مقالات الشيخ عمران حسين - رد على قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشأن سوريا

رد على قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشأن سوريا
الشيخ عمران حسين


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على رسوله الكريم.

أرى أن هذا الإتفاق بين أعضاء مجلس الأمن الدولي أمر إيجابي, رغم لمعانه, يمكن أن يوفر فرصة ذهبية للحوار السياسي ليحل محل سفك الدماء, من أجل صياغة مستقبل ملائم لسوريا.

الآن, هؤلاء الذين إختاروا رفض هذه الفرصة من أجل إيجاد حل سلمي للحرب في سوريا سوف يتم النظر إليهم كأهل فساد من طرف العالم.

لقد حان الوقت لعلماء السنة و الشيعة السوريين و كذلك قادة المسيحيين السوريين و باقي الطوائف الأخرى, أن يأخذوا بأيدي بعضهم البعض من أجل إجراء حوار سياسي بهدف التوصل إلى إتفاق فيما بينهم, بحيث على أساسه يمكنهم الدخول في حوار مع الحكومة السورية. إنه الشعب السوري من يحدد مستقبل سوريا و ليس الرئيس التركي.

على ماذا يجب عليهم أن يتفاوضوا و يقرروا؟

أولا: يجب عليهم تشكيل جبهة سورية موحدة لمواجهة هؤلاء الذين يصرون على مواصلة القتال و سفك الدماء في سوريا.

ثانيا: يجب عليهم تبني موقف سوري مشترك و حازم لإستمرار مقاومة الظلم و الإستبداد الإسرائيلي.

ثالثا: هم بحاجة إلى صياغة إتفاق سياسي لنموذج شامل لدولة سورية من شأنها أن تستوعب المصالح الأولية لكل من المسلمين السنة و الشيعة و كذلك المسيحيين الأرثوذكس و الغربيين على حد سواء, و كذلك لباقي الطوائف الأخرى في سوريا. في هذا الوقت, قادة و علماء المسلمين الشيعة و السنة السوريين, داخل و خارج سوريا, يجب عليهم أخذ زمام المبادرة و الوصول إلى المسيحيين الأرثوذكس في سوريا لبناء رابط مشترك بينهم, تمهيدا لإشراك آخرين في الحوار السياسي.

رابعا: يجب أن يقبلوا أنه لولا الدور الروسي, لأصبحت سوريا حاليا ليبيا أخرى. و بالتالي, أيا كان مستقبل سوريا, فإنه يجب إدراك دور روسيا في إنقاذ سوريا من أن تصبح ليبيا أخرى. لا يمكن أن يكون هنالك أي إتفاق سلام بين هؤلاء الذين يريدون أن تصبح سوريا ليبيا أخرى, و أولئك الذين يقاومون من أجل مستقبل سوريا.

- See more at: http://www.inh-lectures.com/articles/islam-and-politics/37#sthash.AwVNW6hA.dpuf