تغلغل الماسونية
صفحة 1 من اصل 1
تغلغل الماسونية
تغلغل الماسونية
الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
اليهود والحركات السرية
للشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
رحمه الله تعالى
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه على سنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد راجت في العصر الحديث مذاهب ونظريات وفلسفات غريبة، ليس لها همٌّ إلا إثارة النزعات والأحقاد والأنانية المفْرِطة بين البشر جميعًا.
وقد استنَّت لهذا كله قوانين ونظريات تهدف كلُّها لغاية واحدة هي هدم إنسانية الإنسان، والقضاء على الأخلاق والفضيلة وهدْم الأديان جميعها.
فمَن ذا الذي يقف وراء كل هذا الحقْد الدفين للدين والأخلاق والمبادئ الإنسانية والقِيَم الحقَّة؟ وما دور اليهود الصهاينة في ذلك؟
إن اليهود هم اليد المحرِّكة وراء كل مذهب وفلسفة ونظرية، فهم ينشرون المبادئ الفاضلة من إخاء إنساني وحرية ومساواة إذا أحسُّوا بالاضطهاد، وهم يَئِدون كل مذهب اشتمُّوا فيه رائحة الأذى لهم من قريب أو بعيد، وإن لم يستطيعوا وأْده حوَّروه بما يفسده هو ويخدمهم هم، فهم يروِّجون لكلِّ ما كان مؤديًا إلى خيرٍ لهم في أرجاء المعمورة، ويرفعون من شأن صاحبه ولو كان حقيرًا، كما يروِّجون لكل قلم ما دام هذا القلم سيساعدهم على إفساد الناس ورفْع شأن اليهود.
فهم الذين روَّجوا آراء (نيتشه) التي تهدم الأخلاق، وروَّجوا مذهب (دارون) في النشوء والتطوُّر وأَوَّلوه تأويلات بالغة، واستخدموه في القضاء على الأديان والأخلاق بإثارة النزعات الحيوانية، ومبدأ الصراع والتنازع من أجل البقاء، مظهِرِين أن كل شيء بدأ ناقصًا يثير السخرية والاحتقار، فلا قداسة إذًا لدين ولا لخلق ولا لمقدَّس من المقدسات، و(كارل ماركس) واضع نظرية الشيوعية التي تهدم الأديان والأخلاق هو ربيبتهم وصنيعة من صنائعهم، و(فرويد) اليهودي الذي هو وراء علم النفس الذي يُرجِع كلَّ الميول والآداب الدينية والخلُقية والأسرية إلى الغريزة الجنسية؛ لكي يبطل قداستها - هو واحد منها.
واليهودي (دوركايم) وراء علم الاجتماع، واليهودي أو نصف اليهودي (سارتر) وراء الوجودية التي تحوِّل حياة الفرد إلى حيوانية، ثم تصيب الفرد والجماعة بآفات القنوط واليأس والانحلال، والجمعيات السرية من ماسونية وغيرها التي روَّجت لهؤلاء وغيرهم، والتي أعملت مِعْوَل الهدم في المجتمعات التي وجدت فيها هي في الأساس من صنع اليهود، فهم وراء كل زيٍّ من أزياء الفكر والعقيدة والملبس والسلوك؛ ما دام في رواجه جلبُ منفعة لهم وإيقاع الضرر بغيرهم.
ولكن يجب التنبيه على أنه ليس اليهود وحدهم القائمين على أمر هذه الجمعيات والحركات السياسية والفكرية والاقتصادية، فأكثرها من عملهم وعمل صنائعهم، وبعضها من عمل غيرهم، ولكنهم كالملاَّح الماهر ينتفع في تسيير سفينته بكل تيار وكل ريح مهما يكن اتجاهه ويسخره لمصلحته، سواء كان موافقًا له أو معاكسًا له.
وهذا الكتاب يوضِّح ويبيِّن ويكشف هذا الدور الخفي الذي يقوم به اليهود وصنائعهم؛ لكي يصلوا إلى الغاية التي يريدونها، وهي تدمير العالم لإقامة ملك إسرائيل على أنقاضه.
وقد حرصت في هذا الكتاب أن يكون نقولاً من كتبهم هم، أو من الكتب التي حاولت كشف هذا الدور الذي يقومون به في إشاعة الفوضى وتدمير العالم.
وقد حرصت - قدر المستطاع - على ذكر المرجع ورقم الجزء والصفحة؛ توثيقًا لكلامي، ولم أعلق إلا على النذر اليسير من هذه النقول؛ لأنها - فيما أرى - أوضح من أن تحتاج إلى تعليق أو تنبيه أو تبيين.
فهل يفيق العالم وينتبه إلى ما يُحَاك له بليل ونهار على أيدي هذه العصابة الشريرة؟
أرجو أن يكون كتابي هذا خطوة في هذا الاتجاه.
والله - تعالى - من وراء القصد.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦
الفصل الأول
تغلغل الماسونية
في البروتوكول التاسع (ص 146): "ولكيلا تتحرر أيدي العميان من قبضتنا فيما بعدُ؛ يجب أن نظلَّ متَّصلين بالطوائف اتِّصالاً مستمرًّا، وهو إن لم يكن اتصالاً شخصيًّا فهو على أيِّ حال اتِّصال من خلال أشدِّ إخواننا إخلاصًا، وعندما نصير قوة معروفة سنخاطب العامة شخصيًّا في المجامع السوقية، وسنثقفها في الأمور السياسية في أي اتجاه يمكن أن يلتئم مع ما يناسبنا".
وفي البروتوكول العاشر في مجال الحديث عن إقلاق الحكومات، وتوزيع السلطة بين الهيئات المختلفة من نوَّاب ووزراء وشيوخ وهيئات إدارية... وسواها، وما لذلك من أثر في إضعاف الحكومات وسقوطها (ص 152- 153): "فإذا آذينا أيَّ جزء في الجهاز الحكومي فتسقط الدولة مريضة كما يمرض جسم الإنسان ثم يموت، وحينما حقنَّا نظام الدولة بسمِّ الحرية تغيَّرت مسختها السياسية، وصارت الدولة موبوءة بمرض مميت وهو مرض تحلُّل الدم، وليس لها إلا ختام سكرات الموت.
لقد ولَّدت الحرية الحكومات الدستورية التي احتلَّت مكان الأروتوقراطية، وهي وحدها صورة الحكومة النافعة لأجل الأمميين.
فالدستور - كما تعلمون - ليس أكثر من مدرسة للفتن والاختلافات والمشاحنات والهياجانات الحزبية العقيمة، وهو بإيجاز مدرسة كل شيء يضعف نفوذ الحكومة.
وبذلك صار في الإمكان قيام عصر جمهوري، وعندئذ وضعنا في مكان الملك ضحكة في شخص رئيس يشبهه قد اخترناه من الدهماء بين مخلوقاتنا وعبيدنا.
وهكذا أثبتْنا اللغَم الذي وضعناه تحت الأمميين، أو بالأحرى تحت الشعوب الأممية، وفي المستقبل القريب سنجعل الرئيس شخصًا مسؤولاً.
ويومئذ لن نكون حائرين في أن ننفذ بجسارة خططنا التي سيكون دميتنا مسؤولاً عنها".
مناداة الماسونية بالحرية لإحداث القلاقل في العالم:
وفي "البروتوكولات" (ص 119- 121): "إن أدعياء الحكمة والذكاء من الأمميين - غير اليهود - لم يتبيَّنوا كيف كانت عواقب الكلمات التي يلُوكونها، ولم يلاحظوا كيف يقلُّ الاتِّفاق بين بعضها وبعض، وقد يناقض بعضها بعضًا، إنهم لم يروا أنه لا مساواة في الطبيعة، وأن الطبيعة قد خلقت أنماطًا غير متساوية في العقل والشخصية والأخلاق والطاقة، وكذلك في مطاوعة قوانين الطبيعة.
إن صيحتنا (الحرية، والمساواة، والإخاء) قد جلبت إلى صفوفنا فِرَقًا كاملة من زوايا العالم الأربع عن طريق وُكَلائنا المغفَّلين، وقد حملت هذه الفرق ألويتنا في نشوة، بينما كانت هذه الكلمات - مثل كثير من الديدان - تلْتَهم سعادة المسيحيين، وتحطِّم سلامهم واستقرارهم ووحدتهم، مدمِّرة بذلك أسس الدول، وقد جلب هذا العمل النصرَ لنا كما سنرى بعدُ".
وفي صفحة 130 من "البروتوكولات": "إن كلمة الحرية تزجُّ بالمجتمع في نزاع مع كل القُوَى حتى قوة الطبيعة وقوة الله، وذلك هو السبب في أنه يجب علينا - حين نستحوذ على السلطة - أن نمحو كلمة الحرية من معجم الإنسانية؛ باعتبار أنها رمز القوة الوحشية الذي يمسخ الشعب حيوانات متعطِّشة إلى الدماء، ولكن يجب أن نركِّز في عقولنا أن هذه الحيوانات تستغرق في النوم حينما تشبع من الدم، وفي تلك اللحظة يكون يسيرًا علينا أن نسخِّرها وأن نستعبدها، وهذه الحيوانات إذا لم تعط الدم فلن تنام، بل سيقاتل بعضها بعضًا، يمكن أن لا يكون للحرية ضرر، وأن تقوم في الحكومات والبلدان من غير أن تكون ضارَّة بسعادة الناس، لو أن الحرية كانت مؤسَّسة على العقيدة وخشية الله وعلى الأخوَّة والإنسانية، نقيَّة من أفكار المساواة التي هي مناقِضة مناقَضة مباشرة لقوانين الخلْق والتي فرضت التسليم.
إن الناس المحكومين بمثْل هذا الإيمان سيكونون موضوعين تحت حماية كنائسهم - هيئاتهم الدينية - وسيعيشون في هدوء واطمئنان وثقة تحت إرشاد أئمَّتهم الروحيين، وسيخضعون لمشيئة الله على الأرض، وهذا هو السبب الذي يحتِّم علينا أن ننتزع فكرة الله ذاتها من عقول المسيحيين، وأن نضع مكانها عمليات حسابية وضرورية مادية، ثم لكي نحوِّل عقول المسيحيين عن سياستنا سيكون حتمًا علينا أن نبقيهم مُنْهَكِين في الصناعة والتجارة، وهكذا ستنصرف كل الأمم إلى مصالحها، ولن تفطن في هذا الصراع العالمي إلى عدوِّها المشترك، ولكن لكي تزلزل الحرية حياة الأمميين الاجتماعية زلزالاً وتدمِّرها تدميرًا؛ يجب علينا أن نضع التجارة على أساس المضاربة".
وفي (ص 116- 118) من "البروتوكولات": "ومن خلال الفساد الحالي الذي نلجأ إليه مكرَهين ستظهر فائدة حكم حازم يعيد إلى بناء الحياة الطبيعية نظامه الذي حطمته التحرُّرية، إن الغاية تبرِّر الوسيلة، وعلينا - ونحن نضع خططنا - أن لا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد.
إن الجمهور بربري وتصرُّفاته في كل مناسبة على هذا النحو، فما أن يضمن الرِّعاع الحرية حتى يمسخوها سريعًا فوضى، والفوضى في ذاتها قمَّة البربرية.
ومن المسيحيين أناس قد أضلَّتهم الخمْر، وانقلب شبَّانهم مجانين بالكلاسيكيات، والمجون المبكر الذي أغراهم به وكلاؤنا ومعلِّمونا وخدَمنا وقهرماناتنا في البيوتات الغنية وكتبتنا ومَن إليهم، ونساؤنا في أماكن لهوهم، وإليهن أضيف مَن يسمَّين نساء المجتمع الراغبات من زملائهم في الفساد والترَف".
وفي البروتوكول الأول من "بروتوكولات حكماء صهيون" (ص 112): "إن الحرية السياسية ليست حقيقة بل فكرة، ويجب أن يعرف الإنسان كيف يسخِّر هذه الفكرة عندما تكون ضرورية، فيتَّخذها طعمًا لجذْب العامة إلى صفِّه إذا كان قد قرَّر أن ينتزع سلطة منافِسة له، وتكون المشكلة يسيرة إذا كان هذا المنافس موبوءًا بأفكار الحرية التي تسمَّى التحرُّرية، ومن أجل هذه الفكرة يتخلَّى عن بعض سلطته، وبهذا سيصير انتصار فكرتنا واضحًا.
إن حقَّنا يكمُن في القوة، وكلمة الحق فكرةٌ مجردة قائمة على غير أساس؛ فهي كلمة لا تدل على أكثر من (أعطني ما أريد لتمكِّنني من أن أبرهن لك بهذا على أني أقوى منك).
وفي هذه الأحوال الحاضرة المضطرِبة لقُوَى المجتمع ستكون قوتنا أشدَّ من أيِّ قوَّة أخرى؛ لأنها ستكون مستورة حتى اللحظة التي تبلغ فيها مبلغًا لا تستطيع معه أن تنسفها أي خطة ماكرة، يجب أن يكون شعارنا كل وسائل العنف والخديعة.
ولذلك يتحتَّم أن لا نتردَّد لحظة واحدة في أعمال الرشوة والخديعة والخيانة، إذا كانت تخدمنا في تحقيق غايتنا.
كذلك كنَّا قديمًا أوَّل مَن صاح في الناس: الحرية والمساواة والإخاء، كلمات ما انفكَّت تردِّدها منذ ذلك الحين ببغاوات جاهلة، متجمهِرة من كل مكان حول هذه الشعائر، وقد حرمت بتردُّدها العالم من نجاحه، وحرمت الفرد من حريته الشخصية الحقيقية التي كانت من قبلُ في حمًى يحفظها من أن يخنقها السفَلة".
وفي صفحة (158) من "البروتوكولات": "أيُّ سبب أغرانا بابتداع سياستنا وبتلقين الأمميين إيَّاها؟ لقد أوحينا إلى الأمميين هذه السياسة دون أن ندعهم يدركون مغزاها الخفيَّ، وماذا حفزنا على هذا الطريق للعمل إلا عجزنا؟ ونحن جنس مشتَّت عن الوصول إلى غرضنا بالطرق المستقيمة؛ بل بالمراوغة فحسب، هذا هو السبب الصحيح، والأصل في تنظيمنا للماسونية التي لا يفهمها أولئك الخنازير من الأمميين؛ ولذلك لا يرتابون في مقاصدها، لقد أوقعناهم قتَلة محافلنا التي لا تبدو شيئًا أكثر من ماسونية؛ كي تذر الرماد في عيون رفقائهم".
وفي (ص 144) من "البروتوكولات": "إن الكلمات التحررية لشعارنا الماسوني هي (الحرية والمساواة والإخاء) ولن نبدِّل كلمات شعارنا، بل نصوغها معبِّرة ببساطة عن فكرة، وسوف نقول: حق الحرية وواجب المساواة وفكرة الإخاء، وبها سنمسك الثَّوْر من قرنَيه، وحينئذٍ نكون قد دمَّرنا في حقيقة الأمر كلَّ القوى الحاكمة إلا قوتنا، وإن تكن هذه القوى الحاكمة نظريًّا ما تزال قائمة".
وفي صفحة (150): "فإذا أوحينا إلى عقل كلِّ فرْد أهميته الذاتية، فسوف ندمِّر الحياة الأسرية بين الأمميين، ونفسد أهميتها التربوية، وسنعوق الرجال ذوي العقول الحصيفة عن الوصول إلى الصدارة، وإن العامة - تحت إرشادنا - ستبقى على تأخر أمثال هؤلاء الرجال، ولن نسمح لهم أبدًا أن يقرِّروا خططًا".
وفي البروتوكول الخامس عشر (ص 176): "إن أولئك الذين يظهرون كأنهم النمور هم كالغنم غباوة ورؤوسهم مملوءة بالفراغ.
سنتركهم يركبون في أحلامهم على حصان الآمال العقيمة لتحطيم الفردية الإنسانية بالأفكار الرمزية لمبدأ الجماعة، إنهم لم يفهموا بعدُ ولن يفهموا أن هذا الحلم الوحشي مناقض لقانون الطبيعة الأساس، وهو - منذ بدء التكوين - قد خلق كل كائن مختلفًا عن كل ما عداه؛ لكي تكون له بعد ذلك فردية مستقلة، أفليست حقيقة أننا كنَّا قادرين على دفْع الأمميين إلى مثل هذه الفكرة الخاطئة، تبرهن بوضوح قويٍّ على تصورهم الضيق للحياة الإنسانية إذا ما قورنوا بنا؟ وهنا يكمُن الأمل الأكبر في نجاحنا".
وفي البروتوكول الثاني والعشرين (ص 207- 208): "في أيدينا تتركَّز أعظم قوَّة في الأيام الحاضرة، وأعني بها: الذهب، ففي خلال يومين نستطيع أن نسحب أيَّ مقدار منه من حجرات كنزنا السرية، أفلا يزال ضروريًّا لنا بعد ذلك أن نبرهن على أن حكمنا هو إرادة الله؟ هل يمكن - ولنا كل هذه الخيرات الضخمة - أن نعجز بعد ذلك عن إثبات أن كل الذهب الذي ظللنا نكدِّسه خلال قرون كثيرة جدًّا لن يساعدنا في غرضنا الصحيح للخير؛ أي: لإعادة النظام تحت حكمنا؟
إن هذا قد يستلزم مقدارًا معيَّنًا من العنف، ولكن هذا النظام سيستقر أخيرًا، وسنبرهن على أننا المتفضِّلون الذين أعادوا السلام المفقود والحرية الضائعة للعالم المكروب، وسوف نمنح العالم الفرصة لهذا السلام وهذه الحرية ولكن في حالة واحدة ليس غيرها على التأكيد؛ أي: حين يعتصم العالم بقوانيننا اعتصامًا صارمًا.
وفوق ذلك سنجعل واضحًا لكل إنسان أن الحرية لا تقوم على التحلُّل والفساد، أو على حق الناس في عمل ما يسرُّهم عمله، وكذلك مقام الإنسان وقوَّته لا يعطيانه الحقَّ في نشر المبادئ الهدَّامة؛ كحرية العقيدة، والمساواة، ونحوها من الأفكار، وسنجعل واضحًا أيضًا أن الحرية الفردية لا تؤدِّي إلى أن لكل رجل الحق في أن يصير ثائرًا، أو أن يثير غيره بإلقاء خطب مضحكة على الجماهير القلقة المضطربة، سنعلِّم العالم أن الحرية الصحيحة لا تقوم إلا على عدم الاعتداء على شخص الإنسان وملكه؛ ما دام يتمسَّك تمسُّكًا صادقًا بكل قوانين الحياة الاجتماعية، ونعلِّم العالم أن مقام الإنسان متوقِّف على تصوُّره لحقوق غيره من الناس، وأن شرفه يروعه عن الأفكار المبهرجة في موضوع ذاته".
وفي البروتوكول السادس عشر (ص 180- 184): "إن قضاة الأمميين في الوقت الحاضر مترخِّصون مع كل صنوف المجرمين؛ إذ ليست لديهم الفكرة الصحيحة لواجبهم، ولسبب بسيط أيضًا هو أن الحكَّام حين يعيِّنون القضاة لا يشدِّدون عليهم في أن يفهموا فكرة ما عليهم من واجب.
إننا سنتَّخذ نهجًا أدبيًّا واحدًا أعظم، مستنبطًا من نتائج النظام الذي تعارَف عليه الأمميون، ونستخدمه في إصلاح حكومتنا.
وسنستأصل كلَّ الميول التحرُّرية من كل هيئة خطيرة في حكومتنا للدعاية التي قد تعتمد عليها تربية مَن سيكونون رعايانا.
وستكون المناصب الخطيرة مقصورة - بلا استثناء - على من ربَّيناهم تربيةً خاصة للإدارة، وستكون أوتقراطيتنا مكينة في كل أعمالها؛ ولذلك فإن كل قرار سيتَّخذه آمرنا العالي سيقابل بالإجلال والطاعة دون قَيْد ولا شرط، وسنتنكَّر لكلِّ نوع من التذمُّر والسخط، وسنعاقب على كلِّ إشارة تدل على البطَر عقابًا بالغًا في صرامته حتى يتَّخذه الآخرون لأنفسهم عبرة، وسنلغي حقَّ استئناف الأحكام ونُقْصِره على مصلحتنا فحسب؛ والسبب في هذا الإلغاء هو أننا يجب علينا أن لا نسمح أن تنمو بين الجمهور فكرة أن قضاتنا يحتمل أن يخطئوا، وإذا صدر حكم يستلزم إعادة النظر فسنعزل القاضي الذي أصدره فورًا، ونعاقبه جهرًا؛ حتى لا يتكرَّر مثل هذه الخطأ فيما بعد.
إن حكومتنا ستُحِيل مظهر الثقة الأبوية في شخْص ملكنا، وستعتدُّه أمتنا ورعايانا فوق الأب الذي يُعْنَى بسدِّ كل حاجاتهم، ويرعى كل أعمالهم، ويرتِّب جميع معاملات رعاياه بعضهم مع بعض ومعاملاتهم أيضًا مع الحكومة، وبهذا سينفذ الإحسان بتوقير الملك بعُمْق بالغ في الأمَّة حتى لن تستطيع أن تتقدَّم بغير عنايته وتوجيهه، إنهم لا يستطيعون أن يعيشوا في سلام إلا به، وسيعترفون في النهاية به على أنه حاكِمُهم الأوتقراطي المطلق، وسيكون للجميع هذا الشعور العميق بتوقيره توقيرًا يقارب العبادة، وبخاصة حين يقتنعون بأن موظَّفيه ينفذون أوامره تنفيذًا أعمى، وأنه وحده المسيطر عليهم، إنهم سيفرحون بأن يرَونا ننظِّم حياتنا كما لو كنا آباء حريصين على تربية أطفالهم على الشعور المُرْهَف الدقيق بالواجب والطاعة.
ويجب أن نضحِّي دون تردُّد بمثل هؤلاء الأفراد الذين يعتدون على النظام القائم جرَّاء اعتداءاتهم، ولأن حل المشكلة التربوية الكبرى هو في العقوبة المُثْلَى، ويوم يضع ملِك إسرائيل على رأسه المقدَّس التاج الذي أهدته له كل أوربا سيصير البطريرك لكل العالم، إن عدد الضحايا الذين سيضطر ملكنا إلى التضحية بهم لن يتجاوز عدد أولئك الذين ضحَّى بهم الملوك الأمميون في طلبهم العظَمة وفي منافسة بعضهم بعضًا.
سيكون ملكنا على اتِّصال وطيد قوي بالناس، وسيلقي خطبًا من فوق المنابر، وهذه الخطب جميعًا ستُذاع فورًا على العالم.
ولكي ينال ملِكنا مكانة وطيدة في قلوب رعاياه؛ يتحتَّم أثناء حكمه أن تتعلَّم الأمة سواء في المدارس والأماكن العامة أهمية نشاطه وفائدة مشروعاته".
يقول سعدون حمادي في مقدمة كتاب "في سبيل البعث" مبيِّنًا مقاصد ميشيل عفلق (ص 11- 13): "لذلك فالواقع العربي إذا ما ترك لوحده ولعامل التطوُّر التلقائي، فإنه سيزداد فسادًا وسوءًا وتأخرًا؛ إذًا لا بُدَّ من الانقلاب الذي يحول التطور ويغير منطقه".
ثم يتحدَّث عن أدوات الانقلاب، ويقول في تحريض على الثورة والعنف: "هناك أفراد ممتازون تستيقظ فيهم روح الأمة قبل غيرهم فيكونون الطليعة الانقلابية، إن أداة الانقلاب هي مجموعة الأفراد الذين سبقوا مجموع الشعب في التنبُّه للواقع الفاسد، وإدراك الحقيقة، والتصميم على تغيير حياة المجتمع، إن هذه المجموعة من الأفراد لا يُشْتَرط فيها أن تكون الأكثرية في الشعب، بل هي في غالب الأحيان أقلية ثورية تخرج من وسط الشعب وجماهيره الكادحة المتألمة.
إن الطليعة الانقلابية التي تخرج من الشعب تنفصل عنه في أخلاقها وتفكيرها وسلوكها، وتكوّن مجتمعًا جديدًا تسوده قِيَم الثورة، وتتمثَّل فيه معالم المجتمع الجديد، ولكنها لا تنعزل عن الشعب بل تبقى تعمل معه، وتناضل لرفع مستواه وإيقاظ إرادته وكشف حقيقته، ولأدب الانقلاب قوًى معينة تعمل معها فهي تمثِّل حقيقة الأمَّة وتلك قوًى جبارة، وهي تمثِّل المصلحة الحقيقية لأكثرية الشعب؛ ممَّا يجعلها مع التيار المنتصر واتجاهها في اتجاه تقدم البشرية وتطورها".
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/22991/#ixzz4DDOAHF00
الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
اليهود والحركات السرية
للشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
رحمه الله تعالى
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه على سنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد راجت في العصر الحديث مذاهب ونظريات وفلسفات غريبة، ليس لها همٌّ إلا إثارة النزعات والأحقاد والأنانية المفْرِطة بين البشر جميعًا.
وقد استنَّت لهذا كله قوانين ونظريات تهدف كلُّها لغاية واحدة هي هدم إنسانية الإنسان، والقضاء على الأخلاق والفضيلة وهدْم الأديان جميعها.
فمَن ذا الذي يقف وراء كل هذا الحقْد الدفين للدين والأخلاق والمبادئ الإنسانية والقِيَم الحقَّة؟ وما دور اليهود الصهاينة في ذلك؟
إن اليهود هم اليد المحرِّكة وراء كل مذهب وفلسفة ونظرية، فهم ينشرون المبادئ الفاضلة من إخاء إنساني وحرية ومساواة إذا أحسُّوا بالاضطهاد، وهم يَئِدون كل مذهب اشتمُّوا فيه رائحة الأذى لهم من قريب أو بعيد، وإن لم يستطيعوا وأْده حوَّروه بما يفسده هو ويخدمهم هم، فهم يروِّجون لكلِّ ما كان مؤديًا إلى خيرٍ لهم في أرجاء المعمورة، ويرفعون من شأن صاحبه ولو كان حقيرًا، كما يروِّجون لكل قلم ما دام هذا القلم سيساعدهم على إفساد الناس ورفْع شأن اليهود.
فهم الذين روَّجوا آراء (نيتشه) التي تهدم الأخلاق، وروَّجوا مذهب (دارون) في النشوء والتطوُّر وأَوَّلوه تأويلات بالغة، واستخدموه في القضاء على الأديان والأخلاق بإثارة النزعات الحيوانية، ومبدأ الصراع والتنازع من أجل البقاء، مظهِرِين أن كل شيء بدأ ناقصًا يثير السخرية والاحتقار، فلا قداسة إذًا لدين ولا لخلق ولا لمقدَّس من المقدسات، و(كارل ماركس) واضع نظرية الشيوعية التي تهدم الأديان والأخلاق هو ربيبتهم وصنيعة من صنائعهم، و(فرويد) اليهودي الذي هو وراء علم النفس الذي يُرجِع كلَّ الميول والآداب الدينية والخلُقية والأسرية إلى الغريزة الجنسية؛ لكي يبطل قداستها - هو واحد منها.
واليهودي (دوركايم) وراء علم الاجتماع، واليهودي أو نصف اليهودي (سارتر) وراء الوجودية التي تحوِّل حياة الفرد إلى حيوانية، ثم تصيب الفرد والجماعة بآفات القنوط واليأس والانحلال، والجمعيات السرية من ماسونية وغيرها التي روَّجت لهؤلاء وغيرهم، والتي أعملت مِعْوَل الهدم في المجتمعات التي وجدت فيها هي في الأساس من صنع اليهود، فهم وراء كل زيٍّ من أزياء الفكر والعقيدة والملبس والسلوك؛ ما دام في رواجه جلبُ منفعة لهم وإيقاع الضرر بغيرهم.
ولكن يجب التنبيه على أنه ليس اليهود وحدهم القائمين على أمر هذه الجمعيات والحركات السياسية والفكرية والاقتصادية، فأكثرها من عملهم وعمل صنائعهم، وبعضها من عمل غيرهم، ولكنهم كالملاَّح الماهر ينتفع في تسيير سفينته بكل تيار وكل ريح مهما يكن اتجاهه ويسخره لمصلحته، سواء كان موافقًا له أو معاكسًا له.
وهذا الكتاب يوضِّح ويبيِّن ويكشف هذا الدور الخفي الذي يقوم به اليهود وصنائعهم؛ لكي يصلوا إلى الغاية التي يريدونها، وهي تدمير العالم لإقامة ملك إسرائيل على أنقاضه.
وقد حرصت في هذا الكتاب أن يكون نقولاً من كتبهم هم، أو من الكتب التي حاولت كشف هذا الدور الذي يقومون به في إشاعة الفوضى وتدمير العالم.
وقد حرصت - قدر المستطاع - على ذكر المرجع ورقم الجزء والصفحة؛ توثيقًا لكلامي، ولم أعلق إلا على النذر اليسير من هذه النقول؛ لأنها - فيما أرى - أوضح من أن تحتاج إلى تعليق أو تنبيه أو تبيين.
فهل يفيق العالم وينتبه إلى ما يُحَاك له بليل ونهار على أيدي هذه العصابة الشريرة؟
أرجو أن يكون كتابي هذا خطوة في هذا الاتجاه.
والله - تعالى - من وراء القصد.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦
الفصل الأول
تغلغل الماسونية
في البروتوكول التاسع (ص 146): "ولكيلا تتحرر أيدي العميان من قبضتنا فيما بعدُ؛ يجب أن نظلَّ متَّصلين بالطوائف اتِّصالاً مستمرًّا، وهو إن لم يكن اتصالاً شخصيًّا فهو على أيِّ حال اتِّصال من خلال أشدِّ إخواننا إخلاصًا، وعندما نصير قوة معروفة سنخاطب العامة شخصيًّا في المجامع السوقية، وسنثقفها في الأمور السياسية في أي اتجاه يمكن أن يلتئم مع ما يناسبنا".
وفي البروتوكول العاشر في مجال الحديث عن إقلاق الحكومات، وتوزيع السلطة بين الهيئات المختلفة من نوَّاب ووزراء وشيوخ وهيئات إدارية... وسواها، وما لذلك من أثر في إضعاف الحكومات وسقوطها (ص 152- 153): "فإذا آذينا أيَّ جزء في الجهاز الحكومي فتسقط الدولة مريضة كما يمرض جسم الإنسان ثم يموت، وحينما حقنَّا نظام الدولة بسمِّ الحرية تغيَّرت مسختها السياسية، وصارت الدولة موبوءة بمرض مميت وهو مرض تحلُّل الدم، وليس لها إلا ختام سكرات الموت.
لقد ولَّدت الحرية الحكومات الدستورية التي احتلَّت مكان الأروتوقراطية، وهي وحدها صورة الحكومة النافعة لأجل الأمميين.
فالدستور - كما تعلمون - ليس أكثر من مدرسة للفتن والاختلافات والمشاحنات والهياجانات الحزبية العقيمة، وهو بإيجاز مدرسة كل شيء يضعف نفوذ الحكومة.
وبذلك صار في الإمكان قيام عصر جمهوري، وعندئذ وضعنا في مكان الملك ضحكة في شخص رئيس يشبهه قد اخترناه من الدهماء بين مخلوقاتنا وعبيدنا.
وهكذا أثبتْنا اللغَم الذي وضعناه تحت الأمميين، أو بالأحرى تحت الشعوب الأممية، وفي المستقبل القريب سنجعل الرئيس شخصًا مسؤولاً.
ويومئذ لن نكون حائرين في أن ننفذ بجسارة خططنا التي سيكون دميتنا مسؤولاً عنها".
مناداة الماسونية بالحرية لإحداث القلاقل في العالم:
وفي "البروتوكولات" (ص 119- 121): "إن أدعياء الحكمة والذكاء من الأمميين - غير اليهود - لم يتبيَّنوا كيف كانت عواقب الكلمات التي يلُوكونها، ولم يلاحظوا كيف يقلُّ الاتِّفاق بين بعضها وبعض، وقد يناقض بعضها بعضًا، إنهم لم يروا أنه لا مساواة في الطبيعة، وأن الطبيعة قد خلقت أنماطًا غير متساوية في العقل والشخصية والأخلاق والطاقة، وكذلك في مطاوعة قوانين الطبيعة.
إن صيحتنا (الحرية، والمساواة، والإخاء) قد جلبت إلى صفوفنا فِرَقًا كاملة من زوايا العالم الأربع عن طريق وُكَلائنا المغفَّلين، وقد حملت هذه الفرق ألويتنا في نشوة، بينما كانت هذه الكلمات - مثل كثير من الديدان - تلْتَهم سعادة المسيحيين، وتحطِّم سلامهم واستقرارهم ووحدتهم، مدمِّرة بذلك أسس الدول، وقد جلب هذا العمل النصرَ لنا كما سنرى بعدُ".
وفي صفحة 130 من "البروتوكولات": "إن كلمة الحرية تزجُّ بالمجتمع في نزاع مع كل القُوَى حتى قوة الطبيعة وقوة الله، وذلك هو السبب في أنه يجب علينا - حين نستحوذ على السلطة - أن نمحو كلمة الحرية من معجم الإنسانية؛ باعتبار أنها رمز القوة الوحشية الذي يمسخ الشعب حيوانات متعطِّشة إلى الدماء، ولكن يجب أن نركِّز في عقولنا أن هذه الحيوانات تستغرق في النوم حينما تشبع من الدم، وفي تلك اللحظة يكون يسيرًا علينا أن نسخِّرها وأن نستعبدها، وهذه الحيوانات إذا لم تعط الدم فلن تنام، بل سيقاتل بعضها بعضًا، يمكن أن لا يكون للحرية ضرر، وأن تقوم في الحكومات والبلدان من غير أن تكون ضارَّة بسعادة الناس، لو أن الحرية كانت مؤسَّسة على العقيدة وخشية الله وعلى الأخوَّة والإنسانية، نقيَّة من أفكار المساواة التي هي مناقِضة مناقَضة مباشرة لقوانين الخلْق والتي فرضت التسليم.
إن الناس المحكومين بمثْل هذا الإيمان سيكونون موضوعين تحت حماية كنائسهم - هيئاتهم الدينية - وسيعيشون في هدوء واطمئنان وثقة تحت إرشاد أئمَّتهم الروحيين، وسيخضعون لمشيئة الله على الأرض، وهذا هو السبب الذي يحتِّم علينا أن ننتزع فكرة الله ذاتها من عقول المسيحيين، وأن نضع مكانها عمليات حسابية وضرورية مادية، ثم لكي نحوِّل عقول المسيحيين عن سياستنا سيكون حتمًا علينا أن نبقيهم مُنْهَكِين في الصناعة والتجارة، وهكذا ستنصرف كل الأمم إلى مصالحها، ولن تفطن في هذا الصراع العالمي إلى عدوِّها المشترك، ولكن لكي تزلزل الحرية حياة الأمميين الاجتماعية زلزالاً وتدمِّرها تدميرًا؛ يجب علينا أن نضع التجارة على أساس المضاربة".
وفي (ص 116- 118) من "البروتوكولات": "ومن خلال الفساد الحالي الذي نلجأ إليه مكرَهين ستظهر فائدة حكم حازم يعيد إلى بناء الحياة الطبيعية نظامه الذي حطمته التحرُّرية، إن الغاية تبرِّر الوسيلة، وعلينا - ونحن نضع خططنا - أن لا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد.
إن الجمهور بربري وتصرُّفاته في كل مناسبة على هذا النحو، فما أن يضمن الرِّعاع الحرية حتى يمسخوها سريعًا فوضى، والفوضى في ذاتها قمَّة البربرية.
ومن المسيحيين أناس قد أضلَّتهم الخمْر، وانقلب شبَّانهم مجانين بالكلاسيكيات، والمجون المبكر الذي أغراهم به وكلاؤنا ومعلِّمونا وخدَمنا وقهرماناتنا في البيوتات الغنية وكتبتنا ومَن إليهم، ونساؤنا في أماكن لهوهم، وإليهن أضيف مَن يسمَّين نساء المجتمع الراغبات من زملائهم في الفساد والترَف".
وفي البروتوكول الأول من "بروتوكولات حكماء صهيون" (ص 112): "إن الحرية السياسية ليست حقيقة بل فكرة، ويجب أن يعرف الإنسان كيف يسخِّر هذه الفكرة عندما تكون ضرورية، فيتَّخذها طعمًا لجذْب العامة إلى صفِّه إذا كان قد قرَّر أن ينتزع سلطة منافِسة له، وتكون المشكلة يسيرة إذا كان هذا المنافس موبوءًا بأفكار الحرية التي تسمَّى التحرُّرية، ومن أجل هذه الفكرة يتخلَّى عن بعض سلطته، وبهذا سيصير انتصار فكرتنا واضحًا.
إن حقَّنا يكمُن في القوة، وكلمة الحق فكرةٌ مجردة قائمة على غير أساس؛ فهي كلمة لا تدل على أكثر من (أعطني ما أريد لتمكِّنني من أن أبرهن لك بهذا على أني أقوى منك).
وفي هذه الأحوال الحاضرة المضطرِبة لقُوَى المجتمع ستكون قوتنا أشدَّ من أيِّ قوَّة أخرى؛ لأنها ستكون مستورة حتى اللحظة التي تبلغ فيها مبلغًا لا تستطيع معه أن تنسفها أي خطة ماكرة، يجب أن يكون شعارنا كل وسائل العنف والخديعة.
ولذلك يتحتَّم أن لا نتردَّد لحظة واحدة في أعمال الرشوة والخديعة والخيانة، إذا كانت تخدمنا في تحقيق غايتنا.
كذلك كنَّا قديمًا أوَّل مَن صاح في الناس: الحرية والمساواة والإخاء، كلمات ما انفكَّت تردِّدها منذ ذلك الحين ببغاوات جاهلة، متجمهِرة من كل مكان حول هذه الشعائر، وقد حرمت بتردُّدها العالم من نجاحه، وحرمت الفرد من حريته الشخصية الحقيقية التي كانت من قبلُ في حمًى يحفظها من أن يخنقها السفَلة".
وفي صفحة (158) من "البروتوكولات": "أيُّ سبب أغرانا بابتداع سياستنا وبتلقين الأمميين إيَّاها؟ لقد أوحينا إلى الأمميين هذه السياسة دون أن ندعهم يدركون مغزاها الخفيَّ، وماذا حفزنا على هذا الطريق للعمل إلا عجزنا؟ ونحن جنس مشتَّت عن الوصول إلى غرضنا بالطرق المستقيمة؛ بل بالمراوغة فحسب، هذا هو السبب الصحيح، والأصل في تنظيمنا للماسونية التي لا يفهمها أولئك الخنازير من الأمميين؛ ولذلك لا يرتابون في مقاصدها، لقد أوقعناهم قتَلة محافلنا التي لا تبدو شيئًا أكثر من ماسونية؛ كي تذر الرماد في عيون رفقائهم".
وفي (ص 144) من "البروتوكولات": "إن الكلمات التحررية لشعارنا الماسوني هي (الحرية والمساواة والإخاء) ولن نبدِّل كلمات شعارنا، بل نصوغها معبِّرة ببساطة عن فكرة، وسوف نقول: حق الحرية وواجب المساواة وفكرة الإخاء، وبها سنمسك الثَّوْر من قرنَيه، وحينئذٍ نكون قد دمَّرنا في حقيقة الأمر كلَّ القوى الحاكمة إلا قوتنا، وإن تكن هذه القوى الحاكمة نظريًّا ما تزال قائمة".
وفي صفحة (150): "فإذا أوحينا إلى عقل كلِّ فرْد أهميته الذاتية، فسوف ندمِّر الحياة الأسرية بين الأمميين، ونفسد أهميتها التربوية، وسنعوق الرجال ذوي العقول الحصيفة عن الوصول إلى الصدارة، وإن العامة - تحت إرشادنا - ستبقى على تأخر أمثال هؤلاء الرجال، ولن نسمح لهم أبدًا أن يقرِّروا خططًا".
وفي البروتوكول الخامس عشر (ص 176): "إن أولئك الذين يظهرون كأنهم النمور هم كالغنم غباوة ورؤوسهم مملوءة بالفراغ.
سنتركهم يركبون في أحلامهم على حصان الآمال العقيمة لتحطيم الفردية الإنسانية بالأفكار الرمزية لمبدأ الجماعة، إنهم لم يفهموا بعدُ ولن يفهموا أن هذا الحلم الوحشي مناقض لقانون الطبيعة الأساس، وهو - منذ بدء التكوين - قد خلق كل كائن مختلفًا عن كل ما عداه؛ لكي تكون له بعد ذلك فردية مستقلة، أفليست حقيقة أننا كنَّا قادرين على دفْع الأمميين إلى مثل هذه الفكرة الخاطئة، تبرهن بوضوح قويٍّ على تصورهم الضيق للحياة الإنسانية إذا ما قورنوا بنا؟ وهنا يكمُن الأمل الأكبر في نجاحنا".
وفي البروتوكول الثاني والعشرين (ص 207- 208): "في أيدينا تتركَّز أعظم قوَّة في الأيام الحاضرة، وأعني بها: الذهب، ففي خلال يومين نستطيع أن نسحب أيَّ مقدار منه من حجرات كنزنا السرية، أفلا يزال ضروريًّا لنا بعد ذلك أن نبرهن على أن حكمنا هو إرادة الله؟ هل يمكن - ولنا كل هذه الخيرات الضخمة - أن نعجز بعد ذلك عن إثبات أن كل الذهب الذي ظللنا نكدِّسه خلال قرون كثيرة جدًّا لن يساعدنا في غرضنا الصحيح للخير؛ أي: لإعادة النظام تحت حكمنا؟
إن هذا قد يستلزم مقدارًا معيَّنًا من العنف، ولكن هذا النظام سيستقر أخيرًا، وسنبرهن على أننا المتفضِّلون الذين أعادوا السلام المفقود والحرية الضائعة للعالم المكروب، وسوف نمنح العالم الفرصة لهذا السلام وهذه الحرية ولكن في حالة واحدة ليس غيرها على التأكيد؛ أي: حين يعتصم العالم بقوانيننا اعتصامًا صارمًا.
وفوق ذلك سنجعل واضحًا لكل إنسان أن الحرية لا تقوم على التحلُّل والفساد، أو على حق الناس في عمل ما يسرُّهم عمله، وكذلك مقام الإنسان وقوَّته لا يعطيانه الحقَّ في نشر المبادئ الهدَّامة؛ كحرية العقيدة، والمساواة، ونحوها من الأفكار، وسنجعل واضحًا أيضًا أن الحرية الفردية لا تؤدِّي إلى أن لكل رجل الحق في أن يصير ثائرًا، أو أن يثير غيره بإلقاء خطب مضحكة على الجماهير القلقة المضطربة، سنعلِّم العالم أن الحرية الصحيحة لا تقوم إلا على عدم الاعتداء على شخص الإنسان وملكه؛ ما دام يتمسَّك تمسُّكًا صادقًا بكل قوانين الحياة الاجتماعية، ونعلِّم العالم أن مقام الإنسان متوقِّف على تصوُّره لحقوق غيره من الناس، وأن شرفه يروعه عن الأفكار المبهرجة في موضوع ذاته".
وفي البروتوكول السادس عشر (ص 180- 184): "إن قضاة الأمميين في الوقت الحاضر مترخِّصون مع كل صنوف المجرمين؛ إذ ليست لديهم الفكرة الصحيحة لواجبهم، ولسبب بسيط أيضًا هو أن الحكَّام حين يعيِّنون القضاة لا يشدِّدون عليهم في أن يفهموا فكرة ما عليهم من واجب.
إننا سنتَّخذ نهجًا أدبيًّا واحدًا أعظم، مستنبطًا من نتائج النظام الذي تعارَف عليه الأمميون، ونستخدمه في إصلاح حكومتنا.
وسنستأصل كلَّ الميول التحرُّرية من كل هيئة خطيرة في حكومتنا للدعاية التي قد تعتمد عليها تربية مَن سيكونون رعايانا.
وستكون المناصب الخطيرة مقصورة - بلا استثناء - على من ربَّيناهم تربيةً خاصة للإدارة، وستكون أوتقراطيتنا مكينة في كل أعمالها؛ ولذلك فإن كل قرار سيتَّخذه آمرنا العالي سيقابل بالإجلال والطاعة دون قَيْد ولا شرط، وسنتنكَّر لكلِّ نوع من التذمُّر والسخط، وسنعاقب على كلِّ إشارة تدل على البطَر عقابًا بالغًا في صرامته حتى يتَّخذه الآخرون لأنفسهم عبرة، وسنلغي حقَّ استئناف الأحكام ونُقْصِره على مصلحتنا فحسب؛ والسبب في هذا الإلغاء هو أننا يجب علينا أن لا نسمح أن تنمو بين الجمهور فكرة أن قضاتنا يحتمل أن يخطئوا، وإذا صدر حكم يستلزم إعادة النظر فسنعزل القاضي الذي أصدره فورًا، ونعاقبه جهرًا؛ حتى لا يتكرَّر مثل هذه الخطأ فيما بعد.
إن حكومتنا ستُحِيل مظهر الثقة الأبوية في شخْص ملكنا، وستعتدُّه أمتنا ورعايانا فوق الأب الذي يُعْنَى بسدِّ كل حاجاتهم، ويرعى كل أعمالهم، ويرتِّب جميع معاملات رعاياه بعضهم مع بعض ومعاملاتهم أيضًا مع الحكومة، وبهذا سينفذ الإحسان بتوقير الملك بعُمْق بالغ في الأمَّة حتى لن تستطيع أن تتقدَّم بغير عنايته وتوجيهه، إنهم لا يستطيعون أن يعيشوا في سلام إلا به، وسيعترفون في النهاية به على أنه حاكِمُهم الأوتقراطي المطلق، وسيكون للجميع هذا الشعور العميق بتوقيره توقيرًا يقارب العبادة، وبخاصة حين يقتنعون بأن موظَّفيه ينفذون أوامره تنفيذًا أعمى، وأنه وحده المسيطر عليهم، إنهم سيفرحون بأن يرَونا ننظِّم حياتنا كما لو كنا آباء حريصين على تربية أطفالهم على الشعور المُرْهَف الدقيق بالواجب والطاعة.
ويجب أن نضحِّي دون تردُّد بمثل هؤلاء الأفراد الذين يعتدون على النظام القائم جرَّاء اعتداءاتهم، ولأن حل المشكلة التربوية الكبرى هو في العقوبة المُثْلَى، ويوم يضع ملِك إسرائيل على رأسه المقدَّس التاج الذي أهدته له كل أوربا سيصير البطريرك لكل العالم، إن عدد الضحايا الذين سيضطر ملكنا إلى التضحية بهم لن يتجاوز عدد أولئك الذين ضحَّى بهم الملوك الأمميون في طلبهم العظَمة وفي منافسة بعضهم بعضًا.
سيكون ملكنا على اتِّصال وطيد قوي بالناس، وسيلقي خطبًا من فوق المنابر، وهذه الخطب جميعًا ستُذاع فورًا على العالم.
ولكي ينال ملِكنا مكانة وطيدة في قلوب رعاياه؛ يتحتَّم أثناء حكمه أن تتعلَّم الأمة سواء في المدارس والأماكن العامة أهمية نشاطه وفائدة مشروعاته".
يقول سعدون حمادي في مقدمة كتاب "في سبيل البعث" مبيِّنًا مقاصد ميشيل عفلق (ص 11- 13): "لذلك فالواقع العربي إذا ما ترك لوحده ولعامل التطوُّر التلقائي، فإنه سيزداد فسادًا وسوءًا وتأخرًا؛ إذًا لا بُدَّ من الانقلاب الذي يحول التطور ويغير منطقه".
ثم يتحدَّث عن أدوات الانقلاب، ويقول في تحريض على الثورة والعنف: "هناك أفراد ممتازون تستيقظ فيهم روح الأمة قبل غيرهم فيكونون الطليعة الانقلابية، إن أداة الانقلاب هي مجموعة الأفراد الذين سبقوا مجموع الشعب في التنبُّه للواقع الفاسد، وإدراك الحقيقة، والتصميم على تغيير حياة المجتمع، إن هذه المجموعة من الأفراد لا يُشْتَرط فيها أن تكون الأكثرية في الشعب، بل هي في غالب الأحيان أقلية ثورية تخرج من وسط الشعب وجماهيره الكادحة المتألمة.
إن الطليعة الانقلابية التي تخرج من الشعب تنفصل عنه في أخلاقها وتفكيرها وسلوكها، وتكوّن مجتمعًا جديدًا تسوده قِيَم الثورة، وتتمثَّل فيه معالم المجتمع الجديد، ولكنها لا تنعزل عن الشعب بل تبقى تعمل معه، وتناضل لرفع مستواه وإيقاظ إرادته وكشف حقيقته، ولأدب الانقلاب قوًى معينة تعمل معها فهي تمثِّل حقيقة الأمَّة وتلك قوًى جبارة، وهي تمثِّل المصلحة الحقيقية لأكثرية الشعب؛ ممَّا يجعلها مع التيار المنتصر واتجاهها في اتجاه تقدم البشرية وتطورها".
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/22991/#ixzz4DDOAHF00
توفيق- المساهمات : 626
تاريخ التسجيل : 18/04/2016
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة يوليو 08, 2016 10:29 pm من طرف توفيق
» خواطر عن حال الارض قبل نهايتها_ منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:27 pm من طرف توفيق
» كتاب(يأجوج ومأجوج من الوجود حتى الفناء) #منصور_عبدالحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:26 pm من طرف توفيق
» المؤامرة والمصادفة من كتاب الاسرار الكبرى للماسونية لمنصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:25 pm من طرف توفيق
» بين تجسس الغرب.. وتجسس "أذيال الغرب" بقلم: منصورعبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:24 pm من طرف توفيق
» الميثاق السرى لحكومة العالم الخفية --المؤامرة على العالم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:24 pm من طرف توفيق
» أصل الحضارة واعمق الاسرار فى ارض العراق - منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:21 pm من طرف توفيق
» الهيكل وسر البقرة الحمراء - للكاتب منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:15 pm من طرف توفيق
» تجربتى مع الماسونية و المؤامرة ـــ منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:14 pm من طرف توفيق