما ً من بيننا قادرين على تمثيلنا بكفاءة مثل ( ماكس نورد ) و ( تيودور هرتزل ) وأن نؤمن بهم كما آمن بنو إسرائيل فيما مضى بالرب وبموسى بعده , وإذا آمنتم بهم بكل روحكم وبكل قلوبكم وبكل ما تملكون من قوة فإن الخلاص سيأتي لإسرائيل ونعود إلى صهيون (2) .
هكذا جاءت الصهيونية السياسية التي أذاعها هرتزل في الشباب اليهودي طاعة للقوى الاستعمارية في زمانه وليس طاعة لرب إسرائيل
ولم تفلح محاولات الحاخامات في التصدي لدعوة أو صهيونية هرتزل , وانتهى الأمر بأن أصبح مفهوم الصهيونية هو المفهوم العنصري الذي أشاعه ( هرتزل ) وحرر الشعب اليهودي من قيود الحاخامات الأقدمين وأصبحت الصهيونية فكرا ً سياسيا ً انضم إليه يهود ومسيحيون وكل الملل الأخرى .
باختصار أصبحت ( الصهيونية الهرتزيلية ) دينا ً جديدا ً يقف وراء ملك اليهود الدجال الذي سيدعي أنه المسيح آخر الزمـــان . ؟
تتبع .... لقد باعوكم وبدون مقابل
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
لقد باعوكم وبدون مقابل
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\.\\
لقد باعوكم وبدون مقابل
تقول التوراة أن التعجل بالخلاص يجب الإيمان بالله واتباع تعاليمه . أما أتباع الصهيونية الحديثة أتباع ( هرتزل ) يرون أن طاعــة
( هرتزل ) ستؤدي إلى إقامة مملكتهم على الأرض والعودة من المنفى .
ولقد حذر الحاخامات الكبار قديما ً اليهود من التعجل في العودة من الشتات لأن ذلك يعني نهايتهم على أرض الميعاد . وحذر المجلس
الديني اليهودي في مدينة زاكلين ( Zaklin ) اليهود من الاعتقاد بأن الخلاص يتوقف على القوة البشرية فقد جاء في التوراة سـفر
أشعيا الإصحاح 51: 11 : الذين استردوا أرض الله يرجعون ويأتون صهيون بأغاني النصر . وأيضا ً جاء في نفس السفر : ( هكذا قال الرب : لقد باعوكم وبدون مقابل ولذلك لن تتحروا بالمال كما يظن الصهاينة ) ( أشعياء 52: 3 ) .
وفي الترجمة اليونانية : ( فإنه هكذا قال الرب : مجانا ً بعتم وبلا فضة تفكون .. ) . ثم يحذرهم : ( اعتزلوا اعتزلوا اخرجوا من هناك لا تمسوا نجسا ً . اخرجوا من وسطها , تطهروا يا حاملي آنية الرب . لأنكم لا تخرجون بالعجلة ولا تذهبون هاربين لأن الرب سائر أمامكم وإله إسرائيل يجمع ساقتكم ) ( أشعياء 52 : 11- 12 ) .
ويحذر شراح التوراة اليهود من استعجال العودة من المنفى في الوقت المناسب لأن ذلك يثير الكوارث وتتجه إلى نهاية اليهود وفي نفس المعنى يقول ( ابيشوتز ) مؤلف كتاب ( أفت يوناتان ) (Aavath Yonathan )
إذا تجمعت أغلبية اليهود للذهاب إلى القدس ووافقت كل الأمم على هذا العمل فعليك أن تمتنع عن الانضمام لهم , فإن النهاية غير معلومة وهي سر وقد لا يكون الوقت مناسبا ً , وفي هذه الحالة سيرتكب اليهود ذنوبا ً في الأرض المقدسة وهذا سيؤدي إلى منفى جديد سيكون أسوأ من السابق (1) . وقد حدث ذلك إذ عاد اليهود إلى فلسطين بالقوة وارتكبوا فيها المذابح وما زالوا يرتكبون المجازر
البشرية ضد سكان الأرض الأصليين والدول المجاورة , وهذا يؤدي إلى النهاية المحتومة المتوقعة , التي تبدأ بدخولهم في الخية وهي المنفى الأخير لهم على يد المهدي وجيش المسلمين بإذن الله في مصرعهم بعد خروج مسيحهم الدجال الذي ينتظرونه للجلوس على عرش داود .
جاء في المزمور 147 : ( الرب يبني أورشاليم يجمع منفى إسرائيل يشفى المنكسري القلوب ويجبر كسرهم يحصى عدد الكواكب يدعو كلها بأســماء ) .
في التلمود ( شروح اشى – بيراهوت 49 ) : إن البناء بإعجاز لأورشاليم يجب أن تسبقه عودة المنفيين ) . وفي كتاب ( زوهار ) بناء
المعبد بيدي الله سوف يسبق تجمع المنفييين ) . وعند شراحهم أن المسيح المنتظر يأتي أولا ً ثم يجمع المنفيين , وهذا عكس ما فعلته الصهيونية التي جاء بها هرتزل من جمع المنفيين أولا ً ثم انتظار خروج الدجال ملكهم .
وفي سفر أشعياء الإصحاح الثلاثون : تعال الآن اكتب هذا أمامهم على لوح وأحضره في كتاب حتى يستقر على الزمن وإلى الأبد عبر القرون لأنه شعب متمرد ولأنهم أبناء كذابون أولاد لم يقبلوا الاستماع إلى شريعة الرب , الذين يقولون للناظرين لا تنتظروا وللرسل لا تبلغوا الرسالة الحقة بل المديح والخرافات فقط ) . ( أشعياء 30 : 9 -10 ) .
وفي هذه النبوءة التوراتية لأشعياء تحذير الصهاينة من نهاية محتومة إذا خالفوا أمر الله بالعودة قبل الميعاد .
وقد جاء في المزمور 147 : أن الله لا يرضيه قوة الحصان الجامح ولا عضلات الرجل ولكنه يحب من يخشاه من عباده وأن يضعوا آمالهم في رحمته , لا يجوز وضع الثقة في أعمال الإنسان وأن يفتقر الأمل على عون الله وبركته ) .
وقال أحد الحاخامات الكبار : لأنكم رفضتم هذا القول وتوكلتم على الظلم والاعوجاج واستندتم إليهما , أي على مالكم لشراء أرض فلسطين من جديد من أيدي ملاكها الحاليين بمعرفة البنك الاستعماري كذلك يكون لكم هذا الإثم تصدع وتشقق في جدار مرتفع ويأتي هذا بغتة وفي لحظة وينكسر كما ينكسر إناء من الخزف ويسحق بلا شفقة .. لأنه هكذا قال الرب قدوس إسرائيل بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم . ويقول الحاخام الكبير ( موشي ناثان كالنان شابيرا ) عن الصهيونية الحديثة : يمكن تلخيص
الأيديولوجية الصهيونية كالآتي :
يجب ألا يستمر بقاء بني إسرائيل في المنفى مشتتين ومنفيين في أركان الأرض الأربعة وهم ينظرون بقلق وضيق عودة المسيح . ومن الضروري علاج الوضع اليائس للشعب اليهودي باستخدام الوسائل البشرية أو بالتحايل وفقا ً للإمكانيات الحالية وطبقا ً لروح العصر . مثال ذلك :
الحصول على أرض يستطيع بنو إسرائيل العيش فيها في أمان وأن ينشئوا دولة محترمة ومعترفا ً بها من كافة الأمم . ويضيف : ومناقشة الصهاينة في مشروعهم لإثبات عدم جدواه مضيعة للوقت , فقد صموا آذانهم وعميت قلوبهم .
ومع ذلك فكل إنسان عاقل يرى جيدا ً أن دولتهم القادمة ما هي إلا وهم وسراب وخيال , ويحدث أحيانا ً للبشر الذين يقاسون الجوع أو العطش أن يحلموا بأنهم يرتوون من منبع أو بأنهم يأكلون وجبة طيبة وطالما أنهم نيام فإنهم لا يستطيعون معرفة أنهم يحلمون وتأتي الصدمة المؤلمة عند استيقاظهم فتزداد آلامهم وتسوء حالتهم .
ويقول أيضا ً في رسالته : إن الصهيونية بدعة من مفكري دولة إسرائيل , إنهم يهود اندمجوا في مجتمعات أخرى , يهود نسوا اسمي
أورشاليم وصهيون , يهود يسخرون من الأتقياء الذين يقومون في منتصف الليل لكي ينوحوا ويتأوهوا لمنفى إسرائيل ويبكون لدمار أورشاليم , ولكن ظهرت معاداة ويجدون في كل مكان أقاموا فيه من يذكرهم بأنهم يهود ويعاملهم كغرباء , وفجأة فتحوا أعينهم فوجدوا أنهم رُحل في أرض غريبة في بلد ليس ملكهم . ولكونهم فقدوا إيمانهم ولم يتعودوا على أن يعيشوا كيهود لم يتمكنوا من احتمال وطأة المنفى من جديد , ولم يستطيعوا أن يعتادوا على فكرة العودة إلى وضع الغرباء بعد أن ظنوا أنهم أصبحوا مواطنين مثل الآخرين .
ويتكلم عن طائفته من اليهود الذين لم يؤمنوا بفكر الصهاينة الجدد فيقول :
وأما نحن يهود الأرثوذكس فإيماننا قوي وكبير روحنا في سلام وقلوبنا هادئة فنحن نثق بالله , ولا تزال تأكيدات حكماؤنا الذين يؤمنون بانتظار عودة المسيح قائمة بالنسبة لنا , حتى ولو تأخر المسيح في العودة فإننا ننتظره لأنه سيعود حتما ً عندما يشاء الله .
ويضيف : وانتظار عودة المسيح لا تجعلنا نفقد إيماننا وإنما يدعم هذا الإيمان , فوجود إسرائيل في المنفى أمر معجز يؤكد الوعد الإلهي , فقد مر ما يقرب من ألفي عام على اليهود وهم مشتتون في العالم حيث يقابلون أعداء الله والتوراة الذين يريدون إبادتهم . ولكن الله أوجد لهم دائما ً الرحمة لدى الملوك والأفراد من ذوي المروءة فيعرضون عليهم الحماية , وكل من درس التاريخ يعرف جيدا ً أن أمما ً عديدة كبيرة وقوية اهتز من قوة بأسها وجبروتها العالم بأسره وهدمت العروش والدول فدمرت وزالت واختفت دون أن تترك أي أثر , لكن شعبي إسرائيل الصغير وقد تمسك بالتوراة لا يزال يعيش ولا شيء يستطيع القضاء عليه وهذه المعجزة بقاء إسرائيل في المنفى أليست حجة قوية ضد الصهيونية ؟ .
ألا يجب أن تفتح أعين الذين فقدوا البصر ونعيد الضالين إلى سواء السبيل ؟ ويجيب الحاخام : إن كل إنسان عاقل لا يستطيع أن يتبع الصهاينة في ضلالهم ولكن لنفترض أن فكرتهم تحققت وأنهم نجحوا في إقامة دولة يهودية قادرة , فإني أقول لكم إننا نحن اليهود الأتقياء علينا أن نمتنع عن أتباع هؤلاء الآثمين الذين يحاولون إيجاد خلاص صناعي وهو الشـــيء الذي تحرمـــه التــوراة
تحريما ً واضحا ً (2) . ويرى الحاخام أن الخلاص بالأساليب البشرية لم يكن غير مباح فحسب وإنما حرم صراحة في التوراة في مواضع كثيرة وبصفة خاصة في سفر التثنية في الإصحاح الثلاثين :
ومتى أتت إليك كل هذه الأمور فإن وردن في قلبك بين جميع الأمم وقد طردك الله لتذهب إليهم فإذا رجعت إلى الرب إلهك واستمعت لصوته بكل جوارحك , قلبك وروحك وفقا ً لما أمرتك به اليوم أنت وأبناؤك , سوف يعفو الله عنه ويعيد الأسرى ويجمعكم مرة أخرى من بين جميع الشعوب الذين شردك الله بينهم ولو كنت منفيا ً في أقصى السماء لأعادك الله وأحضرك , من هناك إلى البلد الذي كان يملكه آباؤك فتملكها ويحسن إليك ويجعلك أسعد حالا ً من آبائك ) . وقد جاء كذلك ( الرب إلهك يجمعك والرب إلهك يأتي بك ) .
أي أن جميع المنفيين سيأتي بهم الله إلى صهيون بذاته والعمل المسموح به للإنسان لكي يستعجل النهاية هو الرجوع إلى الرب والتوبة وفي المزمور 127 : ( إن لم يحفظ الرب فعبثا ً يتعب البناؤون ) .
وفي نشيد الإنشاد الإصحاح الثاني : يقول الله واسوا شعبي وتحدثوا إلى قلب أورشاليم ها هو الله الخالد يأتي بجبروته ) (3) .
ويقول الحاخام في رسالته : إنه لا يأتي بالطريقة الطبيعية وإنما يده تتحكم وسوف يأتي بطريق المعجزة مثل أيام الخروج من مصر , وعلى الصهاينة إلا يعترضوا قائلين إن الخلاص وحده يأتي بالمعجزة وإنما تجميع المنفيين فلا .
إذ أنه جاء ( كراع يرعى قطيعه , بذراعه يجمع الحملان بين يديه وفي حضنه يقود المرضعات ) . ويقول : ويتابع الرسول التحدث عن الذين فقدوا الإيمان : أنتم يا من تنكرون المعجزات إنكم تنكرون المعجزات من هو الذي حدد حجم المياه قبضة يده وأعطى السموات مساحة راحة يده . ألم تخلق الطبيعة بمعجزة , أو العالم خلق من لا شيء فإذا كان الله قد خلق الكون بمعجزة فلماذا لا يفعل الشيء نفسه ليأتي بالخلاص ؟ ولماذا لا تأتي النهاية كما جاءت البداية ؟
وقد يقول الصهاينة : ليس هدفنا هو أن نحل محل المسيح , وإنما ننقذ فقط إخواننا من اضطهاد وأعداء السامية لهم , ونحن لا نأمل أن نقوم بمهمة اجتماعية وعملنا هو عملية إنقاذ للجماهير اليهودية وقد دفعنا إلى ذلك شعورنا بالرأفة والحب .
ويرد عليهم الحاخام : ويقول حكماؤنا : إن الله تعالى قد رحم بني إسرائيل بتشتيتهم بين الأمم ( تلمود بيراحين 87 ) وقد جاء : أشتتهم
مثل الجهات الأربع الأصلية وإذا أراد الله تشتيت بني إسرائيل في الجهات الأربع الأصلية , قال : ( أشتتهم في الجهات الأربع الأصلية) ولما قال مثل الجهات الأربع الأصلية ولكن كذلك لا يستطيع العالم البقاء بدون الجهات الأربع الأصلية فإن الأمم كذلك لا تستطيع الاستغناء عن بني إسرائيل ) . ( تلمود أفووا ) . ويستكمل حديثه عن نعمة التشتت لبني إسرائيل : إن ما يعتبره الصهاينة ضررا ً هو في الواقع خير إذ أن شعب إسرائيل باق بفضل المنفى , ولكونه مشتتا ً لم يتمكن أعداؤه من إبادته عن آخره فإذا اضطهد فر إلى بلاد أخرى يجد فيها مأوى وموئلا ً حيث توجد جاليات يهودية ولكن إذا تجمع الشعب اليهودي في مكان واحد يصبح معرضا ً للأذى , ولذلك يتعين عدم العودة الجماعية إلى فلسطين قبل عودة المسيح , وحينئذ لن تكون هناك معاداة للسامية وستكون كل الأمم محبة لإسرائيل وسيختفي خطر الإبادة .
فالعودة إلى أرض فلسطين حسب رأي هذا الحاخام وغيره من الحاخامات الآخرين من اليهود الأرثوذكس لا تتم إلا بعد عودة المسيح اليهودي المنتظر , وهو غير المسيح عيسى ابن مريم لأنهم لا يعترفون به وينتظرون مسيحا ً آخر سفاكا ً للدماء يقودهم للسيطرة وحكم العالم . وبالتالي لا عودة ولا خلاص إلا بعد عودة المسيح المنتظر , وأما ما فعله الصهاينة الجدد من عودة اليهود إلى أرض فلسطين قبل خروج المسيح المنتظر فهو إيذان بهلاكهم , وهذا ما توقعه الحاخام اليهودي وغيره حسب نصوص التوراة , وهذا ما نصت عليه آيات القرآن الكريم في سورة الإسراء أيضا ً كما سنوضحه – إن شاء الله تعالى - ..
فالصهيونية الحديثة هي المقدمة الحقيقية لنهاية اليهود على الأرض . ؟
---------------------------------------------
(1) المصدر السابق .
(2) المصدر السابق , وهذه الرسالة كانت قبل قيام دولة إسرائيل الحالية وكانت محاولات لإيقاف المشروع الصهيوني في فلسطين لأنه مخالف حسب عقيدتهم للتوراة .
(3) المصدر السابق والكلام مازال للحاخام .
تتبع .... أرض إسرائيل التي في السماء وأرض إسرائيل التي في الأرض
المصدر : دار الكتاب العربي ( الحرب السابعة ) اقتربت نهاية اليهود وزوال دولة إسرائيل .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
)
: أرض إسرائيل التي في السماء وأرض إسرائيل التي في الأرض
================================================================
===========================================
الصهيونية في الفكر السياسي اليهودي
تتردد دائما ً كلمة الصهيونية مقترنة باليهودية واليهود , رغم اختلافات الفكر والهدف وأيضا َ النشأة . فالصهيونية حركة سياسية قائمة
على العنصرية المتطرفة , تسعى إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين وإن كانت تقبل أن تكون تلك الدولة في مكان آخر كما عرض على هرتزل منطقة شرق أفريقيا فوافق , إلا أن الاستعمار الإنجليزي والفرنسي شجع على إقامة الدولة الصهيونية على أرض فلسطين
لأغراض سياسية بحتة أهمها التخلص من الشعب اليهودي والقومية العربية في آن واحد .
اشتقت الصهيونية اسمها من جبل صهيون . ولكن في كتاب المتصوفة اليهود ( زوهر ) نجد أن صهيون تعني ( سفيرا يزود )
( Sephira yesod ) أي العدل والحق أساس العالم . وترتبط كلمة صهيونية بالقدس في الفكر الصوفي اليهودي حيث أن كلمة القدس عندهم تعني ( سفيرا مالهوث ) ( Sephira Maehout Daera ) . أي الملك والقوة . والفحص الحرفي لكلمة صهيون فهي فكرة يعبر عن الفكرة الجوهرية الأصيلة للرسالة العبرية : ( الخلق ) , الأحرف الثلاثة الأولى من التكوين : ب – ر – أ
وجاء في كتاب زوهار : جعلت أقوالي في فمك وتظل يدي تسترك لنشر السماوات وتأسيس الأرض . وكلمـة صهيـون بالعبريــة
( تسيون ) والمدينة التي تحمل هذا الاسم هي مدينة تتميز بتقواها وتستنير بنور التوراة كما ورد ذكر ذلك في سفر إشعياء الإصحاح الثاني : ( من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشاليم كلمة الرب ) . والقيم العددية للكلمة صهيون هي أرقام 9-1-6-7 , وهي تعني
عندهم أرقام الخلق والتكوين ولا يوجد فيها رقم (4) الذي هو رقم الدولة .
لكن الحركة الصهيونية أخذ اسمها من جبل صهيون بالقدس حيث تريد إقامة هيكل سليمان , وتقيم مملكة عاصمتها القدس . وارتبطت
الحركة الصهيونية باليهودي النمساوي ( هرتزل ) فهو زعيمها ومؤسسها في العصر الحديث .
وتستمد الصهيونية أفكارها من حركة المكابين وحركة باركوخبا وحركة موزس الكريتي وحركة دافيد روبين وحركة شبتاي زفي الذي
ادعى أنه المسيح الموعود المخلص , وأيضا ً الأفكار العنصرية بوجه عام . ومؤسس الصهيونية الحديثة تيودور هرتزل صحفي يهودي ( 1860-1904 ) الذي أقام أول مؤتمر صهيوني عالمي عام 1897 م واستطاع جمع عدد من اليهود حوله .
وقد صاغت الصهيونية العالمية خططها وفكرها في البروتوكولات التي عرفت فيما بعد باسم : ( برتوكولات حكماء صهيون ) .
واستطاعت الصهيونية العالمية ضم أعوان لها من غير اليهود من المسيحيين والمسلمين , ومن ثم السيطرة على عقول الشعوب الأوروبية والأمريكية وظهر ما يعرف بالمسيحية الصهيونية . واستطاعت الصهيونية العالمية السيطرة على وسائل الإعلام بكل أنواعها وعلى أسواق المال العالمية ولم تمض سنوات قليلة على انعقاد أول مؤتمر صهيوني حتى بدأ التخطيط لعودة اليهود لأرض فلسطين بمساعدة الاستعمار الإنجليزي الذي أصدر بلفور وعده الشهير عام 1917 ليعطي لليهود الصهاينة حق إقامة دولة على أرض
فلسطين باعتبارها أرض الميعاد .
وتقوم الصهيونية على التعاليم التوراتية المحرفة وتعاليم التلمود الذي كتبه كهنة اليهود في الأسر البابلي . أما اليهودية فهي ديانة بني إسرائيل المعروفين بالأسباط الاثني عشر وهم أبناء يعقوب عليه السلام ابن إسحاق عليه السلام ابن إبراهيم عليه السلام وهي قائمة على شريعة موسى عليه السلام رسول الله وكليمه .
ونسبت اليهودية إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب . ولكن العرب نطقت الذال دالا ً فعرفوا باليهود (1) وأتباع الديانة اليهودية حاليا ً ليسوا كلهم من اليهود المنحدرين من سلالة بني إسرائيل وإنما الأكثرية والغالبية من يهود الخزر المتهودين الذين تسوقهم دوافع استعمارية
لا أساس لها في التوارة أو الشريعة اليهودية .
أما الصهيوني – كما ذكر- فلها أبعاد سياسية محددة تستند إلى الدين اليهودي , وجل هدفها هو استيطان الشعب اليهودي المنبوذ لأرض يملكها الغير , وكان تحديد أرض فلسطين لأسباب تخدم المستعمر البريطاني والفرنسي وقتها . ولذلك فقد ساهم الصهاينة من غير اليهود في هذا المخطط الصهيوني تحت شعار ( أرض بلا شعب لشعب بلا وطن ) .
وكان من وراء تنفيذ هذا الشعار الماسوني الصهيوني ( لورد شافتسبري ) وهو مسيحي بريطاني في القرن التاسع عشر وكان شقيق زوجة رئيس الوزراء البريطاني ( بالمرستون ) . وكان ( شافتسبري ) زعيم حزب الإنجليين الذي كان هدفه هو تنصير اليهود . ورأى ( شافتسبري ) أن الشيطان اليهود أرض فلسطين سوف تعجل بعودة المسيح مرة ثانية إلى الأرض وخلاص البشر , فرفع شعار
(وطني بلا شعب لشعب بلا وطن) . ورأى أيضا ً أنه يمكن توظيف الشعب اليهودي المنبوذ في خدمة الإمبراطورية البريطانية , وأن
عودتهم لاستعمار فلسطين أرخص الطرق للوفاء باحتياجات المناطق الغير مأهولة في الإمبراطورية كي تكون دولتهم شوكة في ظهر
العرب والمسلمين في تلك المنطقة حتى لا تجتمع كلمة العرب على رأي واحد أو رجل واحد .
وبالتالي تكون دولة اليهود لصالح أوروبا وأهل الغرب كلهم , وكتب شافتسبري أفكاره ونظرياته الصهيونية في مذكرات تفصيلية عرضها على زوج أخته رئيس الوزراء البريطاني وقتها , ونتيجة لذلك تم افتتاح قنصلية بريطانية في القدس .
ومن الشخصيات الصهيونية المسيحية أيضا ً ( لورانس أوليفانت ) (1829-1888) الذي كان يعمل في السلك الدبلوماسي البريطاني
وكان عضوا ً في البرلمان الإنجليزي وكان يرى ضرورة إنقاذ الإمبراطورية العثمانية عن طريق إدخال اليهود وكيانها المريض بتوطينهم في أرض فلسطين , بإنشاء شركة استيطانية لليهود برعاية بريطانيا ويكون مركزها ( استانبول ) التركية .
وعارض ( أوليفانت ) الرأي القائل بتوطين اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية وقام بجمع توقيعات اليهود على عريضة يؤكدون فيها رغبتهم في الهجرة إلى فلسطين . واستطاع بالفعل تهجير نحو سبعين يهوديا ً من أصحاب الحرف إلى فلسطين .
ونشر ( أوليفانت ) أفكاره الاستعمارية الصهيونية في كتابه ( أرض جلعاد ) الذي عبر فيه عن كراهية للعرب الذين يعتبرهم المسئولين
عن إفقار فلسطين باعتبارهم لا يصلحون إلا للإعمال الدنية الحقيرة وأنه يجب استخدامهم كعمالة رخيصة تحت إشراف اليهود . ثم جاء الوزير البريطاني ( لورد بلفور ) الذي ارتبط اسمه بوعد ( بلفور ) الشهير الذي أعطى اليهود الحق في استيطان أرض فلسطين لإقامة دولة لهم على أرضها .
وكان ( بلفور ) يرى أن عودة اليهود إلى أرض فلسطين وإقامة دولة لهم غير العقيدة المسيحية الألفية التي تعتمد بالمجيء الثاني للمسيح والعصر الألفي السعيد , وليس حبا لليهود أنفسهم , لأنه يرى أن ولاء اليهود للدولة التي يعيشون فيها لا وجود له .
وهكذا نجد أن الصهاينة المسيحيين قد استغلوا أفكار ( هرتزل ) اليهودي من أجل إقامة دولة يهودية في أي أرض , فأرادوا الاستفادة من ذلك وجعلوا أفكاره تتجه إلى أرض فلسطين لتحقيق مآرب سياسية ودينية في وقت واحد .
ولذلك فقد فطنت بعض المنظمات اليهودية لهذا الفخ الاستعماري ورفضت فكرة إقامة دولة يهودية أصلا ً , ومن هذه المنظمات اليهودية المعادية للصهيونية وإقامة دولة يهودية مجلس الحاخامات في ألمانيا الذي أعلن أن فكرة الدولة اليهودية يتعارض مع عقيدة الخلاص اليهودية , وأدى هذا الاعتراض إلى نقل المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 من ( ميونيخ ) بألمانيا إلى ( بال ) بسويسرا.
وكذلك أبدت منظمتان يهوديتان في إنجلترا وهما مجلس مندوبي اليهود البريطانيين والهيئة اليهودية الإنجليزية نفس الموقف المعادي لإقامة دولة يهودية في أي مكان , وكذلك المؤتمر المركزي للحاخامات الأمريكان , واللجنة اليهودية الأمريكية التي اتخذت موقفا ً معاديا ً للصهيونية منذ عام 1906 حتى عام 1940 , وقد رفضت وعد بلفور حين صدوره وقدمت عريضة للحكومة الأمريكية تعلن فيه رفضها للوعد وقع عليها نحو 299 يهوديا ً أمريكيا ً .
والحركة الصهيونية مرتبطة ارتباطا ً وثيقا ً بالماسونية العالمية اليهودية فهي الجهاز التنفيذي للصهيونية العالمية (2) , فالصهيونية والماسونية وجهان لعملة واحدة رغم أن الماسونية قد مرت بمراحل كثيرة منذ القرون الأولى وقبل ظهور المسيحية إلا أنها نشأت كحركة عالمية لمحاربة المسيح عليه السلام وأتباعه فيما بعد .
أما الصهيونية الحديثة فقد بدأت نواتها الأولى منذ عام 1806 حين اجتمع المجلس الأعلى اليهودي بدعوة نابليون لاستغلال اليهود وتحريضهم على مساعدته , وقد وعد بإقامة دولة لهم على أرض فلسطين ولكن محاولاته لم تنجح . ثم جاءت حركة هرتزل الذي عقد المؤتمر اليهودي العالمي في مدينة ( بال ) السويسرية عام 1897 وكان هدفه إقامة دولة صهيونية دينية في فلسطين .
ومن أهداف الصهيونية الحديثة إثارة الحماس الديني بين يهود العالم من أجل إقناعهم بالهجرة لأرض فلسطين باعتبارها أرض الميعاد التي وعدهم إياها الرب في التوراة .
ثم هدف آخر يتبع الهدف الأول وهو تهويد أرض فلسطين بطرد أهلها وقتلهم عن طريق المذابح الجماعية التي حدثت قبيل إعلان دولتهم المزعومة عام 1948 مثل مذبحة ( دير ياسين ) الشهيرة .
وقام اليهود الألمان بدور بارز في إحياء اللغة العبرية بشكل عصري وهي لا تمت بأي صلة للغة العبرية الأصلية ذات الأصل الشرقي
القديم ....
---------------------------------------
(1) وقيل نسبة إلى اليهود بشد الدال وهو التوبة والرجوع إلى الله وذلك نسبة إلى قول موسى لربه : ( إنا هدنا إليك ) حين غاب موسى عن بني إسرائيل لميقات ربه فصنعوا عجلا ً من ذهب وعبدوه من دون الله فلما رجع موسى إليهم وغضب منهم وتاب أكثرهم فقال موسى هذه الكلمة لربه عز وجل فسموا هودا ً ثم حولت إلى يهود 0 والله أعلم .
وتقوم عقيدة اليهود الأصلية على التوحيد مثل بقية الشرائع الأخرى السابقة واللاحقة عليها ولكن اليهود حرفوها منذ عهد موسى عليه السلام ثم حين قالوا إن عزيرا ابن الله ثم تحريفهم التوراة واستبدالها بالتلمود فيما بعد 00
(2) اقرأ سلسلة الماسونية للمؤلف , الناشر دار الكتاب العربي
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
)
الصهيونية والصوفية , اليهودية والفرق الأخرى
=================================================
الصهيونية والصوفية
اليهودية والفرق الأخرى
- الفرق اليهودية
- وآراء الحاخامات في الصهيونية السياسية والصهيونية الصوفية
الصهيونية في الفكر الصوفي اليهودي :
الصوفية طريقة تعبدية في كل الأديان والشرائع اتخذها أتباعها طريقا ً إلى الله , فتجدها في المسيحية أخذت شكل الرهبنة وفي اليهودية
كذلك , وفي الإسلام اتخذت الزهد طريقا ً تعبديا ً ومنهجيا ً في الحياة وهي أحد الفرق الإسلامية .
والفرق اليهودية من أهمها :
( الفريسيون ) وهم المتشددون ويسمون بالأحبار أو الربانيين وهم متصوفون رهبانيون لا يتزوجون ويحافظون على مذهبهم عـــن طريق التبني وهم يعتقدون بالبعث والملائكة والعالم الآخر .
( الصديقون ) وهي تسمية تحمل الضد لما يعتقده أصحابهم فهم مشهورون بالإنكار , فينكرون البعث والحساب والجنة والنار وينكرون
أيضا ً التلمود وينكرون الملائكة والمسيح اليهودي المنتظر .
( فرقة السفاكين ) أو المتعصبين أو الإرهابيين , وفكرهم قريب من فكر طائفة الفريسيين , ولكنهم متطرفون أكثر منهم فهم لا يتسامحون ويتسمون بالعدوانية وقد ظهرت هذه الفرقة في مطلع القرن الأول الميلادي بثورة قتلوا فيها الرومان ومل من يتعاون معهم من اليهود .
( فرقة الكتبة ) أو النساخ وعم الوعاظ وكتبة التوراة وناسخوها ويسمون بالحكماء والسادة ولهم مدارس الشريعة يدرسون فيها التوراة
والشريعة اليهودية , وهم من الأثرياء بسبب تكسبهم في مدارسهم .
( طائفة القراءون ) وهم قلة من اليهود لا تعترف إلا بالتوارة التي أنزلت على موسى ولا تعترف بالحق المقدس أو أرض الميعاد ولا يؤمنون بالتلمود , ولا يؤمنون بالتالي بأحقية اليهود في أرض فلسطين ويعتبرون ذلك مخالفا ً لما جاء في التوراة .
( طائفة السامريون ) وهم من اليهود أو المتهودون من غير بني إسرائيل كانوا يسكنون جبال بيت المقدس , أثبتوا نبوة موسى وهارون
ويوشع بن نون دون غيرهم , ولا يؤمنون إلا بتوراة موسى وهي الأسفار الخمسة , قبلتهم جبل يقال له ( غريزيم ) بين بيت المقدس ونابلس ولغتهم غير العبرية , ولا يعترفون بالقدسية للقدس ولا يرون أن لليهود أحقية مقدسة في فلسطين ولا يؤمنون بالتالي بأرض الميعاد .
وبعد هذا العرض الموجز لفرق اليهود يتضح أن الفرقة الغالبية هي الفريسيون وهم الصوفية اليهودية وأن هناك فرقا ً من اليهود لا تؤمن بأرض الميعاد ولا تؤمن بالتلمود ويمثل الفريسيين الحاخامات اليهود .
وفي ضوء كتب التصوف اليهودي وبالرجوع إلى سفر إشعياء الذي يرجع إليه الحاخامات نجد أن كلمة صهيون معناها معبر عن الفكرة الجوهرية والأصلية للرسالة العبرية , فتقرأ في كتاب ( زوهار ) : وجعلت أقوالي في فمك وتظل يدي سترتك لنشر السموات وتأسيس الأرض . وفي نفس السفر من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشاليم كلمة الرب , وقد فسر الحاخامان آية المزامير : أن الرب يحب أبواب صهيون بأن هذه الأبواب هي التي تميزت بالشريعة إذ أن اسم صهيون على ما يتميز به التوراة ولذلك يمكن أن تسمى كل الأماكن الأخرى التي تميزها التوراة ( صهيون ) وليس هذا هو كل شيء فالبشر الذين يدرسون التوراة وينفذون تعاليمها يسمونهم ( صهيون ) كذلك كما جاء في أحد نصوص أرمياء في الإصحاح السادس والثلاثين .
فصهيون حسب رأيهم وتفسيرهم هم الذين ينفذون التوراة وأعمال التقوى وغيرهم هم المخطئون .؟ وهكذا ربط الحاخامات الذين يمثلون الصوفية اليهودية بين أتباع تعاليم التوراة والتلمود والصهيونية التي تعني ذلك في فكرهم , وبالتالي بين أرض الميعاد وحق العودة إلى فلسطين وإقامة دولة لهم فيها .
ومن أفكارهم وتفسيراتهم للتوراة أنه لا يدعى صهيون ولا يمكن أن يسمى صهيون إلا من ينجز التعاليم الثلاثة الآتية :
1- دراسة التوراة .
2- ممارسة الشعائر الدينية .
3- وممارسة الإحسان .
وهي تفسير ما جاء في سفر إشعياء وتلمود أورشاليم : ( وجعلت أقوالي في فمك ) , والتي تعني دراسة التوراة . وأيضا ً ( ويظل يدي تغطيك ) أي ممارسة الإحسان . وثالثا ً : لفرشي السموات وتأسيسي الأرض , معناها ممارسة الشعائر الدينية (1) وفي جبل صهيون
يعيش المتصوفون اليهود وكتابهم يسمى ( زوهار ) . والقيمة العددية لكلمة صهيون هي : 9-1-6-7 , واليهود يحولون الحروف إلى أرقام على طريقة ( أبجد هوز حطي كلمن ) الخ المشهورة .. فالألف له رقم (1) والباء رقم (2) والجيم (3) والدال (4) وهكذا .
والأصل في الفكر الصوفي الصهيوني أن أتباعه لا يؤمنون بالدولة ولا بالحكومة , فصهيون ينكر, وكل دولة إنها مملكة الرب .
أما الصهيونية السياسية فهي عنصرية تختلف عن الصهيونية الحقة , فقد أخذ الصهاينة السياسيون كلمة صهيون على أساس أنها تعني أتباع الشريعة والعمل بتعاليم التوراة والتلمود وانحازوا بها إلى طريق آخر هو طريق الاستيطان والعنصرية , ومن مجموعة الرسائل التي حررها حاخامات كبار عن الصهيونيين نشرها إبراهام باروخ سترانبوج وارسو عام 1902 وذكرها إيمانويل ليفين في كتابه ( اليهودية عدو الصهيونية ) قال : نحن نقر بأن بعض الحاخامات قد وقعوا في الفخ الذي نصب لهم فقد استسلموا للفساد الصهيوني .
يتصرف الصهاينة بدهاء يرسلون خطابات شخصية إلى الحاخامات وقد كتبت بطريقة ملتوية حتى إن الحاخامات دون أن يريدوا ولجهلهم بالأساليب الخبيثة لا يرون الهوة التي حفرها الصهاينة لكي يسقط فيها كل بني إسرائيل والتوراة . ومن ثم يرد هؤلاء المخدعون ردا ً يتفق وأهداف الصهاينة وهو لا يعلمون فينشر الصهاينة لكي يسقط فيها كل بني إسرائيل والتوراة , ومن ثم يرد هؤلاء
المخدعون ردا ً يتفق وأهداف الصهاينة وهم لا يعلمون فينشر الصهاينة هذه الرسائل لتضليل الحاخامات يؤيدون الصهاينة . وقد علمنا أن معظم الحجج التي ساقها هؤلاء الحاخامات قد أخذت عن كتاب ( دراسات صهيونية ) ( لجاوون راتساك بوركن ) إذ أنه كان صادق الإيمان فقد كان يريد أن يضع مؤلفا ً نقيا ً ومقدسا ً تبعا ً للإيمان بالتوراة المكتوبة وبالشريعة ولكن الآخرين قد أخفوا الملابس الصهيونية القذرة والفجة تحت ثياب طاهرة ومقدسة . وهكذا ابتعدوا عن الطريق الذي سار فيه ( راتساك ) .
ويضيف الحاخام : وباسم حاخامات إسرائيل الكبار سألقي كلمة افتتاحية لأن الحقيقة تقتفي خرق جدران بناء الصهيونية المظلم كي ترى من خلال الثوب ماذا يجري في الداخل وإظهار ما فيه من فساد في وضح النهار , فالصهيونية جرح مؤلم ومصيبة تحدث لنـا .
ثم قال : لقد اعتاد عملاء الصهيونية السب والإهانة لكل من تجرأ وعارض مثلهم وأفكارهم , وأنه لشرف عظيم أن يتعرض الإنسان لسبهم وطعنهم وعار لمن يوجهوا إليه المديح والإطراء .
ويختتم الحاخام بقوله : وهكذا يستطيع الشعب أن يحكم وأن يرى أن ( الصهاينة ) ليسوا معنا وإنما أعداء إسرائيل , ومن كان مع الله
فليأت إلينا . ومن رسائل الحاخامات اليهود المناوئين لفكر الصهيونية السياسي الداعي إلى إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين نقرأ:
وعلى أي حال أستحلفكم أن تفكروا جيدا ً وأن تنتبهوا إلى موقعكم إذا تحققت أهداف الصهيونية : ففي الدولة اليهودية يصبح أهل الخطايا ملوكا ً والمحرضون على الذنب أمراء وأبناؤهم الأفاعي يصبحون قادة وسوف يدوسون بأقدامهم على رؤوسكم أقل الموظفين
شأنا ً , وسوف يتحكم فيكم ويحكمكم أعداؤكم الذين يكرهونكم ويحتقرونكم في أعماق قلوبهم .
ويضيف : عليكم ألا تمنوا أنفسكم بالآمال الكاذبة إذا كانوا اليوم يبحثون عنكم ويوجهون لكم كلاما ً معسولا ً , ذلك لأنهم يحتاجون إليكم , إنهم يستخدمونكم لجذب الجماهير ويبهرونه بنوركم الروحاني , ولكنهم لن يلتفتوا إلى ما تذكرونه لهم , فلتفتحوا أعينكم (2) .
ويضيف : إذا كانوا يتلقونكم في العلن ولا يظهرون احتقارهم فذلك لأنهم لا يجدون مصلحة مؤقتة في ذلك ولكني أكرر لكم , لستم بالنسبة لهم سوى خدمة وأداة سياسية . وأخيرا ً ماذا ألم بكم حتى تسلكوا طريقا ً بمثل هذه الخطوة . ؟ هل لمساعدة هؤلاء الخاطئين
ومساندتهم فلتستمعوا إذن لنصحنا , فكروا وتأملوا الموقف فقد قال حكماؤنا : من يتملق الشرير فسينتهي بالوقوع بين يديه لا تغمضوا أعينكم عن النظر إلى موقفكم الذي ترديتم فيه تحت سيطرة الصهيونية , فهكذا تستطيعون العودة والعثور على الطريق حيث السير في أمان من جديد .
الآن يا إخوتي أيها الشعب المقدس من سلالة إبراهيم وإسحاق ويعقوب نحن من بقينا مخلصين للرب والتوراة , أليس علينا أن نحب ونعز أرضنا المقدسة صهيون والقدس هي أقدس الأماكن المقدسة في الماضي والحاضر وفي المستقبل . ؟
في الماضي لأن الوجود الإلهي كان فيها , القدس وجبل صهيون كانت تسمى مدينة الرب وبلد ربنا : ملك الملوك المقدس كان في قصوره ونحن نأمل في أن تشيد من جديد وأن يقيم وسط شعبه وكما جاء : يدعمها الله إلى الأبد .
وفي الحاضر لأن حكماؤنا قالوا لم يترك الوجود الإلهي حائط المبكى أبدا ً , وقد جاء أيضا ً : ( ها هو يقف خلف حائطنا ) , ونرى في التوراة المقدسة أن المقدس المبارك يحب بلدنا في فترات تخريبها , فقد عقد ميثاقا ً مع الأرض المقدسة كما عقد ميثاقا ً مع الأنبياء إذ جاء في سفر اللاويين في الإصحاح السادس والعشرين الآية الثانية والأربعون : ( سوف أذكر ميثاقي مع يعقوب وأذكر ميثاقي مع إسحاق وميثاقي مع إبراهيم وسوف أذكر الأرض ) .
ويضيف في رسالته : وعلينا أن نعتز بتراب الأرض المقدسة ونحب أطلالها ونعتني ببقاياها لأننا دمرناها بذنوبنا وأصبحنا نعيش في المنفى وعلينا أن نعطف عليها ونحرص على أن لا نزيد من خطورة حروبها بزيادة خطايانا وبتمردنا وبتدنيس مجدها وبهائها وجمالها
وما بقى من هذا الجمال إذا اشتركنا فيما يرتكبه الصهاينة الذين يصيحون قائلين : اهدموا ولا تذروا حتى البناء ) .( المذمور 137 : 7 )
فبدلا ً من إعادة بناء صهيون فإنهم يتمنون هدم ما بقى من جدرانه , والحقيقة لا نعرف إلى أين يذهبون ومتى يتوقفون . إن حبنا لصهيون وشفقتنا عليها ورحمتنا بها تدعونا لعدم إشعال النار التي خربتها وألا نستثير مرة أخرى غضب الله الشديد وألا يظل فترة دمارها بذنوب جديدة أكثر خطورة من الذنوب التي سببت شقاءها والتي يسعى القادة أولئك الثعالب الذين يجتاحون كرمة الرب الذين ينصبون الفخاخ في طريق الصهاينة ليوقعونا في الخطايا .
ويستطرد : إن خطورة هؤلاء الأعداء تبين بصفة خاصة في المكر والخبث في أسلوبهم , إنهم يتسللون بين صفوفنا ولا يهاجموننا وجها ً لوجه , يندسون بين صفوفنا ويرتدون ثيابنا ويتكلمون بلغتنا .
----------------------------------------
(1) ذلك تفسير الحاخامات , انظر اليهودية عدو الصهيونية – ايمانويل ليفين .
(2) المصدر السابق .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من خدع من ؟
=======================================
- صهيون وأورشاليم في كتاب ( زوهر ) كتاب المتصوفة اليهود .
- لقد باعوكم وبدون مقابل
صهيون وأورشاليم في كتاب ( زوهر ) كتاب المتصوفة اليهود
وبعد أن تعرفنا على رأي الحاخامات اليهود في الصهيونية السياسية التي جاء بها هرتزل وأتباعه , والفرق بينها وبين الصهيونية عند المتصوفة اليهود , نتوجه إلى كتاب ( زوهر ) الذي هو كتاب المتصوفين اليهود وماذا يقول عن أورشاليم والصهيونية ؟ ! .
في سفر ( زوهر ) تعني كلمة صهيون ( سفير يزود ) ) Sephira Yesod ) أي العدد أو الحق أساس العالم . وكلمة القدس تعني
( سفيرا مالهوت ),( Sephira Meahout Daera ) والوصف الجديد لصهيون هو العدل الذي هو أساس وهو مركز العالم والمكان القدس الذي يتم اتحاد السماء والأرض حسب الرؤية اليهودية الصوفية .
وفي كلمات الحاخام اليهودي مؤلف كتاب حمات يهوشوا ( Houmat yeho-choua ) وهو رئيس المجلس الديني اليهودي بمدينة زيورخ الألمانية يقول : جاء أحد ممثلي الصهاينة والقوميين هنا , وقد أوفد لعرض فلسفتهم وآرائهم المقيمة على الجمهور ومن الكلمات الملحدة التي ذكرها قال :
مثل موسى (1) ( ولم يدعوه سيدنا ) الذي كان يظهر كرجل مصري قد أنقذ إسرائيل مكن ذل مصر , فهكذا هرتزل الذي يبدو اليوم كغريب يمكنه أن ينقذ الشعب اليهودي في عهدنا الحاضر .
يقول الحاخام معلقا ً على تلك الكلمة : من هذه الكلمات الكافرة يتضح تماما ً أن الصهاينة ملحدون وأنهم ينكرون التوراة إذ أن نعمة موسى نعمة مقدسة , الله هو الذي اختاره وأرسله لإنقاذ إسرائيل , ومن يرفض الدين والقدسية ليس من حقه أن يتكلم عن موسى وأن يستشهد به . ويضيف :
وقد تكلم ملحد آخر أمام جمهور من المستمعين يتكون أغلبيته من شباب فقال : إنه قانون في إسرائيل سري منذ الزمن البعيد يلزم كل رجل يبني بيتا ً أن يترك جزءا ً من حائطه أو من سقفه أو من أرضيته ناقصا ً غير كامل فلا يغطيها بالجبس أو الطلاء وذلك لذكرى إحياء هدم المعبد ولنفس السبب عندما يتزوج رجل فعليه أن يكسر كوبا ً , ومن ناحية أخرى فكل بوم يعلن اليهودي في صلاته :
إني أؤمن إيمانا ً تاما ً بعودة المسيح , وهذه هي الخدع التي ابتكرها الحاخامات لتهدئة روح الشعب القلق وجعله يتحمل شقائه وبؤسه , وهذه الطرق تجعل أمله يكبر وإيمانه يقوى إلى درجة تجعله لا يجد ضرورة للقيام بأي عمل ينقذ نفسه فعلا ً فمن العبث التحدث مع الأتقياء الذين يتمسكون بالأفكار القديمة , فإنهم لم يستمعوا لنا وليس هذا فحسب وإنما سوف ينقضون علينا لكي يرجمونا , ولكن أنتم إخواني من الشباب الذين دقتم رحيق الثقافة والأفكار الجديدة إني أسألكم إلى متى تؤمنون بالخرافات ؟ ألا ترون أن مئات وآلاف السنين قد مرت والمسيح ابن داود لم يعد على الرغم من أنكم تقولون كل يوم في صلاتكم :
نحن نؤمن إيمانا ً عميقا ً بأنه سيعود . ولذلك لا تنتظروه فإذا كان قد تأخر كل هذا التأخير فهذه علامة على أنه لن يعود أبدا ً . وباعتمادنا على أنفسنا وعلى جهودنا الخاصة ننقذ أنفسنا فعلينا أن نفعل كل ما في طاقتنا لتحرير الشعب اليهودي . ولكن طالما يستحيل
على أي يهودي أن يقف أمام ملوك ورؤساء الدول لكي يدافع عن قضيتنا ويبين أننا نحن أيضا ً لنا الحق في المطالبة بدولة ذات سيادة فعلينا أن ننصب قادة وحكاما ً من بيننا قادرين على تمثيلنا بكفاءة مثل ( ماكس نورد ) و ( تيودور هرتزل ) وأن نؤمن بهم كما آمن بنو إسرائيل فيما مضى بالرب وبموسى بعده , وإذا آمنتم بهم بكل روحكم وبكل قلوبكم وبكل ما تملكون من قوة فإن الخلاص سيأتي لإسرائيل ونعود إلى صهيون (2) .
هكذا جاءت الصهيونية السياسية التي أذاعها هرتزل في الشباب اليهودي طاعة للقوى الاستعمارية في زمانه وليس طاعة لرب إسرائيل
ولم تفلح محاولات الحاخامات في التصدي لدعوة أو صهيونية هرتزل , وانتهى الأمر بأن أصبح مفهوم الصهيونية هو المفهوم العنصري الذي أشاعه ( هرتزل ) وحرر الشعب اليهودي من قيود الحاخامات الأقدمين وأصبحت الصهيونية فكرا ً سياسيا ً انضم إليه يهود ومسيحيون وكل الملل الأخرى .
باختصار أصبحت ( الصهيونية الهرتزيلية ) دينا ً جديدا ً يقف وراء ملك اليهود الدجال الذي سيدعي أنه المسيح آخر الزمـــان . ؟
تتبع .... لقد باعوكم وبدون مقابل
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
لقد باعوكم وبدون مقابل
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\.\\
لقد باعوكم وبدون مقابل
تقول التوراة أن التعجل بالخلاص يجب الإيمان بالله واتباع تعاليمه . أما أتباع الصهيونية الحديثة أتباع ( هرتزل ) يرون أن طاعــة
( هرتزل ) ستؤدي إلى إقامة مملكتهم على الأرض والعودة من المنفى .
ولقد حذر الحاخامات الكبار قديما ً اليهود من التعجل في العودة من الشتات لأن ذلك يعني نهايتهم على أرض الميعاد . وحذر المجلس
الديني اليهودي في مدينة زاكلين ( Zaklin ) اليهود من الاعتقاد بأن الخلاص يتوقف على القوة البشرية فقد جاء في التوراة سـفر
أشعيا الإصحاح 51: 11 : الذين استردوا أرض الله يرجعون ويأتون صهيون بأغاني النصر . وأيضا ً جاء في نفس السفر : ( هكذا قال الرب : لقد باعوكم وبدون مقابل ولذلك لن تتحروا بالمال كما يظن الصهاينة ) ( أشعياء 52: 3 ) .
وفي الترجمة اليونانية : ( فإنه هكذا قال الرب : مجانا ً بعتم وبلا فضة تفكون .. ) . ثم يحذرهم : ( اعتزلوا اعتزلوا اخرجوا من هناك لا تمسوا نجسا ً . اخرجوا من وسطها , تطهروا يا حاملي آنية الرب . لأنكم لا تخرجون بالعجلة ولا تذهبون هاربين لأن الرب سائر أمامكم وإله إسرائيل يجمع ساقتكم ) ( أشعياء 52 : 11- 12 ) .
ويحذر شراح التوراة اليهود من استعجال العودة من المنفى في الوقت المناسب لأن ذلك يثير الكوارث وتتجه إلى نهاية اليهود وفي نفس المعنى يقول ( ابيشوتز ) مؤلف كتاب ( أفت يوناتان ) (Aavath Yonathan )
إذا تجمعت أغلبية اليهود للذهاب إلى القدس ووافقت كل الأمم على هذا العمل فعليك أن تمتنع عن الانضمام لهم , فإن النهاية غير معلومة وهي سر وقد لا يكون الوقت مناسبا ً , وفي هذه الحالة سيرتكب اليهود ذنوبا ً في الأرض المقدسة وهذا سيؤدي إلى منفى جديد سيكون أسوأ من السابق (1) . وقد حدث ذلك إذ عاد اليهود إلى فلسطين بالقوة وارتكبوا فيها المذابح وما زالوا يرتكبون المجازر
البشرية ضد سكان الأرض الأصليين والدول المجاورة , وهذا يؤدي إلى النهاية المحتومة المتوقعة , التي تبدأ بدخولهم في الخية وهي المنفى الأخير لهم على يد المهدي وجيش المسلمين بإذن الله في مصرعهم بعد خروج مسيحهم الدجال الذي ينتظرونه للجلوس على عرش داود .
جاء في المزمور 147 : ( الرب يبني أورشاليم يجمع منفى إسرائيل يشفى المنكسري القلوب ويجبر كسرهم يحصى عدد الكواكب يدعو كلها بأســماء ) .
في التلمود ( شروح اشى – بيراهوت 49 ) : إن البناء بإعجاز لأورشاليم يجب أن تسبقه عودة المنفيين ) . وفي كتاب ( زوهار ) بناء
المعبد بيدي الله سوف يسبق تجمع المنفييين ) . وعند شراحهم أن المسيح المنتظر يأتي أولا ً ثم يجمع المنفيين , وهذا عكس ما فعلته الصهيونية التي جاء بها هرتزل من جمع المنفيين أولا ً ثم انتظار خروج الدجال ملكهم .
وفي سفر أشعياء الإصحاح الثلاثون : تعال الآن اكتب هذا أمامهم على لوح وأحضره في كتاب حتى يستقر على الزمن وإلى الأبد عبر القرون لأنه شعب متمرد ولأنهم أبناء كذابون أولاد لم يقبلوا الاستماع إلى شريعة الرب , الذين يقولون للناظرين لا تنتظروا وللرسل لا تبلغوا الرسالة الحقة بل المديح والخرافات فقط ) . ( أشعياء 30 : 9 -10 ) .
وفي هذه النبوءة التوراتية لأشعياء تحذير الصهاينة من نهاية محتومة إذا خالفوا أمر الله بالعودة قبل الميعاد .
وقد جاء في المزمور 147 : أن الله لا يرضيه قوة الحصان الجامح ولا عضلات الرجل ولكنه يحب من يخشاه من عباده وأن يضعوا آمالهم في رحمته , لا يجوز وضع الثقة في أعمال الإنسان وأن يفتقر الأمل على عون الله وبركته ) .
وقال أحد الحاخامات الكبار : لأنكم رفضتم هذا القول وتوكلتم على الظلم والاعوجاج واستندتم إليهما , أي على مالكم لشراء أرض فلسطين من جديد من أيدي ملاكها الحاليين بمعرفة البنك الاستعماري كذلك يكون لكم هذا الإثم تصدع وتشقق في جدار مرتفع ويأتي هذا بغتة وفي لحظة وينكسر كما ينكسر إناء من الخزف ويسحق بلا شفقة .. لأنه هكذا قال الرب قدوس إسرائيل بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم . ويقول الحاخام الكبير ( موشي ناثان كالنان شابيرا ) عن الصهيونية الحديثة : يمكن تلخيص
الأيديولوجية الصهيونية كالآتي :
يجب ألا يستمر بقاء بني إسرائيل في المنفى مشتتين ومنفيين في أركان الأرض الأربعة وهم ينظرون بقلق وضيق عودة المسيح . ومن الضروري علاج الوضع اليائس للشعب اليهودي باستخدام الوسائل البشرية أو بالتحايل وفقا ً للإمكانيات الحالية وطبقا ً لروح العصر . مثال ذلك :
الحصول على أرض يستطيع بنو إسرائيل العيش فيها في أمان وأن ينشئوا دولة محترمة ومعترفا ً بها من كافة الأمم . ويضيف : ومناقشة الصهاينة في مشروعهم لإثبات عدم جدواه مضيعة للوقت , فقد صموا آذانهم وعميت قلوبهم .
ومع ذلك فكل إنسان عاقل يرى جيدا ً أن دولتهم القادمة ما هي إلا وهم وسراب وخيال , ويحدث أحيانا ً للبشر الذين يقاسون الجوع أو العطش أن يحلموا بأنهم يرتوون من منبع أو بأنهم يأكلون وجبة طيبة وطالما أنهم نيام فإنهم لا يستطيعون معرفة أنهم يحلمون وتأتي الصدمة المؤلمة عند استيقاظهم فتزداد آلامهم وتسوء حالتهم .
ويقول أيضا ً في رسالته : إن الصهيونية بدعة من مفكري دولة إسرائيل , إنهم يهود اندمجوا في مجتمعات أخرى , يهود نسوا اسمي
أورشاليم وصهيون , يهود يسخرون من الأتقياء الذين يقومون في منتصف الليل لكي ينوحوا ويتأوهوا لمنفى إسرائيل ويبكون لدمار أورشاليم , ولكن ظهرت معاداة ويجدون في كل مكان أقاموا فيه من يذكرهم بأنهم يهود ويعاملهم كغرباء , وفجأة فتحوا أعينهم فوجدوا أنهم رُحل في أرض غريبة في بلد ليس ملكهم . ولكونهم فقدوا إيمانهم ولم يتعودوا على أن يعيشوا كيهود لم يتمكنوا من احتمال وطأة المنفى من جديد , ولم يستطيعوا أن يعتادوا على فكرة العودة إلى وضع الغرباء بعد أن ظنوا أنهم أصبحوا مواطنين مثل الآخرين .
ويتكلم عن طائفته من اليهود الذين لم يؤمنوا بفكر الصهاينة الجدد فيقول :
وأما نحن يهود الأرثوذكس فإيماننا قوي وكبير روحنا في سلام وقلوبنا هادئة فنحن نثق بالله , ولا تزال تأكيدات حكماؤنا الذين يؤمنون بانتظار عودة المسيح قائمة بالنسبة لنا , حتى ولو تأخر المسيح في العودة فإننا ننتظره لأنه سيعود حتما ً عندما يشاء الله .
ويضيف : وانتظار عودة المسيح لا تجعلنا نفقد إيماننا وإنما يدعم هذا الإيمان , فوجود إسرائيل في المنفى أمر معجز يؤكد الوعد الإلهي , فقد مر ما يقرب من ألفي عام على اليهود وهم مشتتون في العالم حيث يقابلون أعداء الله والتوراة الذين يريدون إبادتهم . ولكن الله أوجد لهم دائما ً الرحمة لدى الملوك والأفراد من ذوي المروءة فيعرضون عليهم الحماية , وكل من درس التاريخ يعرف جيدا ً أن أمما ً عديدة كبيرة وقوية اهتز من قوة بأسها وجبروتها العالم بأسره وهدمت العروش والدول فدمرت وزالت واختفت دون أن تترك أي أثر , لكن شعبي إسرائيل الصغير وقد تمسك بالتوراة لا يزال يعيش ولا شيء يستطيع القضاء عليه وهذه المعجزة بقاء إسرائيل في المنفى أليست حجة قوية ضد الصهيونية ؟ .
ألا يجب أن تفتح أعين الذين فقدوا البصر ونعيد الضالين إلى سواء السبيل ؟ ويجيب الحاخام : إن كل إنسان عاقل لا يستطيع أن يتبع الصهاينة في ضلالهم ولكن لنفترض أن فكرتهم تحققت وأنهم نجحوا في إقامة دولة يهودية قادرة , فإني أقول لكم إننا نحن اليهود الأتقياء علينا أن نمتنع عن أتباع هؤلاء الآثمين الذين يحاولون إيجاد خلاص صناعي وهو الشـــيء الذي تحرمـــه التــوراة
تحريما ً واضحا ً (2) . ويرى الحاخام أن الخلاص بالأساليب البشرية لم يكن غير مباح فحسب وإنما حرم صراحة في التوراة في مواضع كثيرة وبصفة خاصة في سفر التثنية في الإصحاح الثلاثين :
ومتى أتت إليك كل هذه الأمور فإن وردن في قلبك بين جميع الأمم وقد طردك الله لتذهب إليهم فإذا رجعت إلى الرب إلهك واستمعت لصوته بكل جوارحك , قلبك وروحك وفقا ً لما أمرتك به اليوم أنت وأبناؤك , سوف يعفو الله عنه ويعيد الأسرى ويجمعكم مرة أخرى من بين جميع الشعوب الذين شردك الله بينهم ولو كنت منفيا ً في أقصى السماء لأعادك الله وأحضرك , من هناك إلى البلد الذي كان يملكه آباؤك فتملكها ويحسن إليك ويجعلك أسعد حالا ً من آبائك ) . وقد جاء كذلك ( الرب إلهك يجمعك والرب إلهك يأتي بك ) .
أي أن جميع المنفيين سيأتي بهم الله إلى صهيون بذاته والعمل المسموح به للإنسان لكي يستعجل النهاية هو الرجوع إلى الرب والتوبة وفي المزمور 127 : ( إن لم يحفظ الرب فعبثا ً يتعب البناؤون ) .
وفي نشيد الإنشاد الإصحاح الثاني : يقول الله واسوا شعبي وتحدثوا إلى قلب أورشاليم ها هو الله الخالد يأتي بجبروته ) (3) .
ويقول الحاخام في رسالته : إنه لا يأتي بالطريقة الطبيعية وإنما يده تتحكم وسوف يأتي بطريق المعجزة مثل أيام الخروج من مصر , وعلى الصهاينة إلا يعترضوا قائلين إن الخلاص وحده يأتي بالمعجزة وإنما تجميع المنفيين فلا .
إذ أنه جاء ( كراع يرعى قطيعه , بذراعه يجمع الحملان بين يديه وفي حضنه يقود المرضعات ) . ويقول : ويتابع الرسول التحدث عن الذين فقدوا الإيمان : أنتم يا من تنكرون المعجزات إنكم تنكرون المعجزات من هو الذي حدد حجم المياه قبضة يده وأعطى السموات مساحة راحة يده . ألم تخلق الطبيعة بمعجزة , أو العالم خلق من لا شيء فإذا كان الله قد خلق الكون بمعجزة فلماذا لا يفعل الشيء نفسه ليأتي بالخلاص ؟ ولماذا لا تأتي النهاية كما جاءت البداية ؟
وقد يقول الصهاينة : ليس هدفنا هو أن نحل محل المسيح , وإنما ننقذ فقط إخواننا من اضطهاد وأعداء السامية لهم , ونحن لا نأمل أن نقوم بمهمة اجتماعية وعملنا هو عملية إنقاذ للجماهير اليهودية وقد دفعنا إلى ذلك شعورنا بالرأفة والحب .
ويرد عليهم الحاخام : ويقول حكماؤنا : إن الله تعالى قد رحم بني إسرائيل بتشتيتهم بين الأمم ( تلمود بيراحين 87 ) وقد جاء : أشتتهم
مثل الجهات الأربع الأصلية وإذا أراد الله تشتيت بني إسرائيل في الجهات الأربع الأصلية , قال : ( أشتتهم في الجهات الأربع الأصلية) ولما قال مثل الجهات الأربع الأصلية ولكن كذلك لا يستطيع العالم البقاء بدون الجهات الأربع الأصلية فإن الأمم كذلك لا تستطيع الاستغناء عن بني إسرائيل ) . ( تلمود أفووا ) . ويستكمل حديثه عن نعمة التشتت لبني إسرائيل : إن ما يعتبره الصهاينة ضررا ً هو في الواقع خير إذ أن شعب إسرائيل باق بفضل المنفى , ولكونه مشتتا ً لم يتمكن أعداؤه من إبادته عن آخره فإذا اضطهد فر إلى بلاد أخرى يجد فيها مأوى وموئلا ً حيث توجد جاليات يهودية ولكن إذا تجمع الشعب اليهودي في مكان واحد يصبح معرضا ً للأذى , ولذلك يتعين عدم العودة الجماعية إلى فلسطين قبل عودة المسيح , وحينئذ لن تكون هناك معاداة للسامية وستكون كل الأمم محبة لإسرائيل وسيختفي خطر الإبادة .
فالعودة إلى أرض فلسطين حسب رأي هذا الحاخام وغيره من الحاخامات الآخرين من اليهود الأرثوذكس لا تتم إلا بعد عودة المسيح اليهودي المنتظر , وهو غير المسيح عيسى ابن مريم لأنهم لا يعترفون به وينتظرون مسيحا ً آخر سفاكا ً للدماء يقودهم للسيطرة وحكم العالم . وبالتالي لا عودة ولا خلاص إلا بعد عودة المسيح المنتظر , وأما ما فعله الصهاينة الجدد من عودة اليهود إلى أرض فلسطين قبل خروج المسيح المنتظر فهو إيذان بهلاكهم , وهذا ما توقعه الحاخام اليهودي وغيره حسب نصوص التوراة , وهذا ما نصت عليه آيات القرآن الكريم في سورة الإسراء أيضا ً كما سنوضحه – إن شاء الله تعالى - ..
فالصهيونية الحديثة هي المقدمة الحقيقية لنهاية اليهود على الأرض . ؟
---------------------------------------------
(1) المصدر السابق .
(2) المصدر السابق , وهذه الرسالة كانت قبل قيام دولة إسرائيل الحالية وكانت محاولات لإيقاف المشروع الصهيوني في فلسطين لأنه مخالف حسب عقيدتهم للتوراة .
(3) المصدر السابق والكلام مازال للحاخام .
تتبع .... أرض إسرائيل التي في السماء وأرض إسرائيل التي في الأرض
المصدر : دار الكتاب العربي ( الحرب السابعة ) اقتربت نهاية اليهود وزوال دولة إسرائيل .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
)
: أرض إسرائيل التي في السماء وأرض إسرائيل التي في الأرض
================================================================
توفيق- المساهمات : 626
تاريخ التسجيل : 18/04/2016
رد: ملخص كتاب الحرب السابعة - اقتربت نهاية اليهود وزوال اسرائيل- لمنصور عبدالحكيم
أرض إسرائيل التي في السماء وأرض إسرائيل التي في الأرض
====================================
-
أرض الميعاد هي مملكة إسرائيل في السماء .. هكذا تقول التوراة
- وأرض الميعاد الذي نادى بها ( هرتزل ) هي الأرض التي تشهد نهاية اليهود على الأرض .
- أرض ( أدما ) وأرض ( إرتز ) .
- اليوم السابع هو نهاية اليهود وهو المسمى السبت اليهودي الذي بدأ عام 5278 في التاريخ اليهودي .
- إقامة دولة إسرائيل الجديدة بمثابة عبادة العجل الذهبي أيام موسى عليه السلام .
أرض الميعاد الحقيقية ليست في فلسطين وإنما في السماء
مستندات ملكية أرض الميعاد التي تزعم الصهيونية أنها أرض اليهود المنفيين المشتتين توجد في نصوص التوراة . وأنه لأمر عجيب أن نجد شعبا ً مشردا ً في أركان الأرض يدعي أنه صاحب أرض ويحمل تحت إبطه مستندات ملكية هي عبارة عن نصوص كتـاب
كتبه بيده بعد تحريفه في نصوصه المقدسة . ولكن حتى تلك النصوص لا تدل على مصداقية ادعاءاتهم !! جاء في سفر حزقيال :
( وتسكنون الأرض التي أعطيتها لأجدادكم ) . ( حزقيال 36 : 28 )
إنهم يقولون – أي الصهاينة – أن الرب وعد إبراهيم عليه السلام بأن يعطيه أرض كنعان – أي أرض الفلسطينيين – ولكن الغريب أن إبراهيم حين ماتت زوجته سارة لم يكن يملك حتى الأرض التي يدفنها فيها كما جاءت بذلك نصوص توراتهم .
فكيف تحقق الوعد إذن . ؟ سؤال يطرح نفسه ..
ويجيب عليه الحاخام اليهودي ( يوناتان ايبشوتز ) بقوله : توجد أرضان تحملان اسم إسرائيل : أرض إسرائيل في السماء وأرض إسرائيل التي في الأرض . والأولى تسمى ( أداما ) ( ADAMA ) والثانية تدعى ( إرتز ) ( ERETZ ) . والأرض المقدسة هي الأرض السماوية حيث يوجد القصر الإلهي ومن حيث تنتشر ينابيع الحكم , وهذه الأرض الروحانية هي التي وعد بها أسلافنا وليست الأرض المادية ( يافات يهوناتا – بارا ) .
إذن وحسب كلام الحاخامات اليهود ونصوص التوراة التي بين أيديهم فإن أرض الميعاد هي الجنة التي وعد بها الله عباده المتقين المؤمنين وهي مملكة في السماء , حيث الأبدية وحيث لا صراع ولا تنافس .
ويقول الحاخام ( يوناتان ) في الأزمان المقبلة سيظهر الرب ويحارب الأمم ولكن هذه الحروب لن يقوم بها البشر , لقد أتم جو شواع غزو أرض كنعان في عصر ( يشوع ) بالحرب وبالوسائل البشرية , ولذلك كان الخلاص غير كامل , ولكن في الأزمان المقبلة سيحارب الله وحده ولذلك سيكون الخلاص كاملا ً ولن يتبعه منفى آخر . ( يتفريث يهوناتان ص 119 ) .
وكلام الحاخام واضح فهو يتحدث عن الخلاص لبني إسرائيل , ويفرق بين خلاص بشري قد تم بالحرب في عصر ( يشوع ) وهو خلاص غير كامل , أما الخلاص الكامل فهو الخلاص الإلهي الذي سيأتي به الرب وحده آخر الزمان ولا منفى بعده لبني إسرائيل , وهذا الزمان حسب اعتقادهم سيأتي بعد نزول المسيح اليهودي الموعود .
ويضيف الحاخام : كان ( ززبابل ) على رأس الجمعية الكبرى وكذلك على رأس الذين أرادوا العودة من بابل إلى فلسطين , وقد فكر في جمع شمل المنفيين بالقوة إذ يعتقد أن الشر والقانون قد هُدما – ماعدا الجنس – فلا بد إذن أن تنتهي العبودية ولكن النبي زكريا قال له : لا بقوة الجيش ولا بالعنف بل بروحي . ( الإصحاح الرابع الآية السادسة من سفر زكريا ) .
فالرب وحده هو الذي يجمع المنفيين كما جاء في سفر التثنية : ( إذا كنت منفيا ً في أقصى السماء فسوف يجمعك الله ويأخذك من هناك) . ( سفر التثنية 30 : 4 ) وفي سفر التكوين : ( لا ينزع الصولجان من يهوذا حتى يحضر شيلون ) .. ( 49 : 10 ) . وكلمة ( شيلون ) تشير إلى اليوم السابع يوم راحة . وفي الترجمة اليونانية : ( لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي( شيلون ) وله يكون خضوع شعوب )(1) .
ويرى الحاخام أنه طبقا ً للشريعة فإن الله خلق العالم ليدوم ستة آلاف عام التي تدل عليها الأيام الستة التي تم فيها التكوين واليوم السابع يعني الألف السابعة , وهو يوم الراحة ( الكوني ) فتتوقف حركة الكواكب وتأثيرها . وفي الألف السابعة لن نحتاج إلى ملوك إذ أن الرب سيكون ملكنا وكلمة ( شيلون ) تعبر عن الراحة وتشير إلى السبت اليسوعي .
ومعنى الآية أن السيادة البشرية يمكن أن تمارس حتى تأتي فترة الراحة الدينية فيكون الرب وحده حينئذ الملك على الأرض بأسرها .
( أفت يهوناتان 20 ب ) .
ويضيف : قال ( راب هيلال ) لن يكون هناك مسيح لإسرائيل إذ أن الرب هو ملكهم . والمسيح لن يأتي إلا للوثنيين فيحكمهم ويجعلهم
عباد الله بورك اسمه . ولذلك جاء : ( وسوف تأتي الأمم لتستشيره ) . ( آفت يهوناتان 105 ب )
جاء في سفر حزقيال : ( هذا هو نصيبهم في الميراث : ولا تعطوهم أملاكا ً في إسرائيل سأكون أنا ملكا ً لهم ) . ( حزقيال 4 :28 ) .
ويقول الحاخام : نحن نعلم أنه لم يكن لقبيلة ( لاوي ) – أحد الأسباط الاثني عشر – نصيب أو ميراث في البلد سوى ملكية صغيرة هي الاثنتان والأربعون مدينة لمجرد المأوى . ولكن في الأزمان اليسوعية – أي أرض الزمن الأخير لن يكون هناك احتياج لأي مأوى لأنه لن تكون هناك جرائم . وبالتالي فإن اللاويين لن تكون لهم أملاك ويمكننا كذلك أن نقول : إنه قد أعطي لليهود تاجان – عند نزول التوراة : تاج الكهنوت وتاج الملك
. فقد جاء في سفر الخروج : ( وأنتم بالنسبة إلى مملكة الكهنة وشعبا ً قديسا ً ) ( الخروج 19 :6 ) .
وعقب خطيئة العجل – أي عبادتهم للعجل الذهبي رُفع عنهم هذان التاجان . ولكن اللاويين لم يشتركوا في الخطيئة . – لأنهم اتبعوا هارون – ولم يرفع عنهم التاجان وأصبح كل منهم ملكا ً ولذلك كانوا يحتاجون إلى امتلاك بعض الأرض أنه ليس هناك ملك بلا أرض
ولكن في الأزمان اليسوعية – أي بعد زوال إسرائيل الأولى (2) – سيكون الرب وحده هو الملك على الأرض بأسرها ولن يحتاجوا إلى امتلاك أرض . ويتضح من كلام الحاخام وتفسيره لنصوص التوراة أنه لا يوجد أرض ميعاد على الأرض كما يدعي أنصار الصهيونية الحديثة من اليهود وغيرهم وإن مملكة إسرائيل على الأرض انتهت بتدمير ملك بابل ( بختنصر ) لها قبل الميلاد وأن أرض الميعاد في السماء وهي الجنة التي وعدها الله عباده المؤمنين , وأنه حتى الأزمنة اليسوعية حين ينزل المسيح المنتظر لن يكون نزوله من أجل مملكة إسرائيل على أرض فلسطين أو استعادة أرض الميعاد كما يقولون ويصورونه وإنما من أجل غير اليهود الذين لم يؤمنوا بالله وبالتالي فلن يحتاجوا إلى أرض لأن الأرض تكون لله وهو صاحبها وملكها .
-----------------------------------------
(1) المصدر السابق , والكلام هنا من يعقوب لبنيه .
(2) وزوال إسرائيل الأولى حدث قبل الميلاد على يد ملك بابل .
المصدر : دار الكتاب العربي ( الحرب السابعة ) اقتربت نهاية اليهود وزوال دولة إسرائيل -منصور غبدالحكيم
تتبع .... اليوم السابع هو النهاية على الأرض ..
====================================
-
أرض الميعاد هي مملكة إسرائيل في السماء .. هكذا تقول التوراة
- وأرض الميعاد الذي نادى بها ( هرتزل ) هي الأرض التي تشهد نهاية اليهود على الأرض .
- أرض ( أدما ) وأرض ( إرتز ) .
- اليوم السابع هو نهاية اليهود وهو المسمى السبت اليهودي الذي بدأ عام 5278 في التاريخ اليهودي .
- إقامة دولة إسرائيل الجديدة بمثابة عبادة العجل الذهبي أيام موسى عليه السلام .
أرض الميعاد الحقيقية ليست في فلسطين وإنما في السماء
مستندات ملكية أرض الميعاد التي تزعم الصهيونية أنها أرض اليهود المنفيين المشتتين توجد في نصوص التوراة . وأنه لأمر عجيب أن نجد شعبا ً مشردا ً في أركان الأرض يدعي أنه صاحب أرض ويحمل تحت إبطه مستندات ملكية هي عبارة عن نصوص كتـاب
كتبه بيده بعد تحريفه في نصوصه المقدسة . ولكن حتى تلك النصوص لا تدل على مصداقية ادعاءاتهم !! جاء في سفر حزقيال :
( وتسكنون الأرض التي أعطيتها لأجدادكم ) . ( حزقيال 36 : 28 )
إنهم يقولون – أي الصهاينة – أن الرب وعد إبراهيم عليه السلام بأن يعطيه أرض كنعان – أي أرض الفلسطينيين – ولكن الغريب أن إبراهيم حين ماتت زوجته سارة لم يكن يملك حتى الأرض التي يدفنها فيها كما جاءت بذلك نصوص توراتهم .
فكيف تحقق الوعد إذن . ؟ سؤال يطرح نفسه ..
ويجيب عليه الحاخام اليهودي ( يوناتان ايبشوتز ) بقوله : توجد أرضان تحملان اسم إسرائيل : أرض إسرائيل في السماء وأرض إسرائيل التي في الأرض . والأولى تسمى ( أداما ) ( ADAMA ) والثانية تدعى ( إرتز ) ( ERETZ ) . والأرض المقدسة هي الأرض السماوية حيث يوجد القصر الإلهي ومن حيث تنتشر ينابيع الحكم , وهذه الأرض الروحانية هي التي وعد بها أسلافنا وليست الأرض المادية ( يافات يهوناتا – بارا ) .
إذن وحسب كلام الحاخامات اليهود ونصوص التوراة التي بين أيديهم فإن أرض الميعاد هي الجنة التي وعد بها الله عباده المتقين المؤمنين وهي مملكة في السماء , حيث الأبدية وحيث لا صراع ولا تنافس .
ويقول الحاخام ( يوناتان ) في الأزمان المقبلة سيظهر الرب ويحارب الأمم ولكن هذه الحروب لن يقوم بها البشر , لقد أتم جو شواع غزو أرض كنعان في عصر ( يشوع ) بالحرب وبالوسائل البشرية , ولذلك كان الخلاص غير كامل , ولكن في الأزمان المقبلة سيحارب الله وحده ولذلك سيكون الخلاص كاملا ً ولن يتبعه منفى آخر . ( يتفريث يهوناتان ص 119 ) .
وكلام الحاخام واضح فهو يتحدث عن الخلاص لبني إسرائيل , ويفرق بين خلاص بشري قد تم بالحرب في عصر ( يشوع ) وهو خلاص غير كامل , أما الخلاص الكامل فهو الخلاص الإلهي الذي سيأتي به الرب وحده آخر الزمان ولا منفى بعده لبني إسرائيل , وهذا الزمان حسب اعتقادهم سيأتي بعد نزول المسيح اليهودي الموعود .
ويضيف الحاخام : كان ( ززبابل ) على رأس الجمعية الكبرى وكذلك على رأس الذين أرادوا العودة من بابل إلى فلسطين , وقد فكر في جمع شمل المنفيين بالقوة إذ يعتقد أن الشر والقانون قد هُدما – ماعدا الجنس – فلا بد إذن أن تنتهي العبودية ولكن النبي زكريا قال له : لا بقوة الجيش ولا بالعنف بل بروحي . ( الإصحاح الرابع الآية السادسة من سفر زكريا ) .
فالرب وحده هو الذي يجمع المنفيين كما جاء في سفر التثنية : ( إذا كنت منفيا ً في أقصى السماء فسوف يجمعك الله ويأخذك من هناك) . ( سفر التثنية 30 : 4 ) وفي سفر التكوين : ( لا ينزع الصولجان من يهوذا حتى يحضر شيلون ) .. ( 49 : 10 ) . وكلمة ( شيلون ) تشير إلى اليوم السابع يوم راحة . وفي الترجمة اليونانية : ( لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي( شيلون ) وله يكون خضوع شعوب )(1) .
ويرى الحاخام أنه طبقا ً للشريعة فإن الله خلق العالم ليدوم ستة آلاف عام التي تدل عليها الأيام الستة التي تم فيها التكوين واليوم السابع يعني الألف السابعة , وهو يوم الراحة ( الكوني ) فتتوقف حركة الكواكب وتأثيرها . وفي الألف السابعة لن نحتاج إلى ملوك إذ أن الرب سيكون ملكنا وكلمة ( شيلون ) تعبر عن الراحة وتشير إلى السبت اليسوعي .
ومعنى الآية أن السيادة البشرية يمكن أن تمارس حتى تأتي فترة الراحة الدينية فيكون الرب وحده حينئذ الملك على الأرض بأسرها .
( أفت يهوناتان 20 ب ) .
ويضيف : قال ( راب هيلال ) لن يكون هناك مسيح لإسرائيل إذ أن الرب هو ملكهم . والمسيح لن يأتي إلا للوثنيين فيحكمهم ويجعلهم
عباد الله بورك اسمه . ولذلك جاء : ( وسوف تأتي الأمم لتستشيره ) . ( آفت يهوناتان 105 ب )
جاء في سفر حزقيال : ( هذا هو نصيبهم في الميراث : ولا تعطوهم أملاكا ً في إسرائيل سأكون أنا ملكا ً لهم ) . ( حزقيال 4 :28 ) .
ويقول الحاخام : نحن نعلم أنه لم يكن لقبيلة ( لاوي ) – أحد الأسباط الاثني عشر – نصيب أو ميراث في البلد سوى ملكية صغيرة هي الاثنتان والأربعون مدينة لمجرد المأوى . ولكن في الأزمان اليسوعية – أي أرض الزمن الأخير لن يكون هناك احتياج لأي مأوى لأنه لن تكون هناك جرائم . وبالتالي فإن اللاويين لن تكون لهم أملاك ويمكننا كذلك أن نقول : إنه قد أعطي لليهود تاجان – عند نزول التوراة : تاج الكهنوت وتاج الملك
. فقد جاء في سفر الخروج : ( وأنتم بالنسبة إلى مملكة الكهنة وشعبا ً قديسا ً ) ( الخروج 19 :6 ) .
وعقب خطيئة العجل – أي عبادتهم للعجل الذهبي رُفع عنهم هذان التاجان . ولكن اللاويين لم يشتركوا في الخطيئة . – لأنهم اتبعوا هارون – ولم يرفع عنهم التاجان وأصبح كل منهم ملكا ً ولذلك كانوا يحتاجون إلى امتلاك بعض الأرض أنه ليس هناك ملك بلا أرض
ولكن في الأزمان اليسوعية – أي بعد زوال إسرائيل الأولى (2) – سيكون الرب وحده هو الملك على الأرض بأسرها ولن يحتاجوا إلى امتلاك أرض . ويتضح من كلام الحاخام وتفسيره لنصوص التوراة أنه لا يوجد أرض ميعاد على الأرض كما يدعي أنصار الصهيونية الحديثة من اليهود وغيرهم وإن مملكة إسرائيل على الأرض انتهت بتدمير ملك بابل ( بختنصر ) لها قبل الميلاد وأن أرض الميعاد في السماء وهي الجنة التي وعدها الله عباده المؤمنين , وأنه حتى الأزمنة اليسوعية حين ينزل المسيح المنتظر لن يكون نزوله من أجل مملكة إسرائيل على أرض فلسطين أو استعادة أرض الميعاد كما يقولون ويصورونه وإنما من أجل غير اليهود الذين لم يؤمنوا بالله وبالتالي فلن يحتاجوا إلى أرض لأن الأرض تكون لله وهو صاحبها وملكها .
-----------------------------------------
(1) المصدر السابق , والكلام هنا من يعقوب لبنيه .
(2) وزوال إسرائيل الأولى حدث قبل الميلاد على يد ملك بابل .
المصدر : دار الكتاب العربي ( الحرب السابعة ) اقتربت نهاية اليهود وزوال دولة إسرائيل -منصور غبدالحكيم
تتبع .... اليوم السابع هو النهاية على الأرض ..
توفيق- المساهمات : 626
تاريخ التسجيل : 18/04/2016
مواضيع مماثلة
» ملخص كتاب تنبؤات نستراداموس لمنصور عبدالحكيم
» ملخص كتاب رضوان حارس الجنة لمنصور عبدالحكيم
» كتاب الاعشاب والجن لمنصور عبدالحكيم
» من كتاب العالم رقعة شطرنج لمنصور عبدالحكيم
» دمار امريكا ببركان يلوستون- من كتاب هلاك الامم لمنصور عبدالحكيم
» ملخص كتاب رضوان حارس الجنة لمنصور عبدالحكيم
» كتاب الاعشاب والجن لمنصور عبدالحكيم
» من كتاب العالم رقعة شطرنج لمنصور عبدالحكيم
» دمار امريكا ببركان يلوستون- من كتاب هلاك الامم لمنصور عبدالحكيم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة يوليو 08, 2016 10:29 pm من طرف توفيق
» خواطر عن حال الارض قبل نهايتها_ منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:27 pm من طرف توفيق
» كتاب(يأجوج ومأجوج من الوجود حتى الفناء) #منصور_عبدالحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:26 pm من طرف توفيق
» المؤامرة والمصادفة من كتاب الاسرار الكبرى للماسونية لمنصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:25 pm من طرف توفيق
» بين تجسس الغرب.. وتجسس "أذيال الغرب" بقلم: منصورعبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:24 pm من طرف توفيق
» الميثاق السرى لحكومة العالم الخفية --المؤامرة على العالم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:24 pm من طرف توفيق
» أصل الحضارة واعمق الاسرار فى ارض العراق - منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:21 pm من طرف توفيق
» الهيكل وسر البقرة الحمراء - للكاتب منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:15 pm من طرف توفيق
» تجربتى مع الماسونية و المؤامرة ـــ منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:14 pm من طرف توفيق