مقالات الشيخ عمران حسين - الإسلام, المرابحة و الودائع الثابثة
منتدي دليل الشاهد :: علماء متخصصين :: الشيخ عمران حسين :: مقالات الشيخ عمران حسين :: الإسلام و الربا
صفحة 1 من اصل 1
مقالات الشيخ عمران حسين - الإسلام, المرابحة و الودائع الثابثة
الإسلام, المرابحة و الودائع الثابثة
الشيخ عمران حسين
لقد أعلن الله تعالى الحرب على المقرضين الذين يطالبون بفوائد ديونهم, و هذا قد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم (سورة البقرة الآية 279), و هذا هو نص الآية الكريمة:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)".
رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم أخبرنا بأن صرف و لو درهم واحد من مال الربا (و الدرهم عملة فضية تساوي بضعا من الدولارات) يعادل ستة و ثلاثين زنية, و أخبرنا رسولنا الكريم بأن الربا يتألف من سبعين جزءا و أصغر جزء مثل أن يزني الرجل بأمه و العياذ بالله.
لقد لعن الرسول صلى الله عليه و سلم أربع و أنهم كلهم مشتركون في الذنب: الرجل الذي يأخذ الربا (مثل المقرض), و الرجل الذي يعطي الربا (عند تسديد الفوائد), و الرجل الذي سعى في المعاملة (مثل موظف البنك), و الشهود على هذه المعاملة و غالبا ما يكونوا شاهدين اثنين.
قبل خمسين عاما قاد الجالية المسلمة في ترينيداد و توباغو الشيخ ركن الدين (عليه رحمة الله), و كان قائدا لكل من عرف و عاش الإسلام.
في ذلك الوقت ظهر مقرض للمال مسلم على الساحة, و حاول قائد مجتمعنا كل جهد ممكن لجعل هذا الرجل يتخلى عن إقراض المال, و عندما فشلت جهوده في إقناعه, قام بحظر التعامل مع مقرضي الأموال حتى أنه منع تناول وجبة في منزل مقرض الأموال, و المجتمع المسلم يطيع قائده.
و لكن الزمن قد تغير منذ ذلك الوقت, و المجتمع الإسلامي مقاد الآن - مع بعض الإستثناءات - من قبل رجال لم يعرفوا و لم يعيشوا الإسلام الحق و أيضا من علماء خانوا الإسلام.
لدينا هنا في ترينيداد زعماء مسلمون هم مرابون بارعون, و يضعون أموالهم ودائع ثابتة بنسب أرباح عالية في أسواق المال العالمية, و من ثم يستخدمون دفاتر شيكاتهم الملآنة و التي تقطر بدماء الجماهير التي تم استغلالها في فسح الطريق و الرشوة للفوز في الإنتخابات و تولي مناصب الرئيس العام للمنظمات الإسلامية.
و من ثم يقوم عموم الناس الذي فطنتهم هي بمستوى عقلية القطيع بمنح الشرعية لهؤلاء الزعماء الذين هم في الحقيقة قادة دفتر الشيكات.
حتى علماء المسلمين قد وقعوا في هوة الطريق, عندما ينظم بنك ربوي احتفالا بمناسبة عيد الفطر, و يقبل إمام أو عالم مسلم دعوة هذا البنك لإلقاء خطاب, و تظهر صورته مع مسؤولي البنك في الصحف اليومية, و هكذا, يمتد و يتسع الجهل بالتشريع الإلهي المتعلق بحظر الربا, بل و أسوأ, هناك انتهاك متعمد لهذا التشريع.
في هذا المقال, سنهتم مباشرة بما يسمى الودائع الثابتة و تلك التي تسمى معاملات المرابحة في محاولتنا لشرح معاملات إقراض المال.
في قلب الحظر الحظر الإسلامي على التعامل الربوي (الربا) هناك قول مأثور و هو إن لم تزرع, لن تجني.
و هذا يدحض مفهوم القيمة الوقتية للمال, المال في حد ذاته لا يمكن أن يزيد مع مرور الوقت بدون أي مساهمة من العمل, أو دون خطر الربح و الخسارة المتأصلة في أي معاملة تجارية.
رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم أخبرنا بأن أي معاملة تتضمن تبادل نقد بنقد يجب أن تكون بنفس القيمة, بدون أي اختلاف في قيمة النقد المتبادل, و أخبرنا بأن أي تبادل غير متساوي في النقود (و الذي سيفتح الباب لزيادة المال المتبادل بمرور الوقت) سيكون ربا.
و أصر إسلامنا الحنيف بأن أي معاملة تجارية يجب أن تتضمن مخاطر الربح و الخسارة, و من ثم الله العلي القدير يوزع و يعيد توزيع الثروات كيفما يشاء من خلال الأخذ من البعض و إعطاء البعض, و في هذه الحالة الغني لا يبقى غنيا, و الفقير لن يٌسجن في إطار فقر دائم.
رأى نبينا محمد صلى الله عليه و سلم المرابي كمصاص دماء في وسط نهر من دم, و في رواية "تاجر البندقية", شبه ويليام شكسبير الربا للقارئ في الحضارة الغربية بقطع رطل من اللحم.
لقد لاحظنا أن رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام لعن هؤلاء الأربعة كما ورد في الحديث الشريف, و كانوا كلهم متساوين في الذنب, الذي يأخذ الربا, و الذي يعطي الربا, و الذي يسعى في المعاملة و يكتبها, و الشاهدان على المعاملة. و كل من يموت و قد لعنه رسول الله صلى الله عليه و سلم لن ينجو من نار الجحيم. و حتى القرآن الكريم أورد بأن المرابي سيلقى جزاؤه في جهنم.
"الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)"
و ماذا بعد هذا, ما هي حالة الشخص الذي يضع ودائع ثابتة في البنك أو في أي مؤسسة مالية أخرى؟ يجب بداية أن يكون واضحا أن المال لم يوهب له, و يجب أن يعلم أنه لم يدخل في معاملة تجارية صحيحة طالما أنه ضمن عودة نقوده إضافة إلى الأرباح, ليس هناك أي مخاطرة, ليس هناك أي احتمال للخسارة و هذا ليس عملا تجاريا! في الحقيقة, بعمل عوائد ثابتة, فهو يقرض أمواله للبنك مع فائدة (ربا), و بالتالي يصبح من الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم.
الذين يقرأون هذه المقالة و يخافون من عقاب الله في الآخرة, يجب عليهم أن يتجاوبوا فورا بوقف معاملات العوائد البنكية, و بالنسبة لأموال الربا التي أخذوها, لن يستطيعوا استخدامها أو ختى منحها للآخرين كصدقة.
الربا الخلفي (الربا من الباب الخلفي):
اليوم, ما يسمى بالبنوك الإسلامية و مؤسسات التمويل الإسلامية الأخرى, يقرضون أموالا بفوائد عبر طرق ملتوية و ذلك بإعطاء القرض الربوي على أنه بيع سلعة بالأجل, و يسمونها مرابحة! ولكنها بالتأكيد ليست مرابحة! إنها ربا! ما يفعله البنك المسمى بالإسلامي هو عرض سلعة ما بالبيع الآجل بسعلا أعلى من سعرها نقدا و بشكل جوهري. بينما بيع الأجل حلال حيث أن رسولنا صلوات الله عليه تعامل في مثل هذا التعامل التجاري, ليس هناك أي إثبات بأن سعر الأجل يختلف عن سعر النقد.
عندما يكون سعر الأجل أعلى من سعر النقد (العاجل) فهذا هو الربا, كما نعلم جوهر الربا هو في زيادة المال مع مرور الوقت بسبب الوقت, عندما يرغب العميل بشراء سلعة معينة, و لم يمتلك النقود الكافية في وقتها, و بالتالي يدخل ما يسمى بالبنك الإسلامي كوسيط في هذه الخدعة لشراء تلك السلعة بسعر التقد و يبيعها للعميل بسعر الأجل, رسوم الفائدة تضاف إلى ثمن السلعة مما يجعل سعر الأجل أعلى من سعر النقد.
في الواقع, ما يسمى بالبنك الإسلامي لا يشتري حقيقة تلك السلعة, بالأحرى, فهو يحرر شيكا و من ثم يشتري العميل السلعة بإسمه مع احتفاظ البنك بعقد امتياز للسلعة حتى يتم دفع ثمن السلعة مع الفوائد إلى هذا المسمى بالبنك الإسلامي في نهاية المطاف.
و هكذا, ما يسمى بالبنك الإسلامي يبيع شيئا لا يملكه فعليا, و هذا حرام! و في الحقيقة عملية البيع كلها خيالية و مخادعة. ما فعله ما يسمى بالبنك الإسلامي حقيقة هو إقراض العميل مبلغا من المال حسب من خلاله مجموع فائدته الربوية على مدى فترة القرض و أصبح هذا المبلغ مستحق على العميل في وقت البيع الوهمي أو ما يسمى بعملية المرابحة المخادعة.
عندما يتخلف العميل عن سداد أقساط البنك فإنهم يعاملونه بسخافة و سيقومون بفضح العميل ماليا. خذ المثال التالي: عندما يدخل عميل في معاملة ما تسمى بـ "المرابحة" مع ما يسمى "بنك إسلامي" (بدون ذكر إسمه) ليشتري منزلا و سعر المنزل سوقيا هو 500000 دولار, فإن البنك سيحرر له شيكا بقيمة 500000 دولار, و سيقوم بتسجيل المنزل باسمه. و من ثم سيجري معه معاملة بيع خيالية لبيعه هذا المنزل بالأجل (علما بأن البنك لم يمتلك البيت و لا يجوز له بيعه لأنه لم يمتلكه أصلا) و ليكن المبلغ المتفق عليه هو 1 مليون دولار و الفارق بين سعر الأجل و النقد هو 500000 دولار.
بعد مرور شهر من هذه الإتفاقية لم يستطع العميل تسديد أقساط البنك, و في هذه الحالة وضع ما يسمى بـ "البنك الإسلامي" يده على المنزل و باعه في المزاد مقابل 500000 دولار و من ثم قام هذا البنك المسمى إسلامي برفع دعوى على العميل للمطالبة بمبلغ 500000 دولار التي هي فائدة عملية المرابحة المخادعة بسبب الدفع بالأجل و لكن المحكمة ردت دعوى هذا البنك المسمى إسلامي بأنه يستحق فقط الفائدة الربوية عن الفترة التي استغرقها حتى استعاد قيمة المبلغ الأصلي و هي 500000 دولار. (و هذه القضية تفضح حقيقة خداع عمليات ما يسمى بالبنوك الإسلامية).
لدينا تحذير شديد اللهجة للعلماء المسلمين الذين يصرون على الدفاع عن ما يسمى المرابحة فيما يسمى بالبنوك الإسلامية, هؤلاء العمي يدافعون عن هذا التعامل بإصدار فتاوى فاسدة مثل فتاويهم أن التعامل بالنقود الورقية يجب أن يكون حلالا في العالم الحديث, و سوف يعلنون مستقبلا أن التعامل بالنقود الورقية حلال أيضا.
إذا كانوا يصرون على عنادهم في الدفاع عن ما يسمى بمعاملات المرابحة اليوم, فسيعلمون في محكمة الله أنها ليست مرابحة بل ربا, في ذلك الوقت لا يمكن أن يطلبوا الرحمة من الله تعالى بسبب إضلالهم للناس و لا يستطيعون أن يقولوا لم نكن نعلم.
ترجمة: الدكتور ماهر
- See more at: http://www.inh-lectures.com/articles/islam-and-usury/42#sthash.K6U654Ii.dpuf
الشيخ عمران حسين
لقد أعلن الله تعالى الحرب على المقرضين الذين يطالبون بفوائد ديونهم, و هذا قد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم (سورة البقرة الآية 279), و هذا هو نص الآية الكريمة:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)".
رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم أخبرنا بأن صرف و لو درهم واحد من مال الربا (و الدرهم عملة فضية تساوي بضعا من الدولارات) يعادل ستة و ثلاثين زنية, و أخبرنا رسولنا الكريم بأن الربا يتألف من سبعين جزءا و أصغر جزء مثل أن يزني الرجل بأمه و العياذ بالله.
لقد لعن الرسول صلى الله عليه و سلم أربع و أنهم كلهم مشتركون في الذنب: الرجل الذي يأخذ الربا (مثل المقرض), و الرجل الذي يعطي الربا (عند تسديد الفوائد), و الرجل الذي سعى في المعاملة (مثل موظف البنك), و الشهود على هذه المعاملة و غالبا ما يكونوا شاهدين اثنين.
قبل خمسين عاما قاد الجالية المسلمة في ترينيداد و توباغو الشيخ ركن الدين (عليه رحمة الله), و كان قائدا لكل من عرف و عاش الإسلام.
في ذلك الوقت ظهر مقرض للمال مسلم على الساحة, و حاول قائد مجتمعنا كل جهد ممكن لجعل هذا الرجل يتخلى عن إقراض المال, و عندما فشلت جهوده في إقناعه, قام بحظر التعامل مع مقرضي الأموال حتى أنه منع تناول وجبة في منزل مقرض الأموال, و المجتمع المسلم يطيع قائده.
و لكن الزمن قد تغير منذ ذلك الوقت, و المجتمع الإسلامي مقاد الآن - مع بعض الإستثناءات - من قبل رجال لم يعرفوا و لم يعيشوا الإسلام الحق و أيضا من علماء خانوا الإسلام.
لدينا هنا في ترينيداد زعماء مسلمون هم مرابون بارعون, و يضعون أموالهم ودائع ثابتة بنسب أرباح عالية في أسواق المال العالمية, و من ثم يستخدمون دفاتر شيكاتهم الملآنة و التي تقطر بدماء الجماهير التي تم استغلالها في فسح الطريق و الرشوة للفوز في الإنتخابات و تولي مناصب الرئيس العام للمنظمات الإسلامية.
و من ثم يقوم عموم الناس الذي فطنتهم هي بمستوى عقلية القطيع بمنح الشرعية لهؤلاء الزعماء الذين هم في الحقيقة قادة دفتر الشيكات.
حتى علماء المسلمين قد وقعوا في هوة الطريق, عندما ينظم بنك ربوي احتفالا بمناسبة عيد الفطر, و يقبل إمام أو عالم مسلم دعوة هذا البنك لإلقاء خطاب, و تظهر صورته مع مسؤولي البنك في الصحف اليومية, و هكذا, يمتد و يتسع الجهل بالتشريع الإلهي المتعلق بحظر الربا, بل و أسوأ, هناك انتهاك متعمد لهذا التشريع.
في هذا المقال, سنهتم مباشرة بما يسمى الودائع الثابتة و تلك التي تسمى معاملات المرابحة في محاولتنا لشرح معاملات إقراض المال.
في قلب الحظر الحظر الإسلامي على التعامل الربوي (الربا) هناك قول مأثور و هو إن لم تزرع, لن تجني.
و هذا يدحض مفهوم القيمة الوقتية للمال, المال في حد ذاته لا يمكن أن يزيد مع مرور الوقت بدون أي مساهمة من العمل, أو دون خطر الربح و الخسارة المتأصلة في أي معاملة تجارية.
رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم أخبرنا بأن أي معاملة تتضمن تبادل نقد بنقد يجب أن تكون بنفس القيمة, بدون أي اختلاف في قيمة النقد المتبادل, و أخبرنا بأن أي تبادل غير متساوي في النقود (و الذي سيفتح الباب لزيادة المال المتبادل بمرور الوقت) سيكون ربا.
و أصر إسلامنا الحنيف بأن أي معاملة تجارية يجب أن تتضمن مخاطر الربح و الخسارة, و من ثم الله العلي القدير يوزع و يعيد توزيع الثروات كيفما يشاء من خلال الأخذ من البعض و إعطاء البعض, و في هذه الحالة الغني لا يبقى غنيا, و الفقير لن يٌسجن في إطار فقر دائم.
رأى نبينا محمد صلى الله عليه و سلم المرابي كمصاص دماء في وسط نهر من دم, و في رواية "تاجر البندقية", شبه ويليام شكسبير الربا للقارئ في الحضارة الغربية بقطع رطل من اللحم.
لقد لاحظنا أن رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام لعن هؤلاء الأربعة كما ورد في الحديث الشريف, و كانوا كلهم متساوين في الذنب, الذي يأخذ الربا, و الذي يعطي الربا, و الذي يسعى في المعاملة و يكتبها, و الشاهدان على المعاملة. و كل من يموت و قد لعنه رسول الله صلى الله عليه و سلم لن ينجو من نار الجحيم. و حتى القرآن الكريم أورد بأن المرابي سيلقى جزاؤه في جهنم.
"الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)"
و ماذا بعد هذا, ما هي حالة الشخص الذي يضع ودائع ثابتة في البنك أو في أي مؤسسة مالية أخرى؟ يجب بداية أن يكون واضحا أن المال لم يوهب له, و يجب أن يعلم أنه لم يدخل في معاملة تجارية صحيحة طالما أنه ضمن عودة نقوده إضافة إلى الأرباح, ليس هناك أي مخاطرة, ليس هناك أي احتمال للخسارة و هذا ليس عملا تجاريا! في الحقيقة, بعمل عوائد ثابتة, فهو يقرض أمواله للبنك مع فائدة (ربا), و بالتالي يصبح من الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم.
الذين يقرأون هذه المقالة و يخافون من عقاب الله في الآخرة, يجب عليهم أن يتجاوبوا فورا بوقف معاملات العوائد البنكية, و بالنسبة لأموال الربا التي أخذوها, لن يستطيعوا استخدامها أو ختى منحها للآخرين كصدقة.
الربا الخلفي (الربا من الباب الخلفي):
اليوم, ما يسمى بالبنوك الإسلامية و مؤسسات التمويل الإسلامية الأخرى, يقرضون أموالا بفوائد عبر طرق ملتوية و ذلك بإعطاء القرض الربوي على أنه بيع سلعة بالأجل, و يسمونها مرابحة! ولكنها بالتأكيد ليست مرابحة! إنها ربا! ما يفعله البنك المسمى بالإسلامي هو عرض سلعة ما بالبيع الآجل بسعلا أعلى من سعرها نقدا و بشكل جوهري. بينما بيع الأجل حلال حيث أن رسولنا صلوات الله عليه تعامل في مثل هذا التعامل التجاري, ليس هناك أي إثبات بأن سعر الأجل يختلف عن سعر النقد.
عندما يكون سعر الأجل أعلى من سعر النقد (العاجل) فهذا هو الربا, كما نعلم جوهر الربا هو في زيادة المال مع مرور الوقت بسبب الوقت, عندما يرغب العميل بشراء سلعة معينة, و لم يمتلك النقود الكافية في وقتها, و بالتالي يدخل ما يسمى بالبنك الإسلامي كوسيط في هذه الخدعة لشراء تلك السلعة بسعر التقد و يبيعها للعميل بسعر الأجل, رسوم الفائدة تضاف إلى ثمن السلعة مما يجعل سعر الأجل أعلى من سعر النقد.
في الواقع, ما يسمى بالبنك الإسلامي لا يشتري حقيقة تلك السلعة, بالأحرى, فهو يحرر شيكا و من ثم يشتري العميل السلعة بإسمه مع احتفاظ البنك بعقد امتياز للسلعة حتى يتم دفع ثمن السلعة مع الفوائد إلى هذا المسمى بالبنك الإسلامي في نهاية المطاف.
و هكذا, ما يسمى بالبنك الإسلامي يبيع شيئا لا يملكه فعليا, و هذا حرام! و في الحقيقة عملية البيع كلها خيالية و مخادعة. ما فعله ما يسمى بالبنك الإسلامي حقيقة هو إقراض العميل مبلغا من المال حسب من خلاله مجموع فائدته الربوية على مدى فترة القرض و أصبح هذا المبلغ مستحق على العميل في وقت البيع الوهمي أو ما يسمى بعملية المرابحة المخادعة.
عندما يتخلف العميل عن سداد أقساط البنك فإنهم يعاملونه بسخافة و سيقومون بفضح العميل ماليا. خذ المثال التالي: عندما يدخل عميل في معاملة ما تسمى بـ "المرابحة" مع ما يسمى "بنك إسلامي" (بدون ذكر إسمه) ليشتري منزلا و سعر المنزل سوقيا هو 500000 دولار, فإن البنك سيحرر له شيكا بقيمة 500000 دولار, و سيقوم بتسجيل المنزل باسمه. و من ثم سيجري معه معاملة بيع خيالية لبيعه هذا المنزل بالأجل (علما بأن البنك لم يمتلك البيت و لا يجوز له بيعه لأنه لم يمتلكه أصلا) و ليكن المبلغ المتفق عليه هو 1 مليون دولار و الفارق بين سعر الأجل و النقد هو 500000 دولار.
بعد مرور شهر من هذه الإتفاقية لم يستطع العميل تسديد أقساط البنك, و في هذه الحالة وضع ما يسمى بـ "البنك الإسلامي" يده على المنزل و باعه في المزاد مقابل 500000 دولار و من ثم قام هذا البنك المسمى إسلامي برفع دعوى على العميل للمطالبة بمبلغ 500000 دولار التي هي فائدة عملية المرابحة المخادعة بسبب الدفع بالأجل و لكن المحكمة ردت دعوى هذا البنك المسمى إسلامي بأنه يستحق فقط الفائدة الربوية عن الفترة التي استغرقها حتى استعاد قيمة المبلغ الأصلي و هي 500000 دولار. (و هذه القضية تفضح حقيقة خداع عمليات ما يسمى بالبنوك الإسلامية).
لدينا تحذير شديد اللهجة للعلماء المسلمين الذين يصرون على الدفاع عن ما يسمى المرابحة فيما يسمى بالبنوك الإسلامية, هؤلاء العمي يدافعون عن هذا التعامل بإصدار فتاوى فاسدة مثل فتاويهم أن التعامل بالنقود الورقية يجب أن يكون حلالا في العالم الحديث, و سوف يعلنون مستقبلا أن التعامل بالنقود الورقية حلال أيضا.
إذا كانوا يصرون على عنادهم في الدفاع عن ما يسمى بمعاملات المرابحة اليوم, فسيعلمون في محكمة الله أنها ليست مرابحة بل ربا, في ذلك الوقت لا يمكن أن يطلبوا الرحمة من الله تعالى بسبب إضلالهم للناس و لا يستطيعون أن يقولوا لم نكن نعلم.
ترجمة: الدكتور ماهر
- See more at: http://www.inh-lectures.com/articles/islam-and-usury/42#sthash.K6U654Ii.dpuf
توفيق- المساهمات : 626
تاريخ التسجيل : 18/04/2016
مواضيع مماثلة
» مقالات الشيخ عمران حسين - المرأة والجنة في الإسلام
» مقالات الشيخ عمران حسين - فلسفة النوع الاجتماعي في الإسلام
» الشيخ عمران حسين: الأحلام و الرؤى في الإسلام
» الشيخ عمران حسين: الإسلام في مواجهة ثورة الدجال الجنسية
» مقالات الشيخ عمران حسين - هل السامري هو المسيح الدجال؟
» مقالات الشيخ عمران حسين - فلسفة النوع الاجتماعي في الإسلام
» الشيخ عمران حسين: الأحلام و الرؤى في الإسلام
» الشيخ عمران حسين: الإسلام في مواجهة ثورة الدجال الجنسية
» مقالات الشيخ عمران حسين - هل السامري هو المسيح الدجال؟
منتدي دليل الشاهد :: علماء متخصصين :: الشيخ عمران حسين :: مقالات الشيخ عمران حسين :: الإسلام و الربا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة يوليو 08, 2016 10:29 pm من طرف توفيق
» خواطر عن حال الارض قبل نهايتها_ منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:27 pm من طرف توفيق
» كتاب(يأجوج ومأجوج من الوجود حتى الفناء) #منصور_عبدالحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:26 pm من طرف توفيق
» المؤامرة والمصادفة من كتاب الاسرار الكبرى للماسونية لمنصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:25 pm من طرف توفيق
» بين تجسس الغرب.. وتجسس "أذيال الغرب" بقلم: منصورعبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:24 pm من طرف توفيق
» الميثاق السرى لحكومة العالم الخفية --المؤامرة على العالم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:24 pm من طرف توفيق
» أصل الحضارة واعمق الاسرار فى ارض العراق - منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:21 pm من طرف توفيق
» الهيكل وسر البقرة الحمراء - للكاتب منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:15 pm من طرف توفيق
» تجربتى مع الماسونية و المؤامرة ـــ منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:14 pm من طرف توفيق