الماسونية العالمية.. منشأها وأهدافها النهائية
صفحة 1 من اصل 1
الماسونية العالمية.. منشأها وأهدافها النهائية
الماسونية العالمية.. منشأها وأهدافها النهائية
هل كانت الماسونية العالمية وراء الحرب العالمية الأولي ؟
ماذا يعني سعي الماسونية العالمية لقيام الجمهورية العالمية الموحدة؟
من المؤكد أن كثير جداً منا قد أستمع إلي لفظة الماسونية والماسونيين غير أن الأبعاد الحقيقية لتلك الجماعة تبقي دائما وأبداً مغلفة بالغموض وفي سبيل البحث عن حقيقة تلك الظاهرة كان علينا الرجوع إلي الكتاب الذي تجاوز مائة عام وعنوانه" الماسونية العالمية بحث عن المنشأ " هذا والمثير للجدل والغموض لاسيما وأننا لا نعرف الكثير عن المؤلف، فلم يقدم لنا نفسه في الكتاب، اللهم إلا من خلال الغلاف الخارجي وسياق النص نفسه. فهو إذن سياسي نمساوي يسبق اسمه لقب دكتور ونائب برلماني ومن المدافعين عن النظام الإمبراطوري النمساوي المجري الذي أنهار بعد الحرب العالمية الأولي، ومتعاطف مع القومية الألمانية.
الماسونية والدخول في التنظيم الماسوني
لعل أول تساؤل يخطر على البال بالنسبة للقارئ العربي :" ما هي الماسونية"؟
عبر هذا العمل نجد تعريفاًُ يعطينا إياه الماسوني البلجيكي المعروف "جويليه دالفيبيلا" وهي أن الماسونية هي اتحاد سري يجمع الرجال الأحرار والشرفاء في رباط أقوي وأرقي من كل الاختلافات في الوظيفة والحزب والجنسية أو الدين.
أما المشرق الكبير الفرنسي" محفل ماسوني " ، فيقرر أن غرض الماسونية هو البحث عن الحقيقة ودراسة الأخلاق وممارسة التكافل، كما تعمل الماسونية على تنقية وكمال الجنس البشري وهي في طبيعتها متسامحة وترفض كل أنواع القوالب الثابتة وتقوم على مبدأ الحرية المطلعة للضمير وشعارنا هو: الحرية والمساواة والإخاء (المادة الأولي للدستور) وتتشابه تلك النصوص مع لوائح المحافل الكبيرة الأخرى.
غير أن الماسونية تتغلف نشأتها بغلاف أسطوري ولم تفتر المحاولات في إرجاع أصولها لأزمان غابرة، حيث تم الربط بينها وبين طقوس "قيراس" وكذلك الحساب العقلاني "لفيثاجوارس"، بل ومع أقليدس أبو الرياضيات، والبعض الأخر وجد نشأتها في منظمات البنائين الرومان وآخرون وجدوها في حيرام بني هيكل إسرائيل، كما تم اعتبار تنظيم بنائي المعابد الذي تكون في القرن الرابع عشر هو نقطة الانطلاق للماسونية لكن كيف نفسر اسم ماسوني (بناء) حر؟ مما لاشك فيه أن الماسونية الأحرار قد استمدوا نشأتهم من البنائين الحرفيين.
كذلك من ضمن أسباب أطلاق تسمية "الأحرار" عليهم في العصور الوسطي هو أنه يلزم أن يكونوا متحررين من أي ارتباط، كذلك أيضا بسبب فهم الحريات والميزات الكثيرة من الملوك والباباوات تقديراً لانجازاتهم الفنية.
الانضمام إلي المحافل الماسونية
تعتبر الماسونية بمثابة رحلة البحث عن النور، والذي يبحث عن النور أي الذي يريد أن يصبح ماسونيا عليه أن يكون مستقلا وأن يكون على درجة عالية نوعا ما من التعليم، كذلك يشترط الجنس الرجال في المحافل "العادلة والكاملة" وكان يوجد سابقا في القرن الثامن عشر محافل نسائية عديدة، وبالذات في فرنسا وكذلك ألمانيا، ولم تكن الثورة والقدرة شرطاً للعضوية، غير أن ارتفاع رسوم الانضمام وكذلك الرسوم السنوية صعب من انضمام غير القادرين.
وفي البداية يحتاج الباحث عن النور إلي تزكية أثنين من المعلمين لكي يضمناه وحالما يعلم برغبته يتم عمل تحريات عنه، فإذا ما جاءت تلك التحريات إيجابية يتقدم الباحث بطلب الانضمام ويرفق به سرد لسيرته الذاتية.
وحياة المحافل كما يصفها الأخ: شاوبرج هي خدمة حقيقية للنور وكل محفل هو عبارة عن معبد للنور، لذا فإن أعظم احتفالات المحفل هو انضمام باحث عن النور، حيث يكون الأنعام بالنور هو الموضوع الرئيسي. لكن قبل أن يتم ذلك يتحتم على الباحث أن يتخطي عدة أهوال مرعبة، فيتم اقتياده في غرفة مظلمة لا يوجد بها سوي بصيص ضعيف جداً من الضوء ويوجد في أحد أركانها هيكل عظمي، وترمز الغرفة المظلمة للرحم وللقبر في نفس الوقت، وهي صورة رمزية للظلام الذي يتغلفنا قبل الميلاد وبعد الموت.
والباحث عن النور، أي الطالب الانضمام إلي المحفل الماسوني عليه أن يؤدي قسم الصمت والسرية عن كل ما يعرفه داخل الجماعة ولو قام أحد الماسونيين بالحنث بذلك اليمين، فإنه يكون قد بات مستحقا لتلقي الحكم الذي خضع له بنفسه حال قيامه بأداء القسم، وسيكون تحت أمر منفذي الحكم المجهولين والسريين، وغير آمن من أيديهم المنتقمة في أي بقعة من العالم حيثما يوجد، وبذلك يكون قد تم الإجابة عن السؤال المطروح مراراً عما إذا كان الماسوني يؤدي قسماً أم مجرد عهد عند انضمامه.
المنشآت الماسونية والتقاليد والرموز
تعتبر معرفة المنشآت والتقاليد والرموز الماسونية لمن لا ينتمي للتنظيم أشياء "لا طائل من وراءها" لكن في حقيقة الأمر هناك كتابات ماسونية سرية مستفيضة عن تلك المنشآت والرموز والتقاليد.
بداية يسمي مكان اجتماع الأخوة بالمحفل Lodge أو الكوخ أو الورشة أو بيت المحفل، ويمنع دخوله لغير المفوضين، لذا يلزم حمايته أو بمعنى آخر تأمينه وهذا ما يتولاه أخ مراقب أو حارس حيث يتأكد من أحقية الداخلين في الدخول ولا يدعهم يمرون حتى يتأكد من تأمين كل شئ. ولا توجد نوافذ لقاعة المحفل، أو يتم تغطيتها في حالة وجودها، وبالتالي تكون الحجرات مظلمة، ذلك حتى يتسني حسب زعمهم للضوء الذي يعني إنارة روحية للتغلب على الظلمة الطبيعية ويسمي كل ماسوني العالم أنفسهم بالإخوان، ويتعرف الأخوان على أنفسهم كتابيا باستخدام ثلاث نقاط (...) يضعونها أمام الحرف الأول للاصطلاحات الماسونية، لذا يسخر منهم معارضوهم بتسميتهم "أخوان الثلاث نقاط".
ويوجد في الماسونية عدد هائل من الرموز والصور الرمزية حيث تعتبر هي وسيلة الربط بين كل من ينتمون إلي هذا التوجه يسمي نشاط المحفل العمل وتتولي المحافل العاملة قبول وترقية الأخوان والماسونيون أنفسهم يصفون الإجراءات التي تتم في هذا الصدد بالمثيرة والمحيرة.
ويتولي محفل التعازي تأبين الأخ الذي يرحل إلي الشرق الأبدي والماسونية بحسب شراحها ومنها مؤلف هذا العمل لا تسعي إلي صياغة الحقائق الكبري والأبدية التي تهيمن على الجنس البشري في مجرد كلمات تقوم بتبليغها، ولكنها تسعي لتكوين عقول تتلقي، فمثلا تستخدم الصور الرمزية الخاصة بدرجة المتدربين في أغراض الشرح والتوضيح.
في علاقة الماسونية باليهودية
لعل السؤال الذي يتكرر كثيرا جداً هل من علاقة ما بين الماسونية واليهودية؟.
يقول احد العارفين بالماسونيه بشكل موجز ومختصر أن نشأتها حدثت في انجلترا، وبناء درجاتها العليا تم في فرنسا، وتأهيلها الروحي في ألمانيا، أما مظاهراها الخارجية فقد نشأت في معظمها من اليهودية. والماسونية الروحة ترتبط ببناء هيكل سليمان، ويلعب هذا الملك الحكيم دوراً كبيراً في الماسونية. ولم يكن هيكل سليمان والذي يتم اتخاذه رمزاً في كل العمل الماسوني لبناء "هيكل الإنسانية" لم يكن بأي حال من الأحوال بتلك العظمة التي يمكن أن يفترضها المرء بناء على الأوصاف التوراتية له، فلا يمكن مقارنته بأي شكل من الأشكال بكاتدرائية كولونيل أو كنيسة سان بول بلندن أو حتى بكاتدرائية سان بيتر بروما وقد تمت المناداة بالملك سليمان معلماً أكبر للماسونية الحرة بأثر رجعي عام 1730 فحسب، أما الماسونية البنائية الحرفية فليست لها أدني علاقة بذلك. ونجمة داؤد هي الماسوني بمثابة رمز لفاعلية الكلمة الإلهية ولانطلاق القوي الربانية وتوجد هذه النجمة المشتعلة بصفة دائمة فوق باب التنظيم في شرق قاعة المحفل.
هل يعني ذلك أن مؤسس الماسونية كانوا من اليهود؟
يقول صاحب هذا العمل أن هذا التصور غير ثابت تاريخيا، الرابطة كانوا جميعا مسيحيين محافظين ممن كانوا تبعا للمنهج الانجليزي يكونون هوي خاصا للعهد القديم، ومنهم الواعظ الانجليزي الذي تم ذكره مرارا وهو جاكوب أندرسون الذي ألف الكتاب الشهير "كتاب الدستور للبنائين الأحرار والمقبولين" كذلك هناك الباحث الطبيعي "ئتوفيل دراساجوبليرس" والباحث التاريخي "جورج باين" أما بقية الأسماء فمذكورة في التراث الماسوني وغالبا لا يوجد بينها اسم يهودي.
والثابت تاريخيا أنه ما أن تم تأسيس الماسونية حتى حاول اليهود تثبيت أقدامهم فيها، غير أن ذلك لم يكن سهلا، ففي البدء كان ممنوعا على اليهود دخولها، غير أنه تم تأسيس محفلين يهوديين عام 1780 في مدينة فرانكفورت، على أنه لم يتم الاعتراف بهما من باقي المحافل. وفي المقابل تكاثرت الأصوات التي تؤيد انضمام اليهود.
الماسونية وأعمال الخير والسياسة
تتباين بشدة في الماسونية اتجاهات الأول يحصر مهمتها في ترقية الأعضاء لذواتهم، والآخر يعتبر أن المهمة التي لا غني عنها للمحافل الماسونية هي امتهان السياسة كي يمكن بواسطتها خدمة رفاهية الإنسان.
وترتكن الماسونية الألمانية بصفة عامة على وجهة النظر الأولي متبعا لرؤية الفن الملكي "يكون هدف البناء الحر هو أن يكون طبيبا ومكتملا من دون مساعدة من خوف أو رجاء.
وأعمال الخير عند الماسويين هي غطاء يتخلي عنه المرء حالما لا يحتاج إليه، وهذا أيضا في الأساس مجرد أمر بديهي لأن قسم السرية يصبح بلا معني عقلاني إذا ما كان الأمر مجرد اتحادات لأعمال الخير، ناهيك عن القسم البشع في النظام السويدي. وهنا نمسك بذلك الاعتراف العلني لنشرة "كيليت" وهي النشرة الماسونية المعترف بها للمحفل الرمزي الكبير للمبحر.
أن الماسونية المجرية تمثل نظام دولة، وما هي طبيعة هذا النظام، ذلك ما يصرح به الأخ "بيلاباس" بلا حياء في محفل ديل لوجوس "أسعوا لكي تتوقف سطوة الحكام الذين لا يعملون. الهدف إذن بلا شك هو الجمهورية.
وممارسة السياسة إذن هي الهدف الأساسي للماسونيين المجريين بل هو الهدف الوحيد، حيث يتم تقريبا عملية تأهيل لسياسيين في المحفل وفي كل انتخابات يتم توجيه الماسونيين في المجر إلي كيفية التصرف. كذلك فإن الماسونيين الأمريكيين مرتبطون بالسياسة بشكل حميم جداً، ويكفي التنويه عن أنه يوجد ضمن أعضاء مجلس النواب 213 ماسونيا أي نحو الثلثين بينما يشتمل مجلس الشيوخ على 48 ماسونيا وهذا العدد هو أكبر من النصف. وفي واشنطن نفسها يمارس الأخوان في نظام الدرجات العليا الاسكتلندي نفوذاُ كبيراً وقد ترأس زعيمهم السابق الأخ """ "ريتشادسون" لجنة الانتخابات الديمقراطية دعم العلاقات الجيدة بين انجلترا وأمريكا من خلال علاقة الصداقة الأخوية بين الماسويين الانجليز والأمريكيين.
أما فيما يتعلق بالماسونيين في البلاد الأخرى بما فيها النمسا والمجر فإن المرء يمكنه القول بضمير مستريح أن نشاطهم الرئيسي يكمن في المجال السياسي، وأن هدفهم الرئيسي كان ويظل هو الانهيار التام لنظام الدولة والمجتمع في البلاد الملكية، حيث يلزم تعليم وتربية السياسيين ورجال الدولة وحتى الأحزاب بأكملها بشكل تدريجي على التفكير الجمهوري.
ومن هذا المنظور تكون الحرب العالمية قد قدمت نفسها على أنها اختبار القوة للماسونية العالمية التي تم التحضير لها من المحفل منذ زمن وأن رئاسة أركانها السياسية تتخذ من لندن مركزاً وأن إدارتها الروحية في باريس.
العلاقة بين الماسونية والحرب العالمية
والشاهد أنه إذا كانت الماسونية تسعى فعلا للوصول إلي النموذج المعروف بالجمهورية العالمية، وإذا كانت قد أشعلت ثورات في كل مكان وهذا حقا أمر أكيد، فهي حينئذ تكون غير مبرأة عن أفظع تلك الثورات وأكثرها ترويعا إلا وهي الحرب العالمية. أن مجرد التخمين يفضي إلي أن نصيبها في عملية الدمار البشع لأوربا يفوق بكثير ما كان الألمان يميلون لافتراضه. وفي الوقت الذي ألقي الماسونيون السلاميون بشعار السلام العالمي وسط الجماهير، لجأت كل من الماسونية الفرنسية والإنجليزية الحاسمين إلي سياسة تفضي حتما إلي الثورة العالمية، أو في حقيقة الأمر إلي الحرب العالمية.
وإذا ما أراد المرء التحقق من النصيب الكبير للماسونية في الحرب العالمية ففي الأمان وضع حقيقتين أمامه:
أولا: أنه كانت هنالك مجابهة علنية قبل اندلاع الحرب بين كل من الشرق الفرنسي الكبير والماسونية الإنجليزية، وثانيا أن الزيارات الماسونية المتبادلة بين الإنجليز والألمان في كل من برلين ولندن (1913) كانت تدل على كل شئ إلا أن هناك نوايا حربية من جانب الإنجليز، ويمكن مواجهة ذلك بالآتي: كون هنالك خصومة معينة بين أل "جراند أورينت" وبين المحفل المتحد الكبير لإنجلترا، فذلك أمر مؤكد غير أن ذلك يرجع إلي أسباب دينية بحتة وقد تم التراجع عنها لحظة اندلاع الحرب لصالح الطرفين، وفي المقابل تؤكد الزيارات الماسونية لكل من لندن وبرلين على أن الإنجليز هم قوم شديدو الذكاء، وليس من قبيل الظن ولكنه شئ مؤكد أن تلك الزيارات كانت مدعومة ومرغوبا فيها من جانب الحكومة الإنجليزية لأسباب تتعلق بالدولة، وذلك كي يتم ربط القوي المؤثرة عندما يجد الجد، أي ربط أثنين وستين ألف ماسوني ألماني.
وإذا كان هذا التفسير غير مقبول فهنالك أيضا احتمال أن يكون الانجليز يرغبون في تأمين العلاقات الدولية للماسونية عند الضرورة (مباحثات السلام) فكلا رجلي الدولة الإنجليزيين "جلادستون" و "بالمرستون" قد خدما الماسويين لمفاوضين إبان الثورة الإيطالية هل مطلوب بعد تلك الحقائق بأن نتذكر أيضا أفعال "لويدجروج" الذي يوصم في كل انجلترا بالغوغائي الغاصب الكذاب المحترف وذلك قبل أن يتقلد منصب رئيس الوزراء؟
ويكفي ذلك، فالإنجليز كانوا دائما تلاميذ معتبرين ونجباء لمعلهم الأكبر، وهو الأخ ؟؟؟ الملك إدوارد السابع، والذي هو بالنسبة لهم أعظم ماسوني العصر الحديث، وإذا ما أمعن المرء النظر في ارتباطات الماسونية العالمية وتعرف عليها كقوة محركة أساسية تسعي نحو الثورة العالمية، أو بمعني أدق الحرب العالمية لكي تنشئ الحكومة العالمية على أنقاض الممالك القديمة المتهاوية فإنه لم يعد يملك أن يتوجه نحو الماسونية الألمانية بدون مرارة.
برنامج السلام الماسوني للرئيس ويلسون
يتضح جليا لكل من يراجع ما تقدم أن الماسونيين يتحملون نصيبا كبيراً من وزر إشعال الحرب العالمية. وعلى المرء أن يتذكر أنه لم يمكن استخدام سوي مجرد جزء يسير من الأدلة المتوافرة علنا وأنه لو كانت كل المحلات والنشرات الماسونية، وعلى وجه الخصوص الملفات المغلقة، تحت التصرف لأمكن مضاعفة تلك الأدلة إلي الآلاف ومع ذلك ليكن معلوما أن حرب عالمية بكل دمارها المروع وخرابها ليست هي هدف الماسونيين بقدر أن الهدف هو الثورة العالمية بمثلها العليا وفي الدرجة الأولي في القضاء على الأسر المالكة الأوربية وتحقيق قيام الجمهورية العالمية.
وإذا ما صدق هذا السياق الفكري وحب أن تؤكده المحصلة النهائية ومعني ذلك أن يتواءم برنامج "ويلسون" للسلام والذي يمثل ذروة التطور التاريخي المرتبط بالحرب ـ أن يتواءم في مطالبة الرئيسة مع الأهداف الماسونية، وبالذات مع كون ويلسون نفسه ماسونيا. وبالفعل فحينما نمر على برنامج ويلسون للسلام سطراً فسطر، فسوف نجد النقاط الرئيسية مفحمة بالروح الماسونية، غير أنه يوجد فيها رغما عن ذلك عدة تأكيدات وضمتها الحرب فحسب والتى يمكن تضمينها آية مقترحات سلام معادلة وبالتالي يمكن إغفالها.
وطالما ثار جدل متكرر قبل الحرب العالمية الأولي عما إذا كان الماسونيون في كل العالم يعتبرون بمثابة رابطة عالمية موحدة، ذات مساع وأهداف واحدة أم لا، وتبني الرأي الأول بشكل أكيد ماسونيين ألمان ذوي حيثيته.
وعلينا فقط أن نتذكر ما قاله المعلم الأكبر الأخر.. جارتس (المحفل الإقليمي الكبير لماسوني ألمانيا في برلين)، الذي أكد حرفيا على وحدة الماسونيين على الرغم من اختلاف الشكل كما نشير كذلك إلي الماسوني الألماني المبجل الأخ ... لورفيج كيلر، الذي طالما تبني في كتاباته عن تاريخ وكيان الماسونية الأفكار التى تقول بأنه يمكن اعتبار الماسونية وحدة واحدة تمتد فوق جميع أنحاء الأرض.
يقول "فريد ريش فيختل" "قبل الانصراف" الآن أتي اليوم الذي طالما انتظره الماسانيون واشتاقوا له بشدة، أو كما يقول الأخ فرانكوين "اليوم الذي سيتم فيه تحرير كل المعدمين والتكفير عن كل المظالم والقضاء على كل الامتيازات وحصول الدول المغتصبة على حق تقرير المصير، كما سيتم الآن توحيد كل المحافل الكبيرة والشرق الكبير في تاخ كوني وستنتهي اليوم كل الشقاقات والحدود الإقليمية التي فصلت الماسونية عن بعضها البعض. ولقد تم الآن بلوغ المثل الأعلى المتوهج للمستقبل، والذي طالما تراوح أمام الماسونين.
وإذا كان الماسونيون قد أشعلوا حروبا عالمية وعملوا على تحويل العالم إلي أنقاض فهل سوف يجدون كذلك القوة لإعادة بناء معبد الإنسانية من جديد؟
المصدر من هنا
ز
هل كانت الماسونية العالمية وراء الحرب العالمية الأولي ؟
ماذا يعني سعي الماسونية العالمية لقيام الجمهورية العالمية الموحدة؟
من المؤكد أن كثير جداً منا قد أستمع إلي لفظة الماسونية والماسونيين غير أن الأبعاد الحقيقية لتلك الجماعة تبقي دائما وأبداً مغلفة بالغموض وفي سبيل البحث عن حقيقة تلك الظاهرة كان علينا الرجوع إلي الكتاب الذي تجاوز مائة عام وعنوانه" الماسونية العالمية بحث عن المنشأ " هذا والمثير للجدل والغموض لاسيما وأننا لا نعرف الكثير عن المؤلف، فلم يقدم لنا نفسه في الكتاب، اللهم إلا من خلال الغلاف الخارجي وسياق النص نفسه. فهو إذن سياسي نمساوي يسبق اسمه لقب دكتور ونائب برلماني ومن المدافعين عن النظام الإمبراطوري النمساوي المجري الذي أنهار بعد الحرب العالمية الأولي، ومتعاطف مع القومية الألمانية.
الماسونية والدخول في التنظيم الماسوني
لعل أول تساؤل يخطر على البال بالنسبة للقارئ العربي :" ما هي الماسونية"؟
عبر هذا العمل نجد تعريفاًُ يعطينا إياه الماسوني البلجيكي المعروف "جويليه دالفيبيلا" وهي أن الماسونية هي اتحاد سري يجمع الرجال الأحرار والشرفاء في رباط أقوي وأرقي من كل الاختلافات في الوظيفة والحزب والجنسية أو الدين.
أما المشرق الكبير الفرنسي" محفل ماسوني " ، فيقرر أن غرض الماسونية هو البحث عن الحقيقة ودراسة الأخلاق وممارسة التكافل، كما تعمل الماسونية على تنقية وكمال الجنس البشري وهي في طبيعتها متسامحة وترفض كل أنواع القوالب الثابتة وتقوم على مبدأ الحرية المطلعة للضمير وشعارنا هو: الحرية والمساواة والإخاء (المادة الأولي للدستور) وتتشابه تلك النصوص مع لوائح المحافل الكبيرة الأخرى.
غير أن الماسونية تتغلف نشأتها بغلاف أسطوري ولم تفتر المحاولات في إرجاع أصولها لأزمان غابرة، حيث تم الربط بينها وبين طقوس "قيراس" وكذلك الحساب العقلاني "لفيثاجوارس"، بل ومع أقليدس أبو الرياضيات، والبعض الأخر وجد نشأتها في منظمات البنائين الرومان وآخرون وجدوها في حيرام بني هيكل إسرائيل، كما تم اعتبار تنظيم بنائي المعابد الذي تكون في القرن الرابع عشر هو نقطة الانطلاق للماسونية لكن كيف نفسر اسم ماسوني (بناء) حر؟ مما لاشك فيه أن الماسونية الأحرار قد استمدوا نشأتهم من البنائين الحرفيين.
كذلك من ضمن أسباب أطلاق تسمية "الأحرار" عليهم في العصور الوسطي هو أنه يلزم أن يكونوا متحررين من أي ارتباط، كذلك أيضا بسبب فهم الحريات والميزات الكثيرة من الملوك والباباوات تقديراً لانجازاتهم الفنية.
الانضمام إلي المحافل الماسونية
تعتبر الماسونية بمثابة رحلة البحث عن النور، والذي يبحث عن النور أي الذي يريد أن يصبح ماسونيا عليه أن يكون مستقلا وأن يكون على درجة عالية نوعا ما من التعليم، كذلك يشترط الجنس الرجال في المحافل "العادلة والكاملة" وكان يوجد سابقا في القرن الثامن عشر محافل نسائية عديدة، وبالذات في فرنسا وكذلك ألمانيا، ولم تكن الثورة والقدرة شرطاً للعضوية، غير أن ارتفاع رسوم الانضمام وكذلك الرسوم السنوية صعب من انضمام غير القادرين.
وفي البداية يحتاج الباحث عن النور إلي تزكية أثنين من المعلمين لكي يضمناه وحالما يعلم برغبته يتم عمل تحريات عنه، فإذا ما جاءت تلك التحريات إيجابية يتقدم الباحث بطلب الانضمام ويرفق به سرد لسيرته الذاتية.
وحياة المحافل كما يصفها الأخ: شاوبرج هي خدمة حقيقية للنور وكل محفل هو عبارة عن معبد للنور، لذا فإن أعظم احتفالات المحفل هو انضمام باحث عن النور، حيث يكون الأنعام بالنور هو الموضوع الرئيسي. لكن قبل أن يتم ذلك يتحتم على الباحث أن يتخطي عدة أهوال مرعبة، فيتم اقتياده في غرفة مظلمة لا يوجد بها سوي بصيص ضعيف جداً من الضوء ويوجد في أحد أركانها هيكل عظمي، وترمز الغرفة المظلمة للرحم وللقبر في نفس الوقت، وهي صورة رمزية للظلام الذي يتغلفنا قبل الميلاد وبعد الموت.
والباحث عن النور، أي الطالب الانضمام إلي المحفل الماسوني عليه أن يؤدي قسم الصمت والسرية عن كل ما يعرفه داخل الجماعة ولو قام أحد الماسونيين بالحنث بذلك اليمين، فإنه يكون قد بات مستحقا لتلقي الحكم الذي خضع له بنفسه حال قيامه بأداء القسم، وسيكون تحت أمر منفذي الحكم المجهولين والسريين، وغير آمن من أيديهم المنتقمة في أي بقعة من العالم حيثما يوجد، وبذلك يكون قد تم الإجابة عن السؤال المطروح مراراً عما إذا كان الماسوني يؤدي قسماً أم مجرد عهد عند انضمامه.
المنشآت الماسونية والتقاليد والرموز
تعتبر معرفة المنشآت والتقاليد والرموز الماسونية لمن لا ينتمي للتنظيم أشياء "لا طائل من وراءها" لكن في حقيقة الأمر هناك كتابات ماسونية سرية مستفيضة عن تلك المنشآت والرموز والتقاليد.
بداية يسمي مكان اجتماع الأخوة بالمحفل Lodge أو الكوخ أو الورشة أو بيت المحفل، ويمنع دخوله لغير المفوضين، لذا يلزم حمايته أو بمعنى آخر تأمينه وهذا ما يتولاه أخ مراقب أو حارس حيث يتأكد من أحقية الداخلين في الدخول ولا يدعهم يمرون حتى يتأكد من تأمين كل شئ. ولا توجد نوافذ لقاعة المحفل، أو يتم تغطيتها في حالة وجودها، وبالتالي تكون الحجرات مظلمة، ذلك حتى يتسني حسب زعمهم للضوء الذي يعني إنارة روحية للتغلب على الظلمة الطبيعية ويسمي كل ماسوني العالم أنفسهم بالإخوان، ويتعرف الأخوان على أنفسهم كتابيا باستخدام ثلاث نقاط (...) يضعونها أمام الحرف الأول للاصطلاحات الماسونية، لذا يسخر منهم معارضوهم بتسميتهم "أخوان الثلاث نقاط".
ويوجد في الماسونية عدد هائل من الرموز والصور الرمزية حيث تعتبر هي وسيلة الربط بين كل من ينتمون إلي هذا التوجه يسمي نشاط المحفل العمل وتتولي المحافل العاملة قبول وترقية الأخوان والماسونيون أنفسهم يصفون الإجراءات التي تتم في هذا الصدد بالمثيرة والمحيرة.
ويتولي محفل التعازي تأبين الأخ الذي يرحل إلي الشرق الأبدي والماسونية بحسب شراحها ومنها مؤلف هذا العمل لا تسعي إلي صياغة الحقائق الكبري والأبدية التي تهيمن على الجنس البشري في مجرد كلمات تقوم بتبليغها، ولكنها تسعي لتكوين عقول تتلقي، فمثلا تستخدم الصور الرمزية الخاصة بدرجة المتدربين في أغراض الشرح والتوضيح.
في علاقة الماسونية باليهودية
لعل السؤال الذي يتكرر كثيرا جداً هل من علاقة ما بين الماسونية واليهودية؟.
يقول احد العارفين بالماسونيه بشكل موجز ومختصر أن نشأتها حدثت في انجلترا، وبناء درجاتها العليا تم في فرنسا، وتأهيلها الروحي في ألمانيا، أما مظاهراها الخارجية فقد نشأت في معظمها من اليهودية. والماسونية الروحة ترتبط ببناء هيكل سليمان، ويلعب هذا الملك الحكيم دوراً كبيراً في الماسونية. ولم يكن هيكل سليمان والذي يتم اتخاذه رمزاً في كل العمل الماسوني لبناء "هيكل الإنسانية" لم يكن بأي حال من الأحوال بتلك العظمة التي يمكن أن يفترضها المرء بناء على الأوصاف التوراتية له، فلا يمكن مقارنته بأي شكل من الأشكال بكاتدرائية كولونيل أو كنيسة سان بول بلندن أو حتى بكاتدرائية سان بيتر بروما وقد تمت المناداة بالملك سليمان معلماً أكبر للماسونية الحرة بأثر رجعي عام 1730 فحسب، أما الماسونية البنائية الحرفية فليست لها أدني علاقة بذلك. ونجمة داؤد هي الماسوني بمثابة رمز لفاعلية الكلمة الإلهية ولانطلاق القوي الربانية وتوجد هذه النجمة المشتعلة بصفة دائمة فوق باب التنظيم في شرق قاعة المحفل.
هل يعني ذلك أن مؤسس الماسونية كانوا من اليهود؟
يقول صاحب هذا العمل أن هذا التصور غير ثابت تاريخيا، الرابطة كانوا جميعا مسيحيين محافظين ممن كانوا تبعا للمنهج الانجليزي يكونون هوي خاصا للعهد القديم، ومنهم الواعظ الانجليزي الذي تم ذكره مرارا وهو جاكوب أندرسون الذي ألف الكتاب الشهير "كتاب الدستور للبنائين الأحرار والمقبولين" كذلك هناك الباحث الطبيعي "ئتوفيل دراساجوبليرس" والباحث التاريخي "جورج باين" أما بقية الأسماء فمذكورة في التراث الماسوني وغالبا لا يوجد بينها اسم يهودي.
والثابت تاريخيا أنه ما أن تم تأسيس الماسونية حتى حاول اليهود تثبيت أقدامهم فيها، غير أن ذلك لم يكن سهلا، ففي البدء كان ممنوعا على اليهود دخولها، غير أنه تم تأسيس محفلين يهوديين عام 1780 في مدينة فرانكفورت، على أنه لم يتم الاعتراف بهما من باقي المحافل. وفي المقابل تكاثرت الأصوات التي تؤيد انضمام اليهود.
الماسونية وأعمال الخير والسياسة
تتباين بشدة في الماسونية اتجاهات الأول يحصر مهمتها في ترقية الأعضاء لذواتهم، والآخر يعتبر أن المهمة التي لا غني عنها للمحافل الماسونية هي امتهان السياسة كي يمكن بواسطتها خدمة رفاهية الإنسان.
وترتكن الماسونية الألمانية بصفة عامة على وجهة النظر الأولي متبعا لرؤية الفن الملكي "يكون هدف البناء الحر هو أن يكون طبيبا ومكتملا من دون مساعدة من خوف أو رجاء.
وأعمال الخير عند الماسويين هي غطاء يتخلي عنه المرء حالما لا يحتاج إليه، وهذا أيضا في الأساس مجرد أمر بديهي لأن قسم السرية يصبح بلا معني عقلاني إذا ما كان الأمر مجرد اتحادات لأعمال الخير، ناهيك عن القسم البشع في النظام السويدي. وهنا نمسك بذلك الاعتراف العلني لنشرة "كيليت" وهي النشرة الماسونية المعترف بها للمحفل الرمزي الكبير للمبحر.
أن الماسونية المجرية تمثل نظام دولة، وما هي طبيعة هذا النظام، ذلك ما يصرح به الأخ "بيلاباس" بلا حياء في محفل ديل لوجوس "أسعوا لكي تتوقف سطوة الحكام الذين لا يعملون. الهدف إذن بلا شك هو الجمهورية.
وممارسة السياسة إذن هي الهدف الأساسي للماسونيين المجريين بل هو الهدف الوحيد، حيث يتم تقريبا عملية تأهيل لسياسيين في المحفل وفي كل انتخابات يتم توجيه الماسونيين في المجر إلي كيفية التصرف. كذلك فإن الماسونيين الأمريكيين مرتبطون بالسياسة بشكل حميم جداً، ويكفي التنويه عن أنه يوجد ضمن أعضاء مجلس النواب 213 ماسونيا أي نحو الثلثين بينما يشتمل مجلس الشيوخ على 48 ماسونيا وهذا العدد هو أكبر من النصف. وفي واشنطن نفسها يمارس الأخوان في نظام الدرجات العليا الاسكتلندي نفوذاُ كبيراً وقد ترأس زعيمهم السابق الأخ """ "ريتشادسون" لجنة الانتخابات الديمقراطية دعم العلاقات الجيدة بين انجلترا وأمريكا من خلال علاقة الصداقة الأخوية بين الماسويين الانجليز والأمريكيين.
أما فيما يتعلق بالماسونيين في البلاد الأخرى بما فيها النمسا والمجر فإن المرء يمكنه القول بضمير مستريح أن نشاطهم الرئيسي يكمن في المجال السياسي، وأن هدفهم الرئيسي كان ويظل هو الانهيار التام لنظام الدولة والمجتمع في البلاد الملكية، حيث يلزم تعليم وتربية السياسيين ورجال الدولة وحتى الأحزاب بأكملها بشكل تدريجي على التفكير الجمهوري.
ومن هذا المنظور تكون الحرب العالمية قد قدمت نفسها على أنها اختبار القوة للماسونية العالمية التي تم التحضير لها من المحفل منذ زمن وأن رئاسة أركانها السياسية تتخذ من لندن مركزاً وأن إدارتها الروحية في باريس.
العلاقة بين الماسونية والحرب العالمية
والشاهد أنه إذا كانت الماسونية تسعى فعلا للوصول إلي النموذج المعروف بالجمهورية العالمية، وإذا كانت قد أشعلت ثورات في كل مكان وهذا حقا أمر أكيد، فهي حينئذ تكون غير مبرأة عن أفظع تلك الثورات وأكثرها ترويعا إلا وهي الحرب العالمية. أن مجرد التخمين يفضي إلي أن نصيبها في عملية الدمار البشع لأوربا يفوق بكثير ما كان الألمان يميلون لافتراضه. وفي الوقت الذي ألقي الماسونيون السلاميون بشعار السلام العالمي وسط الجماهير، لجأت كل من الماسونية الفرنسية والإنجليزية الحاسمين إلي سياسة تفضي حتما إلي الثورة العالمية، أو في حقيقة الأمر إلي الحرب العالمية.
وإذا ما أراد المرء التحقق من النصيب الكبير للماسونية في الحرب العالمية ففي الأمان وضع حقيقتين أمامه:
أولا: أنه كانت هنالك مجابهة علنية قبل اندلاع الحرب بين كل من الشرق الفرنسي الكبير والماسونية الإنجليزية، وثانيا أن الزيارات الماسونية المتبادلة بين الإنجليز والألمان في كل من برلين ولندن (1913) كانت تدل على كل شئ إلا أن هناك نوايا حربية من جانب الإنجليز، ويمكن مواجهة ذلك بالآتي: كون هنالك خصومة معينة بين أل "جراند أورينت" وبين المحفل المتحد الكبير لإنجلترا، فذلك أمر مؤكد غير أن ذلك يرجع إلي أسباب دينية بحتة وقد تم التراجع عنها لحظة اندلاع الحرب لصالح الطرفين، وفي المقابل تؤكد الزيارات الماسونية لكل من لندن وبرلين على أن الإنجليز هم قوم شديدو الذكاء، وليس من قبيل الظن ولكنه شئ مؤكد أن تلك الزيارات كانت مدعومة ومرغوبا فيها من جانب الحكومة الإنجليزية لأسباب تتعلق بالدولة، وذلك كي يتم ربط القوي المؤثرة عندما يجد الجد، أي ربط أثنين وستين ألف ماسوني ألماني.
وإذا كان هذا التفسير غير مقبول فهنالك أيضا احتمال أن يكون الانجليز يرغبون في تأمين العلاقات الدولية للماسونية عند الضرورة (مباحثات السلام) فكلا رجلي الدولة الإنجليزيين "جلادستون" و "بالمرستون" قد خدما الماسويين لمفاوضين إبان الثورة الإيطالية هل مطلوب بعد تلك الحقائق بأن نتذكر أيضا أفعال "لويدجروج" الذي يوصم في كل انجلترا بالغوغائي الغاصب الكذاب المحترف وذلك قبل أن يتقلد منصب رئيس الوزراء؟
ويكفي ذلك، فالإنجليز كانوا دائما تلاميذ معتبرين ونجباء لمعلهم الأكبر، وهو الأخ ؟؟؟ الملك إدوارد السابع، والذي هو بالنسبة لهم أعظم ماسوني العصر الحديث، وإذا ما أمعن المرء النظر في ارتباطات الماسونية العالمية وتعرف عليها كقوة محركة أساسية تسعي نحو الثورة العالمية، أو بمعني أدق الحرب العالمية لكي تنشئ الحكومة العالمية على أنقاض الممالك القديمة المتهاوية فإنه لم يعد يملك أن يتوجه نحو الماسونية الألمانية بدون مرارة.
برنامج السلام الماسوني للرئيس ويلسون
يتضح جليا لكل من يراجع ما تقدم أن الماسونيين يتحملون نصيبا كبيراً من وزر إشعال الحرب العالمية. وعلى المرء أن يتذكر أنه لم يمكن استخدام سوي مجرد جزء يسير من الأدلة المتوافرة علنا وأنه لو كانت كل المحلات والنشرات الماسونية، وعلى وجه الخصوص الملفات المغلقة، تحت التصرف لأمكن مضاعفة تلك الأدلة إلي الآلاف ومع ذلك ليكن معلوما أن حرب عالمية بكل دمارها المروع وخرابها ليست هي هدف الماسونيين بقدر أن الهدف هو الثورة العالمية بمثلها العليا وفي الدرجة الأولي في القضاء على الأسر المالكة الأوربية وتحقيق قيام الجمهورية العالمية.
وإذا ما صدق هذا السياق الفكري وحب أن تؤكده المحصلة النهائية ومعني ذلك أن يتواءم برنامج "ويلسون" للسلام والذي يمثل ذروة التطور التاريخي المرتبط بالحرب ـ أن يتواءم في مطالبة الرئيسة مع الأهداف الماسونية، وبالذات مع كون ويلسون نفسه ماسونيا. وبالفعل فحينما نمر على برنامج ويلسون للسلام سطراً فسطر، فسوف نجد النقاط الرئيسية مفحمة بالروح الماسونية، غير أنه يوجد فيها رغما عن ذلك عدة تأكيدات وضمتها الحرب فحسب والتى يمكن تضمينها آية مقترحات سلام معادلة وبالتالي يمكن إغفالها.
وطالما ثار جدل متكرر قبل الحرب العالمية الأولي عما إذا كان الماسونيون في كل العالم يعتبرون بمثابة رابطة عالمية موحدة، ذات مساع وأهداف واحدة أم لا، وتبني الرأي الأول بشكل أكيد ماسونيين ألمان ذوي حيثيته.
وعلينا فقط أن نتذكر ما قاله المعلم الأكبر الأخر.. جارتس (المحفل الإقليمي الكبير لماسوني ألمانيا في برلين)، الذي أكد حرفيا على وحدة الماسونيين على الرغم من اختلاف الشكل كما نشير كذلك إلي الماسوني الألماني المبجل الأخ ... لورفيج كيلر، الذي طالما تبني في كتاباته عن تاريخ وكيان الماسونية الأفكار التى تقول بأنه يمكن اعتبار الماسونية وحدة واحدة تمتد فوق جميع أنحاء الأرض.
يقول "فريد ريش فيختل" "قبل الانصراف" الآن أتي اليوم الذي طالما انتظره الماسانيون واشتاقوا له بشدة، أو كما يقول الأخ فرانكوين "اليوم الذي سيتم فيه تحرير كل المعدمين والتكفير عن كل المظالم والقضاء على كل الامتيازات وحصول الدول المغتصبة على حق تقرير المصير، كما سيتم الآن توحيد كل المحافل الكبيرة والشرق الكبير في تاخ كوني وستنتهي اليوم كل الشقاقات والحدود الإقليمية التي فصلت الماسونية عن بعضها البعض. ولقد تم الآن بلوغ المثل الأعلى المتوهج للمستقبل، والذي طالما تراوح أمام الماسونين.
وإذا كان الماسونيون قد أشعلوا حروبا عالمية وعملوا على تحويل العالم إلي أنقاض فهل سوف يجدون كذلك القوة لإعادة بناء معبد الإنسانية من جديد؟
المصدر من هنا
ز
توفيق- المساهمات : 626
تاريخ التسجيل : 18/04/2016
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة يوليو 08, 2016 10:29 pm من طرف توفيق
» خواطر عن حال الارض قبل نهايتها_ منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:27 pm من طرف توفيق
» كتاب(يأجوج ومأجوج من الوجود حتى الفناء) #منصور_عبدالحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:26 pm من طرف توفيق
» المؤامرة والمصادفة من كتاب الاسرار الكبرى للماسونية لمنصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:25 pm من طرف توفيق
» بين تجسس الغرب.. وتجسس "أذيال الغرب" بقلم: منصورعبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:24 pm من طرف توفيق
» الميثاق السرى لحكومة العالم الخفية --المؤامرة على العالم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:24 pm من طرف توفيق
» أصل الحضارة واعمق الاسرار فى ارض العراق - منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:21 pm من طرف توفيق
» الهيكل وسر البقرة الحمراء - للكاتب منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:15 pm من طرف توفيق
» تجربتى مع الماسونية و المؤامرة ـــ منصور عبد الحكيم
الجمعة يوليو 08, 2016 10:14 pm من طرف توفيق